المحرر موضوع: يا دكتور وديع، اين وداعتك؟  (زيارة 1196 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Yousif Matawy

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 38
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يوسف متاوي
yousifmatawy@yahoo.com
ربما توجيه سؤال منطقي واحد الى السيد وديع بتي يضع النقاط على الحروف، وهو: اذا كنتم قد اخترتم اللغة العربية كلغة الام لابنتكم كما قلتم في برنامج عن المسيحيين العرب (نعتذر عن عدم امتلاكنا نسخة منه ونتمنى ان تمتلكوا نسخة منه وتضعه لنا على الانترنت) فاي حق يتبقى لكم للتكلم عن شعب وحقوق سياسييه في التحدث عن قضيته ما دمتم رفضتم بارادتكم الانتماء اليه من خلال رفض انتماء ابنتكم اليه؟
ولكن حيث ان المقال ليس بغاية محاججة شخصية قصيرة بقدر ما هو مناقشة المسالة من وجه اعم، فاننا نقول في شرقنا المبتلي بشخصنة الامور والافكار والعقائد وتعميمها، لا يمكن للنقد ان يأخذ دوره البناء، الا باعادة غرس المفاهيم السليمة، ومنها تقبل الاخر وتفهم افكاره. فحتى الذين يقيمون في الغرب من ابناء جلدتنا هم في تصرفاتهم وردود افعالهم لا يزالون شرقيين حتى النخاع، بل وان شرقية ونرجسية البعض منهم لا تظهر بشكلها الجلي الا هناك في المهاجر. فنحن الباقون في ارض الوطن، على الاقل ينظر الينا جيراننا اننا الاكثر تطورا وتقبلا للافكار الاجتماعية الحديثة، ولكن المفارقة اننا في غربتنا نعيد ونستعير جبة الشرقي المتزمت.
هذا ما راودني وانا اطالع مقال الدكتور وديع بتي والذي ورغم تجربته في الكتابة فانه لم يكن وديعا ابدا ولم يكن كاتبا ابدا في هذه المرة او لنقل الكبوة.
فالكاتب الموضوعي الحريص على مصداقيته عندما ينتقد امرا محددا، وبخاصة مقالة منشورة او مقابلة مذاعة، فان عليه التزاما اخلاقيا بالامانة والدقة  في الاقتباس او الاستشهاد، والافضل والشائع ان يضع ما يقتبسه لينتقده بين القوسين ليدرك القراء ان ما ينتقد هو موجود حقا، فليس مقبولا او كافيا ان نضع اسم نمرود بيتو او سركيس اغاجان او ابلحد افرام او يونادم كنا او اي احد اخر ونرصف الكلمات ونحشوها بما نهوى على السنتهم وندفع القراء باتجاه تصديق ان ما سطره الكاتب هو صادر فعلا عن من يتم تنسيب الامر اليهم من ضحايا التهم المفبركة!!
ورغم تقديرنا للكاتب وديع بتي ولاراءه فاننا نرى، او يبدو ان هناك، امورا سياسية ومواقف مسبقة خلف ما كتبه او لفقه ونسبه بشان السيد نمرود بيتو، وبالاخص ما وضعه على لسانه ومن ثم بنى مقالته عليه.
فالكاتب اوهم نفسه ان السيد نمرود لم يقل امرا كان يجب ان يقوله وبنى مقالته النقدية على اساس هذا التوهم. ولكن حقيقة الامر هي عكس ذلك تماما، فالسيد نمرود قال الامر بعبارة صريحة ولكن يبدو ان الموقف السياسي المسبق للسيد وديع قد منعه من سماع الامر. واذا كان عتبنا كبيرا على السيد وديع لهذا التوهيم المتعمد، فان عتبنا هو اكبر على مواقعنا الالكترونية التي تقبل بنشر مثل هذه الاكاذيب الفضوحة، فكان على هذه المواقع تنبيه الكاتب او سحب مقالته لانها مبنية على اكذوبة كبيرة.
ويستمر السيد وديع في كبوته وبما يؤكد انها متعمدة وعن سابق اصرار. حيث ورغم ان السيد عمانوئيل خوشابا جاء بالخبر اليقين والشهادة الدامغة على بطلان ما اورده السيد وديع من اتهام باطل، فانه وعوض ان يبادر السيد وديع بالاعتذار وتصحيحح الامر، فانه يصر على الهروب الى امام وتكذيب اذان المستمعين الذين وبنقرة على الماوس استطاعوا سماع الكلمات الواضحة للسيد نمرود، ما عدا السيد وديع الذي يصر على محاولة عقيمة للتاويل والاجتهاد الذي يفتقر الى الدليل.
فرغم ان السيد وديع في مقاله الاول وبكلمات عربية واضحة يقول ((ولم يكلف الاستاذ بيتو نفسه، وهو يقدم وجبته هذه، الاشارة،  حتى ولو مجاملة، الى ضرورة الرجوع الى سكنة سهل نينوى لاستحصال الدعم الشعبي لمشروعه هذا))، ورغم ان الدليل والشهادة الصوتية الدامغة اثبتت بطلان هذا الادعاء فان السيد وديع في مقاله الثاني، وعوضا عن الاعتنذار وتصحيح الخطأ، فانه يهرب الى امام ويقول لنا انه انتقد مجمل ما قيل في اللقاء وخلفيات ما قيل، ومرة اخرى دون ان يستشهد باي مثال او اثبات او شهادة مما قيل. والهروب الى امام يؤكد ان الخطأ  في اتهام السيد نمرود هو خطأ متعمد ولم يكن خطأ عفوي.
وعوض ان يجيب السيد وديع عن التساؤلات المنطقية للسيد عمانوئيل خوشابا عن من يمتلك الاحقية في التحدث عن سهل نينوى فانه يتحاشى الاجابة ويصر على الهروب الى امام وتحويل الامر الى منحى شخصي فيه ما يكفي من ادلة على مواقف سياسية مسبقة تنزع عن الكاتب ومقاله مصداقيته وموضوعيته وتجعله مقالا مشخصنا محشوا بعبارات الاساءة الرخيصة اكثر منه مقالا يتضمن فكرا او محاججة.
ولعل عنونة السيد وديع لمقاله بعنوان (رد الكاتب عمانوئيل خوشابا - حجج بائسة واوراق صفراء) يعكس المستوى المتدني للمقال شكلا ومضمونا، مثلما يعكس نفسية وشخصية الكاتب.
بل والغريب انه ورغم ان رد السيد عمانوئيل خوشابا لم يتضمن اسم الحركة الديمقراطية الاشورية والسيد يونادم كنا، الا ان السيد بتي اقحمه في رده على الاستاذ عمانوئيل خوشابا في غاية مكشوفة في تعميق التخندقات والاحتقانات وفي بازار سياسي رخيص.
ولو سلمنا حقا وبلغة السيد بتي ان المقاطع التي استشهد بها الاستاذ عمانوئيل خوشابا هي "حب وكرز" يخفي خلفها السيد نمرود بيتو بيعه الممنوع من "عرق بعشيقة القجغ"!!
فاننا نقول لكاتبنا العزيز ومن يحدد الممنوعات ياترى، في نظام ديمقراطي يبيح قول الاراء والافكار ويقبل بتداولها؟ هل تراك يا كاتبنا تعيش ايام النظام المقبور الذي حدد للانسان العراقي قائمة الممنوع والمسموح؟ وهل تراك تشعر بالحنين الى تلك الايام فتستعيد ممارستها؟
اما حول مصير ابناء شعبنا في مناطق الاقليم الاخرى وغيرها من الامور والنقاط، فان مقابلة عشتار مع السيد نمرود ومقال السيد عمانوئيل وغيره من كوادر الحزب الوطني الاشوري تؤكد انه ليس بغافل عنها، لانه اساسا انبثق ليعمل من اجل مجمل شعبنا الاشوري في العراق وليس حصرا بابناء منطقة واحدة.
اذا الرؤية جاءت واضحة ومعلنة في المقابلة مع عشتار وفي المواقف الرسمية والكتابات المنشورة، وهي رؤية يمكن تعزيزها برؤى اخرى قد تكون افضل.
فاين اذن تسويق الممنوع والعرق القجغ يا سيد وديع؟
ثم انه ورغم ان السيد عمانوئيل اجاب عن مجمل هذه الامور في الجزء الثاني من مقاله، الا ان السيد وديع لم يمتلك من الوداعة والصبر ما يجعله يتريث كما هي الاصول لحين نشر وقراءة الجزء الثاني من المقال.
وهذا الاستعجال بحد ذاته يثير الاسئلة اكثر مما يقدم من اجوبة، خاصة وانه ياتي من كاتب له تجربة في الكتابة. الاستعجال يبدو انه نتيجة عدم قدرة السيد وديع على تقبل الادلة الدامغة التي وردت في رد السيد عمانوئيل، مثلما هو استعجال بغاية الهروب من مواجهة الاسئلة الواضحة والمحددة التي وردت في رد السيد عمانوئيل.
يبدو لي ان الروابط التي قدمها لكم السيد عمانوئيل خوشابا كانت مربط الفرس الذي جعلكم تخرجون عن صوابكم وتردون بلا روية، واظهرت حكمكم المسبق ونعتقد انكم لم تفهموا او لم تشاهدوا المقابلة اصلا، والا كيف تحكم عليها بانها تسوق للممنوع وما هو الممنوع لديكم حقا؟ وهل بات على الشعب وقواه ونحن الباقون في الوطن ان نستفسر منكم ما هو المسموح او الممنوع؟ ام نستفسر من المنظمة الاثورية الديمقراطية التي لا تمتلك اعضاء في جل العراق او شيبا مندو او الكاردينال الفاتيكاني او اعراب المغرب وليبيا  ليحددوا لنا المسموح لنا؟ وهل كان نضال شعبنا العراقي ان ياتي هذا اليوم ليسال فيه سياسيينا السماح ممن لا رابطة لهم لا مع الشعب ومكوناته ولا مع الارض؟ ولا تزال عزيزنا الدكتور بعيدا عن الاجابة على تساؤلات الجميع.