المحرر موضوع: المجتمع وبكاء الرجل  (زيارة 851 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الاب يوسف جزراوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 311
  • الجنس: ذكر
  • انك انت صانع نفسك بنفسك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المجتمع وبكاء الرجل
« في: 18:57 27/06/2008 »
انطبعت في اذهاننا كشرقيين منذ الصغر صورة للرجل الشرقي ، ذلك الرجل العنيد _ الصلب _ القاسي _ الخشن ( واظيفوا انتو ما تريدون.....)
وفي مجتمعاتنا العربية الذكورية بات بُكاء المرأة منظرًا بديهيًا، بل مقبولاً ، اما بكاء الرجل بات من المناظر المحضورة 0 لاتبكي انت رجال ) فاصبح من المتعارف عليه ان البكاء من شيمة النساء! وللاسف هذه هي ذهنية مجتمعاتنا العربية التي تؤمن أن البقاء للاقوى .... ليكبت الرجل دمعته خوفا من اقاويل المجتمع

وفي ظل عاداتنا وتقاليدنا الشرقية اصبح بكاء الرجل عيبًا ( عيب لاتبكي البكاء للنسوان) ( عيب عل زلم تبكي)
مما جعل تلك المجتمعات توصف دموع الرجل بالضعف والاذلال والانصهار للرجولة !!!!!!!!!!!!
يقولون تبكي المرأة لأنها ضعيفة  ويزيدون البكاء سلاحها وفي دموعها طوفان يغرق فيه امهر السباحيين من الرجال ......
ولكنّني اتساءل: أليس الرجل انسان من لحم ودم ؟ اهو مخلوق من فولاذ؟ أهو سوبرمان؟  او هو مجرد صخرة خالية من المشاعر والاحاسيس؟

اؤمن ان لاعلاقة بين الرجولة والبكاء
فدموع الرجل دموع عزيزة  وقد تأتي الدموع نتيجة اختناق وكبت وصراعات أو نيجة غربة ووحدة او..............
الدموع ليست حكرًا للمرأة دون الرجل ........
فدموعك ليست نقصًا في رجولتك ن بل رمز لانسانيتك لانك انسان قبل كل شي بين جوانحك قلب ينبض
في دموعك راحة للذات لما يحتويه من صراعات داخلية
انها متنفسك وتغسل قلبك وتطهره  وتزيل الغصة عنه

وقد يبكي الرجل لفقدان إنسان عزيز عليه وهذه ظاهرة اجتماعية نابعة من صميم إنسانيتنا ....... والسيد المسيح له المجد بكى لوفاة لعازر بعد ان طفح حزن الفقدان في قلبه
ويبكي الرجل لخيانة صديق او حبيبة او زوجة ولا اتعس من الخيانة
او ترى تسيل دمعته ازاء حدثًا مفرحًا
او يبكي متى مكان الرجل صاحب ضمير حي ونفس ندامة
انها دموع الوداع والسفر والرحيل وربما كلنا قد اختبرنا مثل تلك الدموع

ختامًا اذهب لاقول: دمعة الرجل ليست رخيصة بل لها معاني
وهي دمعة حرة ! ومنذ متى تستاذن الدمعة من عين صاحبها
ان تكون انسان يعني ان لعيونك دمعة

الاب يوسف جزراوي
نحن خلقنا لنحبّ ولنشهد لحبّ الله بين اخوتنا البشر
على الله أبي إتكالي لإشهد بحبهِ بين اخوتي
الإنسان المُسامح هو الذي سيربح في نهاية المطاف.