المحرر موضوع: الذكرى الثانية لعودة اخي الاب الفاضل يوحنان جولاغ  (زيارة 1199 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل sabah JOLAKH

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 123
    • مشاهدة الملف الشخصي
 
  الذكرى الثانية لعودة اخي الاب الفاضل يوحنان جولاغ

 اكتب اليك في ذكرى عودتك الثانيــــة         يا غذاء روحــي حتى من قبل فطامــــــي
 فهل لي بحفنة من الاعداد او ثلة من الارقام   او اسم من اسماء الايام او الاعــــــوام ؟؟؟
 فجلالة الحدث من رهبة يقف لـــــــــه        حزني الصامت وقفـة الاجـــــلال والاكـــرام
 رغم اندفاعي لم يجرؤ قلمي ان يحددك      لما لك من خصــال وصفات فوق حدود الكلام
 لقد اختارك الباري مع جوقة ملائكته          كيف لا وعلى الارض كنت سيد الالحان والانغـام
 حتى الكنائس الثكلى موشحة بصدى صوتك   والهياكل اعلنت الحداد منذ رحيلك كالايتــــام 
 مبروك لك خورنتـك ورعيتـــــــــــــــك            ولنا الصبـر والامل باللقاء في اخــر الايـــــــــــام إإإ

 
 مســاء يوم الاثنين ، الثالث من شهر تموز من عــام الفين وستة ، نفذ زيت سراج جسدك العليل،
 فلم تجد الروح من خيار سوى العـــــــــودة الى حيثما اتت ، حيث باريها ومانحهـا، فعادت للعيش
 بحضــور الاب الازلـــــي السرمــــــــــدي .
 لم ولن ابكيك ، ولكنني جد حزين لرحيلك لانه اتى في غيـر اوانــــه إإإ
 فيا ليت نور سراجك لم ينطفئ إإ ويا ليت جسدك لم يمت إإإ
 فما احوجنا اليوم اليك ، الى شخصك والى شخصيتك ، الى دفء حنانك وسعة قلبك ،
 ما احوجنا الى انسانيتــــــــــــك .
 ما احوجنا الى علمك وعلومك تعاليمك، الى فلسفتك ولاهوتــــك ،
 ما احوجنا اليــوم الى مســـــــــيحك ،
 الى مؤلفاتك وكتاباتك واشعارك
 ما احوجنا اليوم الى وطنك ووطنيتك ،
 ما احوجنا اليوم الى تشبثك بارض ابائك واجدادك
 رفضت العلاج في الخارج ، وفضلت تراب بلدتك إإإ
 تقول في احدى قصائدك الملحنة ـ مزمورا دخوشكا وبهرا ـ مزمور الظلام والنور
 اثري وملتي دينـي ولشاني       اني شــوهاري وشــوحا دكيانـــــــــي
 * وطني وشعبي ديني ولساني      هم افتخـاري ومجــد كيانـــــــــــي * .
 ما احوجنا الى صوتك العذب الخالد والذي غزا قلوب الملايين من محبيك في ارجاء المعمــورة إ
 ما احوجنا اليوم اليك ، الى صدقك وصداقتك ، الى مجالسك ومجالستك ،
 ما احوجنا اليوم الى مبادئك ،التي لم تهتز يوما ، حتى اخذت تنخر في فكرك من ثم جسدك الى
 حد الاعتــــــــلال إإإإ
 يا لخســـارة الاض ، ويا لربـــح الســماء
 لقد ودعتك الارض بالحزن والالم والبكـــــاء
 واستقبلتك السـماء بالفرح والسرور والثنــــــاء ...
 يا لهول الحدث الذي شطرني الى نصفيـن ، الى ارض وســماء ،
 فنصفـي الاول غابة من الارجل ، تتشبث بالتراب، تتالم ، تصرخ ،تشكي وتشتكي ،
 تتمـــــــرد ، ترفض غيابــــــــك كي تشبع انانيتي
 ونصفي الثاني ، صفاء ونقاء  طفولة وفرح ، امل ورجـــاء ، لا يبالي بالموت ، لانه
 تحويل وانتقــال ، فالصباح لا بد له من مســـاء .
 لقد قلت عن الموت في اخر ايامك الارضية =
 ** الموت هو الواسطة التي نسير بها في طريق يقودنا الى الحياة الابدية ، فان كانت
 اعمالنا وحياتنا نظيفة ومؤمنة ، فان هذا الطريق يوصلنا سريعا الى هناك ، وان كانت اعمالنا
 وحياتنا ملوثة ، فانا نتاخر بالوصول ، اما اذا كانت اعمالنا وحياتنا مخالفة للدين ، فلا نصل الى
 هنــاك ابــــــدا **
 اذن لننشــر ثقافة العـــودة وليس لغة المـوت ، ثقافة الحياة الابدية وليس لغة اللذين لا رجاء لهم .
 يقـول المخلص ** ثقوا انني غلبت العالـــم **
اميــــن يا رب العالميـــــــــــن .
   


                                                                             اخـــــــوك
                                                                        صبـــــــاح جـــــــولاغ