احتفال كبير في دهوك بتخرج الدفعة الأولى
من طلبة المدارس السريانية من جامعات كردستان العراق
ريان نكارا / عنكاوا كوم _ دهوك شهدت جامعات كردستان هذا العام (2007-2008) تخرج أول دفعة من الطلبة الدارسين باللغة السريانية والبالغ عددهم بحدود الخمس وخمسون طالباً وطالبة من مختلف كليات ومعاهد كردستان، وبهذه المناسبة البهية أقيم احتفالٌ كبير على شرف الطلبة الخريجين عن مختلف المدارس السريانية في عموم الإقليم، وتم الاحتفال على قاعة المركز الثقافي الآشوري يوم الثلاثاء 22/7/2008، وأطلقت اللجنة المنظمة للحفل والتي تضم أعضاءً من زوعا واتحاد النساء الآشوري واتحاد الطلبة والشبيبة الكلدوآشوري واللجنة الخيرية الآشورية ومن المركز الثقافي الآشوري، أسم (دورة نصيبين) على خريجي الدفعة الأولى -الدارسين باللغة السريانية- من المعاهد والكليات..
ويذكر أن جامعات كردستان مازالت تدرس طلبتها باللغتين العربية والإنكليزية إلا ما ندر، أما المدارس الابتدائية والثانوية تدرس طلبتها باللغة الكردية فيما هناك مدرستين أو ثلاثة في الإقليم تدرس بالعربية، بالإضافة إلى عشرات المدارس تُدرس باللغة السريانية موزعة في مختلف مناطق تواجد (الكلدان الآشوريين السريان)، والطلبة المحتفلين اليوم هم من خريجي هذه المدارس.. ويرى المحتفلون من خلال كلماتهم أن مشروع التدريس باللغة الأم (السريانية) يحصد اليوم ثماره الحقيقية بتخرج الدفعة الأولى من الشباب المثقف والمسلح بالمعرفة والاختصاصات الدقيقة في شتى العلوم، حاملاً معه ثقافة أجدادهِ وتاريخهم العريق، فبدراستهم للغة الأم يعاد أحياء المجد..
وحدثنا السيد ميخائيل بنيامين رئيس اللجنة المنظمة للاحتفال، عن طبيعة الاحتفال وماهية الرسالة الموجهة وحيثيات الإعداد ، قائلا :
"أعتقد إننا لن نبالغ إذا قلنا إن المناسبة تشكل حدثا تاريخيا متميزا في مسيرة شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، وكما سبق لي أن أكدت في كلمتي في الاحتفال، فإلى جانب كل ما يملكه شعبنا من منجزات الحضارة وما قدمه للمدنية العالمية عبر مختلف مراحل تأريخه الطويل ، تبقى هذه المناسبة متميزة لأنها المرة الأولى التي يتخرج فيها طلبة من أبناء شعبنا من الجامعات وقد درسوا كل المواد في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والإعدادية بلغتنا السريانية، هذا من جانب.
من جانب آخر فلأن العملية أثارت منذ بدايتها تساؤلات من لدن الكثير لم تنتهي حول إمكانية نجاح المشروع، وإن كانت اغلبها طبيعية كونها تجربة حديثة لم يسبق لشعبنا ممارستها، عدا الشكوك التي أثارها بعض آخر لأسباب تختلف، لسنا هنا بصددها، ولأن التجربة قد واجهتها فعلا صعوبات جمة على صعد مختلفة، غير إن النجاح وبمختلف المقاييس كان الملمح الأبرز فيها، وهذه النخبة من الخريجين هو المثال الساطع بالإضافة إلى النتائج التي تحققها على الدوام المدارس السريانية كما وتستحق الإشارة إلى إن بين هذه النخبة عدد ممن جاء ضمن العشر الأوائل على الكليات والمعاهد التي تخرجوا منها .
وبصفتي مدرسا للغة والأدب السرياني في ثانوية نصيبين وتأكيدا على تواصل تفوق طلبتنا، يسعدني أن اذكر إن بين متفوقي السادس الإعدادي (العلمي) على مستوى الإقليم لهذا العام، طالبتان من نصيبين (رنيا أدور حنا و جيرمين شمعون سادة) حققتا معدل (98%) عدا الثلاث درجات المفترض أن تضاف إلى معدليهما كونهما نجحتا في الدور الأول ومن السنة الأولى وبذلك سيكون معدليهما(101%).
لهذه الأسباب وغيرها رأينا بان المناسبة تستحق أكثر من هكذا احتفال، ولكن ببساطة حاولنا فيه أن نقول لهؤلاء إن نجاحهم انجاز تاريخي مهم وأن نتوجه برسالة تقدير واحترام إلى عوائل هؤلاء الطلبة الذين كان قرارهم وإصرارهم بإرسال أبناءهم للتعلم بهذه اللغة سندا أساسيا في انطلاق المشروع وتواصله وكذلك إلى كل المساهمين في العملية من الإداريين وكل المدرسين والمعلمين في هذه المدارس والى كل الجهات الداعمة لهذا المشروع القومي والوطني والإنساني المهم."
وأستطرد السيد ميخائيل في حديثهِ :
"... في هذه المناسبة الكبيرة أود أن أقول لأبناء شعبنا انظروا إلى ثمار مشروع التعليم السرياني ، فقد تجدون أجوبة تبحثون عنها ....
لا أقول إن الطريق كانت وستكون مفروشة بالورد ، فلم يكن ما وصلت إليه العملية سهلا ولن يكون كذلك على الدوام فمتى كانت المنجزات الكبيرة تتحقق من المواقع المستريحة ، ولكن الجهود المبذولة والمفترض أن تبذل تستحق العناء ، وحق التعلم باللغة الأم أبسط حقوق الإنسان وواجب الحفاظ على هذه اللغة الربانية ، لغة أفرام ونرساي وتطويرها لتواكب العصر مهمة تستحق هذه الجهود ..
وأقول : نعم علينا أن نتواصل على الدوام في الحوار والنقاش للبحث عن أفضل السبل التي من شأنها تطوير طرق التعلم والتدريس بهذه اللغة ومن أجل ضمان أفضل مستقبل لأطفالنا، نعم ان العملية تحتاج وتحتاج الى الكثير في سبيل التطوير وقد نتفق أو نختلف في الكثير من التفاصيل الفنية والإدارية واللغوية والإملائية وما إلى ذلك الخاصة بلغتنا طالما كانت تجربة حديثة ولكنني أختلف في مسألة النقاش حول مبدأ حق التدريس بهذه اللغة من عدمه."
هذا وكان قد حضر الاحتفال كل من :
- عدد من الآباء الكهنة الأفاضل
- السيدة كاليتا شابا عضوة برلمان إقليم كردستان العراق / سكرتيرة اتحاد النساء الآشوري.
- وفد من قيادة زوعا برئاسة السيد يونان هوزايا نائب السكرتير العام .
- وفد المديرية العامة للتعليم السرياني برئاسة السيد نزار حنا.
- السيد باسم بلو قائممقام قضاء تلكيف وأعضاء من المجلس البلدي في القضاء.
- السيد فائز عبد ميخا جهوري مدير ناحية ألقوش .
- ممثل رئاسة جامعة دهوك السيد الدكتور صلاح هروري وعدد من اساتذة الجامعة.
- وفد اللجنة الخيرية الاشورية برئاسة السيد نابليون كوركيس رئيس اللجنة.
- السيد نزار حنا الديراني رئيس اتحاد الادباء والكتاب السريان.
- وفد اتحاد النساء الاشوري.
- وفد نادي نوهدرا الاجتماعي برئاسة السيد رائد جرجيس رئيس النادي.
- وفد المركز الثقافي الاشوري برئاسة السيد نيسان ميرزا رئيس المركز.
- وفد اتحاد الطلبة والشبيبة الكلدواشوري برئاسة السيد نينوس يوخنا سكرتير الاتحاد.
- وفد جمعية مار ايث ألاها برئاسة المحامي أفرام فضيل رئيس الجمعية.
- عدد من الشخصيات والوجهاء من أبناء شعبنا.
أما منهاج الحفل فكان كالآتي :
- الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء..
- استقبال الطلبة الخريجين..
- كلمة اللجنة المنظمة.
- كلمة المديرية العامة للتعليم السرياني، ألقاها السيد نزار حنا..
- أنشودة (صورا خاثا، الأمل الجديد)، لمجموعة من طلبة نوهدرا..
- كلمة ممثل رئاسة جامعة دهوك.
- كلمة عن الطلبة الخريجين، ألقاها الطالب عيسى يعقوب.
- كلمة الحركة الديمقراطية الآشورية، ألقاها السيد يونان هوزايا.
- أنشودة (آثوثا دشمي، حروف أسمي)، رتلتها الطالبة بلتي ميخائيل من مدرسة نوهدرا..
- كلمة لجنة المناهج السريانية، ألقاها السيد فريد يعقوب.
- كلمة السيد شمائيل ننو العضو السابق في برلمان إقليم كردستان.
- قص الكعك من قبل الطلبة الخريجين..
- توزيع الهدايا والشهادات التقديرية على الطلاب وإدارات المدارس والمؤسسات الداعمة لعملية التعليم السرياني..