المحرر موضوع: وفي بعض الشعر نبوءة  (زيارة 2497 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Putrus Halabi

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 5
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وفي بعض الشعر نبوءة
« في: 11:34 21/06/2005 »
  وفي بعض الشعر نبوءة

      العصر المهجن


                            الشاعر بطرس حلبي
 
على غير العادة ، احجم هذه المرة عن إضاءة خلفية النص ، تاركا
 حرية الإستنتاج ولإستنباط لنباهتك قارئ العزيز ، وفي ذكر ذلك
يسعدني ان ارد على الأخ الكريم باسم روفائيل من موقع تللسقف
العزيز الذي ساهم بنباهة كتابة إضاءة لقصيدتي الشهيد بيا صليوة وعبد الخالق محجوب من قراءاته ومشاهداته الحية ، فشكرا لك عزيزي باسم إذ لم استطع ان ارد على ذلك بسبب عدم معرفتي بطريقة الرد في موقع تللسقف* .
فلحظة تاءمل وإستعادة لحوادث شريط الماضي في سبعينات القرن الماضي ، والذي يعيه من هو في عمري او الأكابر سنا ، فالمثقفون
الديمقراطيون العراقيون على مختلف مراتبهم يدركون تماما ما كانت تحمله في طياتها خطة التبعيث السيئة السيط لمؤسساتنا الثقافية ، وخاصة المدارس ، والمعاهد ، والجامعات بإعتبارها الى جانب الجيش مؤسسات عفلقية صرفة ، اي بلغة التعبيرالعامي
**طابو مختوم بشمع احمر للسلطة البعثية ، لا يمكن مساسه .
فما الذي يرتجى من المثقف الديمقراطي المحاصر في تلك الظروف الحالكة ، ان يفعل ليدافع على نقاء انتمائه ، ويصون ادبه وفنه من محاولة الإستيعاب والتلويث وحمله بعيدا عن اجواء التهليل والتزمير لصنم الحاكم باءمره .
لقد توافق إستضافة شاعر لغة الضاد الأكبر* محمد مهدي الجواهري للنادي الثقافي المسيحي ببغداد ، ضيف شرف للحديث عن مشوار حياته الأدبية الزاخرة بالحوادث والمعاني والعبر، ميلاد هذه القصيدة ....فالقيتها إحتفاء بمقدمه . وبعد ثلاثة عشر عاما إلتقيته ببودابست في بيت صديق لنا فاعدت قراءة بعضها اليه 
قإستحسنها بقوله ثلاث مرات * حلو  حلو  حلو فإلتفت إلى إمراءة
كانت جالسة الى جانبه ، فاعقبها برابعة  حلو.....
فادخلت في نفسي بهجه ما بعدها بهجه .إنه الجواهري العظيم الذي
لا يطري على احد .
فها اءنذا انشرها اليوم تخليدا لذكرى شاعر كفاحنا المشترك  ، ووحدتنا الوطنية التي ستبقى قارب نجاة لنا جميعا عربا واءكرادا
وكلدانا واشوريين وتركمانا وكل اءطياف قوس قزحنا الجميل ، التي
 تشكل سدة ولحمة شعبنا العزير في عراق امن ومزدهر .
ارفق مع النص صورتين تذكاريتين مع شاعرنا الكبير اءلتقطت في  بودابست قبل خمسة عشر عاما ، اءرجو ان تنشر احداها مع النص
 إعرابا عن تقدير لدوره التاريخي الرائع في نضال شعبنا في كل المنعطفات والمنحنيات الصعبة ....
 
تمتد ساحة همي فوق اتينا
         يا ثدي اءمي بطهر ينتدي لينا
اءرثت كل مجاعاتي وعهري مذ
           هبت على جسدي ذكوى تدنينا
شيدت حلمي على قلبي جدار اسى
          يا واهبا رجمي شكلا وتلوينا
جاورت ظلي رخيا من سواحله
          اءتاد قلبي نبيا تاب تديينا
يا كبوة الجسد العاري بنشوته
              حللت ما بين وجدي والنهى حينا
 

يا ريح لمي ملااتي القديمة ما
           إلتذت النفس من كاءس المحبينا
توالد الموت في حقائب الزمن ال
           محمول يا مروض التاريخ اءسينا
ينسل من عصبي نزفا يخالطه
           إغفاء حلمي على كفي تلاوينا
ما زال يلتحف الشحاذ مديته
          فجر البداوات عرى وشم اءيدينا
مبكى الحقيقة عصر ظل مضطربا
          تروى خمائله عهرا وتهجينا
والشمس في وطني كليلة الضرع
          تشق من صدرها نبعا لتروينا
تمخضي شهوة الاتين زوبعة
          من سورة الغضب المنزاح بكينا
 

تمتد صورة همي عبر نافذة ال
           ريح الرمادي ظلا يلتوي فينا
راءسي سفينة ملاح جنادله
          تستف من حلم الأرواح تفطينا
صبوا جرار الأسى في سمح خاطره
           تحملن من زمن الفوضى براكينا
قالوا فؤادك قديس نعذبه
           صبوا على جسدي زيتا وغسلينا
تخثر الصمت ملتفا على شفتي
          لا ترهبوا حسي الممراح توهينا
 

اءحرقت من حلمي طوفان ملكتي
           اءجتث اجتث اوهاما لماضينا
القيت من حافة الذكرى سحابته
           قناطر الموت ، سور الليل تهوينا
والجرح ساحة إصرار وتربية
          فدوري الحرف يا اصداء تكوينا
فالموت عرس إذا لمت حقائبه
           اءطمار بؤسي وكوخا كان يؤينا
 

قلبي إلى وطني اجتاح غربته
            بين التهاويم تنزى من ماءقينا
والحرف يختال مصلوبا على شفتي
          والصمت يولد اءحيانا مضامينا
فالشعر رؤيا كاءحلام العبيد لذا
          ذة وقد لفنا الدوار تفتينا
*اءبا الفرات* عشقنا راح سانحة
           يا شمس رحلتنا للنفس تجرينا
*اءبا الفرات* حلمنا واحة الأبد
          والقلب تحرقه الأصوات تخمينا
يا من حملت إلى الأطياف زهوتها
           والشعر معركة الوجدان تضرينا
يمتد كالأفق يناءى حين اسرحه
          ينسل من عصب الرؤيا افانينا
 تنداح من ظلك الممتد اءجنحة
         تمتد تمتد حبا كان يروينا
اءراك من كوة الاتي على رحب ال
              دنيا رحيق اءوحام وزيتونا
 
قلبي حقائب احزان رحيل صدى
          تستف من حلمي ظماءى احايينا
سحائب الشعر يا اءوداج عاقرة
          تختال من سحنة الأعياد تزينا
* اءبا الفرات * لماذا عاد يسكرنا
          كاءس من الدعة الشوهاء تدجينا
طحالب الموت تنمو في حقول دمي
           يا ضجة الكون في الأعراق هدينا
والليل في وطني وجه لغانية
            تجذ من نهدها عهرا وتعدينا
لم يبق من متعي الهو سوى اءلمي
             وراية الجرح فوق النار تذرينا
 

                           السويد