الحوار والراي الحر > المنبر الحر

مطاحن تلكيف والقادسية الثالثة

(1/1)

عصام خبو بوزوة:
مطاحن تلكيف والقادسية الثالثة

قد تتسأل عزيزي القاريء حول العلاقة التي تربط شطري العنوان معا . ولكن الأمر برمته مجرد اقتباس من جملة أطلقتها عائلة أصيب أحد أبنائها بحادثة في أثناء عمله في مطحنة تلكيفية أدت إلى فقدانه لاحدى يديه .                                                                                                             من بديهيات التعامل مع الآلات الكبيرة والخطرة هو التعرض لحوادث العمل بكل أنواعها ولكن الحالات التي حدثت في مطاحن تلكيف والتي أودت بحياة بعض الصبية أو فقدانهم لأحد أطرافهم وحولتهـم إلى مجرد معـاقين بالرغـم من كونهم في مقـتبل الحياة والضحايا هـنا هم سبب أطلاق
هذه التسمية على المطاحن باعتبارها مصدرا جديدا للموت والعـوق بعد الحروب .     
جميع تلك الحوادث أصيب بها مراهـقون وصبـية دون سن العـمل القانـوني بسب عدم امتلاكهم
الخبرة الكافية في التعامل مع الإلة والوقاية من مخاطرها . وأحيانا بسب فضولهم ورغبتهم في استكشاف أماكن في العمل من المفروض أن تكون ممنوعة عليهم أصلا .
كل ما حـدث في تلك المطاحن هـو كلفة اجتماعية باهـظة يمكن تجاوزها إذا أغلقـنا جـميع منافذ التقصير والكل مجبر على تحمل مسؤوليته بدءا من العائلة التي ترسل شبابا ما زالوا بحاجة إلى العناية بهم وإرشادهم إلى العـمل في أماكن لا تـتناسب مع قدرتهم المتواضعة . لتمتد المسؤولية
إلى أصحاب العـمل الذين يسعـون إلى تـشغـيل تلك الأعـمار بحـثا عن أرخص ألأجـور أو لخـلق
مساومة بين هؤلاء وبين الطبقة العاملة التي يصعب استغلالها .
أما المسؤولية الأكبر فهي من نصيب السلطات باعتبارها حافظة حقوق المجتمع من خلال رصد تلك الحالات  والعناية بها ماديا ومعنويا فالآثار النفسية تكون أشد فتكا بالضحية ومحيطها الاجتماعي والعمل على إلزام المطاحن باتخاذ كل إجراءات الحماية المطلوبة للحفاظ على حياة عمالها وعدم تشغيل القاصرين ومن هم دون سن العمل .               







   عصام خبو بوزوة _ تلكيف .

تصفح

[0] فهرس الرسائل

الذهاب الى النسخة الكاملة