لحن عصافير بلا اعشاش
غاده البندك
إلى عصافير شريدة في زوابع الحروب والكساد..في كل العالم.
سيدي رئيس القانون
تحية من مذبح العدالة و بعد،
بعد السؤال عن أحوال العمال
في سوق الأطفال
على رصيف الإهمال
و بعد المتاجرة
ببضائع بشرية
تحمل قلوبا
نابضة حية
تحية وردية!
من عصافير مذبوحة
معطرة بالبراءة المباحة
على بسطات الطريق
في كل باحة
سادة العدالة العالمية
أحييكم، و أنثر عليكم
حياتي المبتذلة
في مدن الموت والمقامرة
بكل معاني الحياة الطاهرة
أطلق لكم
في سماء البرلمان
عصافير فرحي المقتول
لتحتفلوا بعرسي المهول
و تطربوا بالهوان
فترقصوا فوق دمي
و تطيّروا فوق نعشي
نعوش ضمائركم!
أعزف لكم
لحن عصافير بلا أعشاش
تطير هائمة
في الشوارع المشققة
تلتمس حبةَ كرامة
أنا ...عصفوركم
سجين الإتهام
مخنوق الأنفاس
تحرقني الشموس
أنا ابن جيرانكم
منسي الوجود
و ابن هوائكم
بالصمتِ مسموم!
أنا اليتيم بلا مصير
أسير كالأسير
و أطير..
في حزني الكبير
ولدت في أرض الزنابق
من بطن المآزق
و جدت نفسي أتساءل:
أين والديّ؟
خلقني الله لأحيا
وُجِدت لأبقى
أنا إنسان
ذات و كيان
كنز أسرارٍ
و قلبٌ ملآن
بالحب والمشاعر
صمم الله لي
أجمل المخططات
في عيوني
تتراقص الأمنيات
بأعماقي تسكن
نزوات و رغبات
و جوفي مخزن طاقات
لا تنظروا إلى من شوهوني
في الطرقات شردوني
لا تلقوا بي في مزابلكم
أنا كتلة لحمية تحمل روحاً
لا تتجاهلوني..
أنا زقزقات مبحوحة
لعصافير مجروحة
تبعث لكم حبا
أنا جوريٌّ شريد يعانقكم
تسلق الذئاب أشجاري
و قطعت أيادِ الجورِ
أغصان متكئي
فانهدمت آمالي
على ركام النزاع
ها أنذا ازحف صوبكم
منتوف الريش
مكسور الخاطر
منزوف الدروب
فلا تحرموني البقاء
بل...جللوني بالريش و الحرير
مشتاقٌ أنا.. لصحوة الضمير
فمتى ....تلتئم اجنحتي
و أحلق كالأطفال
أنعم بالحبور؟؟
أتدرون لم خلقتم؟
و لم سلطانا وهبتم؟
إن كنتم لا تدركون
فأنا أدري أني..
خُلِقْتُ لغاية عظيمة
و أن لحياتي طعما
فلا تدفنوني بالتراب
لأن المكان لي
أنا الأمس والغد واليوم
إن تناسيتموني
عليكم اللوم
إن شرذمتني
زوابع القتل و الإرهاب
و عصفت بي أزمنة الغاب
فسأثور قهرا و عنفا..
وتتساءلون من أنا؟
أنا بيّاع العلكة
و المسكَ
و الزهور
أنا و هو و هي
"نحن و الحق أكثرية"*
نحن المساكين
من العدم قادمين!!
*مقطع من اغنية لماجدة الرومي بعنوان "سيدي الرئيس".
** القصيدة كتبت بهدف المشاركة في حملة دعم اليتيم التي نظمها مركز النور الثقافي.