المحرر موضوع: أولمبياد بكين: الذهبية للحكومة العراقية ، والخشبية للشعب العراقي  (زيارة 943 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل gorguiss

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 91
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بمناسبة أولمبياد بكين : الذهبية للحكومة العراقية  ،
والخشبية للشعب العراقي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاروق كيوركيس

لا يمر يوم دون ان نطالع في الاخبار اليومية وعلى صفحات الانترنيت عن قيام عدد كبير من المسؤولين العراقيين الكبار في الرئاسة والحكومة والوزراءواعضاء البرلمان بالسفر الى خارج العراق  الى دول الجوار  واوروبا والولايات المتحدة ، لاغراض العلاج وللراحة والاستجمام بسبب أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم  واوجاع الرأس والمفاصل  وغيرها، ناهيك عن وجود اعداد اخرى في الخارج وعلى مدار السنة  .
ومن هذا نستنتج مايلي :
اولا : ـ  وجود تمايز بين المسؤولين  العراقيين العاملين في الرئاسة والحكومة والبرلمان وبين باقي ابناء الشعب العراقي .
ثانيا : ـ  عدم ثقة هؤلاء المسؤولين بالمستشفيات العراقية و بالاطباء العراقيين و بالعلاج والدواء المقدم فيها وباختصار فان ذلك يعني ان هذه المستشفيات ما زالت غير مؤهلة بالشكل الذي تستطيع تقديم خدماتها العلاجية للمواطنين .
ولذلك فاننا نسأل  ونقول :
لماذا لا يتم تطوير المستشفيات  من ناحية الاطباء والاجهزة والادوية والخدمات وبالشكل الذي يجعلها مؤهلة لتقديم خدماتها الى ابناء الشعب العراقي خصوصا وان  هناك مليارات الدولارات تدخل الى ميزانية الحكومة ؟
ماذا سيفعل المواطن العراقي العادي عندما  يتمرض هو او احد افراد عائلته ويحتاج الى علاج  وادوية ورعاية غير متوفرة في المستشفيات العراقية ؟  هل سيتمكن من السفر الى الخارج ؟  هل يملك المال اللازم للسفر ؟
وبصراحة فاننا نحن هنا في المهجر  تأتينا الكثير من النداءات من  ابناء شعبنا في العراق يطلبون مساعدات مالية ليتمكنوا من العلاج هم  او ذويهم في سوريا او الاردن بسبب فقدان العلاج في العراق ، ولست ادري هل هي نكتة تلك التي تروي بان المواطن عندما يراجع المستشفى لغرض قلع احد اسنانه فانه يطلب منه ان يأتي بالمادة المخدرة ( البنج) لعدم توفرها في المستشفى ، والسؤال ، ماذا بالنسبة للذين يحتاجون الى عمليات جراحية في القلب او الباطنية ؟
ولا ننسى هنا رئيس الوزراء الاسرائيلي أريل شارون الذي بقي يعالج في المستشفيات الاسرائيلية ليعطي مثلا جيدا لشعبه .
وبالتأكيد فأن  توفير الماء والكهرباء في هذا الصيف الحار  بالاضافة الى الخدمات الاجتماعية الاخرى قد اصبح الحديث عنها مكررا ومل الشعب منها لانها لا تلقى اذانا صاغية من الحكومة لكونها مشغولة بالصراعات السياسية والمناصب وغيرها ، ويتداول ابناء الشعب العراقي النكات فيما بينهم ،  ويقولون ان اهم انجازات الحكومة العراقية قد تمثلت بالغاء التوقيت الصيفي وبرفع النجمات الثلاث من العلم العراقي ، وقد اقترح احد الاخوان ان توضع محل النجمات الثلاث ،  شمعة للدلالة على انقطاع الكهرباء ، وحنفية للدلالة على شحة الماء ، وجيريكان وقود للدلالة على نقص او فقدان النفط والغاز والبنزين .
وطبعا نحن  لسنا ضد سفر المسؤولين  الى خارج العراق للعلاج او لقضاء العطل الصيفية والشتوية ولسنا ضد اقامتهم مع عوائلهم في الخارج
ولكن على الاقل يجب توفير مستلزمات الحياة اليومية للمواطن العراقي وتطوير الخدمات  والمستشفيات وغيرها لكي يشعر العراقي انه في وطنه
لا ان تكون انظاره الى الخارج دائما ، وهكذا قمت بانتهاز فرصة دورة الالعاب الاولمبية في بكين لاقول ان  الحكومة العراقية تحصد الميداليات الذهبية و تترك للشعب العراقي الميداليات الخشبيةومع الاعتذار

gorguis_farouk@hotmail.com