المحرر موضوع: يفعل مايشاء من له السلطة  (زيارة 832 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل zaid misho

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 65
    • MSN مسنجر - zaid_misho@hotmail.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يفعل مايشاء من له السلطة
« في: 08:51 24/08/2008 »
يفعل مايشاء من له السلطة
زيد ميشو
zaidmisho@gmail.com

أحقيقةُ ماسمعت أم واقع ملوث أم هو عصرنة ومواكبة مسيرة وضيعة إرتجلها زمرة من اللامبدإيين يرفعون فيها لافتة تتوج بها رؤوسهم تعلن إيمانهم " القوي وصاحب المال والسلطة من حقه أن يفعل مايشاء" ؟ كيف لإنسان أن يقبل على نفسه بأن يقول أمام الآخرين وبكل تبجح " علينا أن نقبل بالقوي وندخل في كنفه طالما إن السلطه في يده " ؟ والمخيف بأن هذه التبنيات لم تخرج من أشخاص معروفين بتملقهم بل يكاد أن يصبح حديث عامة بجميع المستويات ، الواعية منها والأكثر وعياً ، والمطلعة ( أفضلها على مصطلح مثقفة ) والأكثر إطلاعاً ! . فهل سيصبح ذلك تشريع ؟ وهل سيعلن رسمياً عن سفرات حج إلى دواوين أهل السلطة لنيل رضاهم وبركتهم بتنسيق مع متعهدين ( متملقين بإمتياز ) ؟ وهناك صورتين لسفرات الحج هذه واحدة منها عندما كان غالبية السلطة في لبنان تقيم سفرات حج ألى قصر النزهة السوري واليوم الصورة الثانية هي الأوضح ، سفرات حج منظمة إلى شمال العراق يعلن فيها الحجاج ولائهم لمن هو الأقوى وبيده مفاتيح المشاريع .
فكم نوع من السلطة يوجد ؟ وماذا تملك في يدها ؟
بحسب رأيي هناك نوعين من السلطة ، واحدة تعمل من أجل كرامة الإنسان وهذا النوع نادر الوجود في المؤسسات قاطبة ، ونوع آخر أباحت كرامتها أولاً من أجل مصالحها ، لذا فهي لايهمها كرامة الآخرين ، وإن أرادت أن تصون كرامة احدهم فهي تحاول أن تصون كرامة من وهب كرامته لهم ليكون على شاكلتهم يستفيدوا منه ليستفيد من نفوذهم ، يمتطوه ولايكترث ، يستنعج أمامهم ليستسأد بوجه المساكين ، ولعل مارأيناهم في حياتنا ونراهم كل يوم من حمايات ومرافقين لمسؤولين خير دليل على ذلك .
دلوني على النوع الأول من السلطة لأقبل الأرض تحت أقدامهم ، والنوع الثاني أراهم أينما إلتِفَتُ . كرهتهم وكرهوني . نراهم مستشيخين ومستفحلين في كل مؤسسة سياسية ومدنية وروحية وإن لم تكن جميعها فهناك إستثناء يكاد لايرى .
وفي مقدور كل سلطة في  إسعاد من إئتمنوا عليهم لذا فنحن لم نسمع عن بشر سعداء في زمننا هذا .
لكن ماذا يقصد بالسلطة القوية والسائدة من حقها أن تعمل ماتريد ؟ والأذكياء هم من يوالوها ؟
أنهض وأجلس وأتمشى وأتمدد وأفعل كل ذلك وأنا أفكر بما سمعته ولم أصل أكثر من إن ذلك هو الفساد بعينه  شرّعته المصالح الدنيئة . كرامة إنسان تباح وشعوب تجوع ، قتل وترهيب وإنجارات وحواسم في كل بقاع الشرق الأوسط ، ويقولوا سلطة من حقها أن تعمل ماتشاء! . عجباً ! أهؤلاء هم أذكياء هذا العصر ؟ أذكياء ينادون  بشريعة الغاب ، أذكياء لايفكرون سوى بمصالحهم اليوم وعلى حساب أمة وحضارة . أذكياء لم يقرأوا التاريخ ليستنبطوا منه المستقبل كي يعترفوا وبأسف شديد بأننا أمة خاسرة لامحال مادام هناك أذكياء مثل هؤلاء .
وعند تصريح مثل هذا ،أصبح المبدأ باطل ، وباطل من يبحث عن الكرامة ، وباطل من يتأمل خيراً . إنها صورة سوداء قاتمة نذير شؤم للخير الذي نرجوه . فرفقاً بكرامة البشر يامن تنتعلون السلطة فلو دامت لغيركم لما وصلت لكم . وإن وصلت لكم فالسبب هم من إختاركم أقوياء ، تذلوه ليشاركم طعامكم وهو من حقنا إن يكم من لحم أكتافنا . وإن وجد من إستجحشتموه فليس كل البشر سواء . ومن إستنعج أكلته الذئاب
.