رقص ٌ على أنقاض صوت الرصاص
على وقع أقدامهما أنساب صوت ٌ هادئ لموسيقى تنبعث ُ من مكانين في قلبيهما في ليلة ٍخاصة بهما
هو :أتسمعين صوت الموسيقى وهو ينساب كشلال في أسماعنا ونحن نتخطى عتبة عرشنا
أومأت برأسها بأشارة نعم والخجل يعلو وجهها ،ثم توسدت صدره ُ وقوفا ً لتسدِل جفنيها على عينيها وكأنها تُسدل ستارا ً على مشوار عمرها من الولادة حتى تلك اللحظة التي أصبحت فيها أسيرة َ أحضانه ِ
هي : أحس ُ بصدرك وكأنه حقل ٌ لسنابل ذهبية أتَنَسَم منها عطر المطر الذي رَوَته ُعندما كانت في عز خُضرَتَها
تراخى جسَده حتى أحس َ بذبوله ِ تحت وابل كلماتها وكأنها ملاءة ً من السماء غطته ُ
هو :ترفقي بي وأسجني كلماتك في صدرك ِ فأنا لا أريد غير أنفاسك ِ تتمشى على مساحات صدري وتحرق بحرارتها جلدي
رفع َ يديه نحو شعرها المتدرج على كتفيها كأمواج بحر ٍ متلاحقة لا تهدأ من أغراء الناظر اليها وكأن كفيه تحاور تلك ألأمواج حوارا ً صامتا ً
هي : خذني حيث ُ أرتوي منك عشقا ً
خذني حيث ُ أكون في فضاءاتك فراشة ً
خذني حيث ُ تعصف على شفتاك قبلاتي عصفا ً
خذني في همسك َ عطرا ً
وخذني من الكلمات مطرا ً يهطل ُ من سماءك
هو: أنبتي على شفتيّ زهرة لأتعطر بشذاها
أ ُورقي على جسدي شجرة لأتفيأ بظلها
أنضجي في قلبي ثمرة ً أ ُديم ُبها حياتي
أزاح َ خِمارَها الأبيض محلقا ً كطائر ٍ وجدَ عشه ُ على وجهها ،حَضَنَ جسدها بذراعيه لتتهاوى بمشاعرها في أحضانه ِ وراحا يتمايلان في رقصتهما الخاصة ،فجأة ً اندلع صوت ُ للرصاص ِ خارجا ً،توقفا للحظة ،،،هامسها
هو : أغلقي منافذ سمعك ِولا تسمعي هذا الصوت اللعين ، أنه يحاول قتل البذرة التي سنزرعها سوية لأجيالنا القادمة
رنا نظرهما نحو النافذة بعد أن تخطى الزمن مسرعا ً نحو المستقبل ،توارى القمر خجلا ً منهما خلف بزوغ الفجر،تحسس خديها بشفتيه ، تلذذت برحيق قبلتهِ وكأنها جمعت كل قبلتها في ثانية واحدة ، عادا مرة أخرى لرقصتهما معلنين للدنيا أن الحياة تبدأ من جديد في لحظة عناق ليستمر رقصهم على أنقاض صوت الرصاص ،،
أمير بولص أبراهيم
17 أيلول 2008