المحرر موضوع: تحية لفضائياتنا  (زيارة 1383 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تحية لفضائياتنا
« في: 14:51 28/12/2005 »
تحية لفضائياتنا

ان لم نقل كل الناس، فغالبيتهم العظمى تميل الى تعظيم وحتى تقديس لغتهم وعاداتهم وديانتهم وتاريخهم، من هنا كانت الشعوب تتوحد لاجل نيل استقلالها من المحتل او المستعمر او تلجاء للانفصال عن شعوب اخرى، لاجل ان تعمل للحفاظ على نقاء اللغة والتاريخ والعادات والدين او حتى العنصر في بعض الاطروحات الفكرية من قبل بعض الحركات التي وسمت بالعنصرية مثل النازية والفاشية.
اذا الاستقلال وبناء الدولة لم يكن غاية بحد ذاتها بل لاجل تحقيق امور اخرى منها التي ذكرناها اعلاه ومنها ايضا سن القوانين التي تتلائم وما ذكرناه اعلاه، ان عامل اللغة طرح لسبب اخر هو ان الناس تتفاهم بها ومن خلالها يولد شعورا بوحدة ما يشمل الناطقين بها  كما ان الشعوب ستفهم كل ما تريده الطبقة السياسية والثقافية والعلمية  لانها تنطق بلغته ولذا فالدولة ظرورة لادارة امور الناس المتوحدين باللغة لتحقيق امانيهم.
ولان شعبنا منقسم بين دول متعددة ولان اراضيه قسمت بين هذه الدول، ولانه بفعل المذابح الكبيرة التي اقترفت بحقه فانه صار اقلية غير مؤثرة في السياسية الاقليمية ولا نقول الدولية ولان الاضطهاد مورس بحقه بشكل مضاعف فقد كان اضطهادا مركبا دينيا وقوميا، فقد انتشرت فيه ظاهرة الهجرة فاليوم لن نجد عوائل ليس لها اقارب في المهجر ومن الدرجة الاولى ونعني ابن اوابنة او البعض الام والاب، كل هذه الامور جعلت من الصعب لشعبنا ان يطالب بالاستقلال او الدولة لتحقيق ما تصبو اليه كل الشعوب، ولاجل ذلك فان اغلب الاحزاب والتنظيمات السياسية لم تدرج بند الاستقلال في برامجها لادراكها التام ان ادراج مثل هذا البند يعني وصم التنظيم بالخيالية واللاعقلانية.
ولذا ايضا كان خيارهم الاهم هو توفير الحريات الديمقراطية وضمانات لحقهم في التمثيل في مؤسسات الدولة واجهزتها المختلفة، لكي يتمكنوا من ان يعملوا من اجل الحفاظ على نقاء وتطور لغتهم وعاداتهم وتدريس تاريخهم ودينهم، لانه بالحفاظ على هذه السمات يمكن المحافظة على الشعب مستمرا.
الا ان الصعوبة التي واجهها السياسي من ابناء شعبنا هو صعوبة تأثيره على الدول الاخرى التي يتواجد فيها ابناء شعبنا مما صعب من مهمته للعمل من اجل تحقيق اهدافه المشروعة، ومن اصعب هذه المهمات كان وجود جاليات كبيرة من ابناء شعبنا في المغتربات وضمن اطار مغريات حضارية كبيرة وعدم وجود موانع دينية فالمهاجر كانت من ناحية احد نقاط القلق للمفكر او السياسي في شعبنا لانها خارج اطار اي تأثير وخصوصا الاجيال الجديدة التي تشعر انها حرة وانها غير ملزمة بان تعيش تطلعات اباءها، كما ان تربيتها في بلدان متعددة ذو لغات وسمات مختلفة خلق مصاعب للتواصل بين ابناء هذا الجيل الناشئ في المغتربات.
ومن هنا كانت الحاجة ماسة الى وجود قناة او قنوات فضائية خاصة بنا لخلق التواصل المفقود بين الوطن والمهاجر وبين اجزاء الوطن الاصلي ايضا والمقسم بين دول متعددة.
اذا في ظل عدم وجود دولة تقوم بمهام الحفاظ وتطوير سماتنا القومية وتطوير قدراتنا الاقتصادية و ترسيخ الامن والامان لنا كانت خياراتنا محدودة وهي النظام الديمقراطي القادر على احتضان كل ابناء الشعب والذي يتمكن من الاعتراف بالاخر المختلف ويمنحه الحصانة والقدرة على تطوير ذاته لاجل تطوير الكل الذي هو الشعب العراقي والعراق كبلد. والخيار الاخر هو خلق تواصل بين ابناء الشعب كلهم بوسيلة عابرة للحدود وغير خاضعة للمنع، وكانت القنوات الفضائية والانترنيت وان كانت الاخير تصطدم بتعدد اللغات التي نستعملها والتي قد تقف عاجزة عن خلق التواصل، الا ان القنوات الفضائية بما تمثله من سهولة التواصل وعدم بذل مجهود كبير لخلق او للقدرة على التواصل فانها تبقى الوسيلة الاكثر قدرة وتأثيرا في شعبنا الذي يتصف بامية ساحقة وخصوصا من ناحية لغته التي قد لايتجاوز قراء هذه اللغة الخمسة بالمائة منهم.
اذا القنوات الفضائية ولغتها المحكية تبقى وسيلة عصرية وعملية لخلق التواصل وهو شرط مهم لبقاء شعب واستمراره وتاثره بالمحيط والعالم ايجابيا، واخذه بكل ما يساعد على تطوير كافة قدراته.
ومن هنا فان الترحيب بفضائياتنا امر مفهوم وخصوصا عندما تكون مفتوحة لكل الاراء وان لا تكون متعصبة او محصور لفئة  ما او حزب ما، اي ان تتمكن من ان تدخل كل بيت بدون خلق حواجز مصطنعة امام اداء رسالتها الضرورية لشعبنا.
صار شعبنا يمتلك الان اربعة قنوات فضائية والمحك امام هذه القنواة هو مدى تمكنها من ارضاء الجمهور الواسع ذو الميول المختلفة، فالجمهور لا تجذبه على الدوام الميول السياسية بل الميول الفنية والدينية والتربوية، ومدى كون القناة حيوية وقادرة على شد انتباه المشاهد ببرامجها المختلفة.
اذا مع انطلاق قناة عشتار بست ساعات من البث الحي تنظاف قناة اخرى جميلة وحية وجعلت الناس حقا متعطشة لموعد افتتاحها، ولحد الان فعشتار لم تخب ظننا قياسا الى فترة افتتاحها والتي تبلغ اسبوعا واحدا فقط، الا انها عملت في فترة التحضير للانطلاق على خلق حالة ذهنية لدى المترقب انها ستكون لكل ابناء الشعب كما انها اوصلت رسالة غير مباشرة للحميع انها من الوطن وليس الوطن فقط بل من الجذور عندما عملت على بث صور قرانا الجميلة التي للجميع ذكريات لا تمحى فيها.
قناة سورويو تبث من السويد الا انها ادت رسالة مهمة وخصوصا لابناء شعبنا المبتلي بالكثير من الامراض ومنها اللهجات والاسماء فطرحت نفسها قناة شعبنا بكل فئاته ولهجاته ومناطقه عندما نوعت برامجها بشكل تام وخصوصا عندما تستظيف اشخاص متعددين من مختلف اللهجات والمناطق والمشاهد يرى انهم يمكنهم التفاهم برغم تكلمهم بهذه اللهجات المتعددة، ولعل دور المذيع يوسف طورويو وحيويته وقدرته على التفاهم بكل لهحات شعبنا كان دورا مؤثرا في انتشار هذه القناة.
قنات بيت نهرين الفضائية تبقي القناة الاولى وان كان قد سبقها قناة اشور   ASSYRIA التي بثت لفترة محدودة ولكن اغلقت لاسباب مادية، فان تأثيرها يكاد يكون في جزء من ابناء شعبنا وذلك لانها لم تتنوع بشكل تام في برامجها، فهي تعتمد بالاساس على جهود مديرها الدكتور سركون داديشو كما ان نوعية الصورة فيها ليست جيدة ولا الاستوديوهات مجهزة بشكل جيد، طبعا انها مشكورة لانها تبث ولكن يبقى انه يجب ان تخرج من قوقعة كونها تسير فقط بما يؤمن به السيد سركون داديشو فعليها ان تخاطب جميع الميول لكي تتمكن من ان تدخل وان تؤثر وتؤدي رسالتها.
اما القناة الاخرى والتي تبث من الوطن ايضا فهي قناة اشور الا انني لا يمكنني ان اقول عنها شيئا لانني لم اتمكن من التقاطها بسبب موانع فنية فهي تبث على قمر نيل سات مما يحد من رقعة استلامها، الا انها بلا شك تقوم باداء رسالة مهمة في نقل هذا التواصل بين ابناء شعبنا من مختلف المناطق والدول واللهجات ولكن يعاب عليها ايضا انها لم تتمكن من ان تخرج من قوقعتها الحزبية حسب ما نقل الي، وهذا سيؤدي الى ان القناة ايضا تحد من مدى انتشارها بنفسها.
يبقى ان شعبنا ككل الشعوب فيه ميول متعددة ومتنوعة فبالتأكيد ان هذه القنواة مدعوة لسحب المشاهد اليها بفتح ابوابها ونوافذها لمختلف الاراء والافكار والتطلعات فبعد ان تمكنت العربية من سحبنا من مشاهدة الجزيرة وتمكنت عشتار من سحبنا من مشاهدة العربية حتى الان على الاقل، ندعو قنواتنا لسحب اطفالنا من مشاهدة القنواة الاجنبية وسحبنا كلنا لمشاهدتها بلا استثناء، عندها تتحقق اهم رسالة لهذه الفضاتئيات الا وهي التواصل بين ابناء شعبنا وبقاء مميزاتنا القومية او صفاتنا القومية حية وفاعلة وقادرة على التاثير في المحيط وعندها تتمكن من ان تخلق لغة موحدة للتواصل مفهومة من الجميع، ان هذه الفضائيات يمكن ان تكون مدرسة جديدة، فكما وحدت الحبانية وكركوك بين لهجات شعبنا في العراق وظهرت لهجة محكية مفهومة من الجميع على فضائياتناان تقوم بهذا الدور على مستوى رقعة انتشارنا العالمي ولكن يجب ان لا تنسى انها يجب ان لا تتحول الى مدرسة جامدة تنفر المشاهد منها.
اما حول بعض التهجمات التي خصت بها قناة عشتار وهي لم تفتح او لم تتوضح بعد سياستها الاعلامية فكنا نود التريث بها لحين توضيح هذه السياسة عمليا، الا ان هذه التهجمات انطلقت من جهة واحدة، وهذه الجهة ينطبق عليها مثلنا الشعبي والذي يقول ان الثلج لا يترك عادته فهو على الدوام بارد، وهذه الجهة كل الجهات بالنسبة لها عملاء ومخربون وووو والله يكفينا شر من لا يتعلمون.  [/b]
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ