المحرر موضوع: لا للتجارة... نعم للجنة تحقيق قوية ونزيهة  (زيارة 993 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لا للتجارة... نعم للجنة تحقيق قوية ونزيهة


تيري بطرس
ليس ما حدث في الموصل في الاونة الاخيرة من قتل وتشريد وطرد لابناء شعبنا او للمسيحيين كلهم حدثا فريدا او جديدا، وكل من يقول غير ذلك اعتقده كاذبا او متحاملا ويريد تمرير امور غير حقيقة او لا يزال متاثرا بما يقال مرارا وتكرارا من اننا عشنا كمسيحيين مع اخوتنا المسلمينن في سلام وؤام دائم. فكمسيحيين في الموصل ومن ذاكرتي اقول تعرض ابناء شعبنا الى مضايقات وقتل ورعب ابان الاحداث التي قادها الشواف عام 1959 وقبلها تعرض ابناء شعبنا قبل احداث سميل 1933 لمضايقات وتهجمات، وفي عام 1963 كان وضع ابناء شعبنا ماساويا وخصوصا بعد تحكم مليشيات ما سميت بالحرس القومي السيئة الصيت، وقبل سنوات قليلة تعرضت كنائسنا الى التفجير والتدمير والكثير من ابناء شعبنا الى الذبح والقتل وكان منهم كهنة ومطران وكلكم تعرفون ذلك. كل ذلك حدث وشعبنا وقواه السياسية لم يرفعوا شعار الحكم الذاتي والمطالبة به، رغم ان المطالبة بامر ما في الدول الديمقراطية هو امر عادي وامر مقبول ومرحب به لانه يتسق مع الممارسة الديمقراطية، كما ان المطالبة بالحكم الذاتي لا تشمل الموصل اي المدينة بحد ذاتها، وللعلم فان الموصل كلواء قد حدث عليه تغيرات عديدة، ولعل اكبرها سلخ محافظة دهوك منه وسلخ مناطق كثيرة اخرى منه واضافتها الى محافظة صلاح الدين، وكل هذا حدث في اطار تغييرات ادارية وسياسية. ولكن الشئ الذي كان متغيرا هذه المرة ان التغييرات المطالبة بها والتي حدث بعضها رسميا وهو الاقرار بالفدرالية  كنظام حكم لمناطق واسعة من العراق، والبعض الاخر مطالب باحداثة وهو الحكم الذاتي، ان كلا التغييرين لم ياتيا من الفوق، اي من نظام دكتاتوري متمسك بالسلطة وبكل تفاصيلها، فما حدث تحت قيادة هذه الانظمة تم القبول به والسكوت عنه، رغم انه لم يكن يمثل ارادة الكل، اوبعضه على الاقل، ولكن ما يتم المطالبة به سيخضع للاستفتاءات الشعبية وسيكون خاضعا لحكم الشعب وهو يسير حسب القوانين السائدة في العراق. وبالطلع فعمليات اضطهاد المكونات القليلة العدد ومنهم المسيحين او الصابئة المندائييين او الشبك او الازيدين، لا بل حتى الشيعة في احياء السنة او السنة في احياء الشعة، قد شملت العراق كله، فمسيحي الانبار قد تركوها بعد سقوط النظام مباشرة وهكذا ايضا في مسيحي البصرة الذين لم يبقى منهم الا اعدادا قليلة وهكذا الامر بالنسبة لاحياء كبيرة في بغداد ومنها مدينة الدورة بمختلف احياءها. في عمليات القتل والاعتداء السابقة صرح البعض انه ليس هناك اعتاداء ضد المسيحيين وتصريحات مستفزة اخرى، ولكن البعض سكت عنها، لا بل ان هذا البعض حاول اضفاء نوع من الفكاهة على هذه التصريحات او اعطاء صاحبها شعور عالي بالوطنية، مثلما يحاول البعض تفسير المأجورين بانه من ياخذ اجر لقاء عمل، والذي نسميه في ثقافتنا بالعامل وليس المأجور، فالماجور هو من عمل من داخل شعبه لصالح العدو اي كان هذا العدو لقاء اجر، وليس لانه مؤمن بايدولوجية هذا العدو المفترض، وهذا هو مفهم المأجور وبالاخص عندما تقال لسياسي وهذا كان واضحا في ما اطلقه السيد كنا على البعض وعلى ضعف الوعي القومي لدى البعض الاخر، فهي ايضا مثل الماجور مسبة وشتيمة، عندما تطلق على سياسي له موقعه داخل حزب ما، فكيف بسياسي او كاتب من ابناء شعبنا، وبدلا من نقد استئراء مثل هذا الخطاب التخويني بين تنظيمات شعبنا والتي كانت سببها الحركة الديمقراطية الاشورية ومنذ بداية التسعينيات ولحد الان، نراهم يقومون بتبرير ما لا يبر واعطاء تفاسير هزلية وكاريكاتورية لهذه الممارسات الغير المقبولة اخلاقيا داخل العمل السياسي في نفس الوقت الذي يتم التهجم على النقد الموجه لممارسة سياسية مفضوحة ومحددة، وبالاخص ان اريد من النقد التواصل والتقارب، لتحقيق الاهداف العليا لشعبنا.
بعد كل مرحلة عصيبة كانت هناك مرحلة اتسمت بالاتهامات والعداء والتخوين، فبعد مرحلة التسمية وحروبها الغير المبررة، بدأت مرحلة العرائض المختلفة، ونود من الجميع توثيق هذه المرحلة ومن بدأها، ولماذا، وماذا كانت ردود فعل المقابل،وهل ساعدت في لم الشمل ام كانت نتيجتها ما هو في الدستور العراقي الحالي؟
وفي مرحلة الانتخابات كانت نفس الاقلام ونفس الاشخاص او غيرهم من الداعمين لهذه الجهة تكيل كل الاتهامات للقوائم الاخرى، فكانت في الغالب كوردية، او في احضان الكورد او غيرها من الاتهامات الباطلة والغير الاخلاقية والتي لم تساعد في التقارب ولا تساعد في ابراء الجروح السابقة ولا التالية، فهل من الممكن بنظر البعض ان يتمكن سياسي افنى عمره في العمل القومي وبصدق وصراحة، ان يتقبل اتهامات من شخص، يدرك هذه الشخص ان اتهامته كاذبة، والامر الاخر انه ليس فوق الشبهات اصلا. ان سكوت الاخرين لا يعبر عن جبنهم او عدم امتلاكهم اي معلومات او استنتاجات تضر الاخر، بل ان سكوتهم هو لاجل مصلحة العمل القومي ككل ولتفادي الاضرار الجانبية لما يمكن البوح به.     
بعد الاحدداث الاخيرة، وعمليات القتل التي طالت حوالي اربعة عشرة من ابناء شعبنا من مسيحي موصل وخورج حوالي 1300 عائلة الى القرى والقصبات المجاورة، خرجت اقلام عديدة، تقول ان سبب هذه الهجمات هو المطالبة بالحكم الذاتي،والحقيقة ان هناك كثرة من الاسماء الجديدة خرجت طازجة تنحي هذا المنحي، محملة من رفع شعار الحكم الذاتي السبب في هذه الهجمة الشرسة والدموية والغير الاخلاقية والتي تعبر عن نهج معتمد لدى ايديولجيات معينة، لابل ان الكثيرين تطوعوا وحددوا البيشمركة والاحزاب الكوردية المسؤولية، دون اثباتات معينة. وقد نقل ان السيد يونادم كنا كان قد صرح بمنحي ان السبب في هذه الهجمة هو المطالبة بالحكم الذاتي لقناة الجزيرة القطرية، وبرغم استبعادي مثل هذا التصريح لانه تصريح لا يصدر الا من شحص غبي او شخص يخفي نفسه تحت اسماء مستعارة او شخص لا تهمه الحقيقة بقدر مساندة طرف معين خارج اطار الحقيقة، الا ان مثل هذه التصريحات قد كثرت وشاعت. وبالطبع دون الاستناد الى اي دليل، بل ان الغاية النهائية ممن يبث مثل هذه الاستنتاجات هو لجم شعبنا وقيادته السياسية من المطالبة باية حقوق، فما يقال عن الحكم الذاتي يمكن ان يقال عن المطالبة بالادرارة الذاتية، اي ان من يرفض الحكم الذاتي ويقتل ابناء شعبنا لاجل المطالة به او يهجرهم فانه سيفعل الامر ذاته لو طالبنا بالادارة الذاتية، فاالارهاب المتدثر باللباس الاسلامي لا يريد لنا وجودا،  الا كاهل الذمة ممن يدفع الجزية، فهذا الارهاب لا يزال يؤمن بمفهوم الدولة الاسلامية وقوانينيها وان الارض اسلامية. من الملاحظ ان من يساير مثل هذه الدعوات، اي يطالب باسكات شعبنا، لا يزال يؤمن باننا حقا نعيش في كنف المسلمين كظيوف وليس في كنف الدولة كمواطنيين، لهم خصوصاتهم الخاصة. انهم يرعبوننا باننا ان طالبنا باي حق فمصيرنا الموت فالافظل السكوت والصمت عن كل ما يجري وقبوله كامر واقع، انهم ارتاحوا لصورة المواطن الضحية صورة ان نكون على الدوام اهل ذمة، واي  تضحيات يقدمها في مسيرة تقدمه وتطوره تعتبر جرائم كبرى، فما تفسرممارسات القتلة والسفلة امرواقع علينا الاستسلام له. في نفس الاطار هناك اتهامات ضد الاحزاب الكوردستانية كما ذكرنا، محملينها مسؤولية ما يحدث ضد مسيحي موصل، ولحد الان لا نعرف سببا لقيام الاحزاب الكوردستانية بذلك، رغم ان تضم المئات من الاعضاء من ابناء شعبنا ولهم فيها صوت مسموع، ولا اعتقد ان هؤلاء الاعضاء يمكنهم القبول بقتل اخوتهم في الدين، ومهما كان المبرر.فهذه الممارسة ان صحت هي على الضد من مصالح الكوردي، والكورد ان ارادوا ضم الموصل فالافضل لهم دفع العرب المسلمون للهجرة وليس المسيحيين، لان المسيحيين لا يمثلون ثقلا كبيرا كما انهم غير مرتبطين باجندة اقليمية او بدعم اقليمي يضر الاكراد. هذا كله لو اننا  سايرنا من يوجه اتهامته باتجاه الكورد. اما من  يفسر الامر بانه رغبة من الكورد لضم سهل نينوى ورغبة منهم في التوسع الجغرافي، فالمنطق يقول انهم حتى وان رغبوا في التوسع الجغرافي، فان عليهم ان يعملون من تقليل ابناء المكونات الاخرى لصالح الكورد وليس العكس، ولكن في معمة اللامنطق، ومعمة العداء السافر للكورد او الاستسلام السافر لهم او للعرب والمسلمين بغض النظر عن مصالح شعبنا الحقيقية يتم اغفال الحقائق والمنطق لصالح الهلوسات ليس الا. 
اذا صار مطلوبا ليس الاستكانة للاتهامات ومحاولة تمييع دماء الشهداء وجعلها جزء من بازار للتجارة بها بين الاخوة الاعدءا، بل المطلوب حقا المطالبة بتشكيل لجنة محايدة ومقتدرة وفاعلة لكشف من يقوم بهذه الممارسات مرة تلو الاخرى، ونحن وشعبنا ندور في حلقة من الاخذ والرد ومن الحروب الداخلية التي لا تبقي على اي اساس للتواصل وللحوار لبناء مستقبل مشرف لشعبنا. في غضم كل هذه الامور مرت مسودة الثانية لدستور اقليم كوردستان، التي طرحت قبل فترة على كلنا مرورا هادئا، لم تنل اي نقد او تحليل حيث خلت من اي حق لشعبنا وحسب مطالبه المعلنة، ان كل هذه الامور تدعونا للتاساؤل عن حقيقة الاتهامات الموجهة للاكراد بتوسيع مناطقهم على حسابنا من خلال الحكم الذاتي، وتدعونا للتساؤل عن حقيقة مواقف بعض الاطراف الكوردية من الشراكة التاريخية بين شعبينا واختلاط الدماء خلال فترات مطالبة الكورد بحقوقهم، فالكل يجب ان يدرك ان مشاركة شعبنا للشعب الكوردي في نضاله المشروع لم يكن احقاق حق لمظلوم، على ان يترك المظلوم الاكثر مظلومية والذي تتراكم وتتضاعف مظلوميته لتكون مظلومية قومية ودينية، فريسة للظلم وللتجاوز على حقوقه.
ان ترك الساحة لكل من هب ودب، ليقول ما يشاء ويخلق عداوات مع مكونات العراق الاخرى دون ادلة ودون اي رادع، امر بات غير مقبول، انه محاولة لتجريد شعبنا من اي امكانية للتحالف مع اي طرف وتركه وحيدا، ان هذا الموقف غير اخلاقي بحق شعبنا اولا واخيرا، فنحن الذين نحتاج لدعم الاخرين وليس العكس، على الاقل بمفاهيم السياسية الدارجة، والمعتمدة على الاكثرية والا قلية. يعز في نفسنا ان يكون من شارك في هذه الحملة ونشرها هم من بعض سياسينا ممن وضع مصالحه الذاتية في الاولية، ولم يترك للشعب خيارات محددة لكي يختار، فكانت حرب ضروس ، لكي يقف الشعب على قديميه ويقول كلمته ولكن كل ذلك كلف اثمانا باهضة دفعها الشعب من حقوقه لانه كان امام امرين احلاهما مر، الاستسلام لسياسيين طموحين لذاتهم ولمصالحهم وان دفع الشعب ثمن ذلك من وحدته وسقف حقوقه، او الاستسلام لنظرية الصمت والسكوت على ما يمنح لنا وعدم النطق، فالمنحة يشكر عليها ولا يعترض، وعلينا تقديم ولاء الطاعة والشكر لمانحيها ليل نهار من اسيادنا الجدد، ان قوى الشعب لم ترتضى المنطقين المعوجين بل بادرت للمطالبة بحقوقه وبارادة حرة وقوية لان الشعب يستحق هذه الحقوق وعلى بقية السياسين الالتحاق بقوى شعبنا وليس العكس، وشعبنا يقول انه لن ترعبة وتسكنه ما يحدث في الموصل ان كانت غاية ذلك اسكاته، رغم ان كل الدلائل تقول ان احداث الموصل هو استغلال لضعف الدولة وقواتها ولكون هذه القوات مخترقة من قبل القوى الظلامية ومن افكارهذه القوى، والدولة ساكتة مشلولة عن فعل اي شئ لعل تغضب الظلاميين، ولكن الظلاميين لا يكتفون بالبعض بل سيعملون لالتهام كل الكعكة.



Bebedematy@web.de
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ