المحرر موضوع: اللــغة والتراث  (زيارة 1482 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عماد شــامايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 862
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اللــغة والتراث
« في: 11:44 09/11/2008 »
اللــغة والتراث

عماد شامايا
في البداية نتحدث عن الامكانية المحدودة لقصة التراث واللغة التي تشير الى الانقراض في بلدان الغرب بسبب اهمال كثير من اهالينا وجاليتنا في المهجر . في ايام الطفولة البريئة حينما كنا في القرى صادفتنا امرارا كثيرة زيارة من اقربائنا واصدقائنا القادمون من المدن . والتي حكمت الظروف العيش فيها والابتعاد عن عمل الفلاحة والعمال في برد الشتاء وحر الصيف . لذا كانوا يقضون عطلة الاسبوع بيننا وفي جو القرية المشوق بعيدا عن الفوضى والضوضاء . كنا ننظر الى اطفالهم بعين الخجل . كون  مظهرهم اجمل منا بالملبس واعتناء الام بهم . والغريب من كل هذا انهم لم تستغرق مدة مغادرتهم القرية اكثر من سنة . حينما نتكلم معهم يجيبونا بالعربية . كانت تظهر علينا علامة التعجب وبهذه السرعة تعلموا العربية ونسوا السورث يا للغريب من هذه الكارثة . كانت النساء في ذلك الوقت ينظرون الى هذه الحالة بالتباهي والافتخار امام الناس البسطاء الذين لم يعرفوا العربية . في حين ان الام تمنعهم من التكلم بالسورث واغلب الاباء يسمون اولادهم باسماء العرب القدماء خوفا على مصالحهم ما هذا النكران يا خواني لما هذه البدعة المخزية . لهذا حيث عادت هذه الحالة في بلدان الغرب باللغة والتسمية . هل هناك خجل او نقص في لغة الام والاباء كي تعلموا اولادكم الانكليزية او الاوروبية وتتركوا لغة ابائكم واسماء اجدادكم هذه تعتبر خيانة كبرى بحق الطبيعة والتراث ووصايا ابائنا العظام .               ان سألت سؤالا لهؤلاء العوائل وهل تكون اجابتهم اصولية ومقنعة . كم ؟ من الامريكان او الاوروبيين (كل مجتمعات الغرب) يتكلمون السورث . متاكد تكون الاجابة انها ليست لغة عالمية  هل ؟ تقصدها هذه المجتمعات بهذه المعنى كلا سوف يقول: كيف اتكلم هذه اللغة وانا امريكي او فرنسي او اوروبي رغم ان اغلبهم يعلم ان هذه اللغة قد تكلم بها السيد المسيح له كل المجد .     اخواني لا تغريكم الظواهر . كونوا اصلاء كما كان ابائكم واجدادكم  . وهناك امور كثيرة وعديدة يمكن الاتفاق عليها . على السير بخطوات معقولة ومدروسة . كي تقضوا على هذه الحالة التي نشمئز منها . ولعل هناك بعض عوامل الاهمال تعود الى اهمال فاضح في القدرة الاستيعابية لمؤسسات التعليم  التقليدي المنتظم . لألاف من طلبة التراث لظروف تنموية مرتكبة . من هنا نبدأ بالمهم . باكاننا ان نبحث عن حل لهذه المشكلة بجدية والمسؤلية عن تلافي هذا القصور الشديد عبر اشكال التعليم وبالتعاون بين مؤسسات التعليم التراثي واولياء امر هذه الاجيال . ولغة الاباء تشير الى الانقراض في بلدان المهجر . ولو ننظر الى هذه المهمة الصعبة بتصور الكثير عن بُـعد والتي يمكن ان نوصلها الى ابعد نقطة نائية في هذه المجتمعات والتي زادت عدد سكاننا بينهم .  ومن الطبيعي ان يكون التعليم اللغوي في الكنائس وبالتعاون مع مسؤولي الكنيسة او فتح مراكز ومؤسسات تعليمية لهذا الغرض خوفا من النسيان والانقراض . ليكن هنا ملتقى الجميع حيث التجربة التراثية والعلمية الملموسة . تتحول بفضل تعاضد جهودنا المشتركة والمتفاعلة وليس حلما في بناء قصور بالخيال ذات الاسوار العالية . انه حقً ما نخطو به سويا لنبني لانفسنا ولاجيالنا مؤسسة تراثية وعلمية تمثل الصرح المستقبلي الانجح بروح المساوات والتاخي وازالة عواقب الاستيلاب والمصادرة واللامساوات ............... وتلك ستكون الحجر الاساس حتى يشمخ شاهقا بنيان تراثنا وتمجيد ما اوصى به اجدادنا العظام ....
الف شكر وتقدير لمن يسير بهذه الخطوات الجبارة لضمان مستقبل اجيالنا والاعتزاز بتراثهم ولغتهم . شكري وتقديري لمن يتمسك باصالته ووصية اجداده