المحرر موضوع: عندما يعلن الفاشل .. انه بطل  (زيارة 1100 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ادور ميرزا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 598
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عندما يعلن الفاشل .. انه بطل


ادورد ميرزا

اولا ..أقر باني من مؤيدي الصداقة مع اميركا وذلك لأهميتها الاقتصادية والعلمية والعسكرية , وثانيا لأن اميركا اليوم هي الوحيدة القادرة على جعل دولة احتلتها كالعراق ان تصبح دولة متحظرة وشعبها ينعم بالامن والسلام ليقف على رجليه من جديد بعد ان فتكت به الثقافة الطائفية والمذهبية والعصرية تخريبا وقتلا وتهجيرا وفقرا وامراضا , ولكن المؤسف ان الذين باركتهم اميركا لحكم العراق وفق قاعدة المحاصصة سيئة الصيت منذ 6 سنوات , قد فشلوا في ادارة شؤون دولة العراق الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية , وهذا واضح وضوح الشمس ولا يمكن لعاقل ان يقول غير ذلك , ولست هنا بصدد التعريف بهويتهم او بنواياهم وارتباطاتهم فهم معروفون ومقسمون , القسم المهم بينهم هو ذلك القسم الذي رعتهم اميركا وهيأتهم في الخارج لاستلام زمام الحكم وهؤلاء باتوا يدعون القادمون مع الدبابة الامريكية , اما القسم الآخر فهو بعض من الانتهازيون حيث التحقوا بالعملية السياسية لاحقا وباركتهم اميركا ايضا, ولكنهم جميعا مجتمعين لم يشعر شعب العراق يوما انهم وطنيون وقلبهم على العراق , فجرائم  القتل والتهجير الطائفي انتشرت وزادت في عهدهم والفسادة والمحسوبية متفشية في كل دوائر الدولة , ما عدا{ اقليم كردستان } حيث الأمور مسيطر عليها نسبياً .
ولذلك وبسبب عدم وجود رؤيا سياسية ومنهج ديمقراطي شفاف لهذه الحكومة منذ 2003 لكي تعمل من خلاله على توحيد العراقيين والسير معهم لبناء وطنهم واعادته الى وضعه الطبيعي , فاني اقر ومعي الكثيرين بان اميركا هي الوحيدة القادرة لعمل كل ذلك , ولكني وفي نفس الوقت لا اؤيد طريقتها الملتوية عبر الكذب والمراوغات والضحك على الذقون تلك التي تفتعلها اميركا في علاقاتها الدولية لتحقيق مصالحها , وساضرب لكم مثلا بسيطا ومعاشا ..الا وهو حربها ضد العراق واحتلاله وكيف استطاعت بحيلها واكاذيبها اظهار العراق على انه موطن الارهاب الدولي المهدد للأمن العالمي , في حين ان العراق لم يكن يوما يأوي ارهابيا واحدا من تنظيم القاعدة , كما قامت اميركا ايضا بالضغط على مجلس الأمن لاصدار قرار يشرعن حربها ومن ثم تواجدها على ارض العراق , هذا ما لا اؤيده في السياسة الأمريكية , وبالمناسبة اتمنى ان تكون لأوباما رؤيا جديدة لعلاقات اميركا مع الدول خاصة دول العالم الثالث ....

اميركا وبعد 6 سنوات وعلى شاكلة احتيالاتها المكشوفة فانها تريد ان تحقق اتفاقا امنيا مع العراق يشرعن تواجدها بالرغم من علمنا بانه لا يجوز لدولة محتلة لدولة وبالقوة العسكرية ان تعقد اتفاقية مع حكومة تلك الدولة المحتلة بحجة مساعدتها للسيطرة على الوضع الأمني المتدهور فيها, نعم اميركا  حررتنا من الدكتاتورية ويبدو ان ثمن ذلك التحرير قد غاب عن اذهان الشعب العراقي , لهذا فانها تطالب العراقيين اليوم بثمن تستحقه , نعم ثمنا مبوباً بقانون يأخذ طابعاً شرعياً امام دول العالم , وكأن اميركا بحاجة الى اتفاقية لتحدد حركتها وتواجدها على اراضي الدول , والطامة الكبرى ان غالبية العراقيين على معرفة بان اميركا متواجدة في اغلب دول العالم وخاصة العربية ودون اتفاقات ولا معاهدات ...وهل يستطيع احد ان يمتنع من استقبال اميركا ..!
وحسب اعتقاد الكثيرين من المحللين بان هناك ظروف معينة وسينوريهات قد اعدت مناصفة بين مصالح اميركا وبين مصالح الكتل المتنفذة في السلطة العراقية وخاصة تلك التي لها علاقات بدول الجوار , كما انهم اي المحللين ..على علم بان كل ما يجري في اروقة الحكومة ومجلس النواب من قرارات وتوصيات منذ 2003 فان ظاهرها وغطاءها يبدو شرعيا , ولكن في حقيقتها مساومات وتوافقات غير شرعية , وهذا هو ما يسمى بالخداع السياسي والضحك على الذقون , ان موافقة مجلس النواب مطلوب وهو الأساس كما هو مدون في الدستور العراقي والذي هو الآخر مشكوك في بعض بنوده , كما انه .. اي مجلس النواب يمثل رأي الشعب كما ورد في الدستور ايضا وهو الغطاء الشرعي لعقد اي اتفاقية مع اي دولة كانت , وطبعا فان دول العالم المتحظر عندما ترى مجلسا يمثل شعبا قالت عنه { اميركا } انها قد حررته من الدكتاتورية , فهذا يعني ان على جميع دول العالم ان تحترم قرارات هذا المجلس , لا بل وتؤيد كل خطواته , واي رأي يخالف ذلك فان اميركا ستغضب والويل لمن يقف ضدها !
ان ما هيأ في العراق لتمرير الموافقة على عقد الاتفاقية الأمنية مع اميركا ليس بغريب على المتابعين , واقول وبثقة عالية من ان حكومة العراق الحالية قد وقعت مع اميركا للبقاء في العراق منذ الحصار في التسعينات, وانها باقية فيه الى امد بعيد , وان خطوات ستراتيجيتها الشرق اوسطية والتي بدأتها من العراق ماضية لتشمل المنطقة العربية باجمعها..
واليكم بعض من المستلزمات التي وجب تهيأتها لضمان شرعية التوقيع , ولا استبعد دور اميركا في ترتيبها وصياغتها .

اولا.. دعوة اعضاء مجلس النواب بكامل اعضاءه واعلامه مسبقا بان دعوتهم هذه مهمة وملحة وذلك للاجتماع والتصويت على زيادة رواتبهم واقرار امتيازات اضافية لهم ولعوائلهم وطواقم حمايتهم الشخصية , فهرعوا الجميع للحظور , واذكر بان مجلس النواب لا يكتمل نصابه الا في مثل هذه الحالات ..ارد اشوف منو مراح يصوت !

ثانيا .. اشاعة فكرة تدخل عسكري من قبل ايران او سوريا وذلك لسد الفراغ الأمني الذي سيحدث نتيجة عدم الاتفاق مع اميركا وانسحابها , وهذا طبعا يخيف غالبية العراقيين .

ثالثا ..توجيه الانظار الى اهمية السيد المرجع السيستاني وبكثافة باعتباره صاحب القرار في العراق, وكلنا يعرف تأثير سماحة السيد السيستاني في مجريات الاحداث .

رابعا ..تسليط الضوء اعلاميا على بضع من العراقيين العائدين من المهجر , وهذا سيجعل لدى العراقيين نوعا من الاسترخاء والطمأنينة .

خامسا ..التلميح الى ان الحكومة العراقية غير راغبة ببعض البنود , فتبادر الى اطلاق التصريحات لتغيير هذه البنود من الاتفاقية , وهذا بالطبع يُشعر العراقيين بان حكومتهم بطلة واستطاعت لوي ذراع اميركا وهي المسيطرة ...
ختاما ..قد يكون هناك المزيد من الاعيب السياسة , خاصة اذا انكشف لاحقا بان الحكومة الايرانية  كان لها دورا ايجابيا في المساعدة لعقد هذه الاتفاقية, من خلال مساومات مع اميركا لتسهيل انتشارها في المنطقة العربية وذلك لضبط وكبح العرب وللحد من نزعتهم نحو الوحدة القومية ..فهل سيغير ذلك وجه العراق الفسيفسائي والتأريخي ليصبح في النهاية موطن لبعض الفاشلين الذين لطالما ادعوا البطولة تزامنا مع المظلومية  .....الله اعلم .
استاذ جامعي مستقل
ادور ميرزا