تواقيعٌ . . .
على صفيح صقيل
نمرود قاشا
nimroud-kasha@yahoo.com
عندما طرح الخطاط السرياني (بشار هادي) و الذي يفضل أن يلقب (بالباغديدي) اعتزازاً بالاسم القديم لمدينته (بخديدا) ، أقول : عندما طرح هذا الفنان فكرة إقامة معرض شخصي للخط السرياني كنت اقل المتحمسين لهذه الفكرة و ذلك لاعتبارات عديدة :
أولا : لأني لم أشاهد قبل هذا التاريخ معرضاً متخصصاً بهذا الفن و أن الدخول إلى هذا العالم يعتبر نوعاً من المجازفة فما شاهدته من هذه الخطوط لا يتعدى عبارات و نقوش بهذا الخط تزين واجهات و مداخل الكنائس و الأديرة و آيات من الكتاب المقدس تتوزع حول (المذبح) أو القاعة الداخلية للكنيسة .
ثانياً : ان الحرف السرياني ذا (تكنيك خاص) و إن محاولة مطاوعته و بمرونة تتطلب نوعاً من التقنية لكسر الجمود الذي يمتاز به هذا الحرف يتحول بأنامل هذا الفنان إلى تشكيلات فنية و زخارف تجعلك تنسى بأن هذا الخط له تاريخ يتجاوز الأربعة آلاف عام .
و عندما امتدت يد سيادة راعي الأبرشية (مار باسيليوس جرجيس القس موسى) لقطع شريط الافتتاح مساء يوم 17/6/2005 حيث كانت قاعة مركز السريان للثقافة و الفنون تحتضن الـ (22) لوحة زجاجية هي مجموع لوحات المعرض ، و حتى لا أكن متسرعاً في إبداء رأي بهذه اللوحات انتظرت ما يتم تسطره على صفحات (سجل الزيارات) .
اذن . . . هذه (نتف) انتزعتها من هذا السجل لأناس استهوتهم هذه الخطوط و تشكيلاتها الهندسية و التراثية و الدينية رموزاً و تعابير و أشكالاً تعبر عن بعضاً من الطقوس الكنسية فهل تكون هذه (التواقيع) وجهة نظر بهذه الكلمات التي خطها (بشار) على هذا الصفيح الصقيل :
*المطران مار باسيليوس جرجيس القس موسى :
أبدعتم يا شعراء بخديدا إذ رصعتم اللغة بكلماتكم ، و رصعتم جبينها يا خطاطي العهد الجديد . لك تهنئة يا بشار ابن بخديدا الأسمر .
* سامي لالو / فنان تشكيلي
شعر و كلمة و خط و مساحة و لون ، تراث و ثقافة و لغة ، كل هذه المعاني و الرموز في معرض تشكيلي هو الأول من نوعه بميزاته و روحه السريانية الأصيلة .
* لميع نجيب موسى / فنان تشكيلي
اقدر الجهد الكبير الذي بذله سواءً في التعامل مع الخامات و الألوان المستعملة مروراً إلى إخراج لوحة فنية تمتزج فيها الأشكال مع الحروف و بذلك يصبح الحرف هو الشكل المعبر عن ما يجول في خاطر الفنان و من الرائع أن تهتم بالحرف السرياني الذي هو رمز مهم لأصالتنا و تراثنا .
* بهنام عطالله / شاعر
بوركت أياديكم التي خطت هذه اللوحات الإبداعية من اجل إحياء الخط السرياني الأصيل الذي كان له دور كبير عند آبائنا و أجدادنا السريان .
* بسام مارزينا / منسق الثقافة المسيحية
عودنا دائماً أبناء بخديدا الإبداع و التميز ، و اليوم نشكر الرب لأنه قد أعطانا طول العمر لكي نعيش مع بشار الباغديدي حلمه هذا الذي بدأ يتحقق يتطور . عاشت يده التي عملت جاهدة .
* وعدالله إيليا / شاعر
لوحات جميلة غنية بنكهتها التراثية و الليتورجية ، عظيمة بنطقها السرياني الأصيل هنيئاً لبخديدا و لبشار هذا المبدع الذي أضاف رونقاً و بهاء للروح الوثابة المليئة بالمحبة المفعمة بالإخلاص و الصدق في العمل .
* عبدالمسيح فرنسيس / موسيقار
ما أحلى التراث السرياني بيد ابن بلدة التراث و الذي يعبر عن روحه الخالصة المملوءة بالمحبة الجياشة لهذا التراث الأصيل .
رمزي هرمز ياكو / شاعر
إن التعامل مع الفن دائماً يحتاج الصدق في التعبير الفني باختلاق مدارس و أساليب إبداعية ، و خاصة في حالة التعامل مع الخط السرياني ، فالهندسة الخطية ليست بالسهولة المتوقعة عند التدارك الواعي للموضوع الذي تتطرق إليه اللوحة ، لقد استطاع الزميل بشار توظيف اللغة السريانية في لوحات رائعة هندسية تدهش الأبصار لترنو إليها و تشد الزائر من خلال نواحي الجذب التي جعلها ترتكز في اللوحة مع توظيف الرمز لتكوين الموضوع الرئيسي .
* هاني عزيز / فنان مسرحي
جميل ان يقوم فنانونا بأحياء الحرف السرياني الجميل ضمن لوحات و حركات الخط المبدعة
* توفيق سعيد توفيق / شاعر
نشد على يد الفنان بشار و نشجعه على إعطائه زخماً جديداً لرسم لغتنا و إخراجها ألمدها التقليدية
* جبو بهنام / شاعر
أيادي عظيمة أبدعت و أيادي عظيمة خطت هنيئاً لبخديدا بابنها بشار
* طاهر توفيق / مخرج فضائية عشتار
طريق الألف ميل يبدأ بخطوة ، نتمنى أن تكون هذه البادرة من الخطاط السرياني حافزاً لكل الطاقات الشابة
* إبراهيم شابا للو / إذاعة صوت السلام
اثمن الجهود المبذولة في هذا المعرض انه افتخار جديد لطاقات مدفونة رائعة تحي أمجاد أجدادنا السريان.
إذن . . بعد كل هذه الآراء في لوحات الباغديدي الم اقل بأن الإبداع هو لحظة (تمرد) في زمن ما ، هذا التمرد هو اختيار الطريق الصعب و ربما الشائك أحيانا للتعبير عن بعض مفردات هذا الإبداع . . واختيار الحرف و الكلمة السريانية بما يمثله هذا الخط من صعوبة و تقنية خاصة تستطيع أن تكون تُكون تشكيلاً أو لوحة رائعة تبدو فيها حروف هذا الخط تعزف نغماً جميلاً و بترتيب موسيقي رائع .
عندما قلت أنت اخترت الصعب ليس بتقنية الحرف و حركاته فقط و إنما المادة التي جعلت فيها هذه المفردة السريانية تتمسك بهذه المادة (الجامدة) إلى حد الالتصاق لتبدد جزءاً منها .
فالزجاج ، هي الأرضية البراقة و المتعبة أيضا تحتاج إلى نوع من الصبر و التكنيك قد لا تجده في مواد أخرى ، الم اقل لك - يا بشار- بأنك اخترت الأصعب ، و عندما يبدأ من الأصعب تكون القمة دائما مكانة طبيعية . بوركت الأنامل التي جعلت هذه اللغة التي ربما نساها البعض او تناساها معزوفات تثير الشجن في النفس .
[الملحق حذف بواسطة المشرف لكبر حجمه]