الحوار والراي الحر > المنبر الحر

( بغداد بين أغنية السفير وكرة الكابتن )

(1/1)

مارتن كورش تمـرس:

( بغداد بين أغنية السفير وكرة الكابتن )


كثر الحديث عن من احبها .....

هكذا يغرد سفير الاغنية العراقية وهو يتغنى ببغداد جاعلاَ منها حبيبة له:  حبيبته بغداد ايام زمان وليس الان لان ما عاد لها ، وهو لم يعد لها بعد 9/4 فلا عذر له يمكن ان يقدمه كأعتذار من حبيب الى حبيبته ...

فمهما غنيت وقلت فيها من غزل وانت تتغزل بحبيبه ظن الكل بانك لن تنساها وان غادرتها لاسباب كان الكل يعرفها واعطوك الحق ولكن ليس من بعد 9/ 4 هذا التاريخ الفاصل بين الحق والباطل ...
فمهما غنيت ومهما جوبت ودبكت ( ورأس الخكة بيدك) ... ومهما قبلت (بوســه) من خدود فتيات الموديل في كل الكليبات  فان بغداد ستحجب خديها بكرخها ورصافتها عن شفاهك ... ومهما ابتعدت عنها فلن يحزنها لانك أخترت هذا خاصة من بعد 9/4 ولم تعد بينما الكل عاد وان لم يكن مطرباَ او مغنياَ لكنه يظن في نفسه بانه يحب بغداد .. فاين انت يا حضرة السفير وقد نسيت وتناسيت  بحب من كنت  تحبها يوم التقيت ( فتاة الموديل) من بلد جار والذي لا يزال يصر على تصدير الارهارب الى ازقة حبيبتك بكل انواعه ( سيارات فخمة ، عبوات ناســفه ، احزمة ناســـفه... أين انت وغدت نهارات بغداد ليالٍ معتمة حالكة  الظلمة لا كهرباء يضىء وجهها ولا ماء يروي عطشها ولا هواء فيه هوى الحبيبة ! ولا قبلة فيها لذة الشهد وطعمه 

أيها السفير هكذا يبدو لنا نحن ابناء بغداد ، نحن الذين بقينا ولم نغادرها حتى وهي تشهد سقوط الصنم  وافواه دبابات الاحتلال تسحق (احشائها) شوارعها بكل قسوه غير أبهة بمعاناتها المهم عندها سقوط الصنم    .
 فما عادت الدبكة تجدي نفعاَ وانت تؤديها امام أنظار كل المعجبين باغانيك والجمهور العراقي البغدادي يصرخ عالياً ( غَربْ .. غَربْ ) هكذا يبدو لنا يا حضرة السفير فانت قد نسيت من أحببت او تناسيت حبيبه القلب – لم يعد قلبك – وانكرت لها جميلها وأحسانها واستغليت ظروفها الصعبة واليوم قد أغمضت عينيك على الرغم من ان د. هالة  تقول :( ما تادرش تغمض عينيك ) عن مشاهد التجريح في جسد بغداد اللؤلؤي ، وأعوان الارهاب واولاد ال .... من الخليج والى المحيط كما نعتهم شاعرنا المناضل مظفر النواب ، ومعهم من لف لفهم ينهشون بجسدها ....


ياايها السفير اين انت من الحبيبه (بغداد ) واللابشر بل الوحوش قد مزقوا لها  .......  ازالوا  عذريتها ، اهانوا شرفها يااخي لقد حطموها وجعلوا بيوتها ركاماَ وازقتها قمامه وأبناؤها مشردين واطفالها جائعين وبناتها الجميلات انقلبن الى عانسات وغطى شعر ظفائرهن الشيب قبل وقته وهن ينتظرن ابن العراق ليتقدم منهن ولكن دون جدوى

اين انت ايها السفير ومن ظنتهم بغداد (حبيبتك سابقاَ)  بانهم جاؤا منقذين من الصنم انقلبوا جشعين غير مبالين بكل معاناتها ؟ أين انت الان ومنذ 9/4 من كانت حبيبة لك وفتاة الموديل بين ذراعيك ؟ أين انت يا سفيرها  والسفاره قد فجرت وتٌفجر كل يوم بسيارات مفخخة مرسلة من بلاد ( فتاه الموديل ) ؟ أين انت ومعظم عوائل بغداد صاروا نازحين ان لم يكونوا مشردين أو مهاجرين  لذا ومن الافضل ان لا تذاع أغانيك  على مسامع بغداد ، بل اذعها على مسامع دمشق والقاهرة وبيروت وليبيا وجزر الواق واق  ولا تعد تغني لها من بعد الان  أنت تعرف وعرفت لماذا !!! والحليم تكفيه الاشاره

فلن تنتظرك بعد أن تنهض ان شاالله  من ازمتها ، وانت (تعبر الشط) .. ولن تكون لك من بعد الان (ليلى) يا كاظم مريضة وماعٌدت لها بالطبيب المداويَ ...وقررت ان تنساك فلن ينفع من بعد الان معها وانت تغني ( تذكر كلما صليت ليلاَ ) لانك بالنهار لم تزرها ولم تصلِِ لها وتطلب من غيرك هذا ولن تحبك من بعد الان ولن يجدي حبك لها نفعاَ وانت تغني لها : (أحبيني) . وستصم أُذنيها وانت تقول لها : (قولــي أٌحبُك) . وستمنع عنك كل أصدقاؤك  كل واحد منهم  سيكون لك (كان صديقي)  ولن تسمح ان تلمس يداها ب ( يدك)
هكذا صار يبدو لي انا البغدادي أبن العراق ، لذلك اسمح لي بان اقول بأن : أغنيتك لاتساوي في قوتها في حُب بغداد ، ضربةقدم من أصغر لاعب ( في مدرسة الكابتن عمووبابا ) ... وأغنيتك عذراَ لا مغزى لها من بعد الآن والكرة تلعبٌ حاضراَ وسط رتل من السيارات المفخخة ومهاجم الفريق الخصم متمنطقُ حزاماَ ناسفاَ .

هكذا تبدو وهكذا يبدو الكابتن على المحك معك فهو رغم كل ظروف الحصار وتجاوزات  عٌدي نجل الصنم واعوانه ومضايقاتهم له ، أضف الى هذا أفراد عائلته الذين هجروه لا لشي سوى لانه أحب العراق من خلال الكرة المدوره مما خلف الوحدانيه في العيش وأنيسُه المرض ,اضف الى ذلك مرضه وتعضله الى حد بتر أصابع القدم ، فوق كل هذا الراى أصعب واصعب مقابل كل هذة المنغصات  التي لم تقدر أن تفرق بين المحب الحقيقي ومن يحب ، هناك بالمقابل وبكل وضوح كانت الى وقتٍ قريب عروض ومغريان من أٌستراليا وعمان من فرق وأندية خليجية أو عربية لكنه رفضها كلها : أتعرف لماذا أيٌها السفير ؟ لانه أحب بغداد العراق من كل جوارحه واكثر بكثير بمليون مره  من حبه لعائلته ، بل وأكثر من حٌبه لنفسه الدليل أنه فقد صحته ولم تسمع انت وغيرك وهو يئن من الالم بل سمعت انينهُ تالي الليل( فضائية عشتار) لتقف داخل بيته وهي تقول له : شبيك لبيك عشتار بين ايديك . فأين هي أُغنيتك يا عزيزنا كاظم ويا حضرة سفيرها أين هي من ضربةٍ واحدة من قدم طفل لاعب لكرة القدم في مدرســه الكابتن .                                                         
                                                                      القاص
                                                                                    مارتين الشمديناني
                                                                             ك2 2006[/b]

تصفح

[0] فهرس الرسائل

الذهاب الى النسخة الكاملة