ماذا بعد الانتخابات؟
شهد يوم الخامس عشر من كانون الاول اقبالا كثيفا وواسعا من قبل الشرائح الاجتماعية العراقية بمختلف انتماءاتها وأطيافها على صناديق الاقتراع في اكبر عملية انتخابية في تاريخ العراق السياسي الحديث لانتخاب مجلس النواب للأعوام الأربعة المقبلة.
وقد قاربت نسبة المشاركة 70% من الذين يحق لهم الانتخاب وهي نسبة عالية في كافة المعايير الانتخابية وتعكس اندفاعا متميزا رغم الظروف السياسية المعقدة لأبناء الشعب العراقي لاختيار ممثليهم للبرلمان، بهدف تأسيس وبناء الديمقراطية، ويحدوهم الامل ان يروا الضوء في نهاية النفق.. ولكن النتائج الاولية تشير ان الاختيار كان للطائفة والقومية والعشيرة وليس للبرامج السياسية التي طرحتها الاحزاب والشخصيات، خاصة القوائم الائتلافية، نأمل وندعو ان يعمل الفائزون وغير الفائزين معا لتحويل مشاريعهم ووعودهم الانتخابية الى منجزات ينتظرها المواطن بشغف وصبر كبيرين.
وقد شارك ابناء شعبنا "الكلداني السرياني الاشوري" بشكل افضل من مشاركته في إنتخابات 30/1/2005، وفي إبداء الرأي واختيار ممثليه للبرلمان، وتميزت مشاركته بعلائم واضحة يمكن تحديدها بالآتي:
1- ان أبناء شعبنا اختاروا القوائم التي تضمنت برامجها خيار الوحدة العراقية وتحقيق اهداف الشعب بعيدا عن الطائفية والقومية والمذهبية.
2- انه لم يصوت بكثافة لقوائم شعبنا بسبب تعددها وعدم اتفاق قوى وأحزاب شعبنا على قائمة واحدة وانما دخلت الانتخابات بثلاث قوائم هي: الرافدين 740 والنهرين وطني 752 والمؤتمر الاشوري 800 مع دخول البعض في قوائم ائتلافية بشكل شخصي.
3- عزوف ابناء شعبنا في الخارج عن المشاركة الكثيفة في الانتخابات رغم تحسن ظروف الانتخابات مقارنة بانتخابات كانون الثاني 2005.
ولم تحقق القوائم الثلاث النتائج التي تؤهل مرشحيها لتأخذ حجمها الحقيقي في عضوية مجلس النواب.. وكل ما تحقق هو وصول ثلاثة نواب من خلال قوائم ابناء شعبنا حسب النتائج الاولية ومن خلال الترشيح في الائتلافات الكبيرة وهي نسبة لا ترف بالمقارنة مع حجم شعبنا وقوته الحقيقية.
ولكن ماذا بعد الانتخابات؟ وهو السؤال الذي يتطلب إجابة دقيقة تنسجم مع الواقع السياسي وتطوراته واستحقاقات العملية السياسية وتطورها.. ان الاجابة عليه تتطلب تحليلا معمقا لأوضاع القوى والأحزاب السياسية الممثلة لشعبنا والتي برأينا لم تكن بمستوى المسؤولية التاريخية لبلورة مواقف سياسية وشعارات تنسجم مع ظروف شعبنا وتطورات العملية السياسية الجارية في عراقنا الحبيب.
ان المرحلة الحالية تتطلب مستوى عاليا من المسؤولية والوعي السياسي وانضاج مواقف فكرية وسياسية للتخندق مع القوى السياسية الوطنية لإرساء وبناء النظام الديمقراطي لأنه الحجر الاساس لتحقيق طموحات وأماني شعبنا القومية والثقافية والإدارية والاجتماعية.
ان المشاركة الجدية والايجابية لممثلي شعبنا من قوى وأحزاب ومنظمات مع بقية ممثلي شعبنا العراقي في كافة النشاطات والمداولات لتأسيس حكومة وفاق وطنية تمثل كل اطياف الشعب العراقي، يكون فيها شعبنا "الكلداني السرياني الاشوري" احدى الركائز واللبنات في ارسائها وتوطيدها؛ وهذا لا يتحقق الا بتبني خطاب سياسي وطني ديمقراطي موحد.
اننا في مختصة كلدوآشور ندعو ممثلي كافة الاحزاب والكيانات السياسية للارتقاء بمواقفهم الوطنية وتبني برنامجا للعمل المشترك بالحد الادنى لمواجهة التحديات التي تجابهه، والمشاركة الفاعلة في تأسيس عراق ديمقراطي اتحادي مزدهر ينعم فيه المواطن العراقي بالأمن، وتوفير فرص العمل والرعاية الصحية والخدمات الضرورية وانجاز الاستقلال التام بإنهاء الاحتلال.
نقلا عن أورخاد عما/ ملحق لجريدة طريق الشعب[/b][/size][/font]