المحرر موضوع: الزمن يمضي والمآسي تدوم  (زيارة 872 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جميل حــنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 166
    • مشاهدة الملف الشخصي
الزمن يمضي والمآسي تدوم
« في: 18:15 11/01/2009 »
الزمن يمضي والمآسي تدوم

د.جميل حنا

البشرية ودعت منذ أيام عام 2008 على أمل بعام أفضل يليه.ودع أكثر من   6مليارد انسان حول العالم بدا من نيوزيلندا وأستراليا مرورا بكل القارات عام 2008 وأستقبلت بفرح وبهجة وسرورعظيم العام الجديد, وبأمنيات طيبة على مستوى الصعيد الشخصي والإنساني والوطني والعالمي.كانت لحظات الوداع والأستقبال في آن واحد عظيما لدى كل البشر. بالرغم من أن العام الفائت لم يكن مليئا بالخير والسلام على البشر في كل العالم.كانت الكثير من شعوب العالم تعاني من حروب مختلفة على كافة الأصعدة الحياتية منها الحروب الأهلية والخارجية,والحرب على الارهاب والفقر والمجاعة والأمراض والجهل.وحروب من أجل نظام عالمي يحفظ كرامة الإنسان في كل بقاع الكون, نظام عا لمي متعدد الأقطاب يراعي مصالح كل الثقافات العالمية التي يتكون منها هذا الكون.البشرية ودعت العام الماضي على أمل ببناء عالم يسوده العدل والمساواة بين الشعوب , والحرية للشعوب المضطهده, والتحرر من حكم الطغاة والديكتاتوريات في الكثير من بلدان العالم.وعالم خال من التمييز العنصري والقتل على أساس الإثنية والدين والمذهب والإنتماء السياسي. وكذلك عالم خال من الإغتيالات الجسدية والنفسة , وعالم خالا من العمليات الارهابية والإنتحارية.في العام الماضي لم تكن الأوضاع الاقتصادية والأحوال الأجتماعية أفضل مما تمناه البشر قبل ذلك بعام ,تفاقم البطالة والمجاعة والموت بسبب الفقر ونقص الغذاء والأمراض وعدم توفر العلاج اللازم, وعدم توفر مستلزمات الحياة الاساسية من المرافق الصحية وتوفر الماء الصالح للشرب حيث زهقت حياة االملايين من البشرحول العالم.عام آخر مضى وكان احتدام الصراع فيه أكثر بين الشعوب والدول في العديد من قارات الكون عكس ما تمناه البشر قبل ذلك من عام.بينما كان العالم يودع العام الماضي ويستقبل بفرح وسرور العام الجديد, كانت غزة تسبح في دماء الأطفال والظلمات, والأشلاء تملىء أزقتها وجيش الأحتلال الأسرائيلي لا يأبه بصراخ الأمهات والأطفال الفلسطينيين ولا بأحتجاج الملايين في العالم عما تقترفه من مجازر إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني,ولا قادة أسرائيل الصهاينة يولون أي أهتمام للمواثيق والمعاهدات الدولية ولا يلتزمون بقرارات مجلس الأمن ولا بنداءات المنظمات  الدوليه و الانسانية  .وبرغم كل المآسي التي كانت تعاني وما زالت تعاني منها البشرية أستقبلت البشرية عامها الجديد بذات الروح التفائلية كما في الأعوام التي سبقتها.الأمل ما زال يحتل مركز الصدارة في تفكير الانسان برغم من كل الأهوال والمصائب.لأنه بفقدان الأمل يفقد الانسان إرادة الكفاح من أجل حياة أفضل للذات  والوطن وللبشرية والعالم أجمع. الإرادة الصالحة للبشر في الكون قادرة بأن تخلق عالم أفضل مما هو عليه الآن,عالم يسوده الأمن والأستقرار والسلام .الإرادة الصالحة الخالية من البغض والكراهية والأحقاد والضغائن والروح العنصرية.الإرادة الصالحة المتوجة بالإرادة السياسية المبنية على أسس أحترام  مباديء حقوق الانسان الشخصية والعقائدية والإثنية .من أجل بناء عالم خال من الحروب, وبناء مجتمع إنساني متضامن ومتكاتف لمكافحة جميع المشاكل التي تعترض مسيرة حياة الانسان في التقدم والإزدهار,ومواجهة الكوارث الطبيعية التي تصيب البشر في بقاع مختلفة من العالم,وإيجاد الحلول الملائمة للمشاكل الإقتصادية والإجتماعية من أجل بناء عالم يتوفر فيه العيش الكريم لكل البشر.لا بد من التمني لأن بالتمنيات يمنح الانسان ذاتة قوة ليتغلب على صعاب الحياة في كافة جوانبها,ولكي يستطيع التقدم والإزدهار نحو آفاق أفضل في الحياة.

والشعب الآشوري حاله كحال الكثير من شعوب الكون أستقبل العام الجديد بروح تفائلية. وهو يتطلع بكثير من الصبر والإيمان وروح التضحية بأن يكون العام الحالي أفضل بكثيرمما سبقه من الأعوام,في بلاد ما بين النهرين وخاصة في العراق .حيث تعرض إلى عمليات إرهابية كثيرة في السنوات الماضية على يد  تنظيم القاعدة والتنظيمات الارهابية الاسلامية المتطرفة التي قتلت رجال الدين المسيحي والكثير من الابرياء وتم تفجير الكنائس والأديره.وخلال الأعوم المنصرمة تم تهجير أكثر من نصفهم مرغمين بقوة السلاح والتهديد والقتل أوفرض الجزية وأعتناق الاسلام وبسبب الأوضاع الأمنية السيئة.يتفائل أبناء هذه الأمة أن تتخذ السلطات الحاكمة خطوات فعلية بألغاء التمييز العنصري بحقه وتأمين حقوقه القومية أسوة ببقية مكونات الشعب العراقي وتثبيت ذلك في الدستور بما يضمن مساواته في الحقوق القومية مع القوميتين الأكثر عددا وهم العرب والكرد.وكذلك الغاء كل الممارسات والأجراءات التعسفية بحقه وضمان قيام إقليم آشور على جزء من أرضه التاريخية ضمن عراق فيدرالي موحد.ويأمل أبناء هذه الأمة أن يتم إعادة النظر في بعض بنود الدستورالتي همشت كليا دور هذا الشعب العظيم في بناء دولة العراق حاليا والتضحيات الجسيمة التي قدمها من أجل ذلك.وكذلك بأعتباره صاحب الأرض الحقيقية وباني أحدى أعظم الأمبراطوريات على أرض بلاد الرافدين , وأحدى المكونات الأساسية لنسيج الطيف الوطني العراقي.نتمنى للعراق وشعبه ولكافة شعوب المنطقة والعالم السلام والأمان.