المحرر موضوع: صوت الناخب مسئولية عبر التاريخ  (زيارة 619 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي الياسري

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 30
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قد يعتقد البعض أن ما يمر به العراق في الانتخابات المقبلة  لمجالس المحافظات تعد مرحلة يشوبها الكثير من السلبيات من حيث الفوضى السياسية التي عبر عنها بكثرة عدد المرشحين الذين تقدموا للمنافسة على مقاعد تلك المجالس : ونحن نعبر هنا عن هذه الكيفية ونؤشر اقوي مراحل الديمقراطية  حيث أن من حق جميع المواطنين الترشيح لهذه الانتخابات والفوز بمقاعد مجالسها .  ولا مانع من أن يكون هذا العدد الكبير. وقد يعبر البعض عن ضياع الاختيار أو يتملل بسبب ما قدمته المجالس السابقة من مشاريع وإعمال وإدارة سياسية للبلاد . نقول أن تلك المرحلة التي انتخبت فيها المجالس البلدية للنواحي والاقضية والمحافظات كانت في ظل ظروف أمنية قاسية للغاية اختفت في كثير من مقومات الإعلان والإعلام عن الترشيح بسبب تلك الظروف .واليوم إذ تؤشر الأجواء عاملا مهما من العوامل الصحية التي يمر به العراق الجديد من حيث الاستقرار الأمني الذي يسود البلاد ألان والذي سمح للمواطنين العراقيين للتقدم بالترشيح لهذه الانتخابات علنا وانتشرت صورهم ويافطاتهم التي ملأت الأجواء والجدران وان لم تكن منظمة وبعشوائية عفوية أو مقصودة فإنها لاتعلن إلا عن الديمقراطية في الأجواء الأكثر نقاءا .
  الثقافة الجديدة التي تؤطر الديمقراطية المبتغاة في تطوير مستوى الناخبين وتحييد الانتخابات ذاتها من إن تكون واجهة لحزب أو سلطة أو شخصية بعينها.. فان الأسئلة التي يجب إن نجد لها جوابا ، من يمثلني ولماذا ؟ انه البرنامج الانتخابي الذي يمثل المصالح وليس الوجيه الذي يحولني إلى قبيلة هو زعيمها ولا سبيل إلى محاسبته أو عدم إعادة انتخابه، إنها آلية يجب أن تتضمنها ثقافتنا الاجتماعية القادمة. وإلا سوف ندخل في لعبة دق المسامير في الهواء ……على الأقل.
بصوتنا سوف نكون نحن الحكام والمشرعين ونحن القضاة والمحاسبين . إذ سيكون الجميع سواسية  أمام القانون ولا فرض من كيان أو جهة تستقل بالاستحواذ على إصدار القوانين والتشريعات .
البرنامج الانتخابي هو جزء من هذه الفعالية المعاصرة والتي يجب أن تنتجها ثقافة الناس، والتي يجب أن تتضمنها، كي تستطيع تمثل ذاتها على ارض الواقع، وألا سوف تبقى الانتخابات شأن إداري بحت يلبي حاجة دستورية عرضا. فانتخابات مجالس المحافظات ليست وظائف شاغرة يملأ كراسيها المتقدمين للحصول على وظيفة قي المحافظة سواء كان موافيا للشروط المطلوبة ام لا. انه عمل سياسي كبير يضع تحت أيدي الناخب مستقبل امة ومسيرة شعب
إن الجماهير العريضة من مواطني العراق التي لم تمارس هذه العملية إلا بأطر ضيقة ومحددة النتائج مسبقا كانت تمارس عملية ميكانيكية ضمن النقابات والاتحادات التي تضمن فوز مرشحيها وليس من حقك إلا أن تقول كلمة نعم .  أما من كان يتورط بكلمة لها ويكتشف أمره فقد قامت قيامته
. لذا فليس من السهل أن تتغير نظرة المواطن إلى الانتخابات وما تفرزه من نتائج تكون لصالحه دائما في حاله أن يكون اختياره على أساس البرامج والمناهج السياسية التي تقدم بها المرشحون . ولكنها في نفس الوقت ليست بتلك الصعوبة المحالة . أد نعرف إن من يعيش للأمل لا يعرف المستحيل . فتصوروا كل تلك السنين وما عشناها معا من أمال عريضة . وفي ساعة قطف الثمار يتوجب أن نختار الناضج منها مادامت السلة بأيدينا والأشجار كثيرة .
إخواني الأعزاء . إن صوتنا في السلطة والدولة في التشريع وحكم الشعب سوف يمييز ويكون مسموعا عندما نشترك جميعا في وضع فرارات المستقبل باشتراكنا الفعال وسيهدر عندما يكون صوتنا مؤثرا في يوم الفرز . ونحن إذ نضع المسئولية التاريخية إمام المرشحين الذين ينقلوا صوتنا في صنع تلك القرارات . فالانتخابات تعبر عن مبدأ سيادة الشعب اذ تعطي للمواطنين قوة اختيار ممثليهم
.