المحرر موضوع: هذه كنيستي: الكنيسة الكلدانية  (زيارة 3528 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ✪KlaRa ALmaRghi✪

  • اداري منتديات
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 8777
  • الجنس: أنثى
    • مشاهدة الملف الشخصي


هذه كنيستي: الكنيسة الكلدانية



 

 

 تُعرف  الكنيسة الكلدانية بالكنيسة السريانية الشرقية أو كنيسة المشرق التي نشأت في أعالى بلاد مابين النهرين  وامتدت إلى بلاد فارس وتمركزت حول المدائن في قسطيفون باسطة إشعاعها على المناطق الواقعة شرقي الفرات وعبر دجلة وعلى ضفاف الخليج العربي .

تَسب التقاليد تبشير بلاد ما بين النهرين  إلى القديس توما  كما إلى آداي وماري " تداوس وتلميذه". عاشت الكنيسة المسيحية قرونها الثلاثة الاولى تحت حكم الملوك الفرثيين  والساسانين في جو من التسامح

  وعندما تبوأ شابور الثاني عرش الطاووس سنة 339م تغير موقف الدولة من المسيحية وفي مطلع العام 341م بدأت بوادر  الاضطهاد الاربعيني الذي دام حتى وفاة شابور الثاني سنة 379م وكان أول ضحاياه رئيس الكنيسة الاعلى  الجاثليق مار شمعون برصباعي  مع عدد كبير من المطارنة والاكليروس والمؤمنين .

 كان الملك يطالب احياناً بجزية مضاعفة من المسيحيين وكان يتهمهم احياناً بالولاء لاعداء الدولة أى للرومان المسيحيين بالرغم من شدة الاضطهاد الذي كان يهدف الى القضاء على المسيحية في بلاد فارس خرجت كنيسة المشرق منهُ راسخةً في الايمان ثابتةً على المبادئ .

لكن تخوف كنيسة المشرق من اتهامها بالولاء للعدو إضطرها أن تعيش مستقلةً في تدبير امورها لكن هذا الانزواء لم يعنِ قط الانفصال عن جسم الكنيسة لأنه كان للظروف احكامها .

 

منذ القرن الثاني الميلادي ، ظهر في كنيسة المشرق كتابٌ وأدباء وشعراء رفدوا اللغة السريانية بمفرداتها الاصيلة ، وغذوا الفكر الديني وطوروا التعبير اللاهوتي .من أبرزهم الجاثليق الشهيد مار شمعون برصباعي الذي  اشتهر بأحاديثه الروحية والتراتيل الدينية ، ويعقوب افراهاط الملقب بالحكيم الفارسي بعروضهِ اللاهوتية المسماة البينات . كذلك مار افرام السرياني الذي يُعد من اكبر عمالقة اللاهوت والآداب السريانية وقد استطاع أن يُغذي  إيمان جيله والاجيال اللاحقة بما انتجه وكتبه الملفان نرساي الذي كتب العديد من البحوث والمقالات في الشعر السرياني وغيره من المواضيع.

 وباباي الكبير يُعتبر أيضاً من اكبر لاهوتيي القرن السادس . والجاثليق طيموثاوس الكبير الذي عُرف عنه بأنه جليس الخلفاء ومستشاراً لهم .

تسمية "الكلدان : أطلقت لأول مرة على المسيحين الشرقيين عام 1445 من قِبَل البابا أوجين الرابع عند انضمام كنيسة قبرص النسطورية برئاسة المتربوليت طيموثاوس إلى الكنيسة الكاثوليكية تيمنا" باسم كلدو  وهي منطقة بيت آرامايي الواقعة جنوبي بغداد ، حيث كان مارماي أسس كرسيه الاول .

كانت السلطة العليا في كنيسة المشرق قد صارت وراثية إذ عين البطريرك ابن اخيه ناظراً للكرسي يخلفه من بعد وفاته . هذه العادة المتبعة الحقت الاذى بادارة الكنيسة وحياتها الروحية لذلك سنة 1551م اجتمع بعض اساقفة الكنيسة وشعبها واتخذوا موقفاً حازماً من اجل خير الكنيسة ومستقبلها فاختاروا كاهناً فاضلاً هو يوحنا سولاقا وارسلوه إلى روما لإعلان الطاعة والاتحاد ولنيل الرسامة البطريركية  من البابا يوليوس الثالث هكذا أعلن مار يوحنا سولاقا بطريركاً على الكنيسة الكدانية في بازيليك مار يوحنا اللاتراني سنة 1553 ودام هذا الاتحاد الرسمي قرناً من الزمن .

في عام 1672م اعتنق المطران يوسف اسقف ديار بكر الكثلكة وتمكن من أن يحظى من السلطان العثماني على فرمان يقره بطريركاً على ديار بكر وماردين وتوابعهما مستقلاً عن سلطان البطريرك النسطوري ،  تحول اللقب إلى "  بطريرك بابل على الكلدان" . بطريرك بابل للكلدان هو لقب يعطى إلى رؤساء الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وهو واحد من بطاركة الكنيسة الكاثوليكية في الشرق، تم الإعتراف بالبطريركية من قبل الفاتيكان بعد صُلح مار يوحنان سولاقا مع روما في 1552 .

 

كما تم تعيين المطران يوسف صليبا بطريركاً باسم يوسف الثاني معروف  خلفاً للبطريرك يوسف الذي قدم استقالته .

 وجاء من بعده بطاركة على الامة الكلدانية منحوا لقب بطريرك بابل على الكلدان وهم البطريرك يوسف الثالث ، يوسف الرابع ، يوحنا هرمز  الذي ابدى رغبة اكيدةً بالاتحاد بكرسي روما ومعه بدأت سلسلة من البطاركة الكلدان يقيمون في الموصل

من ابرز البطاركة الذين حفل تاريخهم بالاعمال الجليلة البطريرك يوسف السادس اودو الذي قام بعدة مشاريع لخير الطائفة منها انشاء معهد لاهوتي بطريركي في الموصل ومطبعة هى من أولى المطابع في العراق . وكان البطريرك من الاعضاء البارزين في اعمال المجمع الفاتيكاني الاول ، توفىّ برائحة القداسة سنة 1878م وصار ضريحه مزاراً لكل من يطلب شفاعته .

البطريرك يوسف عمانوئيل الثاني الذي انتخب سنة 1900م وعانى الكثير من جراء الحربين العالميتين الاولي والثانية  حينها لم يتردد البطريرك عن بيع مقتنيات  الكنيسة والبطريركية ليُطعم الفقراء ، ويساعد المتضررين من جراء الحروب من الملل خصوصاً من الارمن المضطهدين في مطلع الحرب العالمية الاولى . وكان له مواقف وطنية مشهود لها في مختلف الادوار التى مر بها العراق : العهد العثماني ثم الاحتلال فالانتداب البريطاني واخيراً الحكم الوطني وقد شاء الله أن يبقى على الكرسي البطريركي 47عاماً .

البطريرك يوسف السابع غنيمة : في عهده تم نقل الكرسي البطريركي من الموصل إلى بغداد .

البطريرك بولس الثاني شيخو: جُلسَ بطريركاً عام 1958م وكان راعياً بارزاً عرف احتياجات شعبه المختلفة

قام ببناء العديد من الكنائس خصوصاً في بغداد البلد الذي توافد إليها الكثير من ابناء الكلدان النازحين من المناطق الشمالية من جراء ثورة الاكراد ، قد عُرف  بقداسة السيرة والتجرد التام وعطفه على الفقراء والمساكين . وفتح مدارس عديدة في العاصمة كانت شبه مجانية .

سلالة البطاركة الكلدان المتحدين بروما
قبل شمعون الثامن ، كانت الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية جزء من الكنيسة الآثورية الشرقية.

هذه القائمة هي لبطاركة بابل للكلدان الذين يمتدون من القديس توما في القرن الاول .

1.    مار شمعون الثامن يوحنان سولاقا (1552-1555) ديار بكر

2.    مار عبد يشوع الرابع مارون (1555-1567) سعرت

3.    مار يابالاها الخامس (1578-1580) سعرت

4.    مار شمعون التاسع دنحا (1581-1600) سلاماس

5.    مار شمعون العاشر (1600-1638) سلاماس

6.    مار شمعون الحادي عشر (1638-1656) أورمية

7.    مار شمعون الثاني عشر دنحا (1656-1662) أورمية

8.    مار شمعون الثالث عشر دنحا (1662-1700) قوجانس / قطع الوصال مع روما بعد (1670) فقامت الفانتيكان بتعيين بطريرك جديد في مدينة ديار بكر ليقود الموالين من الكلدانيين الكاثوليك ، اصبح اتباع شمعون الثالث عشر دنحا الكنيسة الآثورية الشرقية.

9.    مار يوسف الاول (1677-1695) ديار بكر

10.                      مار يوسف الثاني (1696-1713) ديار بكر

11.                      مار يوسف الثالث (1713-1757) ديار بكر

12.                      مار يوسف الرابع (1759-1796) ديار بكر

13.                      مار يوسف الخامس (1803-1828)ديار بكر

14.                      مار يوحنا الثامن هرمز (1830-1838) الموصل

15.                      مار نيقولاوس زيعا (1840-1847) الموصل

16.                      مار يوسف السادس اودو (1847-1878) الموصل

17.                      مار إيليا الثالث عشر عبو اليونان (1878-1894) الموصل

18.                      مار عبد يشوع الخامس خياط (1895-1899) الموصل

19.                      مار يوسف عمانوئيل الثاني توما (1900-1947) الموصل

20.                      مار يوسف السابع غنيمة (1947-1958) بغداد

21.                      مار بولص الثاني شيخو (1958-1989) بغداد

22.                      مار روفائيل الاول بيداويد (1989-2003) بغداد

23.                      مار عمانوئيل الثالث دلي (2003)بغداد

 

 

أشهر المدارس في كنيسة المشرق :

اشتهرت كنيسة المشرق بمدارسها الكبرى منها مدرسة نصيبين أسسها مار  يعقوب اسقف نصيبين سنة 325م وادارها القديس الملفان افرام لغاية سنة 363م .

مدرسة الرها أسسها مار افرام سنة 363م ومدرسة المدائن اسسها مار آبا الكبير ، مدرسة جنديسابور التي صارت مركزاً بارزاً للعلوم. مدرسة دير قنى تنسب إلى مار ماري الذي بشر المنطقة في نهاية القرن الاول وتخرج منها مشاهير وعلماء كُثر  مدرسة الدير الاعلى قرب الموصل الذي اهتم بتنظيم الصلوات الطقسية حتى انها لاتزل تعرف إلى اليوم بنظام الدير الاعلى  وغيرها من  المدارس 000

كان للكلدان العديد من المدارس تتبع مناهج الدولة وتهتم بتعليم اللغة السريانية والدين المسيحي إلا أنها أممت في مطلع السبعينات من هذا القرن .

بينما استمر معهد شمعون الصفا الكهنوتي بعد انتقاله من الموصل إلى بغداد  في دوره وهو تثقيف الاكليروس في مختلف ابرشيات الكلدان كما انه يحتضن ايضا الطلاب السريان . صار كليةً للاهوت ، يجمع العديد من ابناء الكلدان لتلقي كافة العلوم اللاهوتية والتحضير لنوال نعمة الكهنوت المقدسة والرسالة في الرعايا التابعة للطائفة الكلدانية.

 

الـرهـبـانـيـات :

 ظهرت الحياة الرهبانية في الكنيسة الكلدانية منذ مطلع القرن الرابع تُحدثَ عن ابناء العهد وبنات العهد " بنات قياما، بناي قياما أخذ عدد  الرهبان في الجيل السادس يتضاءل بعد إلغاء قرار العفة لرجال الاكليروس وفرض الانزواء داخل الاديار لمن يريدون المحافظة عليها.

 انتعشت الحياة الرهبانية من جديد بفضل الجهود التي قام بها مار ابراهيم الكشكري الملقب بالكبير بسبب ما وضعه من قوانين لضبط قواعد هذه الحياة  بحسب روح الانجيل والتقليد الكنسي ، وأسس ديراً في جبل ايزلا سمي فيما بعد الدير الكبير وصارالدير الام لسائر أديرة الكلدان منه تخرج معظم المؤسسين الكبار الذين نشروا الايار في شتى المناطق  .

في مطلع القرن التاسع عشر شعر شاب كلداني اسمه جبرائيل دنبو وهو خال الاب لويس شيخو اليسوعي  بالرغبةو في اعتناق الحياة الرهبانية وعملاً بمشورة مرشد روحي صعد إلى جبل القوش وفتح دير الربان هرمز العريق الذي انتمى اليه بعض الشبان  وهكذا اتطلقت الحياة الرهبانية في الطائفة بعد أن خمدت جذوتها بعد سبعة عقود ازداد عدد الرهبان فوضع لهم  جبرائيل دنبو قوانين رفعها الى الكرسي الرسولي الذي أيدها وعندما عاد الاب المجدد إلى ديره تكللت حياته بالاستشهاد سنة 1832م اذ قتلته شرذمة من الاكراد بزعامة ميريكور اى الامير الاعور وقتلت معه بعض الرهبان . هذه الرهبنة الجديدة اعطيت فيما بعد اسم جمعية مار هرمزد لرهبانية مار انطونيوس و اعطت بطريركاً على الكلدان هو مار يوسف السادس  أودو الذي حضر المجمع الفاتيكاني الاول ، واعطت للطائفة عدداً غير قليل من المطارنة والكهنة  .

الأديار التابعة للكنيسة الكلدانية

 دير السيدة حافظة الزروع

 دير مار كوركيس قرب القوش في الموصل ،

 دير مار انطونيوس في بغداد مقر الرئاسة العامة ،

 دير الربان هرمزد غير مأهول حالياً بسبب ظروف المنطقة .

  هنالك ايضا اديار غير مأهولة نذكر منها دير مار ايليا الحيري قرب الموصل ، دير مار مخائيل رفيق الملائكة ودير مار أوراها المادي شمال الموصل .كما انشأت الرهبانية ديراً في روما للرهبان الدارسين وهو في الوقت عينه  مقر الوكالة لدى الكرسي الرسولي .

 

جمعية راهبات القلب الاقدس الكلدانيات :

كرس بطاركة الكلدان  الطائفة الكلدانية لقلب يسوع الاقدس بعد أن عمموا عبادة قلب يسوع التي انتشرت في الكنيسة الجامعة في مطلع القرن التاسع عشر .

جمع  الاب عبد الاحد ريّس  اربع فتيات من رعيته ارادان باشرنَ معا بالعمل الرسولي  سنة 1911م تحت اسم راهبات  القلب الاقدس الكلدانيات .تكرست الراهبات بالاضافة إلى الحياة التأملية للعمل الرسولي ضمن الابرشية في حقل التربية الدينية وزيارة المرضى . ومنذ اربع سنوات صارت الرهبانية من الحق البطريركي بعد أن كانت من الحق الابرشي فقط .

تسير الراهبات وتعشن بروحانية التعمق في عبادة قلب يسوع ومحبته للنفوس وخلاصها والشوق لفهم روح الانجيل التي تعكس محبة المسيح للآب السماوي وإخوتهِ البشر .

 

رهبانية بنات مريم  المحُبول بها بلا دنس الكلدانيات :

تركت الحرب العالمية بلاد ما بين النهرين في حالة فقر مدقع هذه الحالة دفعت السلطة الكنسية إلى التفكير في إنشاء رهبانية وقد أخذ المبادرة لذلك الاب  انطون زبوني وبعض الفتيات اللواتي تميزن بحياة الفضيلة والتقوى ، ووضعوا بعض القوانين التي ثبتها البطريرك عمانوئيل الثاني توما سنة1922م واعطوها اسم جمعية راهبات الكلدان بنات مريم التي حبل بها بلا دنس ، غايتها تكمن في مساعدة الاكليروس في عملهم الرسولي ولاسيما في حقل التربية واستقبال العائلات التي تعاني من حياة الفقر التي خلفتها الحروب .

تنبع روحانية راهبات مريم الكلدان من حياة مريم التي عرفت يسوع تمام المعرفة وشاركته سره الالهي .

لهذه الرهبانية اديرة عديدة في العراق ورسالات خارجه منها بيت للرسالة في لبنان تأسس في أوائل الستينات وتسلمت الرهبنة إدارة مدرسة الكلدان في بيروت ثم غادرن لبنان بسبب وقوع الاحداث فيه سنة 1976م.

 هناك بعض الرهبانيات الغربية في خدمة الكنيسة الكلدانية مثل :

راهبات القديسة كاترين السيانية الدومينكيات وراهبات التقدمة بالاضافة إلى جمعية راهبات يسوع الصغيرات ولكل من هذه الرهبانيات جمعية رسالة خاصة تهدف لبناء الكنيسة .

 

الليتورجيا الكلدانية :

 إن اللغة المستعملة في طقوس وصلوات الكنيسة الكلدانية هى اللغة السريانية بلفظها الشرقي. في هذه السنوات وعلى ضوء المجمع الفاتيكاني الثاني الداعي في مرسوم الطقوس إلى  استخدام الكنائس للغات بسيطة يفهمها الشعب كي يكون اكثر فاعلية ومشاركة مثمرة في كافة الصلوات الليتورجية ، جرت محاولات كثيرة لترجمة كتاب رتبة القداس وصلوات اخرى إلى اللغة العربية .

لكن الفضل في تنظيم صلوات و طقوس كنيسة المشرق في القرن السابع   يعود إلى البطريرك ايشوعياب الحديايي وغيره من علماء عصره الذين أسهموا بشكل واضح وفعال في إعطاء رونق وجمال لطقوس كنيستهم . ثم نظموا كتاب الفرض المسمى الحوذرة أي الدورة السنوية الليتورجية .

 

تستعمل الكنيسة الكلدانية ثلاث ليتورجيات

1-      ليتورجية القديسين آدي وماري متلمذي المشرق وتسمى قداس الرسل أو القداس الاول

2-       ليتورجية تيودورس المصيصي المترجمة من اليونانية وتمسى القداس الثاني .

3-       ليتورجية نسطور المترجمة ايضاً من اليونانية وتسمى القداس الثالث .

 

نشاطات الكنيسة الكلدانية واماكن انتشارها :

أما النشاطات  في الكنيسة الكلدانية فمتعددة منها ما  يهدف إلى تثقيف الاكليروس في المعهد الكهنوتي وتثقيف المؤمنين بشتى الوسائل كالدورات اللاهوتية والندوات لمختلف الاعمار .

كما تهتم الكنيسة الكلدانية بتدريس التربية الدينية داخل المدارس الرسمية والرعايا، كما تصدر مجلة دينية ثقافية  بصفة دورية تسمى مجلة مابين النهرين تتناول موضوعات تراثية ولاهوتية وروحية ومجلة "نجم المشرق"الفصلية.

تتوزع ابرشيات الكنيسة الكلدانية في المناطق المختلفة من بلدان العالم واكبرها الابرشية البطريركية يرأسها غبطة البطريرك مباشرة يساعده معاون بطريركي ونائبان،اضافة الى أبرشيات البصرة ،كركوك،الموصل والقوش،العمادية وزاخو وأربيس في العراق .أبرشية واحدة في كل من لبنان،سوريا،تركيا، الولايات المتحدة،أبرشيتان في ايران وأخيرا أبرشية في إسترالية.
 اما الكنيسة الكلدانية في لبنان،فقد نشأت تدريجيا في القرن التاسع عشر اذ قدم الى لبنان عدد من أبناء بعضهم للتجارة وبعضهم طلبا للرزق وبعضهم الآخر هربا من الصعوبات والاضطهاد الذي كانوا يعانونه في ابرشيات الدولة العثمانية عند قدومهم إلى لبنان اهتمت بهم الكنائس الشقيقة حتى نما عددهم فارسل اليهم البطريرك عبد يشوع الخامس كاهناً من جنسهم هو الاب يوسف الطويل الذي أدى الخدمات الروحية في احدى كنائس الطوائف الشرقية ، تارةً عند الموارنة وتارةً عند السريان الكاثوليك . بعد جهدٍ جهيد تمكن الكلدان من تشييد كنيسةٍ خاصة بهم في الكرنتينا استعيد عنها باخرى في راس النبع . في هذه الفترة كان عدد ابناء الكنيسة الكلدانية قد نما فقرر الكرسي الرسولي أن بقبم اسقفاً يهتم بها .

 وفي احداث لبنان الاخيرة اصاب الخراب كنيسة راس النبع  فاهتم مطران بيرون انذاك مار روفائيل بيدوايد الذي صار بطريركاً بتشييد كنيسةٍ جديدة لشعبه فاختار موقعاً جديداً في الحازمية وقامت عليه كاتدرائية الملاك روفائيل  التىتجمع تحت سقفها ابناء الكلدان في لبنان وهي مركز النشاطات الراعوية المختلفة .

 صممت هذه الكاتدرائية بريازة سومريه بابلية – كلدانية اصيلة تبلغ مساحتها 1000مترمربع طولها 45م وعرضها يترواح بين بين 15-20متراً ولا اعمدة فيها يعلوها صليب طوله تسعة امتار ن وتحت الكنيسة قاعةً بالسعة نفسها تمتاز هذه الكنيسة ببواباتها الثلاث وببرجيها اللذين يذكران بوابة عشتار في مدخل بابل عاصمة الكلدانيين . وفي اعلاها شعار الطائفة ، الشمس البابلية ، تتوسطها ارزة لبنان . في داخل البرجيين ثمانية نواقيس  .

يمتاز مركز الكنيسة الخارجي بالارتفاعات المتدرجة ، في جانبيها شبابيك عمودية زخرفت بزجاجات ملونة ومصورة ترمز إلى اسرار الكنيسة والفضائل الالهية السبعة ، صمم بيت القربان على هيئة الشمس البابلية ويعلوهُ صليبٌ خشبي .

 في الصدر ست زجاجات تلخص قصة الملاك روفائيل وطوبيا . معبدا العماد والتوبة في المدخل يحملان صور لعماد المسيح ورجوع الابن الشاطر . في الواجهة خمس لوحات تتوسطها لوحة سادسة بثلاثة مواضيع : الميلاد ، سيجود الرعاة وزيارة امراء الكلدان للطفل يسوع ، يتقدمهم نجم المشرق مق يافطتين بالكلدانية في الاولى : " المجد لله في العلى " وفي الثانية " ورأينا نجمه في المشرق .

وفي الجانبين لوحتين :  ظهور المسيح للتلاميذ بارزاً فيها توما الرسول شفيع الطائفة واخرى حلول الروح القدس .

اخيراً لوحة للرسولين اداى وماري مُبشري الكنيسة الكلدانية ومؤلفي طقسها . واخرى للبطريرك الكلداني الشهيد مار شمعمون برصباعي . 

الكنيسة الكلدانية اليوم

هاجر أبناء هذه الكنيسة بأعداد كبيرة للولايات المتحدة الأمريكية وخصوصا إلى ولاية ميشيغان كما هاجروا أيضا إلى أستراليا و أوربا ، ومن أشهر شخصيات الكلدان في الساحة العراقية طارق عزيز نائب نائب رئيس الوزراء العراقي السابق ووزير الخارجية الأسبق في نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقد تعرضت كنيسة الكلدان وبقية مسيحيي العراق إلى هجمات إرهابية في الفترة السابقة لزرع الفتنة بينهم وبين إخوتهم المسلمين ولدفعهم لهجرة وطنهم مما سيضر بغنى النسيج الوطني العراقي وتنوعه الديني والثقافي .

والكنيسة الكلدانية هي عضو في مجلس كنائس الشرق الأوسط . لقد تم تنصيب غبطة البطريرك عمانؤيل الثالث دلي عضوا في مجمع الكرادلة العالمي في الفاتيكان يوم السبت المصادف 24 تشرين الثاني عام 2007 لأول مرة في تارخ العراق.

 

 يتكون  اعضاءسينودسها من 15اسقفٍ مع الاب البطريرك يقومون جميعهم برعاية أبناء الطائفة الكلدانية في العراق وبلاد المهجر ، كما يبلغ عدد ابناء الطائفة الكلدانية حوالي ثلاث ملايين نسمة يوجد معظمهم في الهند ويخضعون مباشرةً لسلطة روما والجزء الباقي يوجدون في العراق وبلدان الشرق الاوسط وفي بلاد الاغتراب.

 

الفن الكنسي :

تتميز ريازة الكنيسة في كنيسة المشرق بالبساطة لأن هذه الاخيرة نشأت وعاشت في محيطٍ صعبٍ اجتماعياً ودينياً فلم تستطع بلورة فنٍ خاصٍ بها .

المذبح في صدر الكنيسة ضمن قدس الاقداس الذي يتقدمه ستار من قماش يفتح في اوقات معينة من الليتورجيا . وفي وسط الكنيسة موقعٌ مربعٌ اعلى من مستوي  الكنيسة بدرجتين يقال له " البيما" اى المنبر حيث تُتلى الكتب المقدسة وتُلقىَ الموعظة على المؤمنيين .المواد المستعملة في البناء بسيطة ابرزها الممر المحلي يكون احياناً مزخرفاً بالنقوش والمعشقات والايفريزات

كما اجاد المفنون المحليون حفر الحرف السرياني خصوصاً الاسطرنجيلي "أي الحرف الذي كتب به الانجيل "  على الممر بارزاً او غائراً اما نحت الاشخاص فلم يمارسه الكلدان بل اكتفوا بنحت الصلبان داخل الكنائس . الموسيقي  اقتصرت على الصوت الشرقي يرافقه الصنوج لاغير .

 

الملابس الكهنوتية :

يرتدي الكاهن اثناء الخدمة الكهنونية قميص ابيض وحزام من حبل يلف على وسطه ، ثم البطرشيل و البدلة الخارجية التى تغطي الجسم وهى مفتوحة من الامام ويمكنه أن يستعمل اى لون كيفما شاء أنما من الافضل أن يراعي المناسبات .

للاسقف تاجٌ مقتبس من الغرب وصولاجانٌ يقال له العكاز واعتاد الاساقفة أن يمسكوا بايديهم عصا الرعايا في التجول بين رعاياهم .

وحياة الكاهن خارج الخدمة فيرتدي زياً كهنوتياً لونه اسود ، الاسقف بدلة وجبة سوداء مع زنار احمر ، اما البطريرك فيرتدي بدلة لونها احمر .

 

النشاط المسكوني :

تنشط اليوم حركة التقارب مع مختلف الطوائف الاخري ولكن بصورةٍ خاصة مع ابناء كنيسة المشرق الذين يطلق عليهم اسم الاشوريين فقد جرت مباحثات عديدة على اعلى المستويات بين بطريرك الكلدان مار روفائيل الاول بيداويد والبطريرك مار دنخا الرابع في العراق وفي مركز البطريرك دنخا في لوس انجلوس في الولايات المتحدة وتم الاتفاق على مبادئ عديدة مع الاخذ بالاعتبار بأن هناك لجنة حبرية عليا  للحوار اللاهوتي معينة من قبل الكرسي الرسولي تلتقي في فترات معينة مع الاشوريين .كان للكلدان دورا بارزا في خدمة أوطانهم على مر العصور خصوصا العراق موطنهم التاريخي حيث مدوه بالكثير من المثقفين والمفكرين والعلماء ، ولكنهم يعانون اليوم شأنهم شأن بقية المسيحيين العراقيين من التهميش الذي طالهم في مشروع بناء العراق الجديد . شهدت العلاقات بين هذه الكنيسة وبين كنيسة المشرق الآشورية تحسنا في السنوات الأخيرة ، وكان اللقاء الذي جمع عام 1996 م مار دنخا الرابع بطريرك الآشوريين المشرقيين و مار روفائيل بيداويد بطريرك الكلدان ، كان ذلك اللقاء نقطة انطلاق الجهود لتوحيد الكنيستين من جديد ، وتتمتع الكنيسة بعلاقات طيبة مع بقية الكنائس في المنطقة. بطريرك الكنيسة الحالي هو مار عمانوئيل الثالث دلي، الذي انتخب لهذا المنصب عام 2003 م عقب وفاة سلفه مار روفائيل بيداويد في ذات العام ،وقد رقي إلى درجة الكردينال في عام 2007 م

 

 الخاتمة :

عسى أن تكون الكنيسة الكلدانية التي تحمل مشعل الايمان والشهادة ناطقة اليوم بهذا التاريخ كنيسة مشرقية حية بتراثها متجذرة باصولها حاملة رسالة المسيح في محيطها وشهادةً لنضالٍ طويل في سبيل كنيسة رائدة تحمل في مجدها الغابر سر يسوع المسيح القائم من بين الاموات  الذي ندعوه أن يمن على العراق بالأمن والسلام والاستقرار وأن يعطينا نحن أن نعمل شيء من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل التمسك بالوطن وأرضه وتراثه وحضارته .

الاب انطونيوس مقار ابراهيم

راعي الاقباط الكاثوليك في لبنان