تعودت دائما وكلما توفر الوقت بالذهاب الى الكنيسة التي تبعد عن مركز المدينة التي اسكن فيها تقريبا ربع ساعة بواسطة السيارة مع بعض الاقرباء،وبعد حضورنا الصلاة التي استغرقت ساعة كاملة، جلسنا بعد ذلك في القاعة لاحتساء الشاي مع قطعة من البسكويت. ثم دارت دردشة صغيرة حول الوضع الذي يجري في العراق بصورة عامة واحوال امتنا بكل طوائفها الاثوري، الكلداني السرياني بصورة خاصة وتضرعنا الى الاب السماوي ان يصون العراق ويسود الامن والسلام فيه.
فاذا باحد الاخوة نادى بصوته وقال بامكانكم الدخول للكنيسة وسماع بروفات الترانيم الروحية،فقلت لنفسي لما لا ؟ دخلت الكنيسة مرة ثانية فاندهشت من المشاهد التي رايتها، احد الشباب يجلب الاوراق الخاصة بالترانيم الروحية ويوزعها على الشبيبة والاخر يحاول تنظيم اجهزة الموسيقى واخرون يقومون بكل ما كلف عليهم من واجب اي والحق يقال كانوا عبارة عن مجموعة من النحل يقودهم ويرشدهم الاب الفاضل يوخنا ياقو راعي الكنيسة الشرقية القديمة في يونشوبنك وستوكهولم.
ثم باشروا باداء الترانيم الروحية وعلى ما اظن خمسة ترانيم او اكثر بصوت شجي واحد وما اروع تلك الكلمات الروحية التي تقرب الانسان الى الله وتجعل الانسان بعيدا عن هموم الحياة اليومية،لقد وجدنا فعلا شبيبة مؤمنة بالكنيسة الشرقية بكل فروعها وبامتها بكل طوائفها. حقا انهم مقاتلي حزب الله ولكن هذه النخبة من المقاتلين سلاحهم هو * المحبة، الايمان، السلام، الوئام، التسامح * وهو عكس المقاتلين التقلديين والذي سلاحهم هو الكلاشنكوف وال ار.بي.جي وغيرها التي تجلب الهلاك لاخيه الانسان مهما كان جنسه او عرقه او دينه.
(رباط الحجاية،صلينا وسمعنا ترانيم وابتعدنا شوية عن دوخة الانتخابات والكرسي الوحيد والمكسور)
ميشيل كيوركيس زكريا.
اكاديمي مستقل.
