المحرر موضوع: انتخابات اتحاد الكرة بين جرادل الصغار وحبائل الكبار  (زيارة 792 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي الحسناوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 80
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
انتخابات اتحاد الكرة بين جرادل الصغار وحبائل الكبار
علي الحسناوي

أفرز الصراع الدائر حول مستقبل الكرة العراقية العديد من الظواهر التي إرتبطت بإيجابيات تحقيق أرضية جديدة للعمل, كونها تشكل في اطارها العام المفهوم الحقيقي لديمقراطية الاعتراض والتقاطع والاختلاف في الرأي, والذي تُبنى على تناقضاته العديد من ثوابت التطور. إلا أن هذا الصراع أفرز بالمقابل الكثير من الظواهر السلبية التي لا تنتمي لعالم الرياضة وكرة القدم من نواحيه المهنية البحته, أي العمل الميداني, ولكنها تنتمي إلى المراهنة على ما يُمكن أن يتحقق مستقبلاً نتيجة فوز هذا الطرف أو ذاك. فالمتابع الجاد لمواقف البعض يجد أن أعداء الأمس قد اضحوا رفاق اليوم كما أنه يجد أن معارض الأمس قد أضحى مناصر بين ليلة وضحاها. وعلى الرغم من أن سقوط فيرا من على جواد الكرة العراقية قد دفع بالعديد من مدربينا المحليين إلى التودد حد التوسل من أجل السماح لهم بركوب هذا الجواد, ومهما كان الثمن, إلا أن التحضير للعملية الانتخابية الكبرى في العراق , وفي مفصل كرة القدم تحديداً, قد فاقت هي الأخرى كافة توقعات المتابعين والمحللين حينما بدأت بعض القنوات الفضائية العراقية تكشف تغيراً كبيراً في مواقف البعض على طريقة تحوّل ضحايا الأمس إلى مدافعين عن طغاة اليوم. فمن المحيِّر حقاً أن تجد أن هنالك بعض المندفعين لبناء كرة عراقية مزدهرة يعمدوا إلى الصلاة ظهراً في جامع زيد ليقضوا المساء في جامع عمر. ومثلما أفرزت دورة الانتخابات العراقية المحلية الأخيرة نوعاً جديداً من عرض العمل يتمثل في تعليق وإلصاق الآلاف من صور ولافتات المرشحين مقابل أثمان محددة من قبل مجاميع امتهنت هذا العمل خلال الشهر المنصرم حتى دون أن تعرف مَن هو هذا المرشح ولأية قائمة ينتمي. فكما يقف العشرات من بائعي البانزين على حافة الطرقات البغدادية عارضين بضاعتهم بالطريقة التي تروق للسائقين, فإن هذه الجماعات الانتخابية تفننت هي الأخرى في الوقوف على شكل مجاميع صغيرة محملة بأدوات العمل ومنها جرادل الصمغ وسلالم التعليق. هذه المجاميع الأخيرة باتت هي الأقرب إلى توجهات المراهنين على مواجع اتحاد كرة قدم جديد أو منافع الإبقاء على القديم. فالقضية هنا ليست اخلاقية مواطن أو ثقافة شعب أو مستقبل أمة بل هي اخلاقية وسط رياضي بأكمله وهي تربية خمسة أعوام من التقاطعات والصراع على مناصب أقل ما يُفترض بها أنها لا تحمل إلا نفساً رياضياً بين طياتها وأنها لا تؤخذ بل تُعطى. والمصيبة الكبرى أنني على وعي تام ودراية كاملة بأن كافة اطراف الصراع العراقي الرياضي السياسي يعرفون تماماً مَن هُم هؤلاء اللاعبين على حبال الوصل, حتى أنهم, أي اطراف الصراع هذه, لا يطربون تماماً لألحان رقصات أولئك الذين يضعون قدمأ على جرف والأخرى على الجرف الآخر. فالحقيقة الوحيدة والتي ستبقى ماثلة للعيان أن الرابح الأكبر, كائناً من يكون, لن يضع يده في يدٍ صافحت وآزرت العشرات من معارضيه من قبل, بل قد تضع فيها القليل من الدراهم لا اكثر.