قصة قصيرة
الغرفة 16
نشوان عزيز عمانوئيل
التقط عود الكبريت ليغلي ابريق الشاي العتيق والسيكاره لاتكاد تفارق فمه بعد يوم طويل وشاق من العمل تحت اشعه الشمس اللاهبه وقد تناثرت البثور في وجهه تناثر النجوم في السماء وهناك سرب من الذباب قد تهافتت على وجهه...انها جائعه تمتص من ايامه وجراحاته الصغيره جراحاته التي مابرحت تنزف دما وماء.
ارتشف كوب الشاي بسرعه مدهشه وعيناه لاتكاد تخلوان من علامه استفهام..عينان صغيرتان ذات بياض قبيح..
رن جرس الباب رنينا حادا وهاهو يزحف بظله الظليل نحو الباب ويجر اوجاعه التي تمتد الى ماقبل ان يولد الالم.
مد يده المرتجفه وهو يفتح الباب
--- مرحبا سيد سامي
---- اهلا وسهلا
--- انها برقيه لك
--- شكرا جزيلا
--- هلا توقع هنا من فظلك
والتقط سامي القلم ووقع بيده الثقيله..تسلم الرساله واغلق الباب بهدوء وهو يقول في اعماق نفسه المرتعشه
لاشك في انها امي...نعم لابد من انها هي .
فتح الرساله وهو يتاملها بلهفه
لم يكن هناك سوى بضع كلمات
عزيزي..اتمنى ان تاتي سريعا
اشعل سيجارته الاخيره وانطلق الى حيث ترقد امه في احدى المستشفيات وخلفه سحابه من دخان ايامه السوداء الملطخه بنزيف الجدران
لم يكن في جيبه سوى دولارات قليله استلمها في ذلك الصباح
وصل اخيرا الى المستشفى بعد ساعات طويله في القطار
دخل مسرعا وهو يركض كالمهزوم في ممراتها الكئيبه
انه الان وراء الباب
الباب الذي علقت عليه قطعه نحاسيه صفراء مكتوب عليها (الغرفه16)
في لحظه مفهرسه كاوجاعه اللامتناهيه تجمد كل الدم في عروقه
لم يكن هناك سوى جثه هامده مكسوه بوشاح ابيض
قناع الصمت تهاوى بياس تحت قدميه..
المطر يتساقط من شتاء عينيه
هناك على الطاوله ورقه صغيره شبه ميته
اطلق سامي صيحه عظيمه اشبه ماتكون بالضحك المسعور وعاد خائبا وقد تحولت دموعه الى علامات حمراء في ممرات الطريق
nashwan_aziz2000@yahoo.com