المحرر موضوع: موقف حسلس ينتظرنا  (زيارة 1727 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل cdf_iraq

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 12
    • مشاهدة الملف الشخصي
موقف حسلس ينتظرنا
« في: 11:12 16/02/2006 »
موقف حـــساس ينتظرنــا

لم تكن نتائج الانتخابات الأخيرة مفاجئة بالنسبة للواعين من شعبنا ( بكلدانييه وآشورييه وسريانييه ) ولا للذين قيموا واقعنا بشكل مدروس، خصوصا وقد تم التنويه عم هذا الواقع وعن التخوف من الخيبة المنتظرة، لذلك سوف لا أخوض في تلك المواضيع رغم ردود الفعل القوية لجماهير شعبنا في الوطن وخارجه وتحميلهم للتنظيمات والقوائم التي اشتركت في الانتخابات كل المسؤولية دون أن تعترف هي نفسها بواقعها ومدى مسؤوليتها في تحقيق النتائج الحاصلة، كما أن ردود الفعل للقوى السياسية ومحاولة كل جهة أن ترمي أسباب خيبتها على الآخر لتبرر تقصيرها أيضا يجعلنا في موقع بعيد عن الحلول المطلوبة لأن تلك التبريرات لا تعطي شهادة البراءة من التقصير وعدم الكفاءة ولا حاجة أن يتكرر ما كتبته ( كفانا نجلد أنفسنا ) فالمهم اليوم أن لا نظل نجتر خلافاتنا وانقساماتنا وأخطائنا بل علينا أن نكون واقعيين لنصل إلى تحديد برنامج موحد يعالج وضعنا ( أي وحدة التوجه والعمل ) على أن لا ننطلق من مواقعنا التي يحددها كل منا ومستحقاته ومدى الفائدة المرجوة منه ، لقد ظلت جماهيرنا دوما تطالب التنظيمات السياسية والاجتماعية وحتى الدينية أن تعمل على توحيد الصفوف، فوحدة العمل في أية مهمة وطنية أو قومية أو في أي تحرك سياسي يعطينا الحجم الذي يوفر لنا مواقع أفضل تؤخذ بنظر الاعتبار في تقييمنا كما تعطي النتائج الجيدة في تقرير المقاييس إن كان في الانتخابات أو الاستحقاقات أو الإحصاءات، فوحدة الرأي تلك كانت دوما هي أهم سبب تحقيق النتائج المرجوة لذا علينا أن نشخص ما هي العوامل التي تبعدنا عن تلك الخطوة المهمة ونسأل أليس بالامكان تجاوزها ونبذ كل الخلافات السابقة أليس بالامكان تنقية الأجواء وحذف المعرقلات والكشف عن كل من يتسبب في خلقها ليبرر إقصاءه عن ساحتنا.
قد يذهب البعض إلى وضع برنامج يدعي فيه تحقيق وحدة متكاملة تذوب فيها كل الكيانات والآراء والشعارات، بينما هذا لن يكون إلا هدف مثالي طوباوي لا يمكن تحقيقه ما لم نخلق الأرضية والاستيعاب الفكري الذي يقفز فوق التعصب وفوق ذلك الاعتزاز بالرأي الذي يتجاهل الغير أو يقلل من شأنه.
لقد حصلت في هذه المرحلة تحالفات وطنية في مجالات خارج حدودنا القومية بين فئات مختلفة وبعيدة عن بعضها فكريا لكنها وجدت شيئا مشتركا تتطلب مصالحها تحقيقه فتآلفت، بينما الذي يدعونا إلى التآلف والذي نشترك فيه هو قوي ووارد وواضح ( وقد قلناها سابقا أن برنامجنا متشابهة كليا إن لم تكن متطابقة ) وكخطوة أولى لمعالجة التباعد الذي يفصل تنظيماتنا هي عقد لقاءات واجتماعات وطرح الآراء الايجابية التي توفر أجواء التفاهم والتقارب وهذا يعطي فكرة حسنة إن اتبعناه لجمهورنا فيصغي إلينا ويولد ثقة في تنظيماتنا.
أما الخطوة الثانية وهي المهمة وقد تكمن كل العلة فيها، هي وعي شعبنا وإعداده ليكون متقبلا بل مستعدا للتعاون والمساهمة بالمهام التي يتطلب وجوده فيها.
مع أننا تحدثنا كثيرا عن واقع شعبنا والسلبيات التي تغطي الكثير من تطلعاته وتذيبها في متاهة سوداء خصوصا تجاه الوضع السياسي بل تجاه السياسة بحد ذاتها وببعض رجالها الذين تحملوا المسؤولية لم يكونوا بمستوى ثقتهم ( حتى وإن كانوا من المخلصين والمضحين إلا أن ما يجنيه الشعب يجعله يراهم بعيدين عنهم ) لذلك على من يتحمل المسؤولية الجماهيرية أن يذلل مصاعب الوصول إلى جمهوره.
والجمهور اليوم بتحفظه السياسي وإن انتمى قسم منه إلى التنظيمات السياسية وكان انتماءه إما تعصبا أو طلبا لفائدة شخصية أو إيمانا بفكره لكنه في الظروف الحالية من الخطأ أن نصعد التناقضات والخلافات بين تلك الانتماءات بإيجابياتها وسلبياتها أو المحاولة في طعن البعض أو حثهم للتخلي عن انتماءاتهم أو أفكارهم لأن ذلك يدخلنا في إشكالات ليس بمقدورنا تجاوزها فيزيدنا فرقة وانقساما بل نتركه إلى ما ينتجه الواقع السياسي ليقرر مصيرهم، أما بالنسبة لنا ونحن نحاول تقريب وجهات النظر علينا أن ننطلق من منطلق يوحدنا ويمكن أن يجمعنا خارج حدود السياسة منطلق يرضي رغباتنا ونحن غير موحدين في تنظيمات سياسية ولا يتعارض الاهتمام به ورعايته مع الانتماءات، إن ذلك المنفذ هو النشاطات الثقافية والاجتماعية، وهنا يجب أن ننتبه إلى أمر مهم أي أن لا يحمل أي منا أهدافه التنظيمية السياسية الخاصة إلى داخل هذا النشاط ( المكون الاجتماعي والثقافي ) ولا يجعل منه منبرا لافكاره, وليعلم كل تشكيل ( مهما كان نفوذه وقوته ) أنه إن حاول استغلال نفوذه وقوته ماديا أو سلطويا على التشكيل الجديد سيفشل وسيكتب على جهوده الفشل وسيكون مردود الفعل تجاه تنظيمه السياسي سلبا أيضا. لذا نجد من الضروري أن نبدأ بلقاءات واتصالات وحوار مكثف وصراحة وجرأة في الطرح ( لا زلنا نتحدث عن مجال شعبنا المسيحي بانتماءاته السياسية ) لذا نقول أن أهم منفذ يدخل منه المخلصون الراغبون في توحيد الجهود هو ما يبعد خلافاتنا علما أن شعبنا مسالم مخلص لترابه ووطنه وتراثه ولا يمكن أن يكون معاديا لأي نظام يخدم الوطن والشعب وأن بقاءه على حياديته هذه تخدم كل فئة مخلصة من خارج حدوده لذلك لن تكون هناك حاجة لإجباره على التبعية القسرية فتكرر ذات المأساة لتأخذ شكل الاضطهاد القومي.
إن تأسيس تلك التشكيلات التي ترعى الثقافة بأجناسها ( الأدبية والفنية والرياضية ) وكذلك تلك المؤسسات الاجتماعية كالأندية والجمعيات هو المطلب الآني الحالي الذي يقربنا من بعضنا على أن يضمن هذا التأسيس حرية تلك التشكيلات وحرية المنتمين إليها تقيمهم إمكانياتهم الفعلية في اختصاصاتهم، أي قد يتزعم إدارة أية مؤسسة منها مثلا جمعية التشكيليين شخص مستقل بإمرته آخرون من مختلف التنظيمات السياسية فكل يقاس في تلك المؤسسات بمدى قدرته في اختصاصه او اخلاصه وادارته أما إن تميز تنظيم سياسي بعطائه المادي أو المعنوي أو السلطوي في دعم تلك المؤسسات سيكون مرموقا ومشكورا لكنه على أن يبقى خارج الحدود الإدارية لتلك المؤسسات لا يتدخل ولا يطلب مقابل دعمه ما دامت الأمور سائرة حسب النظام المتبع والذي ارتضاه المؤسسون وما دامت الأعمال تعطي نتائج تخدم وحدة وتقارب المنضوين ومن ثم تعود بالمنفعة العامة إلى مجتمعنا وإلى الوطن كمدخل يعزز الوحدة الوطنية.
حين يلمس شعبنا هذه النتائج ويعيشها متنعما بنشاطات يقدمها أبناؤه وهم يتمتعون بإرواء عطشهم إلى تلك النشاطات وتلبية قابليات الشباب وابداعاتهم المحصورة في مكامنهم، حينها يستجيب الشعب لهؤلاء العاملين في حقله بألفة ومحبة وسيكون مجزيا ومتجاوزا نظرته التعصبية التي أملتها ظروف سياسية أو التزامات قديمة.
هذا هو المنفذ الذي يمسح الكثير من السلبيات المتراكمة على أبناء الشعب كخطوة اولى توفر للتنظيمات فرص اللقاء و التفاوض  وتقرب وجهات النظر وتوحد شبابهم بتآلف مجرد عن التعصب، وبغير هذا الأسلوب يبقى الشعب بسلبيانه مهما بذلت التنظيمات من جهود و ستكون بحاجة الى من يسمعها ويؤمن بمساعيها لا تجدي التصريحات ولا البيانات ولا المناهج الواعدة المصقولة سياسيا لأنها جميعا بحاجة إلى توطئة أي إلى قاعدة شعبية هي الاساس في توفير النتيجة المتوخاة


                                                              ســعيد شامايــا
                                                              14 / 2 / 2006