المحرر موضوع: احتفالية يوم التناغم والانسجام في استراليا وعيد أكيتو في ملبورن  (زيارة 895 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عماد هرمز

  • اداري منتديات
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 292
  • الجنس: ذكر
  • مترجم وكاتب وسياسي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يوم الإنسجام الاسترالي ومهرجان اكيتو
تحتفل استراليا بيوم الإنسجام والتناغم في 21 آذار من كل سنة ويتزامن هذا اليوم مع اليوم العالمي لمحو التمييز العنصري المنظم من قبل الأمم المتحدة. وتصرف الحكومة الاسترالية الملايين من الدولارات على الاحتفالات بهذا اليوم وتشجعها.
ويهدف الاحتفال بهذا اليوم الى نبذ الحقد والاختلافات والخلافات والتمييز العنصري على أساس العرق أو الدين أو لون البشرة وإعلان الالتزام بالأحترام المتبادل في بلد يتميز بالتعددية الثقافية وأنحدار أبناءه من أصول وأعراق وأديان شتى ،وكما يقول المثل من كل قطر اغنية،  ليشكل معزوفة رائعة ينشدها ابناءها اجمعين وكلمات الاغنية الاسترالية الشائعة “We are One but We are Many”  بالعربية "نحن واحد ولكننا كثيرين" ماهي إلا خلاصة لمفاهيم احترام الوجود الأخر على ارض لاتنتمي إلا لأصحابها من السكان الأصليين وتستمر موجات اللاجئين بمئات الا لاف تتدفق الى هذا البلد سنويا ليجدوا في استراليا وينالوا منه مالم يوفره له ارض اجدادهم.
والأهم من ذلك فأن الرسالة المستخلصة في هذا اليوم هو أن الاحترام المتبادل وقبول الأخر هو الطريق الافضل والأمثل للتعايش السلمي. وعليه تصدح الاصوات في هذا اليوم مطالبين الشعب ومناشدة أبناءه إلى التعامل مع قضايا التمييز على أساس الدين أو العرق من خلال التسامح وترويج الاحترام المتبادل والعدالة والمساواة والصداقة والمودة والاحساس بالأنتماء لكل افراد المجتمع . وبإتباع هذا النهج من التعامل مع شعب يضم المئات من الأعراق والأديان نجحت دولة استراليا نجاحا ً ساحقا ً في توفير الأمان والاستقرار والرفاهية لأبناء شعبه وهو في تطور ونجاح دائم.
وتحتفل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والمواطنين بهذا اليوم بتعليق شريط برتقالي اللون على صدورهم كرمز للاحتفال بهذا اليوم وايضا ً دعوة الموظفين في المؤسسات إلى وجبة غداء مشتركة لموظفيها وعندها يجلب فيها الموظفون طبخة شائعة في بلدهم أو لبس زي بلدهم للاحتفال بالتنوع الثقافي وإيجابياته.
وفي الوقت الذي يحتفل فيه بلد شعبه تنحدر اصول شعبه من شتى انحاء العالم ولاتربطهم صلة لغوية أو حضارية أو تاريخية ، بالمساواة والاحترام المتبادل مدركين إنها الطريقة الامثل للعيش بأمان واستقرار.
ففي الوقت الذي يجب أن نبتهج برأس سنة أكيتو البابلية الأشورية  الشاهد على أصالة تاريخنا وتعمقه في الجذور ولغتنا الآرامية العريقة وإنتظاره بفارغ الصبر، للأسف الشديد أصبح هذا اليوم معروفا بين أبناء شعبنا بيوم التفرقة والتهجم على الطرف الاخر بتهميشه أو تذليله أو التنقيص به .
نعم ، ففي الوقت الذي يجب أن نحتفل في هذا اليوم بتاريخنا ولغتنا وأرضنا المشتركة ونتغنى بتاريخ أجدادنا الذين عاشوا على نفس الارض لآلاف السنين ومهدوا للحضارة الانسانية واخترعوا الكتابة ووضعوا أول القوانين على شكلها المتحضر،  أصبح وللأسف الشديد يوم الاحتفال ب ( اكيتو أو السنة البابلية ، أو السنة الاشورية أو السنة ....) يوم التناحر والاحتفال المعلن بإنقسام شعبنا الأشوري الكلداني السرياني الشعب ، الذي ينحدرأبناءه من ارض واحدة ويتكلم لغة واحدة وله دين واحد وتقاليد وعادات واحدة. وأصبح هذا اليوم في أوساط شعبنا معروفا بيوم التفكك والتفرقة والتهجم على الطرف الاخر بتهميشه أو تذليله أو التنقيص به .
 وفي الوقت الذي يجب أن نفتخر بلغتنا التي لازالت يتحاكى بها ونحافظ على لغتنا الأرامية ، السريانية ، لغة المسيح، اصبحنا نطلب مترجمين أشور والبعض الأخر يطلبون مترجم كلداني والاخرون مترجم عربي.
 وفي الوقت الذي يجب أن ندعوا فيه إلى وحدة الشعب والمصير من أجل مستقبل باهر لأبناءنا إنقسمنا على نفسنا كانقسام الخلية السرطانية لتأكل كل ماهو صحي وصالح واصبحنا نشكل نوادي ونعطيها أسامي قرانا التي تبعد مئات الالاف من الأميال ونتصارع على رئاستها.
 وفي الوقت الذي نرفع فيه علم أرض الرافدين ، بت نهرين، علم نحتمي في ظله ونقاتل من أجله ولأجله ليكون مرفوعا ً يرفرف في الأعالي كما رفرف على برج بابل من قبل،  اصبح لنا ثلاثة أعلام ، علم آشوري وأخركلداني وأخر للموحدين.
وفي الوقت الذي يجب أن نجمع فيه خيرة عقول أبناء شعبنا للعمل سوية ً على خدمة أبناء الجالية وإثبات وجودنا ومكانتنا وخدمة أهدافنا، أصبحنا توابع لمنظمات دخيلة وغريبة لتأخذ من الدولة الأموال باسم شعبنا لتنفقها على رفاهية أبناءها وتحقق أغراضها واهدافها.
 في الوقت الذي يجب أن نوفر نقود المبذرة على احتفالات السنة... المقامة في أكثر من مكان وتوفيرها للتبرع بها لأبناء شعبنا الذين يعانون في أرض الوطن أصبحنا نستخدم إمكانيتنا المالية لننفقها على الحرب الباردة.
كفانا غباءا ً أيها الأخوة فمصير امتنا في خطر محدق وماتقومون به لن يخدم أمتنا بل ستسرعون من اندثار وزوال شعبنا والأجيال القادمة المشوهة الوجه واللغة والانتماء ستكون شاهدا ً على عملكم اللامسؤول.  لنتدارك الامر قبل فوات الأوان ولنعمل بجدية وواقعية وعقلانية بعيدا عن التعصبية العمياء وتفكيركم العاطفي متحدين مع بعضنا الأخر.
 لنتوحد ونجعل من الاحتفال بيوم السنة...  يوم الاحتفال بالتضامن والاخوة والمحبة والاحترام والمتبادل وقبول الآخر ودرء العنصرية والحقد والتحامل على الغير.

عماد هرمز
ملبورن – استراليا.
23 آذار 2009