المحرر موضوع: حين يقع الإنسان في مطب التعصب  (زيارة 1304 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماجد عزيزة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 759
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حين يقع الإنسان في مطب التعصب
ماجد عزيزة

كي يعيش الإنسان مع مجتمعه يجب ان يرتبط معه بعلاقة ايجابية  وليس بعلاقة تعارض متضادة ، علاقة متفاعلة تحركها ديناميكية التعاون وتبادل الأفكار والتفاعل من أجل مصلحة الجميع . فحين تتفاعل علاقة الفرد بمجتمعه الذي يحيطه ويتشابك معه ( سياسيا أو دينيا أو قوميا أوثقافيا ...) فإن ذلك سينعكس حتما بشكل إيجابي على المجتمع أولا ، وعلى الأفراد أنفسهم ، والعكس صحيح .
لقد وضح جليا أن تعصب الإنسان وتطرفه تجاه أية قضية إنما هو شقاء النفس وصراعها مع ذواتها في سبيل السيطرة والجبروت على مفاصل المجتمع والغاء الآخر ، لذا فالحياة لا تستقيم أبدا مع الصراعات التي ما زال المجتمع لم يحسم قضاياها .
لقد بات مفهوم التعصب أوالتطرف ، يحتل صدارة الكتابات والدراسات خلال السنوات الأخيرة بعد أن برزت للعلن ، مشاريع تعصبية بدأت بشكل بسيط ، ووصلت إلى أن تمارس فرض أفكارها وفق مبدا العنف المرفوض .
ان مشكلة التعصب لدى الإنسان هي جوهر وجود الكيان الإنساني (السوي)، فإذا ما آمن الفرد بهذا النمط من السلوك في التعامل مع فرد ما بعينه أو مجموعة ما بعينها، فهو يعد اضطراباً في معيار الصحة النفسية أو العقلية.. وهو صراع داخلي يحدث للفرد وينم عن اختلال التوازن.. وبذلك فإننا نسلّم جدلاً بأن الفرد المتعصب هو بحكم المريض عقلياً ونفسياً، لما يتميز به من جمود وتصلب في الرأي.
هناك عدة عوامل تساهم في تكوين شخصية البشر ، أولها ( المعرفة) ، وأقصد كافة فروع المعرفة من ( الحب والكراهية ، والإدراك العقلي ، والإنتباه لما يحيط حوله وغير ذلك) هذه جميعها تحدد سلوك الإنسان ،هل هو سلوك عدواني أم مسالم .. متسامح أم متشدد..متعصب أم مرن .
وهكذا  ونرى أن المجتمعات الإنسانية تختلف وتتفاوت في درجات تعصبها وتتباين في تصرفاتها ، فمنها ما تكون هادئة متسامحة متعاونة في سبيل الحصول على حقوقها ، ومنها ما تتشدد في ذلك ، حتى أنها تبدأ في تعليم أبنائها قيماً تدخل في باب ( الحصول على الحق بأي شكل من الأشكال) على سبيل المثال المقولة التي ظل البعض يلوكون بها ولم ينفذوها وهي ( إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ) .
لا أريد هنا أن أدخل أكثر في تفاصيل الموضوع من الناحية العلمية ، بقدر ما وددت أن أهيء أفكار القاريء الكريم كي يستوعب المحاولة الفاشلة التي يحاول البعض من ورائها ( إجهاض مشروع اعلامي فتي ) بدأ في خدمة شعبه وأمته ، ومحاولة بعض المتعصبين  في الندوة التي أقامتها قناة عشتار الفضائية في تورونتو الأسبوع الماضي ،نفث سمومهم العنصرية للتأثير على مجريات الندوة أولا ، وعلى القناة كمشروع اعلامي عراقي الهوية .
لكن محاولتهم كانت كمن ( ينفخ في قربة مثقوبة) فلم ينالوا غير الإستهجان والإستهزاء من الحضور .
وقد أثبتوا بفعلتهم تلك ، ما أتينا عليه في أول الكلام ، من أن من يمارس هذا الفعل فهو بالتأكيد مضطرب العقل ومختل في التوازن الفكري ويعيش في صراع مع ذواته ، بسبب تصلبه في رأيه والغاء الآخرين .
وصدق القائل :
واذا اتتك مذمتي من ناقص … ![/b][/size][/font]