المحرر موضوع: الإبداع والأنتقام عند محمود البياتي  (زيارة 1151 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل محمد الكحـط

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 958
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الإبداع والأنتقام عند محمود البياتي
                           
مهدي شاوي

في مقال نشره في صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن بتاريخ 30 من كانون الثاني الماضي، الصفحة العاشرة أدب وفن. استعرض البياتي فيه كتاب المرحوم عامر عبد الله "مقوضات النظام الأشتراكي العالمي".
في موضوعة دور الأنظمة الشيوعية في محاربة الكتاب والمثقفين، أعتمد الكاتب على مصادر وأستشهادات كثيرة من اجل الوصول إلى غايته.
ولم يكتف بعرض الكتاب والتركيز على أهميته الفكرية والأدبية والمساهمة في تقديمه، خاصة وان الكتاب لم ينل الحظ الوافي من الدراسة كما جاء في مقالته، بل حاول إقحام الجانب الشخصي على حساب قيمة الكتاب، معلنا نفسه في تقديمه ضحية بسبب محاربة الحزب الشيوعي العراقي ومنظماته في الخارج له. وكيف سعى الحزب لدس العملاء له أثناء سهراته مع أصدقائه في [ التيار الوطني الواضح] حسب تعبيره حيث كان متعاطفا معهم ( جماعة المنبر) حسب ما جاء في هامش المقال.
من بينهم مهدي الحافظ الذي كان حاضرا في إحدى السهرات [هو الآن ضمن القائمة العراقية الوطنية] ولا ادري هل ما يزال متعاطفا معه وطنيا حتى الآن؟.
أنا لست بصدد الدفاع عن الحزب الشيوعي العراقي ومنظماته، غير أن للبياتي إمكانية لأفتعال أزمات وهمية، مع هذه الجهة وغيرها، معطيا لنفسه فيها دائما دور البطولة، موظفا قدرته على شم ومتابعة الأخبار، لنسج سيناريوهاتها. ونتساءل هنا ضمن نفس السياق..
هل أراد محمود متعمدا الإساءة للسيدة سعاد الجزائري في عرضه للكتاب؟! نعود إلى "عذابات" البياتي، الذي لم يطرد ويطارد ولم يتشرد في شوارع الليل الأمريكي كحال بعض الأدباء الروس، والفارق طبعا بينه وبين المثقفين والمبدعين الروس كبير جدا ولا مجال لمقارنته بهم! 
كان محمود يتمتع بأمتيازات يحسده عليها من ذاق قسوة جبال كردستان العراق أو من عاش في مدن العوز والتسكع. وأخيرا، لو اكتفى البياتي بعرض الكتاب وتجنب إقحام حساباته مع الحزب الشيوعي لعمت الفائدة على الجميع، غير أن مشكلة البياتي كما أشارت إلى ذلك الناقدة فاطمة المحسن عندما راجعت نقديا عمله السابق " جغرافية الروح " في صحيفة الحياة اللندنية، ما معناه..
أن البياتي يحاول فرض مواقفه من الأشخاص في الحياة على النص الإبداعي، وهي مهمة بعيده كل البعد عن روح الإبداع الأصيل. وبكلمة أخرى تطغي أناه المرضية على كل عمل إبداعي وكتابي وتحول نصه أداة لطعن خصومه والأنتقام منهم، والضحية هنا، الأدب والقارئ البرئ.

Mahdi Shawi[/b][/size][/font]