المحرر موضوع: طباخ الرئيس المالكي  (زيارة 935 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Ibrahim Zedan

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 33
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
طباخ الرئيس المالكي
« في: 23:55 14/05/2009 »
طباخ الرئيس المالكي
                                                                                            ابراهيم زيدان*

( طباخ الرئيس ) هو عنوان الفيلم العربي الذي بثته إحدى الفضائيات العربية مؤخرا وجسد شخصياته عدد من نجوم السينما المصرية في مقدمتهم الفنانان ( خالد زكي ) بدور الرئيس والفنان ( طلعت زكريا ) بدور الطباخ  ( متولي ) الذي شاءت المصادفة أن يكون طباخا للرئيس ومع ذلك لاينقطع عن ممارسة عمله على الرصيف ،وقد شاع تأجير الأرصفة خلال سنوات النظام السابق واستمرت إلى يومنا هذا على الرغم من تنظيم الأجهزة الأمنية حملات للقضاء على هذه الظاهرة ولكن من دون أن تضع الحكومة حل لمعالجة وضع المئات من الشباب الين يبيعون على الرصيف ، في وقت أوقفت الحكومة فيه التعيينات خلال هذا العام وأصدرت قرارا بترشيد النفقات ، ووجد مجلس النواب العراقي الفرصة سانحة في تقليص تخصيصات البطاقة التموينية ، لان الحصة التموينية لاتليق بهم  ، بينما الشعب المسكين يرى فيها إنقاذا من مخالب التجار الذين ينتهزون أية فرصة لضرب الشعب بسياط الغلاء .
وسيادة الرئيس في الفيلم يقوم بجولات تفقدية لوحده من دون حماية تصرخ بوجه المواطنين ومن إطلاق عيارات نارية لفتح الطريق أمام سيادته ومن دون سيارات تسير( رونك سايد ) كما هو الحال لدينا على الرغم من إصدار مجلس الوزراء تعليماته بمحاسبة المخالفين ( وهل يستطيع رجل المرور محاسبة مسؤول يسير عكس اتجاه السير ؟ ) .
وجولات الرئيس اللاتنكرية والخالية من أي عنصر حماية أو مرافق تضعه أمام جزء من الحقائق المغيبة عنه بسبب بطانة السوء التي تحيطه ،فيتناول الطعام على الرصيف مع مواطن ضرير لدى الطباخ متولي ، فيسأل الطباخ عن سبب رفعه الجدارية الكبيرة التي تحمل صورته قرب مطعمه فيجيبه الطباخ متولي بكل صدق انه يرفعها هنا لكي يتركه أهل المحلة وشأنه فلا يضايقونه مادام قد رفع جدارية للرئيس وعليها عبارة ( متولي يبايع الرئيس دائما ) ويقسم للرئيس انه يحبه وقد صوت له مرتين مرة باسمه ومرة ببطاقة أحوال والدته ، ويحكي للرئيس على انه شبيهه ، فيبين له كيف يرضي العاملين في البلدية والكهرباء لكي يتركوه يبيع على الرصيف وكيف ذات مرة حدث معهم مقلب غير متعمد فقلبوا له عربته ،وحين هم الرئيس بدفع نفقات طعامه وطعام المواطن الضرير اكتشف انه لايحمل أية نقود في جيبه فيعده بإيصال المبلغ إليه لاحقا ،وتنفلت عبارة من فم الطباخ تكون سببا في استدعائه للعمل طباخا للرئيس ، فقد لمس الرئيس أن الرجل صادق .
ويرسل الرئيس بطلب الطباخ إلى القصر ، ويسأل الرئيس عن ثمن الرغيف اوكما   يسمونه
( العيش ) في مصر فيخبره بأنه بجنيه ونص فيتفاجأ الرئيس لهذه الحقيقة الصادمة ، ويطلب الرغيف وخلال تناوله يفاجأ بأن الطحين المعمول به لايصلح للاستهلاك البشري لكثرة مافيه من شوائب ، عندها يستدعي وزير التموين أي وزير التجارة عندنا ويسأله عن ثمن الرغيف ويكذب الوزير الذي بالغ بالرقابة المفروضة على الأفران للالتزام بالأسعار ، ويصدر الرئيس امرا بإقالة الوزير لكذبه وأخفاه الحقيقة عن الرئيس ، وكم لدينا أمثال هذا الوزير لايكذبون طبعا إنما يتجملون ويزينون الواقع للرئيس المالكي !
إعفاء وزير التموين دق ناقوس الخطر بوجه الكاذبين وأولهم رئيس الديوان الذي يسارع إلى استبدال الطباخ هذا بذريعة انه مريض ولا شفاء منه ويخشى على صحة الرئيس منه ، ولكن الرئيس يصر على معالجته وعدم التفريط به لصدقه وأمانته وإخلاصه إلى جانب كفاءته في العمل ، ومع ذلك يأتي رئيس الديوان بطباخ بديل سرعان مايكتشف الرئيس كذب هذا الطباخ الذي يمتثل لأوامر رئيس الديوان الضال المضل والمضلل فيطرده الرئيس .

فهل تسنى للرئيس المالكي مشاهدة هذا الفيلم الذي يكشف جانبا من فساد احد أعضاء الحكومة ، فالوزير الذي يكذب ويضلل رئيس الحكومة يمثل خطرا على الحكومة والشعب معا ،والانتهازيون المنافقون أمثال رئيس الديوان هو أنموذج للمسؤول الفاسد والمفسد معا .
إن ( طباخ الرئيس ) هو درس لكل مسؤول لايكون قريبا من نبض الشارع ، وليت طباخ الرئيس المالكي يضع دولة رئيس الوزراء أمام الحقيقة ، فقد ازدادت معاناة المواطنين بسبب هذا الوزير وسواه ، اذ لم يلمس المواطن سوى التبرير ، أما التدبير فهو في خبر كان .

 * صحفي وكاتب عراقي