المحرر موضوع: 4تناقص أعداد مسيحيي الشرق الأوسط وتراجع نفوذهم  (زيارة 2137 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اسكندر بيقاشا

  • ادارة الموقع
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 289
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تناقص أعداد مسيحيي الشرق الأوسط وتراجع نفوذهم
   

ايثان برونر   صحيفة نيويورك تايمز
ان المسيحيين كانوا يشكلون قوة هامة في الشرق الأوسط، فقد سيطروا على لبنان، وتولوا أعلى المناصب في الحركة الفلسطينية، وملئوا الجامعات والمهن العراقية. حيث كان تواجدهم بالمنطقة يشكل نوعاً من الصلة مع الغرب. ولكن حينما زار البابا بنديكت السادس عشر الأراضي المقدسة تحدث الى عدد متناقص من المسيحيين الذين اضطروا الى الهجرة بسبب العنف السياسي ونقص الفرص الاقتصادية وظهور التطرف. فبعد أن كان المسيحيون يشكلون 20% من التعداد، أصبحت نسبتهم 5% ولا تزال تتناقص. لذا يعرب الكاهن بنيامين سليمان، كبير أساقفة بغداد، عن مخاوفه بقوله «أخشى انقراض المسيحية في العراق والشرق الأوسط»، لاسيما وأنها المنطقة التي وُلدت فيها الديانة المسيحية. كما تحدث البابا بنديكت في قداسه على سفح جبل الزيتون عن «الحقيقة المؤسفة لرحيل هذه الأعداد الكبيرة من المجتمع المسيحي خلال السنوات الأخيرة». وأضاف البابا قائلاً انه «بينما تدفع أسباب مفهومة الشباب الى الهجرة، يتسبب هذا القرار في افقار المدينة ثقافياً وروحانياً. واليوم أتمنى تكرار ما قلته في مناسبات عدة: الأرض المقدسة تسع الجميع». أن البابا قال أثناء زيارته للأردن ان المسيحيين هناك لعبوا دوراً في المصالحة وساهم تواجدهم في تخفيف النزاعات، وأضاف أن تراجع هذا التواجد قد يساهم في زيادة التطرف. أن الاسلام يسود جميع دول الشرق الأوسط ويمثل الديانة الأولى فيها، وهذا يضم لبنان وايران وتركيا، ماعدا اسرائيل التي يوجد بها ستة ملايين يهودي. في الوقت نفسه يقف المسيحيون المحليون ممزقين بين قرع جرس الانذار وبين الصمت، لأنهم لا يعرفون هل سيؤدي جذب الانتباه الى المشكلة الى حلها أم الى زيادة سوء الأوضاع بشكل يضطر المسيحيين الباقين الى الرحيل. أن المسيحيين يشعرون بتراجع دورهم السابق في السياسات الوطنية. بل تبدو المسيحية في بعض الأحيان ثقافة غريبة على الثقافة الاسلامية رغم تواجدهم في منطقة واحدة. وهذا ما دفع سركيس نعوم، الكاتب المسيحي في صحيفة النهار اللبنانية، الى أن يقول «مالم يتجه العالم العربي نحو العلمانية، فلا أرى مستقبلاً للمسيحيين هنا». ، تركيا والتي كان يعيش فيها ملايين المسيحيين قبل قرن واحد، وقد وصل تعدادهم الى 150ألف مسيحي فقط لا يشغل أي منهم مناصب في الشرطة أو المجلس الوطني سوى لأداء مهام مؤقتة. أما في فلسطين، فيلعب الاسلام دوراً غير مسبوق في تعريف الهوية، لاسيما في غزة التي تحكمها حركة حماس الاسلامية. حيث دفعت زيارة البابا بنديكت الى القدس أحد المشرعين المتشددين في غزة الى دعوة الحكومات العربية الى عدم الترحيب به بسبب تعليقاته المسيئة للاسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم عام 2006. غير أن القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية تختلف، حيث تحاول استقطاب المسيحيين لمواجهة المشاعر الانفصالية ووقف تناقص التعداد. الا أن تعداد المسيحيين الذي كان يمثل خمس سكان القدس عام 1948 أصبح لا يتجاوز 2%. ويعلق رفيق الحسيني، كبير العاملين بمكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على هجرة المسيحيين بقوله ان «استمرار هذا الشيء أمر سلبي. ومهمتنا بداية من الرئيس هي الابقاء على تواجد المسيحيين وراحتهم». أن المسيحيين في بيت لحم، حيث وُلد السيد المسيح عليه السلام، أصبحوا يمثلون نحو ثلث تعداد المدينة بعدما كانوا 80%. حيث يفضل الجميع السفر ما أن تسنح فرصة الهجرة الى المجتمعات الغربية التي ترحب بهم. ولا يختلف الأمر كثيراً في العراق الذي كان يوجد به 4,1مليون مسيحي ابان الغزو الأميركي عام 2003، واليوم تشير تقارير الحكومة الأميركية الى هروب نصفهم تقريباً بسبب استهدافهم أولاً لعملهم مع القوات الأميركية ثم أثناء الحرب الطائفية. حيث تعرض قساوسة ومسيحيون عاديون للاختطاف والقتل. غير أن تقلص التعداد والدور المسيحي في المنطقة لا يثير انزعاج المسيحيين والغرب فقط، وانما المسلمين المثقفين أيضاً، وهو ما يؤكده المؤرخ اللبناني كامل صليبي بقوله «هنا في لبنان، سيخبرك أغلب المسلمين بأن لبنان لا يصح دون المسيحيين، وهم يقصدون ذلك.. والا فسيختفي هذا المزيج الديني والثقافي الذي يجعل لبنان يتميز بالتسامح».