المحرر موضوع: رسالة شكر بعد سبعة عشره عامآ للأخ والصديق المطران مار رمزي كرمو  (زيارة 1563 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Aprem

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 270
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رسالة شكر بعد سبعة عشره عامآ



بسم الأب والأبن والروح القدس ـ الإله الواحد  آميــن

إلى الأب والأخ والصديق المطران مار رمزي كرمو ـ مطران ايران لكنيستنا المشرقيه المقدسه الموقر
 
     لا يستطيع الزمن مهما طال . ولا المسافات مهما باعدت بيننا أن تمحي ذكراك من قلوبنا . لقد كنت أفكر دائمآ أن أوجه رسالة الشكر هذه إلى شخصكم الكريم  والبسيط الذي عهدناه والذي لا يقبل الألقاب ولا الكنى , ولا يقبل التكريم والحفاوات , ولا يرضى بالتصفيق والهتافات , ولا يحب الفخفخه ولا علو المقامات , إلا أن الضروف كانت أحيانآ لا تعينني . نعم لقد عهدناك وعرفنا قلبك الكريم ونفسيتك الصافيه . وبساطتك المعهوده . فلا أحد يستطيع تسلق سلم المسيح ليصل الى الصليب إلا إذا تحلى بما تحليت به أيها الأخ الكريم والأب العطوف . لقد مددت يد المساعده والعون إلى كل من طرق بابك , ولم تتوان يومآ ما في إكمال ما سلمه اليك المسيح من أمانه من دون أن تعرف التعب والكلل , ومن دون أن تسأل عن هوية هذا أو ذاك , فالكل كان عندك محتاجآ فقيرآ  ,  جائعآ بائسآ , غريبآ  مريضأ  عريانا أسيرآ . فأكملت ما قاله المسيح بصددهم .نعم لقد تركنا كل شئ وراءنا وحتى أهلنا وأحبابنا وقاسينا الأهوال والمصائب أيامآ عديده هاربين من الموت ومتوجهين إلى مصير مجهول, فكنت لنا ملجئآ آمنآ ومسكنآ مؤنسآ , إطمأنت نفسنا وهدأ روعنا . فما من أحد توجه إليك ورجع خالي الوفاض. وما من احد طلب  منك  وعاد خائبآ , وما من أحد مرض وفقد أمله , وما من احد وقع في مشكلة ,وإحتار في أمره . وما من أحد سافر ودفع من جيبه. لقد تحملتنا بكل ثقلنا كما تحمل المسيح ثقل الصليب. فيا لك من أخ شقيق. وأب شفيق. وصديق في الضيق  . لقد إحتويت القطيع الصغير الذي توجه إليك بكل شقائه وبؤسه ومآسيه ومصاعبه , فكنت خير راع له لم تفرق بين هذا وذاك . ولم تدع أي واحد منا  يشعر بأنه غريب أو أنه من هذه الكنيسة أو تلك . فلو كان كل الرعاة مثلك لكان القطيع موحدآ لا تطاله مخالب التفرقه ولا تفترسه أنياب التجزئه . فما لنا وما بالنا اليوم ! وهل أن المسيح قد أوصانا بما نفعله  في قطيعه ؟ وما هو الجواب الذي سنعطيه للمسيح عندما يجلس على كرسي الدينونه , ونحن نعلم علم اليقين ما قاله لبطرس عندما سأله: شمعون أبن يونا هل تحبني أكثر من هؤلاء؟ فأجاب شمعون : نعم سيدي أنت تعلم بأني أحبك. فقال له يسوع: إرع خرافي. وسأله للمرة الثانيه: شمعون إبن يونا هل تحبني؟ أجاب شمعون: نعم سيدي أنت تعرف بأني أحبك. فقال له يسوع: إرع أغنامي. وسأله للمرة الثالثه: شمعون إبن يونا هل تحبني؟ فإمتعض شمعون لأن المسيح سأله ثلاث مرات, هل تحبني؟  فأجاب شمعون: سيدي, انت تحكم في كل شئ , وأنت تعرف بأني أحبك. فقال له يسوع: إرع نعاجي. لقد نبه يسوع شمعون ثلاث مرات أن يرعى أغنامه كما أوصاه , وأن لا يفرق القطيع لئلا تفترسه الذئاب المتربصه. فأكمل شمعون وصية ربه عندما أكمل مهمته ونال الشهادة العظيمه من أجل القطيع عندما صلب رأسآ على عقب على خشبة الصليب. وهو يقبل أقدام المسيح . هكذا يجب أن نرعى قطيع المسيح . لا نترك وصية المسيح ونتبع ما يقوله الإنسان . وكما قال بطرس لرؤساء الكهنه والفريسيين: إحكموا أنتم: أنترك وصية الله ونتبع وصية البشر؟ اليوم نعمل ما يمليه علينا رعاتنا تاركين ما أملاه المسيح لشمعون ولتلاميذه. لقد فرقنا قطيع المسيح , ويا ويل لنا من دينونته. وماذا عسانا نفكر في ذلك اليوم , وهل يسألنا المسيح: من اية كنيسة  أنتم ؟ أم سيسألنا: ما هي أعمالكم ؟ رجاءً أرجوه وأوجهه إلى كل رعاتنا الأجلاء أن يوحدوا هذه الكنيسه العريقه المقدسه التي كانت يومآ ما ــ وفي أحلك أيام الإضطهاد والقهر وفي  أقسى ضروف الإرهاب والغدر ـ كنيسه موحده مترامية الأطراف تنشر المبادئ المسيحيه وتبشر بها, لا يوقف زحفها التبشيري لا ظلم الولاة ولا قساوة الملوك ولا بطش الأباطره . فلنعود إلى أنفسنا وننفض من أذهاننا  روح التعصب والتطرف والقبليه والمذهبيه , ولنكن قطيعآ واحدآ لراع واحد الذي هو المسيح له المجد