تناسل
أمير بولص إبراهيم
المذاقات المرة في أفواهنا تتناسل
الأحزان.. تتناسل والفقر المشروط أيضا ً ..يتناسل
هل تريد أن تعيش ؟ كُن فقيرا ً...
هل تريد أن تموت ؟ كُن فقيرا ً...
وبين هذا وذاك كُن فقيرا ً...
معادلة تستهزئ بنا
ولغز ٌ تعلمناه مذ كان ألأب يترك الأولاد يدسون َ في بطونهم كل صباح قطعة خبز ٍ مُغَمَسة في الشاي
ليبحث َ عن قطعة خبز أخرى لصباح اليوم القادم
هنا .. وعلى ركام الأخبار سينعي بعضي َّ بعضي وممالك الفقر عروشها ما تزال تتناسل كالدود.
وسيعلن فقراؤها سكوتهم بعد سماعهم إشاعة عن توفر البسكويت بدل رغيف ٍ رملي وعلبة عصير مملح،
بدلا ً من الماء الملغم بالفيروسات المهجنة ِ في أرقى المخابر العالمية ..
والبطون تُعلن انتقامها من شهواتها بعد انتفاخها بغازات السراب الذي يُعَبئ العين قبل البطن.
وبعد كل تلك العناوين اليومية، تعتصم الأفواه ُ عن ما يسمى الطعام بالرغم من هجرِه ِ لها
..
ستعلن ألأقلام ُ حزنها على بقايا الفقراء
متشردة ً فوق جلودها، تجترُ كل كلمات حقوق الإنسان .. تلوكها، ثم تتقيأها فوق قمم القمامة التي بدأت عروشها تتناسل أيضا ً .. وحول َ تلك العروش يبدأ بكاء الشعوب.
مع بكائها، يراودها حلم مقتل الفقر والقضاء على أحفاده ِ في سابقة ٍ عالمية تخص ُ أغنياء العالم فقط.
برطلة 1 حزيران 2009