السيف الثقيل لجواد الحسب
قاسم ماضي
امام ظلم الانظمة وفي وطن اصبح مسرحا للدمى وميكروبات الواقع تفسد الاشياء منذ ان اصبح الفنان والاديب العراقي منزوياً وزاهداً ومستغرقاً في صمته البوذي الا من ثلة قليلة طبلت و هللت للنظام المقبور ولم تبق للمبدعين حيزاً الا التهرب من الواقع المرير والتقاطع لتلوي عنق النظام بالصمت منطلقين من سمو العمق الداخلي وهذا ما يصدر من تراكمات ذكية من القراءات والاطلاعات التي تصوغ مخيلته الذهنية لذلك الفنان او الاديب .
والحسب واحداً من هؤلاء وضع يده على الجرح عندما تألق وحصد الجائزة بعد سقوط النظام في مهرجان محمد تيمور للابداع المسرحي في القاهرة .وامام الواقع المزري تعمق لدى العديد من الادباء والفنانين الخوف والحذر وسوء الظن والتربص في أنفسهم من بعضهم ,بل اكثر من هذا ان النظام سعى الى عزل العديد من المبدعين وزجهم في السجون ,نذكر مهم خضير ميري , حميد المختار ,حسن فرحان مروان ,عبد الوهاب الدايني , نصيف فلك ,باسم الحجار , ماجد احمد ,علي دنيف وغيرهم .
وبما ان الحياة دائما تتجدد ودائما تعطي الكثير من خلال المواصلة والمواظبة لغرض تحقيق الهدف الذي يرنو اليه المبدع بشكل او اخر.
ونحن نعيش في اجواء مختلفة مما شهدته الساحة الثقافية في الماضي القريب ينبغي الانتباه الى كل المبدعين وعلى كل الاصعدة وخاصة نحن نعيش في ظل ظروف مخيبة لكل امال المبدعين حتى وصل بنا الحال نجد تسميات مثل (اتحاد ادباء فقراء بلا حدود )او تسمية ( مقهى الفقراء )و لا بأس حين يكون الاعتناء بهذه النخبة المهمة بالرغم من وجود العديد من العقبات.
ومن هنا ينبغي تحريك ودفع الحركة الابداعية الى الامام ليتسنى للمبدع التوصل لما يرنو اليه في العملية الابداعية والفنان جواد الحسب كانت له محاولات عديدة لم تر النور اوقات النظام السابق عندما كان طالباً في كلية الفنون الجميلة – قسم الفنون المسرحية وهو يعرض منظر السبايا اسماه ( اجراس القيامة )حيث حقق معه المعنيون في ( امن ) وزارة الاعلام المنحلة ونفذ المخرج الواعد بجلده.
وبالرغم من جميع الانظمة التي حكمت العراق فرطت بالمبدع ولم تهتم به الا ان المبدع العراقي ظل طوال العقود مدافعا عن انجازه بكل الوسائل المتاحة ,وهل نعتبر الفنان جواد الحسب من المبتدئين او الواعدين في مجال كتابة النص المسرحي ؟
فقلما قرأنا لكاتب مسرحي عراقي معروف نصا يحتفل بكاتب مسرحي شاب لبث روح الحماس والسعادة وكذلك لكشف اسرار وخفايا جديدة في نصوص هؤلاء الواعدين كما يسموهم ومن خلال منفاي وجدت ظاهرة احتفاء الكبار من المبدعين بالشباب الواعدين وذلك من خلال العديد من الاماسي التي تقام في المنتديات الادبية والفنية.
وحين نرجع الى الوراء قليلا لوجدنا قائمة من الكتاب الذين قدموا كل اشكال الدعم لكل الكتاب الشباب , وهؤلاء الكتاب يتواصلون عن طريق المراسلة او الزيارة والكل يعرف لعل الدوافع التي تسهم في تطوير قابلية هؤ لاء الشباب الواعدين وحتى لا يشعر الشاب الواعد بالخيبة والانكسار.
فكل قراءة للمنجز الابداعي من قبل الكتاب الكبار ان جاز لنا تسميتهم هكذا تحريك ودفع للحركة المسرحية ونحن نعيش ازمة نص مسرحي يرتقي بنا ونرتقي به, والحسب يحمل وراءه مسيرة اكثر من 15 سنة فناً وعطاء, وكان متابعاً للحركة المسرحية ورافضا لكل ما يجري في الساحة الثقافية من قبل الكبار والشباب الا من بعض التجارب الصادقة التي كان يحرص عليها البعض.
وخير دليل على ذلك ظهرت اسماء في سماء العراق في جميع الانشطة الثقافية والفنية وكانوا مطبلين ومهللين بل استطاعوا ان يتجاسروا على العديد من المبدعين الذين التزموا الصمت وجاء دورهم الان لينشروا في الساحة العراقية الجمال في الابداع وليس التطبيل والتهليل بل الاهم من ذلك رفضوا الانصياع وحمل الحقائب للساجدين للنظام المخلوع وهناك اسماء كثيرة لا داعي لذكرها .
والحسب اعرفه عن قرب فهو فنان شامل يرسم وله العديد من الاعمال ويغني ويلحن وهو من اسرة فنية بالاضافة الى التمثيل والتاليف والاخراج والدليل على ذلك مسرحية ( الحسين شهيدا ) و ( الحسين ثائرا ) وظفهما الحسب في هذا المجال في الحياة الفنية والسياسية العراقية وهو اول عمل مسرحي ضخم في العراق بعد سقوط النظام بمشاركة لبنانية وعرض على مسرح النصر في بغداد.
قاسم ماضي[/b][/size] [/font]