المحرر موضوع: الخلافات السياسية والظرف الحالي!!!  (زيارة 609 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الخلافات السياسية والظرف الحالي!!




[font=Times New Roman] تيري بطرس
لو لم توجد الخلافات والاختلافات، لما وجدت السياسة.. ولو لم توجد التفاسير المختلفة للامور لما وجدت القوانين.. ولو لم يكن هناك اقرار بحق الناس في النظر للامور كما يعتقدون لما وجدت الاحزاب.. ولكن تاتي ظروف معينة ومن صلب السياسة تتطلب وحدة القرار ووحدة الراي ووحدة الصف.

لقد طرح الحزب الوطني الاشوري مرارا رايه بمسألة تسمية شعبنا (والمعذرة للعودة الى النغمة الكريهه، ولكن الظرف الصعب ووجوب الدخول الى الموضع يتطلبان ذكر هذا الامر) اقول ان الحزب الوطني الاشوري اكد على انه مع اية تسمية توحد شعبنا، لقد نظر الحزب الى مسألة وحدة شعبنا كحجر الزاوية في تمتعه بحقوقه ودوره في المعادلة السياسية للوطن. ولن ادخل في المبررات الداعية الى الوحدة، لان الوحدة تصرخ في وجوهنا وتقول انها واقع وحقيقة، ولكن في السياسة لا حقيقة الا المصلحة وشتان بين مصلحة شعب وفئات متطفلة عليه وتتكلم باسم جزء منه وهي قد لا تمثل الا طيف ضئيل.

لقد شارك حزبنا في مؤتمر بغداد لعام 2003 وقدم فيه رؤيته وتحليله ودعوته لتبني التسمية الثلاثية الشاملة وهذا ما يحسب ايجابا في خانة قدرة الحزب النخبوية على القراءة السليمة للواقع واستقراء المستقبل، الا انه وانطلاقا من حرصه على وحدة الصف والجهد ايد قرار اكثرية المؤتمرين باعتماد التسمية الكلدواشورية.
ولكنه عندما تبين من مجريات الاحداث والوقائع اللاحقة ان التسمية الكلدواشورية لم تلق الارتياح من اكثرية شعبنا ولم يتم قبولها من شعبنا ومؤسساته على انها المخرج، اعاد الحزب طرح نفس مبادرته التي كان قد طرحها في المؤتمر وهي العودة الى التسمية الثلاثية الشاملة كحل قانوني ودستوري للمسألة.  والحزب يؤمن ان الشعب بعد سنوات من العمل المشترك ومن تمتعه بحقوقه السياسية كافة فانه لن تكون لديه اية حساسية من اية تسمية يمكن ان يختارها، وسيكون اختياره حرا ومبنيا على الوعي والادراك، ولن يكون هناك اي تاثير طائفي في اختياره. والى ذلك الحين فان كل ابناء شعبنا على مستوى الاشخاص او المؤسسات يستخدموا التسمية المفردة التي يشاؤوا استخدامها كلدانية كانت ام اشورية ام سريانية، او يستخدموا التسمية الشاملة.
وهذا ما طرحه الحزب ايضا في اخر الاجتماعات التي عقدت حينها في جمعية اشور بانيبال.
ولذا فانه لاحقا عندما طرح المجلس الشعبي التسمية الشاملة كان الحزب معها لان الحزب كان سبق وان طرح اعتمادها على انها المخرج الامثل ولان اولوية الحزب هي تحقيق الوحدة فهي الضرورة الاولى.

اليوم، هناك مؤشرات الى ان تسمية شعبنا في مسودة دستور اقليم كوردستان قد يتم صياغتها بشكل يفهم منها انه شعوب او قوميات متعددة. ومن الضروري الادراك ان هذا الامر، ان صح، لن يجعلنا نرضخ ونستسلم، بل علينا القيام بما هو ضروري لتصحيح المسار وافهام كل من يشارك في هذه العملية ان ذلك يعتبر خطا احمر، وانه اعتداء صارخ على شعبنا ومستقبله، لا بل ان الامر هو مشاركة فعلية في اضطهاده وغبنه ومع سبق والاصرار، اي سيعتبر جريمة تدخل كعلامة سوداء في تاريخ شعبنا.

ان عموم ابناء شعبنا وتنظيماته، وبينهم حزبنا الوطني الاشوري، يكن للحركة الكوردية تقديرا واسعا، بدليل مشاركة الكثير من ابناء شعبنا في هذه الحركة وفي مختلف مستوياتها، وفي حركة ايلول كان اول شهيد لها هو الشهيد اثنيئيل شليمون من قرية دوري. ولكن التقدير ايضا يتناسب مع ما يطرح ويقر، ونحن نرى ان تأييد اي قيادي كوردي لعملية تجزئة شعبنا هو موقف غير ودي وغير سليم وسيقارنه الكثيرون بافعال الخيالة الحميدية وسمكو الشكاكي.
ان مسايرة بعض الطائفيين والموتوريين والانتهازيين، سيكون كوضع شعبنا امام استفهام حقيقي عن حقيقة موقف قيادات الشعب الجار من شعبنا، وعن غايته في تفتيت  شعبنا، بعد ان اخذت منه المذابح والمظالم المستمرة الكثير.

خاصة وان المخرج المطروح باعتماد التسمية الثلاثية الشاملة ليس اقصاء او الغاء لاية تسمية يستعملها ويفتخر بها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
ان حجة الداعين لتقسيم شعبنا باننا نحن الوحدويين نريد الغاء وطمس الكلدان هو اكذوبة مفضوحة، فجميع احزابنا ومؤسساتنا القومية التي تدعو الى تثبيت وحدة شعبنا دستوريا تعتمد التسمية الثلاثية الشاملة (الكلداني السرياني الاشوري) والتي تبتدا بالتسمية الكلدانية. فاين الالغاء والاقصاء والطمس اذن.
كما ان حجتهم بان دعوتهم هي رد على دعوة بعض الاطراف الاشورية المتطرفة هي حجة مردودة. فنحن لا ننكر وجود شخصيات او اطراف اشورية متطرفة في مسالة التسمية ولكنها غير موجودة في الساحة الجماهيرية او الاعلامية او السياسية لشعبنا في العراق، وكل القوى والمؤسسات والشخصيات الفاعلة اشوريا في شعبنا هي تلتزم اعتماد التسمية الشاملة الكلدانية السريانية الاشورية في الدستور والتشريعات
.


اليوم بات ضروريا ان تعمل كافة احزاب شعبنا ومنظماته المؤمنة بوحدته على توحيد خطوات العمل، واستغلال كل الامكانيات والقدرات لافشال ما يتراى في الطريق.
ان اذية شعبنا وتدمير مستقبله، غير مقبولان البتة. وعلى مؤسساتنا السياسية العمل على هذه النقطة ولتترك خلافاتها الاخرى.
لقد انتظرنا كثيرا مؤمنين بانه لا يمكن ان يقدم اي طرف على ارتكاب جريمة ما تم عمله في الدستور العراقي، الا ان للبعض مصالح سياسية انية ويعتقدون ان هذه المصالح لا يمكن ان تمر الا بتفتيت شعبنا.

من الواضح ان المشكلة داخلية، اي هي داخل شعبنا، وعلينا حلها داخليا، وقد قدمنا كل ما يمكن من التسهيلات لحلها، بقبول كل التوافقات، ولكن كان هناك اصرار من طرفين، يمثلون اقلية على السير بهذا المسار الانتحاري، حتى وصل الامر ببعض منهم لكي يقول انه لا امل بشعبنا في الوطن، اي انهم يرتضون ان نكون شعبا مهجريا، اي انهم ابصموا على قرار موتنا كشعب، ولكنهم لم يتمكنوا ان يتنازلوا لتحقيق وحدة الشعب وبعث الامل في امكانية استقراره في ارضه التاريخية.
اليوم نطالب ونعتقد انه ظرف غير ممكن التهاون معه، لاجل اتخاذ خطوات عملية وسريعة للرد على ما يمكن ان يتم اقترافه، باعتقادي ان كل الخطوات قابلة للاتخاذ، لاننا امام حقيقة مؤلمة وهي تهديد وحدة شعبنا، ولنذكر الاخوة الكورد، انهم لم يستسلموا امام من هدد وحدتهم بسلخ الفيلية او الازيدية منهم، انه ظرف مماثل ومن حقنا اتخاذ ما نراه ملائما ان كان الاخرين مستعدين لتهديد هذه الوحدة.
لقد تم اقتراف الجريمة في بغداد يوم اقرت في الدستور العراقي المنوي تعديله، علينا عدم القبول بتكرار الامر والانطلاق لتعديل وازالة واحقاق الحق في ما تم عمله في الدستور العراقي. فهل نتمكن من العمل على هذه النقطة الان؟ انه سؤال موجه للجميع.
[/font]


bebedematy@web.de
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ