المحرر موضوع: بعد مرحلة تثبيت الحكم الذاتي في دستور الاقليم  (زيارة 1082 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص دنخـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 145
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • www.nohadra.com
بعد مرحلة تثبيت الحكم الذاتي في دستور الاقليم

المشروع الديمقراطي في العراق قد اعطى الفرصة لكل ابناء هذا الوطن العزيز على قلوب كل العراقيين مهما كانت انتمائاتهم القومية والمذهبية او السياسية ان يهرعوا لبناء الاسس الصحيحة لاقامة مجتمع مدني متقدم وان يعملوا بكل اصرار على تحقيق المفاهيم الديمقراطية لكي يعيش فيه كل المواطنين سواسية امام القانون وحق كل فرد  او مجموعة اثنية او قومية ممارسة حقها في ادارة نفسها وتطوير ثقافتها انطلاقاً من المقولة ان الوطن للجميع. ان انطلاقة المشروع الديمقراطي في العراق قد سمح بان تكون المناطق التي سادها الامان والاستقرار ان تأخذ زمام امور تطوير مناطقها وتشريع قوانين وسن دساتير ديمقراطية وطنية من اجل ادارة هذه المناطق او الاقاليم.
ان المشروع الديمقراطي في العراق قد اعطى ثمرة جيدة في اقليم كوردستان المستقر حيث استطاع هذا الاقليم بمثابرة ابنائة من الكرد والكلدان السريان الاشوريين والتركمان والعرب والارمن من الاتيان بدستور متكامل يضمن كل الحقوق الانسانية والوطنية لابناء هذه المنطقة ولم يترك فيه اية ثغرة من اجل ان يستغلها العنصريون واصحاب الدعوات الطائفية والقوى الحاقدة على وطننا للنيل من استقراره وتقدمه.  ان دستوراقليم كوردستان يضمن كل الحقوق الانسانية لمواطنيه كما انه اعطى كل الحق للصراع السلمي الديمقراطي لتطوير مختلف الثقافات في هذه المنطقة لان واضعي هذا الدستور قد ادركوا انه بدون مشاركة كل الجماهير في مسؤولية تنظيم الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية لن يكون لصالح تطور وامان واستقرار هذه المنطقة.
ان المادة الخامسة من دستور اقليم كوردستان تشير بكل وضوح  حق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الحكم الذاتي اما تفعيل هذه المادة متوقف على عاملين اساسيين هما:
1. العامل الذاتي
ان العامل الذاتي له الاهمية الكبرى لتفعيل ماجاء في المادة الخامسة حول الحكم الذاتي لشعبنا اي ان اهمية العمل الجاد المتضامن سواء كان على مستوى الافراد او الاحزاب والمؤسسات القومية والثقافية والاجتماعية لابناء امتنا الكلدانية السريانية الاشورية  المخلصة والمؤمنة بقضية شعبنا وحقه ان يعيش في وطنه معززاً مكرماً وان يكون قرار مصيره بيده دون تدخل في شؤونه الداخلية من اية جهة كانت خارج اطار المصلحة القومية الوطنية لشعبنا.
ان العمل الحقيقي من اجل تفعيل مؤسسات الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطقه ذات الكثافة السكانية يفوت الفرصة امام التشكيلات المصلحية الشخصية وخطبهم الطائفية في تفريق وحدة شعبنا ليعيشوا ويمرحوا على حساب هذا الشعب الذي قدم الكثير والكثير من الشهداء من اجل حرية الفكر ووطن للجميع.
على شعبنا ان يكون عيناً ساهرة على مؤسساتنا القومية والثقافية والاجتماعية ويقول الحق ويكشف عن وجه كل من يتلاعب ويعمل ضد مصالح شعبنا. ان مسؤولية ودور موسساتنا الاعلامية كبير جداً فهي المسؤولة الاولى والمراقبة الامينة لكيفية سير العمل لتفعيل مشروع الحكم الذاتي لشعبنا لانها هي السلطة الاكثر فعالية في عصرنا هذا.
ان احزابنا وتنظيماتنا السياسية عليها الخروج من الاطار القديم وتحديث عملها التنظيمي والفكري على اسس علمية وواقعية. على احزابنا وتنظيماتنا السياسية ان توحد خطابها السياسي وتبتعد عن المفاهيم الطائفية التي ادت الى تفتيت شعبنا وبعثرة طاقاتنا ومن ثم عدم الوصول الى اهدافنا المنشودة في وحدة شعبنا .والعيش في وطننا بحرية وخير وامان. على الخيرين من ابناء شعبنا ان يكونوا عيناً ساهرة على مصالح شعبنا وان لا يغفلوا دقيقة واحدة عن كشف الاخطاء التي ترتكب ضد كل محاولة لاجهاض مشروع الحكم الذاتي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
2. العوامل المحيطة
ان العوامل المحيطة بعملية تحقيق الحكم الذاتي لشعبنا في العراق يمكن اختصارها بعاملين هي العامل الخارجي والعامل الداخلي وان هذين العاملين متداخلين نوعاً ما،  كما اثبتت تجارب الشعوب الاخرى التي اتبعت انظمتها مفاهيم حقوق الانسان للامم المتحدة وانتخاب ممثليها بالطرق الديمقراطية  ودون تأثير من السلطة الحاكمة. فاذا ما اخذنا العامل الداخلي فهو يعتمد كليا على مدى سير العملية الديمقراطية في العراق.  فاذا نجح المشروع الديمقراطي فانه سوف يكون حتما ايجابياً على المشروع الفدرالي الديمقراطي للعراق وحل الاشكالات والصراعات التي تجري على المناطق المتنازعة عليها لان العملية الديمقراطية اذا سارت بصورة صحيحة  فان عملية الاستفتاء الجماهيري هي التي تحسم  هذه االنزاعات بعد ارجاع المرحلين الى مناطقهم وارجاع كل حقوقهم المهضومة  في عهد السلطة الدكتاتورية الفاشية والعمل على تهيئة الظروف الملائمة لعودة كل المواطنين العراقيين الذين تركوا وطنهم في ظروف قاسية مرت على العراق في العهود السابقة.
ان نجاح المشروع الديمقراطي في  العراق يؤدي الى تقوية وتثبيت المفاهيم الديمقراطية في اقليم كوردستان العراق وبالتالي تكون تأثيراته ايجاباً على حق شعبنا في الحكم الذاتي في مناطقه التاريخية لان الديمقراطية الصحيحة في كل العالم لا تهضم حق اي شعب مهما كان صغيراً او كبيراً وله حق تطوير ثقافاته لانه جزء لا يتجزأ من الثقافة الانسانية التي اقر بها ميثاق الامم المتحدة.
ان العامل الداخلي له علاقة مباشرة بالعامل الخارجي الا وهو مدى اهتمام الدول الديمقراطية والامم المتحدة بانجاح وتفعيل المشروع الديمقراطي في العراق. فاذا كان المتنفذين في العراق حقيقة قد تعلموا دروساً من الماضي ويريدون السير على انجاح المشروع الديمقراطي وعدم الانقلاب عليه فان العراق بكافة شرائحه سوف تنعم بالخير والاستقرار ويكون صوتها هو الحاسم ويفرز الصالح من الطالح.
ان العامل الداخلي ايضاً متوقف على مدى نضوج ثقافة قياداتنا السياسية والدينية ومؤسساتنا الاعلامية  وحب التسامح والعمل الاخوي المشترك بين كافة شرائح شعبنا في العراق من اجل زرع المفاهيم القومية الوطنية لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري وعدم التراجع عن حقنا الشرعي في الحكم الذاتي في مناطقنا التاريخية لانها تعتبر من ابسط الحقوق الانسانية التي اقرتها مواثيق الامم المتحدة للمجتمعات المتحضرة.