المحرر موضوع: رسالة جوابية من فخامة الرئيس مسعود بارازاني الى غبطة البطريرك مار عمانوئيل دلي  (زيارة 2073 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رسالة جوابية من مسعود بارازاني الى غبطة مار عمانوئيل دلي

صلاح الدين
1  تموز 2009 ميلادية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تلقينا رسالة غبطتكم المرقمة 39 / 09 والمؤرخة في 25/6/2009 والتي تطلبون منا ان لا نوافق على المادة الخامسة من دستور اقليم كوردستان، والذي وافق عليه برلمان اقليم كوردستان بغالبية مطلقة، وسيعرض للتصويت انشاء الله بتاريخ 25 تموز 2009.

غبطة مار عمانوئيل الثالث دلي الجزيل الاحترام
كما تعلمون فانني مع الجميع صريح ومباشر وخصوصا مع غبطتكم لانني اكن لكم تقديرا شخصيا لانكم بطريرك كنيسة غالبية المسيحيين من ابناء كوردستان، والصراحة امر مطلوب لكي تستقيم الامور، ويستقر الاقليم ويتطور المجتمع وياخذ كل انسان حقة كانسان وكمجموعة سكانية.

في حملة للقوات العثمانية لالقاء القبض على عمي المرحوم عبد السلام بارازاني، اضطر للجوء لدى الشهيد مار بنيامين شمعون بطريرك الكنيسة الشرقية، وحين وصول القوات الباحثة عن عمي الى قرية قوجانس مقر البطريرك، تم اقتيادهم الى ديوان البطريرك. وعندما استفسرالبطريرك عن الغرض من مجيئهم طلبوا منه ان يساعدهم في القاء القبض على عبدالسلام بارازاني، وسألوا ان كان قد راه في الاونة الاخيرة. ولان عمي عبد السلام كان في الديوان، ولان مار شمعون كبطريرك يجب الا يقول سوى الحقيقة، فانه تمكن بذكاء وحكمة ان يجيبهم دون اللجوء الى قول ما هو غير صحيح، فقال لهم: انه راه كما هم رأوه.
ففهموا انه لم يراه، في حين انه قال الحقيقة لانه كان يراه كما هم يروه وهم لا يعرفون شخصيته.
اسوق هذه القصة لغبطتكم لاقول لكم اننا على علاقة بالشخصيات التي ناضلت لاجل شعبكم من زمن طويل ونعرف الكثير من الحقائق عن شعبكم. وانني اتساءل هل يعرف غبطتكم لماذا تم اعدام مختاري قرية بيباد وارادن (توما يوسف وريس بتو) بيد السلطات العثمانية خلال الحرب العالمية الاولى؟ الم يكن بحجة تعاونهم مع مار بنيامين شمعون للحصول على حقوق شعبكم، رغم ان الاثنين كانا من اتباع كنيستكم الكلدانية، حيث وحسب ما نقل لنا انهم كانوا يرسلون الرسائل والمعلومات في خشبة محفورة تستعمل للاسناد عند المشي يضعون الرسائل داخلها وينقلها شخص الى مار بنيامين شمعون.
ان كل ما نعلمه من حركة شعبكم انها كانت تعمل تحت التسمية الاشورية، وهذا ما علمناه ممن عملوا معنا بصفتهم القومية مثل هرمز مالك جكو والقس بولص بيداري وهو كان من كهنة كنيستكم وطليا وكوركيس مالك جكو وفرنسو حريري وفرنسيس شابو والكثيرين.
كما اننا مطلعون على رسائل موقعة من قبل البعض ممن يؤيدون وحدة شعبكم ووحدة تسميته واليوم انقلبوا عليها. ومن بينها رسالتكم الى مجلس الحكم الذي كنت شخصيا عضوا فيه حيث اكدتم في رسالتكم حينها على انكم شعب واحد.
واننا على اطلاع على اطروحتكم لرسالة الدكتوراه والتي تؤكدون على الوحدة القومية للكلدان والاشوريين.
وقد اطلعنا على وثائق اخرى بالصوت والصورة يؤكد فيها بعض الرؤساء الروحيين لكنيستكم ومن اعضاء مجمعها السنهاديقي على وحدة شعبكم، برغم انقلابهم اليوم على هذه الوحدة.
السؤال من يضمن بانني ان قمت بالطلب من البرلمان لاعادة التصويت على الدستور مرة اخرى انكم لن تغيروا رأيكم من المخالفين للوحدة الى الوحدويين، وتطلبون مني مرة اخرى ان اطلب اعادة التصويت على الدستور؟
خصوصا انها ليست سابقة، فبعد تقسيم شعبكم وحسب طلبكم في الدستور العراقي، قام البعض ممن طلب التقسيم بتوقيع وثائق بان الكلدان السريان الاشوريين شعب واحد وانتم كما تعلمون ان الدساتير لا تتغير كل يوم وحسب كل طلب، ناهيك ان ما تطلبه مني امر غير دستوري وغير قانوني.

غبطتكم كنتم قد صرحتم ان الكلداني الذي يقول انه اشوري هو خائن، والاشوري الذي يقول انه كلداني فهو خائن، وبعد ذلك اكدتم انكم شعب واحد وانكم اخوة وانكم شئ واحد، وقبل فترة اقترحتم التسمية الارامية حيث اكدتم ايمانكم بانكم كلدانا واشوريين وسريان شعب واحد واستخدمتم التسمية الارامية له، اي ان مشكلتكم هي مشكلة التسمية ليس الا.
اما سلفكم المرحوم مار روفائيل بيداويد فقد صرح واكد على انكم واحد وانكم كلكلم اشوريين وكان يدعو الى الوحدة الكنسية.  
غبطتكم وانا نعلم علم اليقين، ان الكلدان السريان الاشوريين هم من شعب واحد وقومية واحدة، وحضرتكم وانا نعلم انكم من قومية واحدة، ولكنكم الظاهر مستعدون لتجاوز كل الحقائق الناطقة والقائلة بوحدانية امتكم، لاجل ما تتعرضون له من الضغط، ورغم ان النبي عيسى يوصيكم بقوله كونوا واحدا. فان لم تكونوا واحدا مع كل هذه الحقائق التي تدل على وحدتكم فكيف ستحققون وحدة الكنيسة وهي تتعلق بخلافات لاهوتية وليتورجية وثقافية وطقسية؟

تريدون فصل الاسماء بواوات، وافهم من رسالتكم ان الكلدان هم من قومية مغايرة. ولكن ماذا اقول لابناء كرملس وبغديدا اللتان تتكلمان حتى لهجة واحدة، كيف نميز السرياني البغديدي من الكلداني الكرملسي؟
ماذا اقول لابناء قرية كواني (كوماني بلغتكم)؟ كيف اميز الكلداني منهم عن الاشوري، وهناك مئات الامثلة.
فهل تساعدني غبطتكم للتمييز بينهم؟
ان كانت الطائفة الدينية هي المميز، احيلكم الى اننا الكورد فينا السنة والشيعة والازيدية والكاكائية والاخيرتان ديانتان منفصلتان عن ديانة غالبية الكورد التي هي الاسلام، كما انه صار لنا اخيرا كورد مسيحيين، فهل يجوز فصل كل هؤلاء الى امم وقوميات مختلفة؟ ام انه لا يجوز لاننا الان اقوياء، ويجوز عندما يحكمنا دكتاتور  يفرض ما يشاء؟
اما اذا كان التقسيم على اسس لهجوية فانا اتيت لكم بامثلة من شعبكم من لهجة واحدة ويتسمون باسمين مختلفين، اما شعبنا الكوردي ففيه عشرات اللهجات حتى ان بعض العشائر تكاد لا تفهم ما تتكلم به عشائر اخرى او مناطق اخرى.

غبطة الكاردينال دلي الجزيل الاحترام
كاخوة وشركاء مع شعبكم وحريصين عليه اوصيناكم مرارا بحل مشاكلكم الداخلية فيما بينكم، وعدم تحكيم الاخرين فيها. وها هي السنوات تمر والعراق يريد ان يتقدم، وان يضع منظومته القانونية ويستقر فهل على العراق والعراقيين انتظاركم الى ابد الدهر لكي تحلوا خلافاتكم؟
ان التخبطات التي تعانون منها هي بسبب تحكم الصغار والمغامرين بمصيركم، ولشدة الطائفية التي تستحكم علاقات بعض رجال كنائسكم، فانكم تضيعون الفرص تلو الفرص، لا بل يستحق ان يقال لكم الاساتذة في تضييع الفرص وضرب المصالح وتدمير العلاقات. فبدلا من ايقاف نزيف الهجرة الذي ينخر مجتمعكم وشعبكم ويكاد يقضي عليكم وعلى خصالكم القومية ويفرغ اراضيكم التي تنتمون اليها تاريخيا، نراكم تسارعون لتفتيت الاواصر والوشائج القومية وتتحاربون على تسميات وعلى واوات وعلى مناصب مفترضة ضاعت من هذه الطائفة لصالح تلك.
ابهذا الاسلوب تدار الامور ويتدارك المرء للمستقبل ويحمي الشعب؟ ان هجرتكم وهجرة شعبكم تعني القضاء التام على كل الكلدان والسريان والاشوريين، فهل اوقفتم الهجرة اولا ومن ثم الالتفات لحرب التسمية؟
شخصيا اصدرت التعليمات الواضحة بعدم استخدام مصطلح الاقليات للتعبير عن ابناء القوميات المتعايشة في كوردستان، وهذا كان تعبيرا للاحترام الشديد والحرص التام الذي نلتزمه تجاه هذه القوميات وبينها ابناء شعبكم. واننا مستعدون لتقديم كل ما هو ممكن من تشريعات وقوانين وبرامج لحماية هويتكم وتطويرها، ولكن يجب على مرجعيات ومسؤولي شعبكم ان يتحلوا بهذا الحرص والمسؤولية.
اننا حقا على حيرة مما تفعلون من استنزاف لجهودكم وتشتيت لطاقاتكم وتفتيت لشعبكم.
اننا نتمنى ان تلتزموا العمل من اجل مستقبل اجيالكم من خلال الحكمة لاختيار الصالح العام، وهل هناك افضل من الوحدة للخير والصالح العام؟

مع تمنياتي بالموفقية.

هذه رسالة افتراضية تخيلت ان فخامة الاستاذ مسعود بارازاني ارسلها الى غبطة البطريرك الكاردينال مار عمانوئيل الثالث دلي، جوابا على طلب الكاردينال تقسيم شعبنا في دستور اقليم كوردستان.


تيري بطرس
bebedematy@web.de
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ