المحرر موضوع: طعن الأخوة أكثر أيلاما في المشاحنات الكلدانية الآشورية  (زيارة 1231 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالاحد سليمان بولص

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2135
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
طعن الأخوة أكثر أيلاما
  في المشاحنات الكلدانية الآشورية


مشاحنات الأخوة الأعداء المتواصلة بين مكونات شعبنا المسمى (الكلداني السرياني الآشوري) تجاوزت  الحدود المعقولة ووصلت الى حد الأهانة والتشهير الذي لم يقتصر على كتاب المقالات فيما بينهم بل طال شخصيات ورموز لا دخل لها في هذه المهاترات السقيمة التي تأبى أن تتوقف وويل لمن يبدي رأيا لا ينسجم مع مفهوم سياسيي آخر زمن حتى تنهال عليه  التعليقات وعبارات التطاول المستهجنة من قبل أناس لا يمثلون غير انفسهم رغم أدعائهم تمثيل الجميع.                                                                                                             

هناك كتاب متلونون ومتقلبون بحسب ما تقتضيه مصالحهم الذاتية نراهم يغيرون قناعاتهم وتبعيتهم بين فترة وأخرى وما أن يعلنوا تأييدهم لجهة حتى ينقلبوا بعد فترة الى تأييد جهة أخرى فهم تارة كلدوآشوريون وحدويون وما يلبثوا ليصبحوا زوعاويين أو من مؤيدي المجلس الشعبي  الكلداني السرياني الآشوري  ليتحولوا بعدها الى أعتى المتعصبين للآشورية أو الكلدانية ولو رجعت الى ماضيهم لوجدت الكثيرين منهم أمميين  لا يشترون الفكر القومي بقرش أحمر وأن دل ذلك على شيء فأنما يدل على أنتهازية مصلحية مرحلية لا غير.

هناك  من يكتب حبا بالظهور ولمجرد أبراز أسمه على  مواقع الأنترنت وغيره يكتب متخفيا  وراء أسماء مستعارة وهذا  أمر لا أعتراض عليه أذا كان الغرض منه تحاشي  بعض الأحراج أما أن يستغل ذلك للتهجم على غيره من الناس  بصرف النظر عن مواقعهم ومراكزهم  فذلك يدل على أن هذا الكاتب أنسان فاقد لقيمته تعوزه الشجاعة في التوجه بشكل مباشر الى من يريد الأساءة أليه وغالبية هذا الصنف من الكتاب كما يبدو قد أعطى ضميره أجازة طويلة أن كان له ضمير أصلا.

أن أول المستهدفين هذه الأيام من قبل المتعصبين هم رجال دين الكنيسة الكلدانية المتهمين بالتدخل في السياسة في حين أن مثلاؤهم الآخرون منغمسون في هذا الحقل حد الأشباع دون أن يشير الى ذلك أحد وكذلك دعاة القومية الكلدانية وقد سمح البعض لأنفسهم بالتجني على الكرسي الرسولي في الفاتيكان البعيد كل البعد عن هذه التفاهات وكأنهم يحاولون الأنتقام من الكنيسة الكاثوليكية التي قزمت طائفتهم بجذبها القسم الأكبر من المؤمنين الى حضن الكنيسة الأم متناسين بأن مواقف الفاتيكان كانت دوما مساندة ومدافعة عن مصالح العراق عموما  دون النظر الى كون هذا كاثوليكيا أم ارثودوكسيا أم مسلما  مؤمنة بأن الرب يشرق شمسه على الجميع من دون أستثناء أو تمييز وأن مجرد ذكر  أسم هذا المركز الديني الكبير في خلافاتنا  والذي يتجاوز عدد أتباعه المليار نسمة حول العالم ومن قبل أناس ينتمون ألى طوائف مجهرية منشقة  يعتبر تطاولا مستهجنا  ومرفوضا.

كل معاركنا الهوائية وتهليلنا وأحتفالاتنا ومزايداتنا على الوحدة القومية والحكم الذاتي سابقة لأوانها ويشعر المرء بالأسى على المروجين والمهللين لأمور لا زالت لم تر النور وقد لا تراه ونتحارب كل يوم حول قضية من القضايا التي  لا تكاد تظهر حتى تختفي  لنبدأ بغيرها مما يستجد على الساحة  ولا أعلم أن كنا عارفين بما نريده أم أننا ننفذ ما يقرره الآخرون وكأننا دمى تحركنا خيوط وأصابع اللاعبين

أن الخنجر الذي يطعن به الأخ ظهر أخيه يكون أكثر أيلاما من السيف الذي يستعمله أبن العم أو الغريب لأن الأنسان لا يتوقع من أخيه  أن يطعن ظهره  الذي يأتمنه  عليه وما  يقوم به بعض المتنكرين لقومهم يجعل منهم  ملكيين اكثر من الملوك كما يقول المثل وتطال أنتقاداتهم اللاذعة   الجميع  والأنكى من كل ذلك أنهم ينشرون آراءهم في مواقع بعيدة عن أبناء شعبنا وكأنهم يسمعون الآخرين بأنهم يحاربون أبناء قومهم تماما كما كان يفعل المنقلبون على دينهم  كما نقرأ في كتب التاريخ حيث كانت أذيتهم على أبناء قومهم أقسى من أذية أبناء الدين الجديد الذي أنتموا أليه.

مما لا شك فيه أن الأصوات النكرة المتعصبة المؤججة للخلافات بين الأخوة الأعداء قليلة نسبيا    ومسببها الرئيسي هو التعصب الطائفي وكراسي رجال الدين الذين يسيرون المؤمنين مستغلين معتقدهم الذي نشأوا عليه متناسين قول سيدهم بأن يكون الكبير بينهم خادما لهم لذلك نرى العديد من الكنائس الطائفية القومية غير الكاثوليكية حول العالم يكون فيها رئيس الطائفة هو القائد الأعلى  المطلق ويرفض التنازل عن كرسيه ليندمج ضمن قطيع الخراف الذي وكل بطرس مسؤولية رعايته  حتى أذا أدى ذلك الى أنقسام الطائفة الواحدة على نفسها وما التشبث بأختلاف تفسير بعض القواعد الأيمانية الذي  يتشدقون به سوى كلام حق يراد  به الكرسي ولا أقول باطل لأنه لا يوجد باطل في الدين المسيحي الذي  لا يحتاج فهمه الى الكثير من  الأجتهاد والتفسير  لأن تعاليمه  واضحة  وضوح الشمس.

 تجدر الأشارة هنا الى الكلمة الأخيرة لسيادة المطران لويس ساكو الجزيل الأحترام التهادنية والتي جاءت تحت عنوان (كلنا منشقون) حيث أوضح بأن الأختلاف الذي سبب الأنشقاق في كنيسة المشرق كان( لفظيا وثقافيا) أي أنه لم يكن عقائديا. فأن كان الأمر كذلك فلا بد للكنيسة الكاثوليكية ألغاء تحريم تعاليم نسطورس وسد باب الأختلاف هذا الى الأبد والأعتذار عن هذا الخطأ بشكل رسمي وتشجيع فرعي كنيسة المشرق المسماة بالآشورية للرجوع والتوحد مع الكنيسة الأم  تفاديا لمزيد من الأنشقاقت التي نخرت جسم الكنيسة على مدى الأجيال.

هل ياترى سيأتي يوم يتغلب فيه الأيمان على الكرسي لتتوحد الكنيسة وتتوحد بعدها التسمية بشكل ألي أم سنستمر في تهميش العقل الذي يمثل أكبر هبة منحها الله للأنسان مطلوب منا  استغلاله بشكل جيد بعيدا عن التعصب ونحن  مسؤولون عن هذا الكنز ومؤتمنون عليه  وسنحاسب في يوم من الأيام على فشلنا في أعطاء الثمر الصالح .

عبدالاحد سليمان بولص