تعلم وتعليم الأفعال الشاذة في اللغة الانجليزية
الأساتذة الأفاضل والطلبة الأعزاء.
إذا كانت الأفعال الشاذة في الانجليزية مشكلة كبيرة، فمشكلة الهمزة في العربية أكبر، ناهيك عن جر ما يرفع ورفع ما يجر أو ينصب. تابعوا اللغة العربية في المقابلات التلفزيونية مع من يظهر على الشاشة من أعضاء برلمان إحدى الحكومات العربية، وحدّث فلا حرج! ومشكلة الأفعال الشاذة هي مشكلة الإنجليز قبل أن تكون مشكلة متعلميها كلغة ثانية أو أجنبية، فلا عجب!
قبل أن أدلو بدلوي، دعوني أروي لكم هذه الواقعة:
بينما كان المعلم يختبر تلامذته، طلب من أحدهم تصريف الفعل speak ، فأجاب التلميذ:
spoke, spoken
وبينما كان يتحدث تلميذ آخر إلى زميله، صرخ المعلم بوجهه متسائلا (باللهجة العراقية): "شبيك؟" (أي ما بك، أو ما الذي تفعله)، فأجابه التلميذ على الفور، وكأن ما نطق به المعلم كانت كلمة إنجليزية:
shbeek, shboken
ربما لايعلم الكثيرون أن هنالك 620 فعلا شاذا (قويا) في الإنجليزية، منها 211 فعلا أساسيا. حفظنا الجزء الأعظم منها، وتبقى ما تبقى (وهذا ليس بعيب) إلى اللحظة التي أكتب بها لكم. وطريقة الحفظ التي انتقلت من جيل إلى آخر لم تتغير، وكأنها جدول الضرب. ولذلك كان نسيان القسم الأكبر منها وليد الحفظ الببغائي.
إذا كان الإنجليز يتواصلون يوميا، فلماذا يخطأون في تصريف الأفعال. وإذا كان العرب يتواصلون بالعربية، فلم الأخطاء؟ هذه حقيقة لا يمكن أن يتجاهلها أحد. والطريقة التواصلية في التعليم لا تعر اهتماما للأخطاء التي لا تعيق التواصل، ومنها استعمال الأفعال الشاذة. إلا إن أولئك الذين امتلكوا كفاية متميزة ينزعجون، وعلى رأسهم سدنة اللغة. كان بودي أن أضرب لكم أمثلة حقيقية من كتابات طلبة الماجستير في اللغة الإنجليزية (وهي بحوزتي للإستدلال)، لكن الحليم تكفيه الإشارة.
من خبرتي في تدريس اللغة الإنجليزية على المستوى الجامعي لمدة 35 سنة، يمكنني القول أن أفضل الطرق لتعليم وتعلم الأفعال الشاذة هي في تقسيمها من الأقرب إلى الجسد، مرورا بما يتعلق بالحاجات اليومية، ثم إلى ما هو أبعد، فالتجريد. أي أنك تبدأ بالنظر والسمع والوقوف والذهاب والمجىء والجلوس والأكل والشرب ...إلخ. وتوضع هذه الأفعال في سياقات لأغراض التدريب الصفي. وبتوجيه من المعلم، يفترض بالمتعلم أن يلصق الأفعال حسب أبوابها الدلالية الحياتية على حيطان المدرسة وحيطان غرفته البيتية بدلا من صور نانسي عجرم أو كاظم الساهر( مع اعتزازي بالفنانين وحبي للطرب!). وليس الحمّام استثناء لأنه أفضل مكان لبلورة أفكار جديدة. ولهذا، فإنني أعتبر الحمّام خير مكتبة إذا احتوت على مجلات وقصّاصات ورق تحتوي على أفعال شاذة (ويستثنى من ذلك من لا حمّام له!). وفي هذه الحالة، لاتنطبق كلمات أغنية الراحلة أم كلثوم: "البعيد عنك قريب" أو "القريب منك بعيد"، وإنما القريب للقريب، وغدا لقوائم الشواذ عيد!!!!!!!!!
الأستاذ الدكتور دنحا طوبيا كوركيس
الأردن
13/4/2008