المحرر موضوع: نواقيس تتحطم اليوم .. وماذا عن المآذن غدا ؟؟  (زيارة 724 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زرقاء اليمامة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 85
    • مشاهدة الملف الشخصي
نواقيس تتحطم اليوم .. وماذا عن المآذن غدا ؟؟

الإعلامي بدر اليعقوبي :

في قديم الزمان كان هناك مثلا يتداوله العراقيون والمثل هو :                               
 " اليوم سبتنا وغداً أحدكم "  .
كان العراقيون يتداولن هذا المثل للإشارة الى ما حصل ليهود العراق في أربعينيات وخمسينيات من القرن الماضي من أضطهاد بشتى أنواعه القسرية والتعسفية من تهجير قسري وتعذيب وقتل وأغتصاب وسلب أموالهم ومقتنياتهم وكل مالديهم من صلة في العراق الذي ولدوا وعاشوا وتربوا فيه . فهذا المثل قيل من قبل يهود العراق لإخوانهم من المسيحيين والأسلام الذي كانوا وعلى مر السنين عاشوا معهم تحت مظلة واحدة بعيدة عن تأثيرات داخلية وخارجية . ونعلم الكثير الكثير عن اسباب تهجير وقتل هذه الطائفة العراقية والتي ربما لازالت تحتفظ بهويتها العراقية الى اليوم وإن كانت تتمركز في بقعة اختارها من اراد بذلك التهجير ، وعلى مر العصور والى يومنا هذا لانرى سوى الشيئ القليل من الأطلال المتبقية الخاصة بهذ الطائفة .
وعذرا عزيزي القارئ أني عدت بك الى الوراء قليلا لكن لابد أن نتذكر ماذا حل بيهود العراق بالسابق ، واليوم تتكرر هذه الجريمة النكراء بحق مسيحيي العراق وتحققت نبوئة يهود العراق عندما قالوا :
" اليوم سبتنا وغداً أحدكم " ، وهذا ما نراه اليوم ، فكما حصدت سكاكين الماضي بفئة أو طائفة عراقية يهودية ، اليوم يتجدد هذا الحصاد ليمزق نسيج المجتمع العراقي ويبدد باقة من باقتها الوردية وهم مسيحيوا العراق ..
نراهم اليوم كمن في الأمس عندما كانوا يقتحمون المعابد والدور وينتهكون الأعراض ويسلبون المقتنيات ، نراهم اليوم يحطمون وبثقل حقدهم وكرههم نواقيس الكنائس والاديرة وفي وضح النهار ولا من مجيب ولا حسيب  ومعاقب . العل الكل في سبات ؟؟
أين الحكومات ؟ أين صُناع السياسة ؟ أين قائمة الرافدين ؟ أين المجلس الشعبي ؟ أين ممثلي الشعب المسيحي في البرلمان العراقي ؟ أين غضبكم ياقادة المسيحيين ؟  أين شفاعتكم ياشهداء الكنيسة الأبرار ؟  أين أنتم ياعلماء ومثقفي وأدباء هذا الطيف العراقي الزاهي ؟ أين أنتم من هذه الأعمال الأجرامية ؟                           لماذا كل هذا الصمت ؟ ألعلكم وأيدكم تلطخت هي ايضا ؟؟ ....
نعلم أن المسيح منذ الفي عام سُلـِّم للأيادي الأثمة بأبخس الأثمان ، واليوم يسلم أتباعه بنفس الأثمان البخسة .. فهل القصة تتكرر ؟
سؤال لابد للأيام القادمة أن تكشف مَْن وراء هذه الإبادة الجماعية بحق مسيحيي العراق ...
دعونا نتكلم بصراحة مادامت جميع الأوراق مكشوفة أمام الجميع ، العراق أصبح ساحة مكشوفة يستطيع من يريد أن يراقب ويحلل ويكتشف بنفسة أبشع المخططات التي تحاك ضد هذا الشعب الأعزل والصفقات المتهرئة والرخيصة  التي تبرم من أجل تمزيق وحدة وثروته الوطنية والقومية .
فمادام العنف قائما اليوم ليحصد طائفة مؤمنة بالله والوطن ، طائفة كانت ومازالت تضحي وتذرف الدماء قبل الدموع لتسقي أرض بلادها لتخضر وتنبت بثمار حلوة المذاق والتي منها المحبة والأخوة والسلام ، لكن القدر الذي اصبح بيد أعوان الشيطان أراد تمزيق هذا الشعب العراقي عامة والمسيحي خاصة من أجل تحقيق مصالحهم الخاصة هم ومن عاونهم على هذه الأفعال الجبانة النكراء . وكما كان السبت أمساً ، أصبح اليوم أحدا ، فهل الزمن كفيل بأن يقرب الإثنين ؟
فإن غداً لناظره قريب .... فهيهات هيهات لما تفعلون .

الإعلامي بدر اليعقوبي

balyaakoubi@yahoo.com

عمان / الأردن
13/7/2009