المحرر موضوع: المخدرات: من المسؤول في دخولها العراق  (زيارة 641 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل kays Gbrail Zoori

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2282
    • مشاهدة الملف الشخصي
المخدرات: من المسؤول في دخولها العراق


(صوت العراق) - 23-07-2009



النجف الاشرف – حيدر كاظم

أبدت الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات في العراق قلقها من تزايد أنشطة عصابات تهريب المخدرات داخل العراق ، مؤكدة أن آفة المخدرات والمواد ذات التأثير النفسي أصبحت عاملا آخر يضاف إلى طرق الموت العديدة التي تستهدف شريحة الشباب العراقي كل يوم وتنذر بتخلي البلد عن موقعه ضمن قائمة الدول الفتية، ودمارا آخر يزيد من أعباء الحكومة الجديدة.

وفي سابقة تعد الأولى من نوعها في بلد مثل العراق، أعلنت وزارة الصحة العراقية، وعلى لسان مدير برنامج مكافحة المخدرات، د. سيروان كامل، عن حدوث العديد من حالات الوفاة الناجمة عن تعاطي المخدرات، وأغلبها وقعت في محافظة كربلاء، بعدها تأتي محافظات ميسان وبغداد وبابل وواسط، فيما سجلت الإحصائيات ورغم حداثتها وجود أكثر من 6037 متعاطيا للمخدرات وبنوعيات مختلفة في المحافظات كافة، تأتي في مقدمتها محافظتا كربلاء، التي سجلت 679 متعاطيا، وميسان 286، وفي بغداد وصل عدد المدمنين على المخدرات إلى 717، فيما سجلت مدينة كركوك 240، مؤكدا أن مثل هذه الإحصائيات ما زالت غير دقيقة لاعتمادها مقارنة بالدول الأخرى وكذلك افتقارها للبيانات السابقة التي ظلت طي الكتمان بسبب سياسات النظام السابق وتعمده حجب مثل هذه المعلومات عن المجتمع الدولي، وخاصة مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات، والتي كانت جميع التقارير إلى وقت قريب تشير إلى خلو العراق من هذه المشكلة.

وعن أسباب تورط العراق مع المافيا العالمية المروجة للمخدرات، قال د. فلاح المحنة، أحد أعضاء الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات في العراق لـ«الشرق الأوسط»، إن ما خلفته الحرب من فوضى وانفلات أمني مريع، هيأ فرصة ذهبيه لتجارة المخدرات الداخلية والخارجية مستفيدة من كثرة العصابات والجماعات المسلحة لتنشط حركة مافيا المخدرات وتجعل العراق محطة ترانزيت نحو دول الخليج ودول إقليمية أخرى، إضافة إلى تكوين سوق حرة داخلية نجم عنها تحويل مشكلة الإدمان من المسكرات والعقاقير المهدئة إلى المخدرات، وهناك دلائل تم الحصول عليها عن طريق استجواب عدد من المتاجرين بالمخدرات بعد إلقاء القبض عليهم في مناطق متفرقة من العراق، وهم من جنسيات مختلفة، تشير إلى تحول طريق الحرير القادم من شرق آسيا والمار عبر العراق، إلى طريق للمتاجرة بالمخدرات والسلاح والآثار العراقية وتهريب النفط المسروق، من قبل عصابات منظمة تخصصت في هذه الأعمال ولها ارتباطات واسعة مع العالم، بما في ذلك حكومات بعض الدول.

وأوردت تقارير حديثة لمكتب مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة، أن هناك ممرين رئيسيين نحو العراق، الذي تحول إلى مخزن تصدير تستخدمه مافيا المخدرات، مستفيدة من ثغرات واسعة في حدود مفتوحة وغير محروسة، فالعصابات الإيرانية والأفغانية تستخدم الممر الأول عبر الحدود الشرقية التي تربط العراق وإيران. أما مافيا تهريب المخدرات من منطقة وسط آسيا فتستخدم الممر الثاني الذي يسير عبر إقليم كردستان وصولا إلى أوروبا الشرقية إضافة إلى ذلك هناك الممرات البحرية الواقعة على الخليج العربي الذي يربط دول الخليج مع بعضها.



وأضافت التقارير أن العراق لم يعد محطة ترانزيت للمخدرات فحسب، وإنما تحول إلى منطقة توزيع وتهريب، وأصبح معظم تجار المخدرات في شرق آسيا يوجهون بضاعتهم نحو العراق، ومن ثم يتم شحنها إلى الشمال، حيث تركيا والبلقان وأوروبا الشرقية، وإلى الجنوب والغرب، حيث دول الخليج وشمال أفريقيا.

وعن تزايد أعداد المرضى المدمنين أكد الطبيب باسم دواد في مستشفى ابن رشد المستشفى الوحيد في العراق الذي يتولى علاج حالات تعاطي المخدرات والذي يعد من أكبر مؤسسات العلاج النفسي في العراق ، ومقره بغداد أن “حالات تعاطي المخدرات ارتفعت أعدادها بعد عام ،2003 ومعظم المتعاطين رجال يتناولون مواد مخدرة وعقاقير طبية كتلك التي تستخدم لتخدير المرضى في غرف العمليات ولتخفيف الآلام أن حالات الإدمان زادت بنسبة 75%.

ورغم أن هذا المستشفى كان يستقبل العديد من حالات الإدمان على المخدرات وحبوب الهلوسة في عهد النظام السابق، إلا أن الوضع العام للإدمان بات أكثر انتشارا من قبل، وأصبح منظر المراهقين والأطفال في الشوارع أكثر بشاعة، خاصة وهم يقومون بشم مواد مخدرة بدائية عالية السمية، مثل البنزين والتنر وغيرهما، وبات بعضهم، وبإرشاد جانحين كبار، يتعلم كيفية صنع مواد أخرى غير مألوفة تعطي نفس الأثر. وبينما كان التعاطي يقف عند حدود عمرية بين 17 ـ 18 سنة، أصبح يشمل الآن فئات يعمر 14 عاما وربما أقل، وبالطبع تعد هذه إحدى نتائج تحول البلد إلى ساحة تعبث بها مافيا الجريمة. يضاف إلى ذلك أن وصلت الحال في العراق إلى قيام أول سوق علني لترويج المخدرات في بغداد، وتحديدا قرب ساحة التحرير ومنطقة البتاوين، وتحت مظلة الحرية والديمقراطية التي منحت لهذه التجارة الفاسدة شيوعا غريبا.

ويشاع في أوساط صحية عراقية، أن بعض جنود قوات التحالف يتعاطون المخدرات ويروجون لها. وفي هذا الصدد كشف أحد الأطباء العاملين في لجنة إتلاف المضبوطات أن مركز التطوير التابع لوزارة الصحة الذي كانت تجري فيه عمليات الإتلاف بحضور مندوبين عن الوزارات المعنية، كان يحتوي على ما يقارب 800 كيلوغراما من المخدرات المرسلة من شعبة المخدرات في وزارة ألداخلية وبعد دخول القوات الأميركية إلى العراق تعرض المخزن إلى عملية تفتيش، وتم أخذ المخدرات إلى جهة مجهولة بدون إعلام وزارة الصحة بذلك.

وقال الشاب (ب. ن)، 31 عاما، الذي أكد أنه بدأ بتعاطي العقاقير ألمهدئه والمهلوسة داخل زنزانات سجن أبو غريب، فقد حكم عليه بالسجن المؤبد عام 1998 لاقترافه جريمة سطو مسلح وأفرج عنه بقرار العفو قبل الحرب، مضيفا ان عملية الترويج للمخدرات قديمة في العراق لكنها كانت بحدود ضيقة وتقتصر على الحبوب المهدئة والعقاقير، خاصة داخل السجون. وقد تعرف في السجن على أشخاص يتعاملون بهذه المواد كانوا ضمن شبكات واسعة تمتد خيوطها إلى أفراد يعملون داخل الأجهزة الأمنية، وآخرين يعملون في المؤسسات الصحية. وكانت المخدرات تتسرب من داخل المؤسسات الصحية لتصل إلى القائمين على السجن، لتوزع على أشخاص معتمدين من قبلهم ليقوموا بدورهم حتى تصل إلى أيدي السجناء.

وتقول راند (اسم مستعار)- اضطرت، بعد مقتل والديها، الانتقال عند عمها/ خالها المدمن على المخدرات- أجبرها على بيع المخدرات لتوفر له حاجته من هذه المادة مجاناً. وبعد ذلك أصبحت هي نفسها مدمنة على تعاطي المخدرات. قبل أسبوعين تم اغتصابها من قبل تاجر مخدرات، وأخبرها بأنه أشترى سكوت عمها/ خالها بإعطائه كمية كبيرة من الكوكايين. رتبت أمرها وهربت، وبعدئذ عثرت وكالة محلية على هذه الطفلة المجروحة المحطمة. كانت محظوظة بدرجة كافية لتجد شخصاً لمساعدتها.

وشدد رمضان الجبوري استاذ الارشاد النفسي في كلية التربية على وزارة الداخلية العراقية في ضبط الحدود مع دول الجوار في محاولة للسيطرة على دخول وتعاطي المخدرات وعد فلسفة الدولة والمجتمع والجانب الديني والاسرة والمدرسة من اهم العوامل المساهمة في التصدي لهذه الآفة الخطيرة .

من جانبه قال السيد اسو صالح سعيد عضو الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات ان الهيئة اعدت مسودة قانون مكافحة المخدرات الخاص بالعراق الذي يشمل التعريف بالمخدرات والقانون الخاص بتعاطي المخدرات والمواد ذات التأثير العقلي في الانسان .

فيما حذّر تقرير لليونيسيف بأن مشكلة الإدمان على المخدرات تتجه لتصبح ظاهرة متعاظمة ومتفاقمة بين أطفال العراق. وبالعلاقة مع تقرير المنظمة، فمنذ العام الماضي، زاد عدد مدمني المخدرات بين الأطفال بحدود 10%

وأوضح المدير العام للتحقيقات الجنائية في العراق اللواء ضياء الكناني في حديث للجزيرة نت أن الكميات الأكبر من هذه المخدرات تذهب إلى دول الخليج -وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية– بعد تهريبها عبر الأراضي العراقية.

ولفت الكناني إلى أن الجهات المختصة في وزارة الداخلية العراقية أتلفت في السنوات الثلاث الماضية كميات كبيرة من المخدرات المصادرة حيث تم إتلاف 1011 كغم من مادة الحشيشة، وعشرة كيلوغرامات ونصف الكيلو من مادة الأفيون، واعتقلت عددا كبيرا من تجار المخدرات علما بأن القانون العراقي ينص على عقوبة الإعدام فيما يخص قضايا الاتجار بالمخدرات.

وعن أهم المناطق التي تنتشر فيها عمليات تهريب المخدرات، يشير اللواء الكناني إلى المناطق الحدودية كمصدر رئيسي وتحدث عن ضبط كميات كبيرة في البصرة وميسان وواسط والسماوة وكربلاء إضافةً إلى مناطق في ديالى.

ويبين مدير الطب العدلي أن الأجهزة الأمنية ضبطت عام 2008 750 كغم من المخدرات واتلفتها، منوها إلى أن عام 2009 الجاري شهد اتلاف 200 كغم من المخدرات حتى الآن.

لكن عضو لجنة الأمن والدفاع النائب عباس البياتي قال إن اللجنة “لم تتسلم لحد الآن تقارير تؤيد زراعة المخدرات في العراق”، مشيرا إلى أن القوانين العراقية “صارمة بالتعامل مع مثل هذه القضايا”.

ونفى البياتي قد تكون هناك “بعض المحاولات الشخصية للاتجار بالمخدرات لكن الحكومة عازمة على عدم التساهل في هذا الموضوع كونة يهدد مستقبل البلاد برمته”، لافتا إلى أن زراعة المخدرات في العراق حاليا “أمر غير ممكن لأن زراعتها ستكون في مساحات مكشوفه يمكن مراقبتها من قبل الدولة فضلا عن أن الشعب العراقي لا يعد من الشعوب المدمنة”.

ويتحدث البعض عن أن المخدرات وصلت إلى مناطق أبعد حيث عثرت أجهزة الشرطة على كميات من المخدرات في الأنبار وصلاح الدين وسط مخاوف من اجتياح هذه الآفة المجتمع العراقي الذي ظل بعيداً عن هذه السموم طيلة الأزمنة السابقة.

وتتراوح أدوات ترويج السموم البيضاء إلى داخل العراق بين تجار رأسماليون يطمحون للربح في مجتمع استنزفته الحروب والطائفية مستغلين ضعف الأداء الأمني الحكومي علاوة على أدوات حكومية تسهل عملية دخول المخدرات للعراق من إيران مستغلة مناصب لها في السلطة لتتقاضى من تجار كبار ودول عمولات خيالية ، كما تلعب التسهيلات التي يقدمها مهربون محترفون عبر الحدود دورا في دخول المخدرات إلينا.

http://www.sotaliraq.com/iraqnews.php?id=45348


غير متصل ساري بيداويد

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 272
    • مشاهدة الملف الشخصي
شكرا عل خبر