المحرر موضوع: الثقافة والحرية .. ليست أوهام , إنما سلوك أدبي وإحترام  (زيارة 1528 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ادور ميرزا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 598
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الثقافة والحرية .. ليست أوهام , إنما هي أدب وإحترام   

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

العذراء .. التي هبطت من السماء على رؤوس العراقيين عنوة , تخيلها البعض كحورية داخل فانوس سحري فبمجرد لمسها ستلبي الحاجات والمعجزات , فأمسكوا بها وطاروا فرحين كالهاربين من نار جهنم ! فأحبوها وشكروا السماء ومن ساقها اليهم , فانطلقوا بها يتكلمون ويكتبون ويرسمون ويغنون ويرقصون ويلبسون ويشربون ويضربون اجسامهم  كيفما يشاؤون , انها الحرية نعم لقد هبطت الحورية { الديمقراطية }  واصبح من حق اي عراقي التمتع بمميزاتها التي حرم منها اكثر من ثلاث عقود , وانطلق العراقي مذهولا  ليستمتع بمشاهد فضائح الفضائيات والأنترنت وليملك ولأول مرة الهاتف النقال ..., وهناك من احب ان يطيل من لحيته او شعر وجهه او يحلق شاربه , وبدأ العراقي يطرح معاناته واشمئزازه جراء أوضاعه الأجتماعية المأساوية ومنددا باوضاعه السياسية العنيفة المتردية عبر الفضائيات والأنترنت واحينا عبر الهاتف النقال , , معتقدا بان مشاكله ستحل بمجرد النطق بها , وان هناك من يصغ اليه ليعينه , كما ان بعضهم راح ابعد فخرج امام الجموع يضرب رأسه بالسكين وضهره بالسلاسل حيث كان قد حرم من هذه الحرية طيلة حكم  صدام المخلوع , مؤمنا بان عذابه وعويله  سيدخلانه الجنة من اوسع ابوابها ليلاقي ربه وهو في احسن حال حيث قد ادى الأمانة كمؤمن مدافع عن الأبرياء المظلومين , خالدا في الجناة مستمتعا بالماء والخضراء والوجه الحسن , وذهب اخرون فأسسوا لهم احزابا جديدة يطالبون من خلالها بحقوق قوميتهم الجديدة ... انها الحرية  !

ومثل هذه الألوان من الحرية اصبحت اليوم ثقافة عامة انتشرت بين الأوساط الشعبية بسرعة مذهلة بسبب حرمانهم منها في عهد صدام المخلوع , حيث يروج لها ويدعمها ويمارسها البعض ممن يديرون شؤون العراق اليوم ...... واليكم أمثلة اخرى من الطروحات الديمقراطية .

المثال الأول ...

يقول احد الكهنة الأفاضل التابع للكنيسة الكلدانية الجليلة  ....

اعيد  نشر مقالي  وبنفس عنوانه أعلاه  على  موقع  <  كلدايا . نيت kaldaya.net >  المنشور  بتاريخ 24 / 2 / 2006  على موقع عنكاوا الأغر وموقع تللسقف المُتميِّز  ، ليطَّلع عليه  كُلُّ من فاتتهم قراءَته  ولا سيما  الاستاذ  ادورد ميرزا الذي يدَّعي بأنه اكاديمي مستقل ولكنه في الحقيقة  داعية آشوري مُتزَمِّت ،وإن مقاله المُعنوَن  <  المذهبية . . ستغرق مركبنا القومي جميعاً >  خير شاهدٍ على  فِكره العنصري الصارخ ، إذ كيف يدَّعي الأكاديمية  من يجهل التفريق بين المذهب والقومية ! ؟ كلاَّ  إنَّه  تَعَمُّدٌ مع سبق الإصرار  . )
 بعد كُلِّ ما تَقَدَّم َ سَردُه ،  ألا يخجَلُ  أحفاد الآثوريين الكلدان المعاصرون ، من التشبُّث القاتل بالتسمية الآشورية  التي  كانت ولا زالت مصدر تمزيق وتشتيتٍ لشعبنا  الكلداني الواحد ؟  لماذا تجنون على  أنفسكم وعلى إخوتكم ، ألا يكفيكم ما جرى لآبائكم من وَيلات واضطهادات ؟  إذا كنتم لا زِلتُم تعتقدون بانتصار الباطل على الحق ، فأنتم  واهمون  وعن طريق الصَوابِ زائغون ،  لا يُخامركم شكٌ بأن الكلدان يوماً عن قوميتهم الكلدانية يتنازلون أو بإضافة اسمٍ إليها يقبلون !  ولا تظنوا أن ما يكتبُه المنافقون  والمتعصِّبون الهدّامون ،  سيُجديكم نفعاً لا الآن و لا في المستقبل ،  لا يقبل الكلدان أن ينطق باسمهم إلاّ أبناؤهم ،  إذا لم تعودوا الى حظيرة امتكم الكلدانية  العظيمة  نابذين فرضيتكم الآشورية العقيمة ،  مٌقتدين بالابن الضال الذي عاد الى والدِه بعد أن إنتبهَ الى  غَلطته ، لن تقومَ لكم قائمة  .  أتعلمون أيها المتعصِّبون الخائبون بترديدكم  للمغالطات  في خطابكم الركيكِ لغةً ومعنىً  بقولكم مثلاً : الآشوريون الكاثوليك الكلدان  وتعنون بذلك بأن الكلدان كانوا آشوريين تكثلكوا !  هل تدرون بأنكم بهذا تُصبحون مَوضع ازدراء الكلدان وسُخريتهم ، ويَرثون لِما قد أصابكم من الغباء ؟  ندعو من ربِّ السماء أن يُزيلَ الغشاوةَ  عن عيون البؤساء ويُعيد آذانَهم للإصغاء !

المثال الثاني ...
ويرد احد القوميين الأشوريين ......
يا اتباع الكنائس { الأشورية والكلدانية والسريانية والأخريات الأنجيلية والبروتستانتية والسبتية وغيرها } من الذين تؤمنون بانكم { قوميون أشوريون } ووفاءا لقادتكم العظام المار شمعون الأب والأبناء والمالك اسمايل والمالك ياقو والمالك خوشابا وآغا بطرس ولاحقا أتباعهم المالك يوسف والأبن المالك بولص واللواء الطياركوركيس وآخرين كثيرين أجلاء لا يسع المكان لذكرهم .... وعهدا لدماء شهداءكم الأبرار الأطهار والى الذين ما زالوا مستمرين على نهجهم الى هذا اليوم ... هبوا لنصرة تأريخكم وللحفاظ على سلامة شعبكم , لأنكم اصحاب حق في بلاد النهرين , هذه الأرض التي أقيمت عليها اعظم حضارة واقوى ملوك وانبل علماء وآلهة , حيث يمتد تأريخكم لاكثر من سبعة آلاف سنة قبل الميلاد وعليكم النضال والوقوف بحزم ضد من يسعى لتقسيمكم الى أجزاء قوميات متطفلة ضعيفة وهزيلة , وإعملوا لتحقيق اتحادكم وتوافقكم على أسم آشور , الهوية والتأريخ والأرض والمصير , لتميزكم عن الأخرين وتحفظ لكم كرامتكم وتأريخكم ... فاعلان الوحدة والأتفاق بينكم انتم الأشوريين الكلدان والسريان هو السبيل القوي الوحيد لتحقيق طموحكم في حماية شعبكم في استحداث { الأقليم الأشوري الموحد } المستقل الذي ضمنه لكم الدستور الجديد في تشكيل الأقاليم والذي سيحتمي به شعبكم الأشوري دون استثناء وبعكسه فان تقاعسْتم واصابكم مكروب المذهبية وانقسمتم الى ثلاث قوميات { قومية اشورية وقومية كلدانية وقومية سريانية }  فان الضياع والفشل والتشتت سيبقى يلاحقكم وسف يلعنكم التأريخ مدى الدهر !....
انكم قوم وخصائص قوميتكم ما زالت جذورها حية في موطنها , حافظوا عليها واسقوها لتنبت فحذاري ان تدعسوها بارجلكم فتقتلوها  .

   
بينما يرى أحد العلمانيين المستقلين بانه لا ضرورة لكل ما يطرح .. فيقول ...

ايها الأخوة نحن اليوم لسنا بحاجة الى استحداث قوميات وكنائس وأحزاب جديدة وضعيفة , فنحن امة واحدة وشعب واحد لا فرق بيننا نريد من يوحدنا سواء كنا كلدان ام اشوريين ام سريان , نريد ان نكون قوة واحدة ونشارك عند المطالبة بحقوق شعبنا ككتلة واحدة , وان الذين يسعون الى تفتيتنا الى ثلاث قوميات فانهم جهلة بما يفعلون ....  لكننا اليوم ايها الأخوة الأعزاء همنا الوحيد في العراق هو الأمن والغذاء وسلامة ابناءنا وبناتنا وكنائسنا ورجالنا ونسائنا , حيث القتل والتهجير والأختطاف يطالنا يوميا , ولذلك فاننا ندعوكم للكف عن الكلام الفارغ في السياسة والوعود واهتموا بامن شعبكم الذي يذبح كل يوم ......... فمتى ما استقر الأمن وتشكلت الحكومة وبدأنا ببناء العراق المدمر والمخرب وبدأ شعبنا بالعودة الى اراضيه وقراه عندها تستطيعون تأسيس القوميات والأحزاب كيفما شأتم حيث في ظل الإستقرار تستطيع الشعوب بناء مستقبلها الآمن لتحيا بين الشعوب الأخرى على اساس الوطنية والديمقراطية والتعايش السلمي .

المثال الثالث

 اما البعض من المتابعين فيدعون الى الوعي لما حدث للعراق  ....
ايها العراقيون ..{ عليكم الحيطة والحذر من الذين يقولون لكم ان العراق قد حرر من الدكتاتورية والطائفية , فلا تصدقوه .... ولا تصدقوا من يقول لكم ان مؤسسات الدولة خالية من الفساد المالي والأداري حيث لا وجود للمحسوبية و المذهبية في التعيين او الفصل ولا وجود لجرائم القتل والإختطاف والإغتيال المنظمة , ولا تصدقوا من يقول بانه لا أثرلأي تدخل من دول الجوار المحيطة والتي قد تخشى من نجاح التجربة في العراق وانتقال الديمقراطية اليها , وان ما تسمعونه من الذين قدموا لتحرير العراق , على انهم جائوا لأنتشالكم من حكم دكتاتور عتيد ليؤسسوا لكم عهد الحرية الذي لطالما انتظرتموه  , فان كل ما تسمعونه منهم فهو كذب , وخداع , ودجل , وان القائلين انما يخدعون انفسهم قبل ان يخدعونكم لأن الحقيقة التي يعيشها العراق اليوم هي  دكتاتورية العمامة , ودكتاتورية الفتاوى , والقتل على الهوية , والتهجير الطائفي , والجريمة المنظمة وكل انواع الأحتيال والسرقة .
ايها العراقيون ان الذين غزوا العراق ومن جاء معهم كذابون ودجالون ولا يصلحون لحكم العراق حيث فشلوا في تأمين الحد الأدنى من الحياة الكريمة والأمان الذي افتقده العراقيون لعقود مضت ,
ان العراقيين الشرفاء سيقاومون المنافقين الذين وُظِفوا لتنفيذ حلقات التآمر ويوسعون دائرة الجريمة بدءاً من جرائم  المليشيات العميلة مروراً بعصابات الموت إلى جانب أولئك البعض من المعتوهين الذين يسمون أنفسهم برجال دين من الذين رضعوا وما زالوا يرضعون من حليب { مُرضعة } لطالما وقفت ضد العراق ارضا وانسانا وتأريخ ودين } .

خاتمة .
ولكي يستمر الحوار الديمقراطي الشفاف والراقي , اتمنى ان تستغل هذه الديمقراطية للحوار الطيب والبناء , وان لا يكون كالعذراء التي هبطت من السماء ملهاة للشعوب ومصيدة للمغفلين .... والله من وراء القصد
.
ادور ميرزا