لماذا لم يصدر حتى الآن كتيب عن مذابح سيميل؟!.
وليم بيت نهرين أنا كذا من الناس كتب عن يوم شهيد شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في ذكرى مذابح سيميل في أعوام العقد التسعينيات من القرن المنصرم تخليدا لذكراها الطاهرة كما وقرأت الكثير عنها في عدة مجلات وصحف ذاتية وبلغات عديدة، لكن في هذه الذكرى السنوية ما شد انتباهي هو أنه منذ السابع من آب عام 1933 ولحد السابع من آب هذا العام 2009 أي قرابة السبعة عقود ونيف لم يصدر خلال هذه الفترة الطويلة كتاب أو على الأقل كتيب عن تلك المذابح ليكون مصدرا يوثق فيه خاصيتها تغنى بها مكتبتنا القومية، رغم أن تلك القضية الخطيرة بكل أبعادها كانت نقطة تحول في تاريخ نضال شعبنا بفضل ملاحمها البطولية ومآثرها الإنسانية وهو يتصدى لجبروت العسكراتية التي أردت أن تسلبه حقه بالعيش الكريم في ظل ملاذ امن يحفظ فيه وجوده في ارض الأجداد بيت نهرين.
ففي الوقت الذي كانت تحاول وسائل الأعلام العراقية والاستعمارية في حينها التكتم عن سيرة أحداث تلك المذابح البشعة كان لابد في ذات الوقت أو ما تلاه من زمن طويل أن يسعى أعلام شعبنا أظهار تلك القضية المهمة في كتاب خاص بها يتناول حقائقها كي لا تضل مدفونة بل موثقة مجازرها للتاريخ حالها حال أية مذابح طالت الإنسانية.
أن قضية كقضية سيميل تعتبر مهمة جدا لشعبنا ولو لا أهميتها القصوى لما توقف شعبنا يؤنب أحداثها في ذكراها من كل عام. مؤكدا بذلك التوقف عند محطتها التاريخية التزام ضميره بالكامل بأحياء ماضيه الحي وكأن لسان حال شعبنا يقول للذين اقترفوا تلك الجريمة بحق أبنائه الأبرياء ( أن ما استطعتم دفنه في الماضي استطيع أن أحيه في كل حاضر ليكن وصمة عار في جبينكم ).
أنا هنا لا أريد أن ألوم أعلام شعبنا بقدر ما أريد أن أحث الباحثين الخيرين العاملين في مجال الأعلام بالسعي إلى كذا مشروع أنساني بحت قبل أن يكون أعلامي صرف وبالتأكيد أن الباحث القادر على كذا مهمة نبيلة لابد أنه سوف يجد الحضن الدافئ في المؤسسات القومية لتتحمل نفقات الطبع والنشر. وجاز الله وشعبنا خيرا كل من نذر نفسه لكذا مهمة إنسانية.
المجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار
المجد والخلود لشهداء الحرية في العالم اجمع
