المحرر موضوع: رحمةً بشهدائكم أيها الآشوريون  (زيارة 1694 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعد عليبك

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 471
    • مشاهدة الملف الشخصي
                                     رحمةً بشهدائكم أيها الآشوريون

  لا بد قبل كل شيء أن ننحني إجلالاً لكل من يستحق ان يوصف بالشهيد مهما كان انتماؤه العرقي و الديني بعد ان ضحى بحياته و فداها دفاعاً عن مبادئه و أمته و وطنه وهو يواجه قوى الظلم و الشر و اعداء الانسانية.
و تقديراً لتضحيات و بطولات الشهداء و الأهداف السامية التي وهبوا حياتهم من أجلها ، نجد  هناك من يختار لها يوماً لإستذكار تضحيات هؤلاء الشهداء ، كأن تكون دولة أو شعب أو قوم أو حزب أو طائفة  أو غيرها.

   كما هو معلوم ، لقد تبنى الآشوريون يوم السابع من آب ( استذكاراً لمذبحة سميل ، بعد القتال الذي نشب بين المسلحين الآثوريين و الجيش العراقي عام 1933).
 و قد تم تحديد هذا اليوم من قبل الاتحاد الآشوري العالمي في مؤتمره الذي عقد في طهران سنة 1970 . و من ثم تبنته  تدريجياً جميع المؤسسات الآشورية السياسية و المدنية.

إن فكرة استذكار الشهداء في يومهم يجب أن تلقي احتراماً و تقديراً عند الجماعة التي تتبناها ، لما لهذه المناسبة من بعد إنساني و شعبي ،بالإضافة الى التعاطف والترحيب الكبيرين من قبل المؤسسات الدينية على إعتبار كون فكرة الشهادة مستمدة من الإيمان بالدين في التضحية من أجله.  .
كما و إن إحياء هذه المناسبة يجب أن تتجاوز الصراعات الحزبية بين تلك الأحزاب و المؤسسات التي تؤمن و تعترف و تستذكر هذه المناسبة و تحترمها.
لكن يبدو بأن الآشوريين في الأحزاب و المؤسسات الآشورية لهم رأيهم  و رؤيتهم الخاصة حول مناسبتهم هذه و طريقة إحيائها ، فالواضح للمتابع بأنها قد تم استغلالها لتصبح نشاطاً دعائياً لصالح الأحزاب و وسيلة تنافس فيما بينها ، غير آبهين بالشهداء أنفسهم و ذكراهم و مشاعر ذويهم.
فبدلاً من ان يجتمع هؤلاء الآشوريون كلهم حول مناسبتهم و يحيونها معاً إعترافاً منهم بجميل تضحيات شهدائهم ، نرى إن كل جهة تحتفل منفصلة عن الأخرى و بحسب توجهاتها و انتماءاتها السياسية . وربما كل جهة آشورية لها تفسير خاص حول نوع الشهادة و هوية الشهداء والقضية التي استشهدوا من أجلها ، أو قد يكون لديهم حكمة في ذلك لا نعرف ما هي!، بالإضافة الى ما تقوم به بعض الجهات و عن قصد في زج أسماء أقوام و شعوب أخرى قسراً الى المناسبة.
ففي مدينة ملبورن الأسترالية و كمثال و ليس للحصر، و بالرغم من قلة عدد الجالية الآشورية مقارنة بالأماكن الأخرى ، فإن هناك إحياء للمناسبة في نفس اليوم لكن في مكانين مختلفين ،  حيث الأولى لزوعا (كإحدى الحركات السياسية الآشورية) تحتفل بهذه المناسبة بمعزل عن الاخرين الذين لا يتفقون معها سياسياً ، لاحظ الرابطين أدناه:
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,328428.0.html
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,322989.msg4025802.html#msg4025802
وكذلك الحال في سدني و دول أخرى.
 و العجيب في الأمر بأن بعض المؤسسات السياسية الآشورية التي تدعي الوحدة مع الكلدان و السريان ، بينما هي لا تستطيع أن توحد احتفالها بيوم شهيدها الآشوري مع مؤسسات آشورية أخرى او تلتقي معها ، فكيف يا ترى تستطيع أن توحد الكلدان و الآشوريين و السريان شعباً و مصيراً ؟.
  ألا يدل هذا على ان الآشوريين و كنتيجة لطغيان الفكر الشمولي الشوفيني على مؤسساتهم بأنهم أصبحوا غير قادرين على أن يلتقوا أو حتى يتفقوا(كأضعف الإيمان) مع بعضهم البعض كمؤسسات أو كأفراد يؤمنون بقدسية هكذا مناسبة ، فكيف إذن سيتفقون و يتوحدون مع الكلدان؟ ، و ألا يعني بان كل كلامهم عن الوحدة و التوحيد و الاتحاد مع الاخرين هو وهمٌ و هراء و و فاقد للمصداقية ؟ .
و أخيراً لا يسعنا إلاّ ان ندعو من الرب أن ينعم الشهداء الآشوريين بوافر رحمته ، و نقول للأحزاب و المؤسسات الآشورية  رحمةً و رفقاً بشهدائكم و أبعدوهم عن صراعاتكم الحزبية و أن لا تصبحوا " انفصاليين" الى هذه الدرجة.
 كما إنه من غير اللائق أن تزجوا اسم الكلدان في مناسباتكم الخاصة ، فللكلدان شهدائهم و مناسباتهم الخاصة بهم ايضاً ، وهم أدرى و أولى بإستذكارها.

سعد توما عليبك

saad_touma@hotmail.com