المحرر موضوع: وقفة مع الكوتا وأرقام القس المهندس عمانوئيل يوخنا وما فات عليه ذكره  (زيارة 1312 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شمعون شليمون

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 47
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وقفة مع الكوتا وأرقام القس المهندس عمانوئيل يوخنا وما فات عليه ذكره

 
بقلم: شمعون شليمون
 
تعقيبا على مقال القس المهندس يوخنا بيتو المنشور في موقع عنكاوا بعنوان (الكوتا بلغة الأرقام: دحض الافتراضات على نتائج الانتخابات).
الرابط:(http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,331691.0.html)
والذي يحاول في أن يقول ان المقاعد الثلاثة للمجلس الشعبي كانت مستحقة وان قائمة الرافدين اثارت ضجة لا داعي لها وان احدى القائتين (الكدان الموحدة 64) و(الحكم الذاتي 65) كان يمكن ان تحصل على مقعد واحد، اقول:
أن هذا المقال هو الى حد ما من المقالات القليلة للسياسي الأب الفاضل عمانوئيل بيتو التي يحاول فيها أن تتسم مقالته بشيء من الموضوعية والمنطقية وذلك لعدة أسباب أبرزها:
أولا: الجهد الكبير والوقت الكثير الذي صرفه الأب عمانوئيل في كتابة هذا المقال والتحليل الرقمي الذي تضمنه. رغم أن الأرقام المنشورة ليست بخافية على احد. أما الأرقام التي فقدت خلف الدهاليز المظلمة، فعلى الله العوض.
ثانيا: عدم انخفاض نسبي في مستوى ومقدار الحقد الهائل والكراهية الكبيرة التي يكنها القس عمانوئيل تجاه الحركة الديمقراطية الاشورية، وقد يعود ذلك إلى سببين رئيسيين، أولهما هو نتيجة الانتخابات وما تمكنت الحركة من تحقيقه رغم كل ما رافق هذه العملية من خروقات يعرفها القاصي والداني، والثاني، إخفاق حزبه في الحصول على أي نتيجة إيجابية ما يعكس من جديد الحجم الحقيقي لهذا الحزب معروف الإتجاه.
ثالثا: إقرار القس عمانوئيل بحقيقة ذهاب آلاف الأصوات من الناخبين الكرد إلى قائمة المجلس الشعبي وكان لها الدور في حصول المجلس على المقعدين الثاني والثالث بحسب الجداول التي يوردها في المقال.
رابعا: اقراره أن قائمة الرافدين كانت وحسب كل الافتراضات الرقمية التي تضمنها مقال الأب عمانوئيل في مقاله هذا بأنها كانت ستحصل على مقعدين، وهي نتيجة اذا علمنا أنها جاءت بأصوات خالصة لأبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وفي ضوء المعطيات المعروفة فهي بمثابة فوز باهر.
لكن.. ومع تقديرنا لكل هذا الجهد والوقت الكبير المبذول من القس المهندس عمالنوئيل على هذا المقال فقد فاته ان يشير الى عدد أصوات الناخبين الكرد التي حصلت عليها قائمة الكلدان الموحدة والتي بلغت حسب نتائج مراكز محطات الاقتراع في مناطق معروفة السكان حوالي 700 ألى 800 صوت.... وخصوصا في محافظة السليمانية.
كما فاته أن يذكر أن غالبية الاصوات ال 1680 التي حصلت عليها قائمة الحكم الذاتي كانت لشخص السيدة الفاضلة جنان بولص رئيسة القائمة، بدليل أن العدد الساحق الذي نالته القائمة كان في اربيل (عنكاوا) حيث تتواجد هذه السيدة الكريمة وتحظى بسمعة طيبة، بينما لم تحصل قائمة الحكم الذاتي في دهوك إلا على الشيء القليل من الأصوات يضاف إليها ما نالته من أصوات الأشقاء من الأخوة الكرد حسب التوجيهات المعروفة.
 
ان الضجة التي اثارتها قائمة الرافدين على نتائج الانتخابات كما يسميها السياسي الأب  عمانوئيل بيتو ليست فقط في حرمان قائمة الرافدين من استحقاقها الحقيقي الاكبر من ذلك. انما بسبب ذهاب مقاعد الكوتا ألى جهات وأفراد ليسوا بالضرورة ممثلين حقيقيين لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ولآماله وتطالعاته المشروعة ولم يتم انتخابهم باصوات خالصة من قبل هذا الشعب حيث انهم ينتمون إلى احزاب أخرى قومية تحمل نهجا واجندة خاصة بها.
إذا كان قد اعتاد الاب عمانوئيل بيتو في معظم مقالاته السابقة أن يضللنا بعباراته. فهذه المرة أراد أن يضللنا بلغة الأرقام. وكأن الأب يراقب الإنتخابات في ألمانيا أو سويد لكي يكون للغة الأرقام القرار الفصل في حسم الامور. ولا أدري هل الاب يجهل أم تجاهل بأن في إنتخابات 2005 وفي احدى القصبات التابعة لمحافظة أربيل كان عدد الناخبين ضعف عدد سكان القصبة. طبعا هذا لا يمكن أن يحصل في ألمانيا أو سويد. ولكنه أمر واقع في كوردستان والعراق. بل وفي معظم بلدان الشرق الأوسط. إذا لغة الأرقام لاتعني شيئ لطالما هناك من يستطيع أن يغير هذه الإرقام بإضافة صفر أو مسح صفر. ولا من رقيب ليقول كيف ولماذا. إذا هذه المرة كانت أرقام الاب عمانوئيل مضللة بفتح الام ومضللة بكسر الام. لأنه يعلم جيدا أن هناك سقف محدد مسموح به  من الحرية في أقليم كوردستان لا يمكن تجاوزه. واعتقال الشاب نمرود شيبا احد كوادر الحركة في عمادية دليل ذلك.
عندما كنت في بغداد قبيل الإنتخابات سألني أحد كوادر الحركة. ماذا تتوقع كم مقعد سنحصل؟. قلت له المسموح به هو مقعد واحد أما إذا أخذنا اكثر من واحد فهذا يعني إن الحركة ما زالت تشكل قطبا سيحسب الاخوة الشركاء له حساب، كما سيحاولون تقليصه الى مقعد واحد إن تمكنوا من ذلك. فقال لي لماذا؟ قلت الأن الإخوة الكورد يعرفون جيدا دور الحركة الديمقراطية الآشورية على الساحة القومية والوطنية والعالمية. فهم يفضلون أن نكون شركاء ضعفاء يستغلون وجودنا معهم، على أن نكون خصوم أقوياء. ولا شك أنه لن يسمحوا أن نكون شركاء أقوياء.
كما توقعت أن يحصل الأخ بلحد أفرام على مقعد واحد بحسب المخطط له، لكي لا يتحول الى خصم مهما كان حجمه. ولكن رغم ذلك يبدو أن قوة تنظيم الحركة الديمقراطية الآشورية كسرت هذا المخطط. ففضل الأخوة الكورد ضمان ثلاث مقاعد من كوتا تنفعهم في التناقضات الكوردية الداخلية على إرضاء صديق الأمس الذي لم يثبت أنه الأقوى بين الطائفة الكلدانية. ولطالما أن قاعدة واسعة من كوادر وموآزري الحركة الديمقراطية الآشورية هم من أبناء الطائفة الكلدانية. كما أن الحركة الديمقراطية الآشورية هي الفصيل السياسي الوحيد الذي يجمع بين صفوفيه أبناء طوائف شعبنا المسيحية الخمس بإضافة الى أبناء شعبنا من طائفة الصابئة المندائيين.
وفي الختام لا أدري كيف سيكون الأب عمانوئيل مراقبا نزيها، وهو يحمل هذا الكم هائل من الكراهية والبغض للحركة الديمقراطية الآشورية وقادتها. أما كيف يمكن أن يكون راعي لكنيسة أو أب لرعية فهذا الأمر ليس بحاجة الى نقاش لآنه اختار السياسة بدل الكنيسة، و صفة الأب ليست عنده سوى مهنة امتحنها في يوم من الأيام كما امتهن الهندسة. أما مدى نجاحهه في كلا المهنتين ومدى مهنيته، وإلتزامه بشرف المهنة فهذا الأمر يعود لحريته الشخصية. ولكن لا بد أن نقول (لا يمكن لشخص أن يخدم سيدين في آن واحد). الكراهية والبغض جيفة فمن يريد أن يكون قبرا.