المنتدى العام > السياحة والسفر
الاديرة والمزارات المسيحيه في العراق والعالم
njmat_alba7r:
مرحــــ احبتي ــــا
الاعظاء و الزوار
اليوم حبيت ان اعملكم جولة سياحية رايعة
عن الاديرة الي موجودة بالعراق الحبيب وبالوطن العربي
والموضوع راح يكون موضوع متجدد دايما وحصري بمنتدى عنكاوة
اتمنى ان تستمتعو بهذه الجولة السياحية
دير الربان هرمز
عندما يقترب الزائر من جبل ( قردو ) او جبل باعدرى التي يمتد من القوش الى باعدرى مركز امارة الايزدية يجذبه اول ماجذب ناظريه صرح محفور في صدر جبل القوش ويتراىء الى نفسه قوة الانسان في البناء في هكذا موقع ليحفر بأنامله ذلك الصرح الصخري الشاهق ، الذي يرتفع ( 900 ) مترا فوق سطح البحر ويبعد عن الموصل شمالا بمسافة ( 30 ) ميلا ، يعتبر دير الربان هرمزد الذي بقى ثابتا وتحدى عشرات النكبات التي مرت عليه واحد الاثار الشامخة المطلة على سهل نينوى المليء بالعشرات من المواقع الاثارية التي لا تزال اغلبها شاخصة
يعود هذا الصرح بتاريخه حسب العشرات من المصادر الى انه كان من الصوانع واماكن العبادة الوثنية وهناك العديد من الاراء حول هذا الموضوع فمن رأي يقول انه كان معبدا وثنيا وزرادشتيا واخر يقول انه كان معبدا لصنم اشوري تقام له مراسيم سنوية في نينوى الاشورية في القرن السابع قبل الميلاد ، ومن رأي يقول ان الدير كان موجودا قبل الميلاد ب ( 700 ) عام حيث كان موطن النبي ناحوم الذي جاء ذكره في الكتاب المقدس والذي تنبأ بخراب الموصل ، ويقال ان موقع الصوامع التي تقع بالقرب من موقع الدير الحالي جاء ذكره في قصص سبي اليهود الذي حدث على يد القائد الاشوري تغلات بلاصر الخامـس ( 727 - 722 ق . م) .
تحيط بالدير من جهاته الثلاث القمم العالية وفي عمق الوادي اشجار خضراء صيفا وشتاء ويكثر بالقرب منه نبات عرق السوس .
قال عن الكاتب الفرنسي الشهير الاب مارتان : ان بنيان الدير ربان هرمزد المدهش وموقعه الجذاب يجعلان هذا الاثر المجيد لا مثيل له في الغرب ولا شبيه له في الشرق .
يعلو بوابة الدير صورة محفورة لحمامة من الجهة اليمنى وثعبان يتدلى من الجهة اليسرى دلالة الحكمة والنقاوه . يعود تاريخ بناء الدير على يد الربان هرمزد الفارسي الاصل من مدينة لاياط في بلاد الاحواز وترجع قصة بناء الدير الى عهد البطريرك ايشوعياب الذي عاصر الخليفة ابو بكر وعمر بن خطاب (رض الله عنهما) . ان حاكم الموصل عقبة بن فرقد سنة 642 ميلادية مرض ابنه شيبيني بمرض عضال فلما اوصوه الناس بايصاله الى الربان هرمزد الذي كان ناسكا في احدى الصوامع التي تقع بالقرب من موقع الدير الان في جبل القوش او جبال باعدري وعندما وصل البلدة كان ابنه قد فارق الحياة ولكن الناس اصروا على ايصاله الى الربان وعندما دخل الوادي طمأنهم الربان وبعد صلاة طويلة ارجع الى شيبيني الحياة فأقام الحاكم فرح عظيم شارك فيه المسيحين والمسلمين معا وهكذا اصبح للربان مكانة عظمية لدى الحاكم وبعدما عاد الى الموصل امر بمساعدة الربان في بناء دير له فخصص له (7) اوزان من الفضة ارسلها مع ابنه شيبينى واوقف لها رحى كثيرة واملاك واراضي . مع المباني المتفرقة في الموقع ماا يزال هناك اثار عين الماء التي اشتهرت به والتي كانت تسمى عين القديس وكذلك البرج الذي يعلوه الناقوس الذي كانت دقاته تسمع في جميع ارجاء المنطقة ، يقدس الدير جميع ابناء المنطقة فألى جانب البمسيحيين يزورها الايزدية للتبرك وطلب العلاج وكذلك المسلمين ويحتفل كل عام في شهر نيسان بذكراه سنويا حيث تشهد اقبلا كبيرا لدى للناس للزيارة تشعل فيها الشموع طلبا للشفاعة والبركة ، وهي الان تشهد حملة كبيرة لأعمارها وترميمها .
تشتهر الدير بأنها شهدت العديد من النكبات التي كانت سببا في تدميرها احراق مخطوطاتها النادرة ومن اشد الحملات التي طالت الدير واحرقت خزائنها حملة الشاه طهماسب ونادر شاه وتيمور لنك واحراقها مع جميع مخطوطاتها من قبل امير رواندوز الامير ( محمد كوره ) في حملته على بادينان في القرن التاسع عشر ومن ثم اخر الحملات التي تعرضت لها على يد اسماعيل باشا حاكم عمادية . يتناقل الناس في المنطقة القريبة من هذا الدير العديد من الاحاديث والحكايات النادرة لكن ما يميزها دوما هو انه في هذا الدير تتجسد حياة الخلوة والتقشف والمشقة والخشونة وكذلك من انه كان ملجأ لعلاج المرض حيث كان يتم فيه شفاء المجانين بعد ان يحرضهم الربان على التوبة وعبادة الله ، اكتسب الربان هرمزد شهرة كبيرة في هذا الدير فكان محل ازدراء الرهبان في الاديرة القريبة وخاصة دير (بسقين ) حيث حاولوا الايقاع به لدى حاكم الموصل الا ان محاولاتهم باءت بالفشل . مات هرمز في هذا الدير عن عمر يناهز 94 عاما .واكتسبت القوش شهرة من هذا الدير فرغم المعروف عنها بأنها موطن النبي ناحوم الا ان وجود الدير في الجبل الذي يطل على البلدة اضفى عليها شهرة اخرى . فالحياة في هذا الدير استمرت (11) قرنا بلا انقطاع . يشعر الزائر الى هذا الدير بأنه يصل عالم اخر مليء بالرهبة وصرح فائق المجال فألى جانبي الدير هناك الصوامع الكثيرة وبقايا رحى كانت تدار هناك لطحن الحبوب عن طريق الدواب بينما الصوامع كانت تربط مع بعضها بطرق خفية ليست ظاهرة للعيان وكل من اراد ان يسكن هناك كان يحفرصومعته في الصخر ويقال ان البعض منهم استمرلاكثر من عشرة سنوات أما الفترة التي قضاها الربان هرمزد في بناء الدير فيقال انها استمرت اثنان وعشرين عاما
دير مار متي
نبذة عن تاريخ دير مار متي للسريان الأرثوذكس
يقع دير مار متى على مسافة 35 كم شمالي شرقي مدينة الموصل. وهو من الأماكن الأثارية التاريخية في ربوع العراق. ومن المزارات الدينية المقدّسة العائدة للسريان الأرثوذكس. ومن محاسن شمال العراق جمالاً ومناخاً وموقعاً. ومن أشهر أديرة المسيحية صيتاً ومكانة.
تأسيسه:
أسسه القديس مار متى الناسك السرياني في غضون القرن الرابع الميلادي. وتعين أول رئيس عليه. وإنضوى إليه بضعة آلاف من الرهبان والمتوحّدين من كورة نينوى وغيرها من بلاد العراق وفارس. لا نعلم التصميم الأول لهذا الدير. وبسبب الغزوات والكوارث التي ألمّت به إنعدمت فيه الآثار الفنية وإندرست النقوش والزخارف. والباقي إلى يومنا هذا من أجزائه الجميلة والأصيلة (1) المذبح وبيت القديسين (وهما جزء من الكنيسة) قلاية القديس مار متى (3) الصهاريج (4) بعض الكهوف والصوامع.
القديس مار متى مؤسس الدير:
ولد في ديار بكر- تركيا في الربع الأول من القرن الرابع. ترهّب في ميعة صباه. وتنسّك. ولما أثار يوليانس الجاحد قيصر رومية إضطهاده للكنيسة المسيحية عام 361م، غادر مار متى ديار بكر مسقط رأسه إلى المشرق يرافقه أكثر من عشرين راهباً أشهرهم مار زكاي، مار إبراهيم،مار دانيال. إنفرد مار متى أولاً في صومعة صخرية في جبل مقلوب لا تزال مائلة إلى اليوم. ثم ترأس الدير الذي شيده بعدئذ كما مر. وإشتهر بتقواه وقداسته، وممارسة أعمال التقشف. شرّفه الله بصنع الكرامات والأشفية. توفي في أواخر القرن الرابع أو أوائل القرن الخامس وهو شيخ طاعن في السن.
الدير في مختلف العهود وعبر التاريخ:
بعد مرور مائة عام تقريباً من تأسيس الدير،أصيب بحريق هائل عام 480م. وعلى إثر ذلك قضي عليه،وبادت معالمه- وترك قاعاً صفصفا. وفي نهاية القرن الخامس عاد إليه بعض الرهبان وإستأنفوا الحياة النسكية ورمموا الدير المحترق حتى برز إسمه من جديد في عام 544 فواصل مسيرته التاريخية بصورة منتظمة سيما في العهود العربية التي عقبت العهد الساساني. وفي عام 1171م هجر بسبب إعتداءات الدخلاء المجاورين. وظل مهجوراً حتى عام 1187 ثم أستؤنفت فيه النشاطات الكنسية في شتى المجالات. ولما جاء ياقوت الحموي الجغرافي العربي الشهير لزيارة الموصل في مطلع القرن الثالث عشر حيث كانت قد إشتهرت بمدارسها وعلمائها وعمرانها على عهد بدر الدين لؤلؤ. زار الدير وقال فيه (دير مار متى بشرقي الموصل على جبل شامخ يقال له جبل متى. من إستشرفه نظر إلى رستاق نينوى والمرج.وهو حسن البناء وأكثر بيوته منقورة في الصخر. وفيه نحو مائة راهب. لا يأكلون الطعام إلا جميعاً في بيت الشتاء أو بيت الصيف وهما منقوران في صخرة. كل بيت منهما يسع جميع الرهبان، وفي كل بيت عشرون مائدة منقورة من الصخر. وفي ظهر كل واحدة منهن قبالة برفوف وباب يغلق عليها. وفي كل قبالة آلة المائدة التي تقابلها من غضارة وطوفرية وسقرجة،لا تختلط آلة هذه بآلة هذه.ولرأس ديرهم مائدة لطيفة على دكان لطيف في صدر البيت يجلس عليها وحده. وجميعها حجر ملصق بالأرض وهذا عجيب أن يكون بيت واحد يسع مئة رجل،وهو وموائده حجر واحد. وإذا جلس رجل في صحن هذا الدير نظر إلى مدينة الموصل وبينهما سبعة فراسخ.ووجد على حائط دهليزه مكتوباً:
يا دير متى سقت أطلالك الديم وإنهل فيك على سكانك الرهم
فما شفى غلتي ماء على ظمأ كما شفى حرّ قلبي ماؤك الشبم..)
بيد أن معالم هذين البيتين إختفت. ولا يعرف مكانها بالضبط. وبعد عام 1260 عانى الدير كثيراً من غارات المغول والتتر. ومر بظروف قاسية جداً، وصبر على إعتداءات الأعداء والعصابات طويلاً. وفي العقد الأخير من المئة الرابعة عشرة ظهر تيمورلنك الطاغية. فتضعضعت أحوال الدير في عهده وإنتهى به الأمر إلى أن أمسى مأوى لبعض المجرمين الذين إستوطنوه مدة من الزمن. ونتيجة لذلك تشرّد الرهبان وظل الدير مهجوراً منسياً مدة تنيف على المائة وخمسين سنة. ثم أخذ يلمع ذكره مرة أخرى بشكل خافت ضئيل في نهاية القرن السادس عشر وأوائل السابع عشر،ثم يتوهج بعد عام 1660 أي في العهد العثماني الثاني. فتتسلسل أخباره من ثمّ حتى يومنا هذا ويسير سيراً طبيعياً خلال الفترة الواقعة ما بين عام 1833-1846 إذ تولاه الخراب على إثر غارة محمد باشا (ميراكور) وخلا من السكان إثنتي عشرة سنة. وفي عام 1970- 1973 تجدد الدير تجدداً متيناً بكامل أجزائه. وأنعمت عليه الحكومة العراقية بإيصال القوة الكهربائية وتبليط الطريق المؤدي إليه من مفرق عقرة والبالغ 10كم، كما بلّط طريق آخر يربط الدير بالطريق العام. وهو اليوم يعتبر منطقة،دينية،آثارية.
شهرة الدير:-
عاش الدير عهوداً سياسية مختلفة- فارسية ساسانية،عربية،مغولية،تيمورلنك،عثمانية وأخيراً عربية. ولدى دراسة تاريخه بتمعن وتمحص نرى أن شهرته تنحصر في العهود العربية فقط وهي الفترة التاريخية الطويلة الواقعة ما بين أوائل القرن السابع الميلادي وسقوط الدولة العباسية عام 1258م. وتتلخص شهرة الدير في ثلاث نقاط رئيسية:
(1) روحياً
أ- نشر الإنجيل: عني القديس مار متى وبعض خلفائه بنشر الإنجيل بين الشعوب الوثنية واليهودية ما بين عام 380- 550م من جملة ذلك تنصير مار بهنام وأخته سارة ورفقائه ثم والديه سنحاريب وزوجته وعدد كثير من ولاية آثور.
ب- الرهبنة: يعتبر القديس مار متى من أبطال النسك والتقشف في المشرق. جمع إليه عدداً كبيراً من الرهبان ونظم حياتهم. قيل أن عدد الرهبان في عصور الدير الذهبية بلغ سبعة آلاف. وذكر ياقوت الحموي أنه كان في الدير عند زيارته إياه في القرن الثالث عشر مائة راهب. ثم تضعضعت أحوال الرهبنة فيه بعد القرن الرابع عشر،فأخذ عدد الرهبان بالهبوط. فلم يسكن فيه منذ القرن السابع عشر وإلى هذا اليوم أكثر من ستة أو سبعة منهم وقد ينقص عددهم إلى إثنين أو ثلاثة.
ج- مزار: أمست الأديرة المسيحية،بفضل قداسة الرهبان وتقواهم مواطن مقدسة (مزارات) يؤمها المؤمنون إلتماساً للشفاء. وتبرّكاً،وسماعاً لصوت كلمة الله. ودير مار متي أضحى مزاراً منذ القرن الرابع الميلادي وحتى يومنا هذا لإحتوائه رفات القديس مار متى وأرفتة رفقائه وبعض القديسين. ثم وجود ضريح العلامة الذائع الصيت المفريان غريغوريوس إبن العبري 1286+.
(2)كنسياً
أ- صيرورته كرسياً أسقفياً ثم مطرانياً في الربع الأخير من المئة الخامسة. وقد إحتل مطرانه مقاماً رفيعاً في كنيسة المشرق إذ أصبح فيها صاحب النفوذ الأول. وإستمر كذلك حتى القرن التاسع الميلادي.
ب- جعله مقراً لإقامة بعض مفارنة المشرق منذ القرن الثاني عشر وما بعده منهم العلامة إبن العبري 1286+ الذي أقام فيه سبع سنين.
ج- إتخاذه مكاناً لعقد بضعة مجامع كنسية هامة.
د- نشأ فيه ثلاثة بطاركة،وسبعة مفارنة،وعدد كبير من المطارنة
(3)علمياً
أ- المكتبة: وجدت في الدير مكتبة حوت مصاحف جليلة نفيسة في القرن الخامس الميلادي كانت تعد في طليعة خزائن الكتب السريانية. ثم إندثرت ثم أخذت تبرز إلى عالم الوجود ثانية في القرن السابع الميلادي، وذاع أمرها وإنتشر خبر مخطوطاتها في حدود سنة 800م.
عاشت في المناخ العربي بقوة وعنفوان وظلت في نمو وإزدهار حتى عام 1171 حيث هجم الأكراد على الدير،مما إضطر الرهبان أن يحملوا الكتب ويغادروه إلى الموصل. وبعد عام 1241 نقلت كتب العلامة مار سويريوس يعقوب البرطلي برمتها بعد وفاته إلى خزانة والي الموصل بدر الدين لؤلؤ. وفي عام 1369 سطا الأعداء على الدير ونهبوه ومكتبته الثمينة ثم ظهرت فيه آثارها في المئة السادسة عشرة ثم أخنى عليها الزمان حتى إذا كانت سنة 1846 فما بعدها جمع فيها زهاء ستين مصحفاً. وهنالك عدد وفير من مخطوطات هذه المكتبة في خزائن المتحف البريطاني كمبردج، برلين،الفاتيكان،الموصل،دير الشرفة في لبنان،من ذلك على سبيل المثال: المصحف السرياني الثمين للإنجيل المقدس الذي أنجزه الراهب مبارك البرطلي سنة 1220م بالقلم الإسطرنجيلي البديع وزينه بأربع وخمسين صورة جميلة ملونة في غاية التأنق والإتقان وأوقفه على مذبح دير مار متى بجبل الفاف. ثم إنتقل إلى كنيسة السريان في قره قوش ثم صار في حوزة مطرانية السريان الكاثوليك في الموصل وأخيراً نقل إلى روما عام 1938م وأودع في خزانة الفاتيكان. ومن مخطوطات مكتبة الدير المحفوظة في خزانته اليوم، العهد الجديد بعمودين الأول سرياني بالقلم الغربي والثاني نقله إلى العربي بالحرف العربي نسخ عام 1177. وإنجيل كنسي سرياني بالقلم الغربي وبحسب النقل الفيلوكسيني والحرقلي نسخ عام 1222م. بعض أسفار العهد الجديد بالقلم الإسطرنجيلي على الرق في أوائل القرن الثالث عشر. وهنالك أكثر من عشرين مخطوطة أخرى نسخت ما بين القرن الثالث عشر والسابع عشر.
ب- المدرسة: إزدهرت خاصة في المئتين السابعة والثامنة. ومن أشهر تلامذتها مار ماروثا التكريتي، وراميشوع وجبرائيل ولدا اللغوي الكبير الربان سبروي جد الملفان الربان داود بن فولوس آل بيت ربان.
وقد أسهم أساتذة هذه المدرسة وتلامذتها بالحركة العلمية في العصر العباسي، وتابعت سيرها حتى إنقضاء القرن الثالث عشر ومن جملة أساتذتها في الفترة الأخيرة، مطران الدير مار سويريوس يعقوب البرطلي 1241+ والمفريان العلامة إبن العبري 1286+.
دير مار متى اليوم :
1- موقعه: يقع دير مار متى على مسافة 35كم شمال شرقي الموصل في صدر جبل الفاف بإرتفاع 2100 قدم عن سطح البحر. يتوصل إليه يتسلق الجبل مشياً على الأقدام أو ركوباً على ظهور الخيل في طريق بين مرتفعين مرصوف بالحجارة في إثنتين وثلاثين إستدارة يتلوى يمنة ويسرى يقدر بكيلومتر تقريباً، أطلق عليه إسم (الطبكي) وهي كلمة سريانية من طبويو أو طبيوثو ومعناها المرتقى. يشرف على السهول والأودية وترى منه الموصل وقراها. يتألف من ثلاثة طوابق تشكل مائة غرفة تقريباً.
2- كنائس الدير: في الدير حالياً كنيستان. تعرف إحداهما بإسم القديس مار متى. والأخرى بإسم السيدة العذراء.
أولاً: كنيسة القديس مار متى: شيدت على الطراز المألوف في إنشاء كنائس المشرق وتشتمل على ،المذبح،ومدفن الآباء القديسين،والهيكل،ومدفن الرهبان:
أ- المذبح: قديم جداً ينطق بقدمه بناؤه وقبته الشاهقة البالغة إرتفاعها عشرة أمتار. وفيه ترونسان أحدهما كبير يقع في صدره، والثاني صغير يقع في أقصى الجهة الجنوبية. ووراءه في الجهة الشرقية ترونس ثالث وجب بجانبه. وإلى شمال الترونس الثالث، ترونس رابع في مذبح سري كانت تقدم عليه الذبيحة الإلهية في الظروف القاهرة.
ب- مدفن الآباء القديسين: هو المعروف ببيت القديسين، وهو القسم الشمالي من المذبح. تعلوه قبة يبلغ إرتفاعها سبعة أمتار. تشبه ريازتها ريازة قبة المذبح المشار إليه. ويشمل على عدة أضرحة منها ضريح القديس مار متى مؤسس الدير وضريح العلامة إبن العبري المتوفي عام 1286
ث- الهيكل: جديد أنشىء عام 1858م وهنالك كتابة سريانية في واجهة المذبح تنطق بتاريخ بنائه. بيد أن جداره الشمالي وضع على أساس قديم. يتألف من ثلاثة أنابيب إسطوانية، الجنوبي والأوسط متساويان- أما الشمالي فصغير.
مدفن الرهبان: مغارة صخرية كبرى تحت هيكل القديس مار متى كانت قد إختفت مدة طويلة حتى إكتشفت عند وفاة أحد الرهبان عام 1910م.
ثانياً: كنيسة السيدة: كنيسة قديمة جددت عام 1762 وهي بسيطة في شكلها. تحوي مذبحاً صغيراً يشتمل على ترونس صغير، تعلوه قبة صغيرة وبسيطة. وهيكل مستطيل صغير.
ويلحق بالكنائس:
أ- مدفن الآباء الخارجي: سمي بالخارجي لوجوده خارج سور الدير وقديماً كان ضمن الدير. وهو مغارة صخرية كبيرة أنشئت على جانبيها الشرقي والغربي عشرة أضرحة، يتقدمه إيوان صغير.
ب- الصوامع: منها صومعة القديس مار متى تقع جنوبي شرقي الدير. كانت منسكاً للقديس مار متى قبل إنشاء ديره ولا تزال بحالة جيدة. نقرت فيها مائدة للتقديس. وأنشئت إلى جانبها صومعة صغيرة حيث كان يتعبد القديس، وصهريج. وصومعة إبن العبري واقعة شمال شرقي الدير نقرت عام 1195 كما تنطق الكتابة السريانية بالقلم الإسطرنجيلي المزبورة فيها. ثم عرفت بإسم إبن العبري لتردده الكثير إليها إنصرافاً إلى الكتابة والمطالعة. وقد نقرت مائدة للتقديس في شماليها وأريكة في غربيها وشيد إلى جانبها صهريج صغير.
ومن الأمور التي تسترعي الملاحظة وتستحق الذكر:
أ- رواق الملاك: هو رواق صخري نقر في عصور موغلة في القدم في قعر واد سحيق في الجهة الشمالية من جبل المقلوب. وقد سوده رعاة الغنم بدخان نيرانهم أبان الشتاء. وفي صدره رسم بارز لملاك متجه نحو الشرق، وبيده إكليل قد رفعه ليضعه على هامة مجاهد. وإلى جانب الملاك البارز رسم صليب. ويقابل هذا الرواق، فوق صخرة شاهقة،صومعة صخرية فيها أربع أرائك صخرية كذلك وثقوب صغيرة في جدرانها لوضع السراج فيها.
ب- الصهاريج: في الدير عدة صهاريج نحتت في بدء تأسيسه لخزن مياه الأمطار المنحدرة من الجبل. ولا يزال أربعة صهاريج ماثلة يبلغ سعة أكبرها 2420متراً مكعباً.
ج- كهف الناقوط: أكبر الكهوف، وأكثرها سحراً وجمالاً،غرب الدير على مسافة 200م. وهو قسمان القسم الخارجي ومساحته 10 × 15م رصف بالحجر المعروف بالبازي تتوسطه بركة ماء. والقسم الداخلي مساحته 6 × 4م يتقطّر ماء طوال السنة، تتجمّع المياه في حوض صغير وتنساب إلى القسم الخارجي حيث تصب في البركة. يقضي الزائرون فيه وقتاً ممتعاً في فصل الصيف.
صور متفرقة للدير
دير مار بهنام الشهيد
دير مار بهنام الشهيد واخته سارة في مدينة الموصل بالعراق
يعود تاريخ تأسيس دير مار بهنام الشهيد إلى أوائل القرن الرابع الميلادي على أثر المأساة الاليمة التي تعرض لها الملك سنحاريب، ملك آثور، وهى إصابته بمرضٍ خطير. نال نعمة الشفاء من خلال زيارته للراهب الشيخ الناسك على قمة جبلٍ عالٍ في مدينة الموصل (الجبل المقلوب)، واسم الشيخ مّتى، وبسبب الشفاء الذي ناله الملك سعى أن يقيم ضريحاً لولديه،الأمير بهنام والأميرة ساره.يعرف الضريح اليوم باسم معبد الجبّ نظراً لوجود جبّ قديم مهجور منذ القرن الرابع في تلك المنطقة. ومن بعده، أشاد إسحق الفارسي بدافع العطف والعرفان للأمير الشهيد بهنام على إثر شفاء عبده الممسوس بمرض شيطاني، ديراً كبيراً بجوار معبد الجبّ، باسم دير الجبّ أو دير مار بهنام الشهيد[1].
يطلق البعض على دير مار بهنام إسم دير الخضر نظراً لموقعه بجوار قرية الخضر. ولكنه اشتهر حتى اليوم باسم دير مار بهنام وهو يبعد مسافة 35 كيلو متراً جنوبي مدينة نينوى في الموصل، هذه المدينة تشتهر بالآثار التاريخية ابرزها كاتدرائية يونان النبي التي تُعرف اليوم بجامع النبي يونس .
معبد الجب:
يقع معبد الجب خارج الدير على سفح تل ترابي أثري يعلوه صليبٌ من الحديد وضعه افراد جماعة الصليب من فترةٍ قريبةً .
يوجد داخل المعبد نفقين متوازيين مصنوعين من حجر الآجر يصلان إلى صحن القبة من أسفل وهذا الصحن يتألف من غرفة مثمنة الزوايا في شرقها قبر مار بهنام الذي يتخذ شكل مذبحٍ تعلوه حنية نفيسة جداً مصنوعة من المرمر الخالص يعود تاريخ صنعها إلى سنة 1300م .
تحيط بالصحن افاريز نافرا زينت بأجمل النقوش وأضيفت كتابات مختلفة سريانية، عربية، مغولية. داخل معبد الجب لوحات مصنوعةٌ من الرخام عليها كتابات سريانية وفي إحداها أثر نفيس في أسفلها كتابة آرمنية قديمة جداً
في الزاوية الجنوبية من معبد الجب نفق مبني من حجر الآجر يقال أنه كان يصل الدير بتل نمرود وفي وسط صحن الجب حفرة منخفضة بها تراب يتبارك به زوار الدير .
دير مار بهنام كان قد جُدد في فترات متعددة من التاريخ ابرزها ما قام به البطريرك اغناطيوس جبرائيل تبوني بطريرك أنطاكية للسريان الكاثوليك. يتألف دير مار بهنام من قسمين رئيسيين فسيحين واح خارجي لإستقبال الزوار والثاني الداخلي هو خاص بالرهبان وفي داخل هذا القسم مكتبة ضخمة حافلة بالمخطوطات والكتب القديمة القيمية والثمينة .
في الجهة الشرقية من بناء الدير توجد كنيسة الدير الاثرية والقديمة جداً التي يرجع تاريخ بناءها إلي أوائل القرن الخامس الميلادي كما يعود تاريخ الاثار الموجود في دير ما بهنام إلى عهد الدولة الاتابكية في الموصل ومعروف تاريخياً إن عهد الدولة الاتابكية هو عصر نهضة وإزدهار وحضلرة في البلاد التي كانت تحت حكمها الاتابكي وخاصة في مدينة الموصل وما يجاورها من المدن.
كنيسة دير مار بهنام بنيت بمهارة فائقة ودقة ويتضح هذا من خلال الدقة في الزخارف الفنية المحفورة بالرخام أو الجبس.
في داخل الكنيسة العديد من الكتابات باللغة السريانية واللغة العربية ويعود تاريخ كتابتها إلى التكارتة الذين قدموا من تكريت إلى الموصل ومنها إلى قرقوش وبعشيقة، هولاء التكارتة جملوا وزينوا الكنيسة بالعديد من الزخارف الجبسية والنقوش الدقيقة الصنع على رخام لامع هذا الجمال الرائع في الفن أجمع على مدحه المؤرخين والرواد الاتين من الشرق والغرب، نذكر منهم بونيون الذي قال " إني لمعتقد بأنه ليس في الشرق أثر عربي أجمل من الكنيسة الموجودة داخل دير ما بهنام " .
وقال مستر لوك "أن هذا الدير هو أحد الاثار المسيحية الاكثر أهمية في العراق ومن أبزر الاماكن في الشرق نظراً لما يحويه من آثار منتشر في رواق الكنيسة".
وصف الكنيسة:
يدهشك ايها الزائر الكريم لدير مار بهنام، جمال الكنيسة، فنجد في ضلع الكنيسة من جهة الغرب واجهة آنيقة تتألف من بابين فخمين مصنوعين من المرمر الخالص الجميل تتوسطهما حنية عميقة في الجدار هى أيضاً آية في الروعة والجمال.
أما البابان زينت أركانهما بنقوش نافرة بديعة الشكل وكتابات سريانية وعربية محفورة أو منقورة بشكل نافر تتخللها صور مختلفة الاشكال وافاريز افيقة دقيقة النقش .
يعلو حنية البابين رأس اسد يرمز إلى الحضارة الاتابكين وأحد قادتهم في مدينة الموصل ز
تمتاز حنية هذين البابين وحنايا الابواب الموجود في داخل الكنيسة بتركيب رخامها من قطع مسننة على اشكال أحص متداخلة الاضلاع وذلك بمهارة فائقة تثير الدهشة والاعجاب. كما تنفرد ايضاً هذه الابواب بكونها من طابقين مجوفين اشبه بقوس موتور وذلك لتكون مسنودة على العضادات. على الباب الجنوبي تمثالان لحيوانين غربي الشكل كان هذا يصور على ابواب الابنية الاتابكية كما كان الانر على باب سنجار في مدينة الموصل .
نجد في جانب الباب الجنوبي قطعة جميلة من القيشاني الازرق بقياس 35 45 ووسطها صور بارزة لثلاثة ايائل بيض تحف بها زخارف ورقية تعود إلى العصر العباسي حيث كانت صناعة القيشاني مزدهرة.
أما حنية الباب الشمالي فتتألف من قطع رخام يتشكل باتصال اضلاعها نجوم مسدسة هندسية وإلى جانب ذلك صور وافاريز جميلة وكتابات تطوق الباب.
الرتاج المقدس :
يتوسط باب رواق الكنيسة رتاج مقدس يوضع في صدره الانجيل اثناء الصلاة ويحيط به من جوانبه الأربعة أفاريز دقيقة الصنع، وقد دبج ركناه بزخارف ترتكز عليهما عضادتان منقوشتان عبثت بهما الحواداث ومرور الأيام.
على رأس كل منهما تاج منقوش تعلوهما. حنية مقعرة مكونة من قطعتين رخام مطعمة بنقوش أنيقة في وسطها شبه شجرة فرعاء باسقة الأغصان جمة الأفنان، وعلى جانبي هذه الحنية زخارف متشابكة الفروع بدقة وروعة يتجلى فيها التفوق في الحفر الجميل على الرخام وعلى سطح قاعدة الرتاج حفر بالسطرنجيلية " موضع الإنجيل المقدس هذا الرتاج يشبه المحراب الموجود في الجامع النوري في مدينة الموصل والذي يرجع تاريخ تأسيسه إلى سنة 1170-1172م .
في داخل الكنيسة يوجد العديد من الاثار وخاصةً في الجهة الشرقية من صحن الكنيسة حيث نجد بيت المقدس ويجاوره من جهة الشمال بيت القديسين أو مدفن الاباء وعلى كل من جانبي الصحن الشمالي والجنوبي يوجد مُصلَيان قد اذدان مدخل كل منهما بنقوش متنوعة بهية الشكل ودقيقة الصنع محفورة أو منقورة بشكل زخارف على رخام منقطع النظير بلونه وصلابته .
هناك أيضاً كتابات مختلفة وتماثيل بارزة وجميلة ومن يتأمل فيها وفي اقواس الأبواب زما يجازرها من المناطق التي تكمل زخارفها فانه يقف خاشعاً أمام ما ابتدعته قريحة الفنان .
الكنيسة جميلة جداً وتعبر عن فن كنسي سرياني أصيل ذات طابع بابلي لايسعنا هنا توضيح كل شيء لكن زيارتك أخي المؤمن للدير والدخول إلى صحن كنيستة تجعالك تقف خاشعاً امام عظمة الانسان في الفن وصنع التاريخ .فالمظهر الفتان والابواب الجميلة المزدانة بأجمل النقوش ما هي إلا تعبير عن روعة الفن الموصلي وجماله العريق الجامع بين الرشاقة والبساطة وأكثر ما يبرز لنا هذا الجمال الافاريز المحفور الحوائط الجانيبة .
تعرض دير ما بهنام للسلب والنهب من قبل التتر سنة 1295م ودليل لنا على ذلك الكتابة الموجودة على الباب الخارجي للدير.
اما الباب الجنوبي فهو تحفه فنية فيه صور نافرة وزخارف ظريفة الشكل ضمن اطارات مستطيلة الشكل تتألف من تشابك ثعبانين ينتهيان في أعلى كل من عضادتي الباب برأسين فاغرين فاهيهما. وعلى حنية الباب العليا ثعابين أخرى تكون خمسة الواح يتوسطها رأس سبع بارز. وفي وسط هذه الألواح صورة تمثل مار بهنام تحاذيها صورة للأميرة سارة شقيقته، وصورة أخري للقديس متى الشيخ الناسك.
وعن باب قدس الاقداس فهو في الجانب الشرقي من الكنيسة ويتصل ببيت المقدس وهو عبارة عن باب جميل مزدان بنقوش رائعة وكتابات منقورة ومحفورة حفراً دقيقاً بشكل عمودي وأخر بشكل أفقي.
وعلى جانبي حنية الباب العليا أسدان جاثمان وقد شطرت زواية الكنيسة احدهما إلى شطرين بمهارة وفن جاعلة الرأس على الجدار الشرقي والجسم على الجدار الجنوبي ويتوسط هذه الحنية نجوم مجوفة.
في أثناء تجولنا في صحن الكنيسة لفت نظرنا باب قدس الاقداس الملوكي الكبير وهو عبارة باب جليل نفيس نظراً لدقة زخافة وروعة خط كتابته وجمال رخامه اللامع، ففي أعلى حنينته قطتين متدليتين من الرخام شبه قندلين عليهم نقوش شجرة ناتئة أتلفتهما عوداي الزمان وعلى جانبيهما صورتان تمثل الصورة الشمالية مار بهنام على صهوه يطعن برمحه رأس ابليس اما الصورة الجانبية الاخرى فتمثل مار جرجس تنيناً.
يحيط بالباب بأفاريز مقعرة الوسط بارز الجانبين فافريز ثان مستوى السطح، فيه نقوس ذات دقة، وأفاريز أخرى أنقية تكسب الباب جمالاً .
أما قدس الاقداس فتعلوه قبه شاهقة يبلغ إرتفاعها خمسة عشر متراً مزخرفة بتقاطيع هندسية جميلة. وإلى يمين المذبح لوحة حجرية مثبته في الجدار عليها أقدم كتابة تاريخية، في هذه الكنيسة تشير إلى تجديد هذا المذبح وذلك عام 1164م ويغلب الظن أن جل أثار هذه الكنيسة هى لذلك العصر.
في شمال باب المذبح يوجد لمار بهنام وهو ممتط جوداً وقد تجندل تحت سنابكة ابليس يبلغ طول الصورة 3.75 مترا وعرضها 2.30متر مرسومة بجبس رسماً نافراً ومطلية باصباغ حمراء وخضراء وزرقاء كما يعلو رأس الامير بهنام الشهيد سلة بديعة المنظر على شكل تاج في داخلها صورة ثانية للامير يحمله ملاكان متقابلان يرتفعان به إلى العُلى.
تحيط بالصورة كتابه عربية تبرز على بقعة منمنمة وملونة باللون الأزرق، يقابلة عي الدعامة الكبري في صحن الكنيسة تمثالاً لأخته الاميرة سارة وهى بالزي الاشوري القديم عليها حلية مزخرفة فوق رداء طويل ذي أهداب مطرزة مرسومة بالجبس ومطلية بالوان مختلفة .
إن ما يؤسف عليه هو أن يداً غربية إمتدت وشوهت هذه الصور اللذان هما من صنع التكارتة ويدلان على تفوق هؤلاء في فن الحفر البارز على الجبس .
على بضع خطوات من تمثال مار بهنام نجد باب مهيب يختلف عن سائر الابواب بطرازه القوسي الشكل يحيط به أفاريز مقعرة الوسط، وتحدق به عضادتان منحوتتان من قطع الباب ذاتها منقوشتان نقشاً دقيقاً تعلوهما حنية قوسية تتألف من قطع مسننة على شكل أحص متشابكة يحف بهما من الجانبين زخارف ناتئة هي في غاية الدقة والمهارة على شكل أغصان متعانقة الفروع، يجاورها في الركن الشمالي للكنيسة باب اخر خالي من الكتابة والتزويق .
هذا الباب يفضي إلى قبة هي من الاثار الفريدة التي توجد في الكنيسة فأن سقفها يستند على مقرنصات طعمت بكتابات عربية وسريانية جملية مع نقوش رائعة على بقعة زرقاء تزيدها بروزاً وبهاء تترتفع هذه القبة عن مستوى سطح الارض11 متراً وينتهى أعلاها بدائرة تتجمع فيها الزخارف الهندسية وفي وسطها فتحة للنور، وهذه القبة هي من أهم الاثار التي تتجلى فيها المهارة في فن البناء وفن الزخرفة الجبسية ويعود تاريخ بنائها إلى القرن الثاني للميلاد، لم يوجد لها مثيل في كل قبب كنائس وجومع الموصل ما عدا واحده توجد خارج مدينة سنجار التي عبثت بها الامطار والرياح .
مكتبة دير مار بهنام :
لدير مار بهنام الشهيد مكتبة دينية فخمة وضخمة كان الرهبان يتفرغون فيها للكتابة والقراءة بالاضافة إلى الاشغال اليدوية التي كانوا يقومون بها وتطلعاتهم النسكية .
رغم شهرة هذه المكتبة لم نجد لها ذكر المصادر التاريخية المدونة العائدة إلى القرن الثاني عشر، سوى ذكر لراهب اسمه كسرون الرهاويعاش في تلك الفترة بالتحديد في السنة 1139موكان هذا الراهب خطاطاً لامعاً أغنى الدير ببعض المخطوطات.
وفي القرن الثالث عشر سنة 1257 قبل سقوط بغداد بعام واحد أهدى الراهب باكوس القرقوشي مخطوطة كتب عليها أسم الدير .
في القرن الرابع عشر والذي كان أكثر اضطراباً بالنسبة للمكتبة لم يرد أي ذكر لمحتويات الدير من مخطوطات .
في القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر نجد ذكر لأربعة مفارنة سكنوا في الدير وماتوا ودفنوا فية هذا الذكر يخبرنا عن مدي نشاط الحركة الرهبانية وإزدهار للمكتبة الشهيرة ويؤكد لنا بأن اتلدير قد أصبح مقراً اسقفياً .
في القرن السابع عشر تعرضت المكتبة للنهب والسرقة ولم يرجع أي من المسروقات سوى مخطوط واحد كان يُعرض في أسواق الموصل .
في القرن التاسع عسر وبالتحديد في سنة 1839م استلمت الكنيسة السريانية الكاثوليكية زمام الامور في الدير وعملت بطريقةٍ جدية على إعادة كل المخطوطات إلى الدير وإحياء المكتبة لتكون مرجعاً بارزاً في صدرها وبالفعل حققت الكنيسة السريانية كل مافكرت فيه فارتفع عددالمخطوطات المحفوظة في الدير وإعيدت اجزاء كبيرة من المخطوطات التي حفظت خارج الدير إلى داخله، فاذهرت المكتبة وأصبحت اليوم فخر الكنيسة السريانية الكاثوليكية وفخر العراق .
يبلغ عدد المخطوطات المحفوظة في مكتبة دير مار بهنام 495 مخطوطة في فختلف اللغات والخطوط والمواضيع أيضاً فمنها مخطوطات باللغة السريانية والعربية والفرنسية واللاتينية والكرشونية السريانية والكرشونية العربية والاسطرنجيلية، وعن المواضيع المدونة في المخطوطات منها الطبية والفلسفية واللاهوتية وسير القديسين والميامر والموسيقى والالحان واللغة السريانية وكيفية تعليمها كما أن هناك بعض المخطوطات تظهر حوادث متعددة مرت بها المنطقة من حروب أدت إلى تدمير وسلب ونهب واضطهاد موت وحريق .
خـاتـمـة :
يتميز دير مار بهنام بموقعه الديني والاستراتيجى بين أديار العراق البارزة كما تتميز محافظة نينوى بالتعددية الحضارية التي تنبع من كل الطوائف والاديان والقوميات وميزتها ايضاً كمدينة تتمتع باستقرار سياسي ودينى جعلها محطة أنظار وزارة السياحة للإهتمام بها وإقامة مشاريع سياحية من فنادق ومطاعم لخدمة السائح الكريم الذي يريد الدخول في عمق التعدد الحضاري والديني الذي نجده في المساجد والكنائس والاديار ومن ابرزها دير مار بهنام في حلته الجديدة وحركة إعماره وترميمه بفضل جهود القيمين عليه وفي مقدمتهم بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية وأبناء الطائفة الغيورين وبعض المؤمنين ذوي الإرادة الصالحة .نضرع إلى الله أن يعيد للعراق سلامة واستقراره كي يبقى زمر الوحدة والحضارة والتعددية الثقافية التي غذت الكثير من ثقافات العالم.
الأب انطونيوس مقار إبراهيم
[/url][/size]
njmat_alba7r:
دير الربان بويا
اول ما تقع عليه عين القادم الى شقلاوة الكنيسة القديمة المبينة على رابية في اسفل الجبل مشرفة على رابية في اسفل الجبل مشرفة على البساتين ، وفي اعلى الوادي المجاور لها شرقا، والمدعو وادي ربان بويا يلاحظ القادم بقعة بيضاء معلقة بين الصخور ،انها حائط من الكلس هو البقية الباقية من دير كان يجمع حواليه قلايات المتوحدين منثورة في فعلى جبل سفين وفي السفوح والوديان الى جهاة الشرق هذا المزار هو مزار ربن بويا .
من هو ربن بويا ؟
راهب متنسك عاش في الجيل الرابع يدعوه مؤلف قصة مار قرداخ ((ربن بيري )) وقد امضى في ذلك الجبل 68 عاما في الزهد والصلاة ، ويبدو انه لم يغادر مغارته الا مرة واحدة للسلام على قرداغ الذي اقتبل العماد في ديره ، ويذكر الكاتب قرداغ كان يتردد كثيرا على ( الشيخ القديس بيري الناسك ) بصحبة عبد يشوع الناسك ، ونعلم ان قرداغ استشهد سنة 359 م ( شهداء المشرق )
الدير الحالي ؟
لقد ترتقي اثاره الباقية (الحائط الكلي على مدخل المغارة ) الى الجيل السادس وتحوي المغارة قبرا مبنيا يعتقد انه للقديس بيري وقد كشف عن قبور اخرى داخل شق المغارة وتحوي المغارة ايضا اثار مغزل ، وبجانب المغارة في صدر الوادي صهريج للماء ومغاور اخرى يعتقد انها قلايات للرهبان وتقع على سطح صخرة ويؤدي اليها ممر ضيق جدا .
اما اهم شفاعة يلتمسها الزوار من القديس فهي انجاب الاطفال لمن حرموا منهم ،ويبدو انه لا يخيب طلب سائليه من اجل ذلك يقصده الكثيرون من خارج شقلاوة ايضا ، ولاسيما من عينكاوة حيث يكثر اسم \"بويا \" وقد تغلبت هذه اللفظة على لفظة (ربن بيا ) التي يستعملها الشقلاويون والمنحدرة عن (ربن بيري ) .
ويحتفل المؤمنون بعيد ( ربن بويا ) في يوم الاثنين من الاسبوع الثالث للقيامة ، وكان الاهالي سابقا ينتقلون الى الدير ويحيون الليل بالصلاة والاناشيد وتتكرر هذه المظاهر صيفا في ليلة 15 من اب أي عشية عيد انتقال العذراء ، اذ يرتقي المؤمنون الجبل مزودين بالماء والطعام ليسهروا طول الليل في الصلاة والدعاء بجوار مغارة القديس.
وفي شقلاوا مزاران اخران اقل شهرة هما مزار ما يوخنا في شرق البلدة ومزار مار اوراها في وسطها
.
دير مار كوركيس
[/center]
دير مار كوركيس
تأليف المرحوم الأب الدكتور يوسف حبي
إعداد: كريم إينا
موقع الدير:
يقع دير مار كوركيس على بعد 9كم، إلى الشمال من مركز مدينة الموصل،و800م عن يمين الطريق المؤدي من الموصل إلى دهوك. وبعد أن كان يجثم وحيداً فوق رابية تطل على سهول خصبة وبساتين يرويها نهر دجلة الذي يترك دير ما ميخائيل وعين كبريت وباشطابيا إلى اليمين،ويشطر الموصل شطرين،الساحل الأيمن والساحل الايسر،أخذت تمتد إليه في الآونة الأخيرة مكاسب العمران والإزدهار،من جهتي الجنوب والغرب خاصة،بينما لا تزال التلول الأثرية والطبيعية تحميه من أخطار الضوضاء والصخب.
تسميته:
يدعى هذا الدير بإسم (دير مار كوركيس). وكل المصادر تذكر ذلك على شحتها، تذكره بهذه التسمية. وتدلنا هذه المصادر على أن شفيع الدير هو الشهيد مار كوركيس أو جرجس. وقد يكتب أو يلفظ أيضاً جرجيس أو جيورجيس، ويأتي في قرانا محرفاً بلفظ ججو،وفي الغرب جورج. وهو إسم معروف وشهير جداً في الأوساط المسيحية،وحتى الإسلامية. والديارات والكنائس المشيدة بهذا الإسم لا تحصى. نذكر من الكنائس التي على إسمه، على سبيل المثال لا على سبيل الحصر،وفي بلادنا فقط. الكنائس التالية: ثلاث في الموصل، وكنيسة في كل من بغداد،وألقوش، وعينكاوة،وكرمليس،وقره قوش،وتلسقف،وزاخو،وفيشخابور،وبيرسفي،وشيوز وإلخ. جلها بإسم الشهيد كوركيس وقلة بإسم كوركيس آخر وفي الموصل جامع بإسم نبي الله جرجيس. ولسنا نغالي إن قلنا أن الشهيد كوركيس يأتي في المرتبة الأولى في قوائم القديسين والأولياء الذين على إسمهم شيدت ديارات وكنائس ومزارات، بعد العذراء مريم أم المسيح،وتأتي القديسة شموني بعدهما.
الشهيد كوركيس:
تتلخص قصة الشهيد كوركيس في أن ضابطاً رومانياً كان يسكن في نيقوميديا (مدينة قديمة في آسيا الصغرى تسمى أزميت في أيامنا) إهتدى إلى دين المسيح في أيام ديوقلسيانوس الإمبراطور (245- 313م). ولمّا شنّ هذا الإضطهاد على المسيحيين بتحريض من غالريوس أحد أنسبائه،دفعت كوركيس الغيرة إلى أن يمزق المرسوم الإمبراطوري القاضي بالإضطهاد والذي أمر الحاكم بوضعه على باب القصر في نيقوميديا عام 303،فألقى القبض عليه ونفذ فيه حكم الإعدام،فطارت شهرته في كل الأوساط نظراً لبسالته،وصار يضرب المثل بشجاعته،حتى حيكت حوله الأساطير والحكايات.
إسطورة التنين:
وأهم هذه الأساطير قصة قتل كوركيس للتنين. وإسطورة ذبح التنين ليست مقتصرة على الشهيد كوركيس،وليست مسيحية الأصل،بل منها إسطورة قديمة جداً،تعود إلى العهد السومري في الألف الثالث ق.م. فإن ثمة روايتين عنها لدى سكان بلاد ما بين النهرين القدامى وقد عرفتها شعوب أخرى عبر العصور،كالمصريين أو الإغريق،فإن كلاً من هرقل وبرسيوس يذبحان تنيناً. أما في الأساطير السومرية فإسم الوحش (كور) وبطل الملحمة ( أنكي) إله الحكمة والماء. ويمكن تلخيص قصة التنين ومار كوركيس في ما يلي:
كان القديس عائداً إلى ذويه للإستراحة، أثر معركة خاض غمارها في مصر. ولما صار على مقربة من مدينة القيروان إستوقفه منظر غريب: جماهير غفيرة تتزاحم فوق الأسوار،يسمع لجلبتهم ولغطهم دويّ أشبه بعويل المناحة. فتقدم لمعرفة الخبر، فإسترعى إنتباهه منظر فتاة جميلة ترفل في ثوب أبيض،وتتقدم بخطى متثاقلة نحو مستنقع، يتوج رأسها إكليل من ذهب مرصّع باللآلىء،فسألها عن الأمر،فأجفلت وأجابته مرتعدة: إهرب يا سيدي لئلا تهلك معي. وبعد أن هدىء روعها،وعرفت أنه غريب،تأوهت وقالت: إن في البحيرة تنيناً مرعباً عجزنا عن قهره،كان يخرج إلى المدينة ويفترس كل من يصادفه وينفث السم في أوجه الكثيرين فيهلكون، فلإبعاد خطره أصدر الملك مرسوماً يقضي بإرسال غنمتين إليه في كل صباح،ولما أتى على آخر قطعاننا،إستبدلت الغنمتان بشاب أو فتاة يختارها سوء الطالع بالقرعة، وإني ضحية هذا الصباح. وعندما حاول والدي الملك إستبدالي ثار الشعب عليه. وها أنذا أسير نحو مصيري المحتوم. فإبتعد، سيدي، قبل أن يخرج التنين مطالباً بفريسته. وقبل أن تنهي كلماتها،خرج من قعر المستنقع حيوان ضخم الجثة،له شكل الحية والتمساح،ينفث من فمه لهيباً مسعوراً،فصرخت الفتاة هلعة. فوثب كوركيس وثبة النمر إلى ظهر جواده،وإستنجد بإلهه،وإنقض على التنين،وعاجله بطعنة من رمحه الطويل أصابته في شدقه،فجندلته صريعاً إلى الأرض. ثم نادى الفتاة قائلاً: هلمي وقيدي رقبة عدوك بزنارك، فإستفاقت الفتاة من غيبوبتها وكأنها تحيا من جديد، وفعلت بما أشار إليها، وقادا التنين نحو الأبواب. وقد ظن الناس في بادىء الأمر أنها ستنتقم منهم،إلا أنها هدأت من روعهم، وكلمهم كوركيس البطل أنه لن يضرهم بعد شيء إن هم آمنوا بالله. ودخل الفارس والفتاة وهي تجر التنين،فأراد الملك والشعب أن يسجدوا له، فمنعهم وشرع يرشدهم دين المسيح. وقضى ردحاً من الزمن في تلك المدينة،ثم ودع الجميع وهم يبكون وعرض عليه الملك أن يزوجه بإبنته،فأجاب: إن ما أبتغيه هو أن تحب الله وتخدمه ولا سيما في شخص الفقراء.
الفارس الشهيد:
ليس من صحة لإسطورة التنين،إنما هو (تقليد شعبي). أما الحقيقة فهي أنه في أواخر القرن الثالث للميلاد،نعم المسيحيون بفترة هدوء نسبي دامت حوالي أربعين سنة،بعد أن كانت الإضطهادات قد آذتهم كثيراً،لا سيما في الإمبراطورية الرومانية.إلا أن غالريوس الحاكم أحد أنسباء ديو قليسانس كان يكره المسيحيين،فحرض الإمبراطور عليهم،حتى أصدر هذا أمراً بإضطهادهم بقسوة.ولما كان معظمهم قد إبتعدوا عن حرارة الإيمان التي كان عليها المسيحيون الأولون،كان ثمة خطر كبير أن يؤدي فتور الإيمان إلى تخاذل الكثيرين منهم أمام العذاب.غير أن الله لا يترك كنيسته عرضة للشكوك،فأقام شخصاً غيوراً هو كوركيس البطل ليكون خير مثال يحتذى بشجاعته كل من يحب الله. ولد كوركيس سنة 280م في اللد، الواقعة شمالي القدس. كان والداه من كبار القوم وأثريائه، ربّيا ولدهما الوحيد تربية إنسانية ومسيحية عالية. وكان الملك يحب والد كوركيس فجعله في حاشيته.إلا أنه لما شبّ الإضطهاد أمر بقطع رأسه.فإنصرفت الأم إلى تربية ولدها.ولما شبّ شعر بميله إلى الجندية فدخلها،ولما توفيت والدته أعطى ذاته كلها لواجبه فأحبه الجميع. لكنه كان حزيناً لما يراه من وضع المسيحيين،وقد بات الكثير منهم لا يتورعون من اللجوء إلى المراوغة والخداع والجحود لينجو من الإضطهاد ويحافظوا على مراكزهم.وهو الذي عرف معنى الحياة والبطولة أراد أن يقدم أمثولة في البسالة والشهامة، فصمم على تمزيق الإعلانات التي أمر الإمبراطور ديوقليسانس بتعليقها في الساحات العامة،وفشلت محاولات أصدقائه في صده عن القيام بذلك،بل تشدد بالصلاة وتدرع بالإيمان،وأوصى بتوزيع أمواله على الفقراء،ثم قصد الساحة العامة،وهناك على مرأى من الناس،إنتزع المرسوم الملكي ومزقه ورمى به إلى الارض. فألقى الجند القبض عليه وإقتادوه إلى الوالي. ولما مثل أمامه أقرّ بما صنع،فبدأت مرحلة التعذيب القاسية،حتى إنتهت بإستشهاده المجيد. ويروي لنا التقليد تفاصيل مروعة عن العذابات التي قاساها القديس،منها أن الحرس إقتادوه إلى سجن مظلم،وبعد أن ربطوا يديه ورجليه وضعوا على صدره حجراً كبيراً وتركوه يوماً كاملاً.ثم عرّوه من ثيابه ومددوه فوق دولاب فيه أمشاط حديد فتمزق جسده وتناثرت لحمانه،وأتوا بمشاعل فكانوا يشوون جسده المخضّب بالدم. وظل كوركيس صبوراً،بل أن نوراً سطع في وجهه وسمع صوتاً يشجعه،وشفيت جراحه،فتعجب الوالي وإستدعى ساحراً سقاه سماً مميتاً لم يضره.وقد أقام ميتاً فآمن الساحر.فأمر الوالي بجلده حتى الموت،فلم ينثني عزمه،فإستدعاه مغرياً إياه بشتى الوعود،فتظاهر أنه يلبي طلبه،لكنهم لما صاروا في بيت الاصنام سأل كوركيس الصنم عن الإله الحق،فأجابه:الإله الذي تعبده أنت.وهوى الصنم إلى الأرض.فصاح الكهنة المجوس:الموت للساحر.وعلى إثر ذلك تنصرت الملكة فقتلت ثم قطع رأس كوركيس أيضاً،وكان ذلك في 23 نيسان سنة 303م. وقيل أن صاعقة إنقضّت على الوالي فأفنته هو ومن معه.
إنتشار عبادة الشهيد كوركيس:
سجل أحد أعوان كوركيس سيرة حياته وقصة إستشهاده،وبالغ في الأحداث. كما كانت العادة يومذاك.ففي تاريخ شهداء فلسطين،الذي ألفه أوسابيوس القيصري،قصتان لمار كوركيس بالغ فيهما المؤلف مبالغة واضحة للعيان،تمشياً وأساليب كتابة قصص الشهداء والقديسين كما كانت متبعة آنذاك.وقد ألف باباي الكبير (550- 628 م) قصة مار كوركيس بالسريانية،وطبعها بيجان في باريس.وتعلق المؤمنون في كل مكان بإمثولة البطولة التي قدمها القديس كوركيس.وأول معبد شيد على إسمه هو الضريح الذي ضم رفاته الكريمة في مسقط رأس اللد،حتى جاء قسطنطين الكبير فبنى في الموضع كنيسة فخمة،لا تزال آثارها قائمة إلى اليوم.ثم إنتشرت المعابد والكنائس والديارات المشيدة على إسمه تكريماً له. وتسمية الكنيسة (العظيم في الشهيد)،وكنيستنا الشرقية تدعوه (كبّار حيلا) أي الجبار القوي.ويحتل مار كوركيس في طقس كنيسة المشرق (الكنيسة الآثورية- الكلدانية) مكانة مرموقة جداً،فيذكر في صلوات الصباح والمساء قبل مريم العذراء وتسبحه المجد. وقد دعاه يوحنا فم الذهب (أمير الشهداء). وكانت بلادنا وطقوسنا تحتفي بذكر إستشهاده كما تحتفل بالأعياد والمواسم الكبرى. ولا تزال بعض المناطق الشرقية تقيم الإحتفالات الدينية والمناسبات الإجتماعية والمواسم السارة تكريماً لهذا القديس الشهيد. ومنها موسم دير مار كوركيس قرب الموصل،الذي نحن بصدده،والواقع في الأحد الخامس من الصوم الكبير من كل عام،أي في أواخر شهر آذار أو مطلع نيسان،في الربيع،إذ تزدحم الرقعة الفسيحة حيث موقع الدير بإلوف الناس يأتونه من كل حدب وصوب لقضاء يوم بهيج في سفوح تلوله وينتشرون في ربوعه الخضراء الزاهية بالألوان.وقد غزت عبادته البلاد الأوربية كإيطاليا وفرنسا وغيرها،وهو شفيع إنكلترا وبإسمه دعي كثير من ملوكها.وقامت في روسيا فرقة جيش خاصة تحمل إسمه.وكنيسة الفنار،كرسي البطريرك المسكوني في القسطنطينية (إسطنبول) على إسمه،وكذلك المقام الفخم في ناحية باب المصلى في الشام،وثلاث كنائس في بيروت،هي كاتدرائية الموارنة والسريان الكاثوليك والروم الأرثوذكس،ومقام غربي حمص،ودير في قرية الغزال على مقربة من رياق في سهل البقاع،ودير قديم في بلودان في ضواحي دمشق. وإتخذه الفرسان قديماً ثم الكشافة شفيعاً لهم.وخيل للصليبيين أنه كان يتقدم جحافلهم ممتطياً صهوة جواده. كما إعتقد العرب أنهم رأوه في حروبهم ممتطياً جواده الأبيض ذا الجناحين الناريين وإسمه (الميمون) ويظنون أنه سيظهر يوم البعث على سحب الغمام، كما جاء هذا أيضاً في سفر الرؤيا.
كوركيس وبهنام والخضر:
وإرتبطت قصة كوركيس الفارس الشهيد،في أوساطنا الشرقية،بقصة مار بهنام وأخته سارة من جهة،وبقصة الخضر من جهة أخرى. فإن بهنام،الذي تقدمه سيرة حياته على إبن سنحاريب الملك (الوالي) الآشوري،يمثل وهو يمتطي صهوة جواد وبيده الرمح. ويرجع ذلك إلى حادثة إستشهاد القديس بهنام وأخته القديسة سارة،إذ يذكر أنهما يخرجان مدججين بالسلاح،ومعهما جمع غفير، قاصدين صومعة مار متى أو ديره،فيتصدى لهم الوالي المذكور ويبيدهم بأجمعهم ويسميه المسلمون (الأخضر)لأن قدوم عيده بشير الخصب والبركة والخضرة،فقال فيه الشاعر:
منّة أنت من حياة وخصب
سقطت من عل على الأوداء
يا أخا الغيث،يا أخا النهر والبحر
وقوس الغمام والأنواء
وغربي بيت لحم بلدة صغيرة تعرف بالخضر فيها حصن للقديس يسمى دير الخضر. وإعتبره بعضهم إيليا آخر،وفي يقينهم أن البحر طوع إرادته،وأن حادثة التنين لم تنته بعد،إذ سيظل الخضر ممتطياً جواده ومعصّباً بعمامته الخضراء يتعقب التنين الشرير،ويمينه تمتشق الرمح،إلى أن يقضي عليه.
بلادنا والقديس كوركيس:
بعد أن رأينا شعبية هذا القديس الواسعة وإنتشار صيته في الآفاق كلها،وبعد ذكر أهم الكنائس المشيدة في بلادنا وفي الشرق على إسمه،نركز هنا على الديارات التي قامت في بلادنا على إسمه،وعلى أهم الاشخاص العظام الذين تسموا به.
ديارات على إسمه:
1- دير مار جرجس بالمزرفة على دجلة بالقرب من بغداد. يذكره الشابشتي على أنه أحد الديارات والمواضع المقصودة، نظراً لموقعه وسط البساتين الكثيرة.
2- دير مار جرجس في بلد- ويقع على تل عال قريباً من بلد وهي أسكي موصل وتسمى آثاره اليوم بالدير المعلّق.
3- دير مار كوركيس في كرمليس القريبة من الموصل،وهو اليوم كنيسة مقبرة القرية. إسمه الربان كوركيس تلميذ الربان برعدتا في عهد الجاثليق إيشوعياب الأول ما بين سنة 581و595م.
4- دير مار كوركيس في إصطهر بفارس،أسسه الربان كوركيس الذي تهذب في مدينة كشكر مسقط رأسه وتتلمذ على يد الناسك مكيخا.
5- دير مار كوركيس في مرو. شيده الربان كوركيس في سهل مرو. وهو أحد تلاميذ مار إبراهيم الكشكري.
6- دير مار كوركيس في ماردين. رمّه الشماس أبو علي رئيس الاطباء في القرن الثاني عشر.
7- دير مار كوركيس في وادي قرية شعب جنوبي ماردين.رمّه يوحنا مطران ماردين في أواسط القرن الثالث عشر.
أشخاص عظام حملوا إسمه:
1- كوركيس الناسك الشهيد- ولد سنة 575م في كشكر.بينما يقول إيشوعدناح أن أصله من بابل،من مقاطعة بيث أراماي.كان إسمه بهرام كوشنسف،وهو من نسل كسرى، وإبن موظف كبير في الدولة. إهتدى إلى المسيحية مع أخته،وإقتبل العماد سنة 595 من يد شمعون بن جابر أسقف الحيرة. درس الكتب المقدسة في مدرسة نصيبين الشهيرة،ورافق الإسقف شمعون إلى القسطنطينية،ثم إنضم إلى رهبان الدير الكبير في إيزلا، المعروف بدير مار إبراهيم،وأقام هناك مع مار باباي الكبير.وعندما أثار جبرائيل السنجاري فتنته ليمنع من إنتخاب جاثليق جديد،بفضل تأثيره على الملكة شيرين،إشترك كوركيس بالمناظرة العامة مع يوناداب مطرافوليط حدياب وشوحالماران مطرافوليط كرخ سلوخ.
2- كوركيس الأول الجاثليق- ولد في كفرا من بلاد باجرمي (بيث كرماي)، وترهب في دير بيث عابي بالقرب من خربة (عقرة).
3- جيورجيس البطريرك.أصله من بعلتان، إلى الجنوب من حمص تهذب في دير قنسرين،وكان تلميذ مار تيودور أسقف شميشاط.
4- كوركيس الثاني الجاثليق.أصله من حنس من الكرخ،ترهب في دير بيث عابي،ورسمه طيمثاوس مطراناً على جنديسابور،أو على دمشق.
5- وقام بطاركة آخرون حملوا إسم كوركيس أو جرجس.
دير مار قرياقوس
دير مار قرياقوس في قرقوش
يقع هذا الدير شرقي بغديدا ويبعد مسافة اقل من كيلو متر تقريباً وتصعب رؤيته من البلدة بسبب التواء الأرض التي يقع فيها وانه بمثابة مغارة طبيعية واسعة منقورة في رابية صخرية استغلها الرهبان الباغديديون للصلاة والسكن.. ولا يوجد فيه اثر للبناء أو العمارة وإنما كل ما هنالك إنها مغارة منقورة بيد بشرية غير انه قد أشير إلى وجود هذا الدير لأول مرة في مخطوط طقسي قد نسخ لكنيسة هذا الدير في عهد المفريان باسيليوس حبيب في سنة 1658 م من الممكن القول أن شفيع هذا الدير ليس إلا مار قرياقوس الطفل وأمه يوليطي لان كل المخطوطات التي تذكر هذا الدير تعتبر شفيعه هو مار قرياقوس.
هناك من يقول أن مار قرياقوس كان راهباً بغديدياً تنسك بجوار هذه البلدة صاحبة الكنائس والأديرة وكان يسكن لوحدهِ متعبداً ومن الأرجح إن هذا الراهب وجد أن موقعه مناسب للإقامة فيه لقربه من بغديدا أولاً ولمسيحية المنطقة ثانياً ولان أهالي المنطقة وجدوا فيه مناقب فشرعوا يزورونه لسماع إرشاداته الروحية والتبرك فقصده بعض الشباب ليتلقنوا منه أصول الرهبانية والعبادة فقسم سكنوا معه وكان بجوار هذا الدير بئر صغير إلى الجنوب كان الرهبان يستقون منها الماء لشربهم وحاجاتهم الضرورية قد يتساءل المرء هل شفيع هذا الدير هو القديس الشهير الطفل قرياقوس وأمه يوليطي أم قرياقوس آخر؟ ويذكر الأب بهنام سوني (من الممكن القول أن شفيع هذا الدير ليس إلا مار قرياقوس وأمه يوليطي، لان كل المخطوطات تدل على ذلك).
وكان مار قرياقوس باراً أمام الله نادى جهاراً لنشر الدين السماوي بين الشعب الوثني آنذاك وكان الطفل المعجزة يبهر عقول الكبار وهو ينمو بالحكمة ويتحدث عن المسيح الإله، وبصمت كانت يوليطي أمه تكتم إعجابها، ولما بلغ هذا الأمر للحاكم "عاصي" أراد الإيقاع به فعلمت يوليطي بذلك وأخذت الطفل هاربة إلى قرية طرسوس وهناك أدركها الطاغية فأقتيدا إلى الوالي .. وفي المحاكمة كان الروح القدس هو المجيب فلم يخافا وذاقا شتى العذابات في زنزانة القصر وكان الحاكم أقسى من الحكم حتى ضاق صبره فأخذ الطفل ووضعه في قدر ماء يغلي وكان بفرح يلهو بالماء فتعجب الجمع الباطل من الحاكم وحاشيته فاهتدى للإيمان المسيحي في حينها 1434 من أولئك الذين شهدوا الحدث فقرر أن يموتا بضرب العنق فنالا إكليل الشهادة بكل رحابة واستقرت روحيهما الخالدة بين أحضان الرب..
ذكر الدير من المراجع التاريخية
يذكر ابن العبري في تاريخهِ المدني السرياني وفي الجهة الشرقية من بغديدا يوجد دير على اسم مار قرياقوس وحقيقة هذا الدير هو منقور في الصخر والى اليوم نشاهد فيه القسم القائم منقوراً في الصخر ولكن في ذكر لدير مار يوحنا الديلمي أن رهبان دير مار قرياقوس كانوا بضمن إدارة مار يوحنا الديملي أي أن الرئاسة كانت لشخص واحد على الديرين وقد ورد أيضاً ذكر دير مار قرياقوس في مخطوطة بالسريانية في خزانة دير مار كوركيس جاء فيها: تم نسخ هذا الكتاب "النوفير" يوم السبت المصادف 6 نيسان من عام 2039 يونانية في عهد مار اغناطيوس شكرالله ومار ايونيس كارس مطران بيث خديدا كتبه الراهب كوركيس بن جمعة في بيعة القديسة شموني كما ورد أيضاً في سنة 1658م ذكر لهذا الدير في عهد المفريان باسليوس حبي وورد اسم شفيع هذا الدير سنة (1722 – 1723) م في مخطوطتين باخديديتين نسخهما القس خوشابا ابن متي الخديدي ولكن يبدو أن هذا الدير هُجر من رهبانه على اثر غزو طهماسب الفارسي للمنطقة في سنة 1743م.
ولا يعقل أن يكون دير مار قرياقوس نفس دير الراهبات كما ذكر في نصوص عديدة وذلك لبعده عن المنطقة ولصغره وفي مقال للأب حنا فييه الدومنيكي كتب إن عدم وجود الحياة الرهبانية في هذا الدير كان بسبب وجود بعض الغزوات أي بعد غزوة نادر شاه الفارسي مباشرةً وقد أدى ذلك إلى قيام نزاعات طويلة الأمد – فكان دير مار قرياقوس من نصيب السريان الأرثوذكس في سنة 1837 أثناء تقسيم الكنائس والأديرة وما يزال هذا التقسيم قائماً إلى اليوم مع بعض التغيير، غير انه أصبح حالياً ملكاً لبغديدا بجملتها وبالقرب من هذا توجد منطقة تسمى "قورا دنقرتو" أي القبر المنقور او قورا دقورذايا.
تحتفل بغديدا بعيد مار قرياقوس ويوليطي أمه بحسب الطقس السرياني في 15 من شهر تموز من كل عام وقد حول إلى الأحد الذي يسبق احد السعانين ونقل هذا العيد من الصيف الحار إلى الربيع الزاهر ليتسنى لأهل بغديدا أن يحتفلوا بموسمه فينعموا بهذا العيد في الربيع فيخرج كل أهالي بغديدا بأبهى وافخر الثياب بعد أن يكونوا قد رتلوا صلوات عيد هذين القديسين وأقاموا القداس الإلهي كان وما زال أبناء بغديدا يوقدون الشموع والمصابيح الزيتية لإكرامهما على معالم هذا الموقع الأثري.
njmat_alba7r:
دير مار اوراها
دير عريق يقع في السهل الكبير مقابل قرية باطنايا في قضاء تلكيف ، الشمال الشرقي من شمال مدينة الموصل ، اسسه الراهب اوراهام رفيق ربان هرمزد في نهاية القرن السادس الميلادي 583 م
وبقي فترة طويلة يؤدي رسالته في المحبة والاخاء ، ولكنـه عـندما وقـعـت الهجمة الشرسة في عهد طهماسب الفارسي عام 1743م حـل في هذا الدير دمـار كبيـر ، وجرى تجديد لـه عام 1884م في عهد البطريرك ايليا الثامن عشر عبو اليونان ، وقطع الديـر شوطا كبيرا من النشـاط في عهـده حيث أنشـأ مدرسة عالية في الدير وكان يخطط لمشروع كبير في الدير توقف بعد وفاته ، ودخل الدير بعد ذلك فترة في طور النسيان حتى قـام قسـم من الخيرين لانقاذ هذا الصرح الحضاري من الزوال فبدأ العمل به للتجديد ولا يزال قائما لحد الان ، و يحتفل بعيد الدير في الاحد الجديد اي الأحد الذي يلي عيد القيامة
njmat_alba7r:
دير السيدة حافظة الزروع
دير السيدة - القوش
بين تعرض دير الربان هرمزد لهجمات عديدة وتهجير العديد من رهبانه
وازدهاره وعودة رهبانه اليه في الوقت الذي لم يعد فيه هذا الدير ان يسع عدد الرهبان القادمين اليه
تأسس دير السيدة حافظة الزروع في القوش عام 1858 وشيد في زمن البطريرك مار يوسف داؤود والانبأ اليشاع الدهوكي الرئيس العام للرهبنة الانطونية الهرمزدية الكلدانية وقررت رئاسة الدير انذاك تشييد دير جديد وقد وضعوه تحت شفاعة العذراء مريم حافظة الزروع ,
وتم شييد هذا الدير لأسباب عديدة منها :
1- كثرة عدد الرهبان الذين لم يعد دير الربان هرمزد يسعهم .
2- وكذلك ليسهل على الدير مهمة الاشراف على اعمالهم الزراعية .
3- رعاية مواشيهم حيث عد هذا الدير مقراً للرئاسة العامة للرهبانية بعد تأسيسه ببضعة ايام .
تبلغ المساحة الكلية للدير نحو 7 سبع دونمات .
يتكون دير السيدة من ثلاثة اقسام رئيسية :
القسم الاول : هو القسم المخصص لأستقبال الزوار وفي قسمه الجنوبي يحوي على بناية المتحف الذي تأسس عام 1974 .
القسم الثاني : هو القسم الخاص لرئاسة الدير وصوامع الرهبان والى شماله كنيسة الدير الكبيرة والمعبد ومقبرة الرهبان .
القسم الثالث : هو القسم الذي خصص لاقامة الرهبان المبتدئين وتعليمهم وفي العقد الخامس من القرن العشرين شيدت بناية واسعة على الضلع الشمالي من الدير لرعاية الايتام سميت ب ( ميتم دير السيدة ) .
يحتفل بعيد الدير في 15 ايار من كل عام وهو عيد العذراء حافظة الزروع .
وهذه صور لدير السيدة
دير مار ميخايئلــ في الموصلـــ
يقع شمال ا لموصل بمسافة قريبة عنها وهي الان تقريبا ضمن حدود بلديتها ،تاسس في اواخر القرن الرابع الميلادي على يد مار ميخائيل احد تلاميذ مار اوجين والدير مشرف على نهر دجلة ،جدد عام 1867م في عهد البطريرك مار يوسف اودو ،ورمم عام 1956 والان يقوم الكهنة في كنيسة مار اشعيا القريبة منه بادارته واخصهم بالذكر المرحوم الاب افرام رسام قبل ان ينتقل الى بغداد ثم الاب فرج حاليا {المطران بولص فرج رحو } .
واخيرا الاب يوحنا جولاغ حيث يديرون شؤونه ويفتح الدير ابوابه لزواره في عيده المصادف في الاحد الخامس من الصوم ، ويذكر ان الدير كان عامرا بالرهبان بلغ عدد رهبانه ايام عزه اكثر من الف وتجددت فيه الحياة الرهبانية في القرن الثالت عشر وكان آهلا بالرهبان في اوائل القرن السادس عشر اما الان فهو خالي من الرهبان .
njmat_alba7r:
دير سيدة صيدنايا في سوريا
لمحة عن تاريخ دير سيدة صيدنايا
دير سيدة صيدنايا بسوريا.. 15 قرنا من التزهد
يعتبر دير سيدة صيدنايا في سوريا واحدا من أعرق مؤسسات الرهبنة الأرثوذوكسية في الشرق العربي بل وفي العالم المسيحي، وفيه تتواصل حياة الراهبات دونما انقطاع منذ القرن الخامس الميلادي.
يتربع الدير التاريخي في أعلى قمم قرية صيدنايا شمال دمشق في سلسلة أقبية وقاعات حجرية عتيقة تعلوها ثلاثة أبراج تزدان بأجراس الكنيسة.
ومع توالي الأيام تحول الدير إلى متحف كبير يضم عددا كبيرا من الأيقونات والرسومات الجدارية في منتهى الروعة والبهاء مستوحاة من معتقدات المسيحية وتاريخ المكان.
أما أبواب الحجيرات والقاعات فهي الأخرى تبدو لوحات خشبية فنية تزدان بأعمال نثر ونحت أنجزت بدقة فائقة وببراعة. ويخال الزائر أنه عاد في قطار الماضي إلى قرون غابرة لا توقظه سوى رنات الهواتف المحمولة المباغتة.
الدير يعود إلى القرن الخامس الميلادي
لكن الأيقونة الأهم والتي كانت سببا في تشييد الدير محجوبة عن أنظار الراهبات والزائرين بعدما أودعت في صندوق خشبي مغلق يسمح بمشاهدته عن بعد والتبرك منه والصلاة بجواره.
وهذه هي، كما تؤكد التقاليد، أيقونة السيدة العذراء، واحدة من النسخ الأربع الأصلية للأيقونات التي رسمت بيد الرسول لوقا البشير وتعرف في السريانية بـ"الشاهورة" أو "الشاغورة" ومعناها "ذائعة الصيت". وفي جنبات الدير أودعت كؤوس حجرية وأجاجين فخارية كبيرة كانت تستخدم مخازن للزيت والمؤن.
سكان الدير
وتعيش في الدير الذي يؤمه عشرات الآلاف من الحجاج والزائرين من جميع أنحاء العالم، نحو مائة راهبة وعشرات الطالبات اليتيمات اللواتي يدرسن في مدرسة تنفق عليهن وترعاهن من أموال التبرعات.
وفي الدير المشرف على قرية صيدنايا مكتبة تضم مئات الكتب والمخطوطات الثمينة التي تبين أنه بني في عام 547 على يد الأمبراطور البيزنطي يوستنيانوس الأول.
وبموجب الرواية الأسطورية كان القائد البيزنطي المذكور قد خرج بجيوشه لمهاجمة الفرس عبر سوريا فعسكر في صحرائها. وخلال الاستراحة خرج الأمبراطور للصيد فوقع ناظراه على غزالة وبعد مطاردتها وقفت على رأس رابية بجوار ينبوع ماء متدفق رقراق.
هناك لم تترك الظبية للصياد أي فرصة ليسدد سهامه نحوها إذ تحولت فجأة لأيقونة للسيدة العذراء يشع منها نور عظيم وخاطبت الملك داعية إياه لبناء كنيسة لها في الموقع وما لبث أن غاب شبح الغزالة. وبعد عودته أمر الملك ببناء الكنيسة.
الشاغورة
أما الأيقونة المقدسة (الشاغورة) فقد أدخلت لاحقا ويعتقد أنها جلبت من القدس على يد راهب نجا خلال عودته من الوحوش وقطاع الطرق وتحظى منذ ذلك الوقت بتكريم وإجلال كبيرين.
وقالت رئيسة الدير الأخت كريستينة باز إنها تمكث في الدير منذ دخلته تلميذة قبل 61 عاما لافتة إلى أن الراهبات يحافظن على نمط حياة تقشفي موروث ويكرسن جل أوقاتهن للصلاة والتأمل الروحي.
وأشارت باز للجزيرة نت إلى أن راهبات الدير جيلا بعد جيل دأبن على الانقطاع التام عن الزوار وعلى التزهد، وأضافت "لكننا اليوم صرنا أكثر انفتاحا لاسيما أن المكان بات محجا شهيرا يأتي بالمرتبة الثانية بعد القدس".
ونوهت رئيسة الدير بأن الراهبات يعتشن من تربية الأبقار وزراعة الكروم موضحة أنهن يقمن بإعداد الخبز والطعام المتواضع في كل يوم، ويستهل يومهن بالصلاة فجرا.
وأضافت "يختص بعضهن في تربية وتعليم طالبات يتيمات يفدن من سوريا ولبنان والأردن وإثيوبيا" مشيرة إلى أن أشخاصا يأتون من مختلف بقاع الأرض للتبرك من الدير القديم ومنهم من يقيم بغرض الاستشفاء.
وأوضحت باز أنه في منطقة جبال القلمون هناك بعض القرى كمعلولا وبخعة وجبعدين المجاورة لا يزال سكانها يتحدثون السريانية القديمة، فيما بقي عدد قليل جدا من أهالي صيدنايا ممن يجيدون لغة الإنجيل القديم.
تصفح
[0] فهرس الرسائل
[#] الصفحة التالية
الذهاب الى النسخة الكاملة