المحرر موضوع: وللمصيبة صلة ,, مقالة لحضرة السيد : رحيم سكماني الالقوشي ,,,,  (زيارة 1444 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شماسة هبة ادور

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 76
  • * الله محبة *
    • مشاهدة الملف الشخصي


                                            **  وللمصيبة صلة  **

هذه صفحة سوداء اخرى من صفحات آب الدموي لعام 1933 لم يتطرق اليها احد من قريب ولا من بعيد ولم يمروا بها ولو مرور الكرام . فقد جاء في سيرة المرحوم القس فرنسيس حداد الالقوشي المتوفي سنة 1942  مايلي :
ابان احداث عام 1933استقبل اهالي القوش في بيوتهم اعداداً كبيرة من اخوتهم الآُثوريين الهاربين من مذابح سميل. وابوا التخلي عنهم مهما كانت النتائج والعواقب. وكان القس فرنسيس حداد من المتحمسين والمشجعين لهذاالعمل الانساني النبيل. رغم تهديد السلطات آنذاك بانذار رسمي وموعد محدد بضرب اهالي القوش جميعاً بالسيف ان لم يطردوا الاثوريين من بيوتهم ويخرجونهم من بلدتهم القوش لكي يقتلوهم كما قتلوا اخوتهم في سميل.فهب اهالي القوش هبة واحدة ورفضوا التخلي عن اخوتهم الاثوريين رفضاً قاطعاً. وازاء هذا الموقف الرافض بدأت السلطة تحشد قواتها استعداداً لاقتحام بلدة القوش في الموعد المحدد بانذارهم المشئوم للقضاء على اهالي البلدة باجمعهم .وعندمازاد الامر خطورة على القوش  جراء هذا الموقف.  تحرك القس فرنسيس حداد رحمه الله بسرعة و شجاعة وذكاء لينقذ القوش وساكنيها من هذا المأزق الحرج. وتمكن من التسلل ليلاً مع سائق سيارة من بلدته هو يوسف متيكا سرسروكي رغم الطوق المسلح الذي كان يحيط بالبلدة من جميع الجهات، ووصل دار البطريركية الكلدانية في الموصل وقابل البطريرك مار يوسف عمانوئيل توما الالقوشي المولد والاصل. وبعد ان استمع غبطته الى مجمل تفاصيل تلك القضية امر بايقاد شموع كنبسته كلها. وبعد صلاة قصيرة امام ايقونة العذراء  مريم نهض من ركعته وهب كالاسد المجروح للدفاع عن عرينه .
فطارت البرقيات الى كافة انحاء المعمورة و اهتزت خطوط الهاتف في جميع الاتجاهات وسمعت اصوات  الاسيغاثة في اكثر من عاصمة من عواصم العالم، اذ لم تبقى الا ساعات قليلة وتدك بيوت القوش على رؤوس ساكنيها.. بينما فرق القتل والنهب والسلب والاغتصاب من العشائروالقرى المجاورة رابضة حول القوش وبالقرب منها بانتظار ساعة الصفر لتقوم باعمالها الشريرة. ومع تباشر الصباح لتلك الليلة الليلاء كانت كل الامور قد سويت وبرقية العفو العام قد وصلت، ونجت القوش واهاليها ولاجئيهامن مذبحة ثانية محققة لولا عناية الله وهمة اولئك الرجال الغيارى الشجعان.
تناول القس فرنسيس حداد بشرى الخلاص وعانق البطريرك مار يوسف عمانوئيل شاكراً ومودعاً وعاد مع رفيقه السائق الغيور الى القوش ليزف بشرى الخلاص الى اهاليها ولاجئيها. فعم الفرح البلدة كلها وعلت الهتافات وزغاريد النسوة في كل مكان ودق ناقوس كنيسة القوش دقات سريعة ومتتالية معلناً بشرى الخلاص ومؤذناً باقامة صلاة الشكر في كنيسة ماركوركيس فغصت الكنيسة بالمؤمنين الوافدين اليها من كل حدب وصوب للاشتراك في تلك الصلاة. فتحية اكبار واجلال الى ارواح اولئك الرجال الشجعان الذين لم ترهبهم ولم تثنيهم عن واجبهم الانساني لا التهديد بالقتل ولا اي مقال آخر . وتحية لبلدة القوش التي انجبت اولئك الرجال العظام الشجعان . وتحية لشاعرنا الالقوشي الذي انشد قصيدته المغناة التي مطلعها (القوش ماثا دكباره) وعاشت القوش والى الابد ماثا دكباره ,,,,,,,



 عن كتاب (الكهنوت في القوش)    
       للقس هرمز صليوا صنا  




                                                             من سوريا العربية
                                                        رحيم سكماني القوشنايا