المحرر موضوع: اين هي الوطنية؟  (زيارة 609 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل butti

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 19
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اين هي الوطنية؟
« في: 14:36 14/10/2009 »
الوطنية كتعريف بسيط حب الوطن . سؤال يطرح نفسه كم بقي من محبة لهذا الوطن؟ هل محبتنا اصبحت طائفية ؟ نحن نتكلم كل يوم عن حقوقنا و عاداتنا و لغتنا و يجب ان نقويها و ننشرها و بنفس الوقت نقول دائماً لولا المسيحين لما كانت هذه الالوان اللطيفة و الروائح الزكية في العراق . نحن بقصد او بدون قصد نريد ان نقول اننا نحن و بس والباقي ........ 
ولدت في البصرة منذ خمسين عاماً فكانت محلتي الكزارة مثال حي للمحبة و التألف  بين الناس دون ان يطرق و لو مرة واحدة انني مسيحي ام مسلم ام يهودي ... كنا في شارع واحد عائلة مسيحية و عائلة مسلمة سنية و اخرى مسلمة شيعية و رابعة يهودية الحائط على الحائط و الاربعة مكونيين اضلاع المربع و في الوسط حديقة مفتوحة على الجميع و هي حقيقة و بدون مبالغة في الوصف ,  و على الاقل هناك يوم في الاسبوع اذا لم يكن فطور الجمعه او غداء على الاقل نحن الاطفال نفطر و نلعب مع بعض بعفوية متناهية , و للامانة عندما تأتي المناسبات الدينية لاي منا نشترك فيها الكل فرحاً ام حزناً و استمرينا بتلك الحياة البسيطة التي نتمنى ان تعود يوماً لحين ما جاء يوما في اواخر الستينيات ليعلن صدام عن القبض على جماعات يهودية قال انهم جواسيس و اعدمهم ثم جاء يوما اخر و طرد كل العراقيين من اصول ايرانية للحدود لتبدأ مرحلة من الحقد الدفين الذي بدا يزداد يوما بعد يوم من اليهود او ايران تجاه النظام او العراقيين في بعض الاحيان عندما يتغلب الجهل في الموضوع و هذا هو اكبر عامل مؤثر بما يحصل الان بالعراق و من ثم جاءت كل القرارات الخاطئة من الحروب الغير منتهية و التي تبقى تفتح الجروح و الحقد المستمر مع كل من حولنا من الداخل و الخارج , هل سألنا نفسنا يوما سابقا اننا الاحسن او هل نختار اصدقاؤنا حسب دينهم او مذهبهم الان اصبحنا نفكر به جدياً و قد نفكر اكثر بان لاعيشة لنا بالعراق لاننا مهددين و قد يكون جزءاً منه كبير الصحة و لكن الباقيين من ابناء الشعب هل سيبقى يفكر بنفس الطريقة التي ستؤدي الى نار مستمرة و حقداً بكل الالوان هل سنستطيع يوما ان نعود بتفكيرنا الى ما كنا عليه سابقا ام نستمر بالقول و الله كنا سابقا و عشنا سابقا و الله كانت ايام الله يرحم هذيك الايام .