المحرر موضوع: لماذا لانطالب نحن مسيحيي العراق بتدويل قضّيتنا  (زيارة 1151 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Al Berwary

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 94
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
·   
·   |
·   
·   
·   

لماذا لانطالب نحن مسيحيي العراق بتدويل قضيّتنا ؟
 
بقلم المهندس : نافع شابو البرواري
في تصريح لوزير الخارجية العراقي السيد هوشيار الزيباري يوم 14 |10|2009
لوكالات الأنباء والقنوات الفضائية  والوسائل الأعلامية بان العراق وصل مع سورية الى طريق مسدود بشان الملف الامني والأرهابي فلا الوساطات نجحت لحل هذه الأزمة بين العراق وسورية ولا المفاوضات المباشرة ، وقال ان العراق طالب الأمم المتحدة لتدويل قضية الأرهاب وتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في الجرائم التي ارتكبت في تفجيرات يوم الأربعاء الدامي علماً أن مؤتمر شرم الشيخ لقمّة وزراء الداخلية للدول المجاورة للعراق كان مُنعقدا في مصر في نفس اليوم الذي صّرح بهِ السيد الوزير هوشيار الزيباري بهذا التصريح لأنه يعرف مُقدما أن هذه الدول لن تستطيع أن تخرج باتفاق عملي لمنع دخول الأرهابيين الى العراق وكان توقعه في محله لأن هذه الدول لم تتوصل الى الهدف الذي من اجله انعقد بل كانت نتائج القمة كالعادة  الشجب والأستنكار للعمليات الأرهابية ودعوة هذه الدول بالتشديد على امن الحدود دون القيام بخطوات عملية حقيقية لمنع المتسللين من الأرهابيين دخول  الأراضي العراقية  والسبب واضح ولا يقبل النقاش وهو ان هذه الدول متورطة وغائصة في وحل الخطيئة لأنها هي كانت تصدّر( ولا زالت) الارهاب والموت الى عراقنا الحبيب لزعزعة الأمن والأستقرار فيه خوفا من وباء الديمقراطية والحرية النسبية التي يتمتع بها عراق اليوم وخوفا على كراسيهم وانظمتهم الأستبدادية وخوفا من أن ينتقل هذا الوباء ، وباء الديمقراطية والحرية الى هذه الدول فينهار صرح نظامهم الأستبدادي والذي بنوه عبر عشرات السنين على صدور شعوبهم التي تأن من هذا الثقل الكبير ، الأسئلة التي علينا طرحها على أنفسنا اليوم  نحن مسيحيي العراق  هي :
لماذا لا نطالب نحن أيضا بتدويل قضيتنا المشروعة وهي التحقيق في الجرائم المرتكبة بحق كنائسنا ومقدساتنا في الأيام الدامية التي فيها فُجّرت كنائس عديدة  في يوم واحد وقُتل وجُرح العشرات من المسيحيين  وهم يؤدون صلواتهم  وشعائرهم الدينية؟
اليس من حقنا ان نطالب ايضا الامم المتحدة  بوثيقة رسمية للتحقيق في هذه الجرائم التي كل الدلائل تؤكد انها مُنظمة ومرسومة ومُخططة ومقصودة لأرهاب المسيحيين وترك بيوتهم ومقدساتهم ووطنهم والهروب الى المجهول ؟
ولماذا نتردد بالأعتراف وقول الحقيقة أن الحكومة المركزية لم تقم بواجبها للتحقيق في  هذه الجرائم المتكررة لا بل كانت هذه الجرائم ترتكب على مسمع ومشهد من هذه الحكومة  ولا زالت نتائج التحقيقات ضد المسببين لها مجهولة ولم  تعلن الحكومة عن أسماء مرتكبيها ؟
واليوم نسمع اصوات من نواب البرلمان من اخوة عرب يطالبون الحكومة بالكشف عن هذه الملفات بينما مسؤولي أحزابنا ونوابنا لم يتحركوا ساكنين ،
ففي تصريح النائب عباس البياتي عضو البرلمان  عن لجنة  الأمن والدفاع قال لمراسلة  "عنكاوا دوت كوم"الموقع ادناه. http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,353031.0.html
تم تشكيل لجنة لغرض الوقوف على العمليات الأرهابية التي حصلت بحق المسيحيين (لما تعرضوا له من تفجيرات للكنائس وخطف وقتل وتهجير ) من وزارتي الدفاع والداخلية  واضاف قائلا :
نطالب (الحكومة) بضرورة اعلان اسماء الجهات والدول والمجاميع المتورطة في مثل هكذا عمليات ارهابية تخريبية .
ويطالب حسن ديكان عضو البرلمان عن جبهة التوافق الى أن ملف استهداف المسيحيين هو ملف أمني بحت وقال ((كنا في لجنة الأمن والدفاع ننتظر أن تسلمنا الحكومة التنفيذية تقرير  بهذا الخصوص )) ، ويتسائل ديكان أين وصلت التحقيقات بخصوص خطف وقتل وتهجير المسيحيين  وتفجير الكنائس والجهة الحقيقية المنفذة لتلك العمليات اللاانسانية؟         
ويشير ديكان الى أن الحكومة التنفيذية حتى الآن لم تعط لجنة الأمن والدفاع التقارير اللازمة للوقوف على مثل تلك العمليات  كي تتمكن من الوقوف عليها بشكل دقيق ومُفصّل .
ويقول  النائب مطلك الجبوري رئيس التيار العربي والكتلة العربية المستقلة في ممجلس النواب العراقي "ان استهداف الكنائس وتهجير المسيحيين  هي عملية قذرة الغاية منها افراغ العراق من مكون اساسي وهم الأخوة المسيحيين"
ماذا علينا فعله في ضوء ما ارتكب من الجرائم بحق شعبنا المسيحي ؟ والسؤال الأهم هو ماذا علينا عمله في ضوء المستقبل المحاط بالضبابية وعدم الوضوح وخاصة نحن نرى أن كل المؤشرات تشير الى ان المخاطر لازالت تحيط بنا من كل جانب واننا نسيرالآن في فترة الهدوء الذي يسبق العاصفة وعلينا ونتيجة قرائتنا لهذا الواقع والأحداث ان نقوم بالخطوات التالية :
 *أن تجتمع جميع الآحزاب  وممثليهم في البرلمان والمجلس الشعبي والمنظمات والأعلاميين والكتاب والمثقفين ورؤساء الكنائس المشرقية للتداول بخصوص المواضيع الخطيرة التي تهم شعبنا ومستقبل وجوده في العراق .
*ان يقدم المجتمعون وثيقة رسمية تطالب الحكومة الحالية والقادمة بكشف كافة ملفات الأرهاب بحق المسيحيين منذ سقوط النظام سنة 2003
 في حالة عدم كشف الحكومة لملفات هذه الجرائم  وفي فترة لاتتجاوز ثلاثة اشهر يتم  اجتماع ثانِ ويقدم المجتمعون وثيقة رسمية الى الامم المتحدة ومنظمة حقوق الأنسان وحماية ألاقليات  ونسخة من الوثيقة الى السفارة الأمريكية في بغداد كون أمريكا مسؤولة عن جرائم الحرب التي ترتكب بحق المدنيين في زمن الحرب ، ويتم بموجب هذه الوثيقة تقديم طلب رسمي للمطالبة باجراء تحقيق دولي وكذلك تدويل قضية المسيحيين في العراق باعتبار انهم يتعرضون لاستئصال وتهجير جماعي وحتى ابادة جماعية بعدما يرفق بهذه الوثيقة كافة الادلة
والبراهين التاريخية في الماضي ومنذ الحرب العالمية الاولى  مرورا بمذبحة سميل سنة 1936  وصولا الى أحداث 1961 التي فيها تم تدمير المئات من القرى والكنائس والمقدسات المسيحية في شمال العراق وكيف تم نزوح وهجرة الغالبية منهم الى المدن او مغادرة الوطن الى الغربة . واخيرا وليس اخرا الجرائم التي ارتكبت بحقهم منذ سقوط النظام السابق الى يومنا هذا وكيف ان الهجرة اليوم انعكست من المدن الى القرى وسهل نينوى والمسيحيين في مهب الريح وكما تقول كلمات لأغنية عراقية  قديمة  (نوبا شمال الهاوى نوب هاوا جنوبي)
                                                      *ان تقوم الجاليات العراقية وخاصة المسيحيين بالتعاون مع اباء  الكنائس في دول الأغتراب  بتخصيص يوم صلاة عالمي يدعون
في هذا اليوم العالم كله للتضامن مع مسيحيي العراق  وينظّمون تظاهرات لتحقيق حقوقنا المشروعة في نفس اليوم ، فنحن لا نطالب الا الحق وتحقيق العدالة والحرية والمساواة.
*المطالبة باعادة كل الأراضي والبيوت والاموال المسروقة الى اصحابها الشرعيين  من اقصى شمال العراق الى جنوب ا لبصرة
أو  تعويض الذين لا يستطيعون الرجوع الى أراضيهم لأسباب كثيرة .
                                            *المطالبة بحق جميع الجاليات العراقية ومنهم  المسيحيين الذين  هاجروا بسبب الحروب التي اشرنا اليها اعلاه  بأن يكون لهم حق الأنتخابات حالهم حال المواطنين في الداخل.
* هناك خطر يظهر في الأفق وهو مصير مدينتي نينوى وكركوك فهناك صراع مباشر وغير مباشر وظاهر على السطح مرة وباطن مرة ثانية والكل يترقب  المستقبل الذي  لايبشّر بحلول  قريبة  بين العرب السنة والأكراد لتقسيم هاتين المدينتين وهكذا اصبحت الاقليات ، وبالطبع الغالبية منهم المسيحيين ، في ارض الحرام( بالمصطلح العسكري) وهم بهذا يواجهون وسيواجهون الصراع ويكونون وقودا للنار لاسمح الله خاصة عندما تغادر القوات الأمريكية ارض العراق . ونحمّل الحكومة المركزية الحالية وامريكا كل المسؤولية لحماية المسيحيين خاصة في هذه المناطق الساخنة.
*على الحكومة المركزية وبالتعاون والتنسيق مع حكومة كردستان وضع خطة امنية استثنائية بين المناطق المتنازعة عليها لكونها مناطق ساخنة ونقترح ان  تتواجد قوات دولية في  هذه المناطق قبل انسحاب امريكا من العراق ونقترح بان تبادر الأحزاب المسيحية ورجال الدين المسيحيين بتقديم مذكرة رسمية الى السفارة الأمريكية يطالبون امريكا بظمان حياة الأقليات وخاصة المسيحيين من جرائم حرب قد ترتكب ضدهم  تكون اكثر دموية مما شهدناه في الحقبات التاريخية السابقة في حالة انسحاب القوات الأمريكية من هذه المناطق .
 ان ما ننوه به من المخاطر المحدقة بالمسيحيين هي ليست من نسج الخيال فالمنظمة الدولية وهي التي تعني بحقوق الأنسان والأقليات العرقية هي التي اوردت في تقريرها الصادر  في يوليو حزيران 2009 بأن(العراق يدخل في قائمة دول كأفغانستان وباكستان والصومال  حيث يواجه السكان فيهم خطرمجموعات المعارضة المسلحة والقوات المسلحة الوطنية والدولية في ان واحد ، كما انهم عرضة للصراع على السلطة على اساس اثني وطائفي).