"عنكاوا كوم" تحاور الفنان القدير جورج الياس
عنكاوا كوم – عنكاوا – هدير كوندااجرى مراسل موقع "عنكاوا كوم" لقاءً مع الفنان القدير جورج الياس، وهو من مواليد عام 1952، حاصل على شهادة دبلوم محاسبة ودبلوم عالي في الموسيقى، متزوج ولديه ثلاثة ابناء.
- كيف كانت بدايتك ؟بدايتي كانت في الكنيسة، وكان عمري ثمانية اعوام، حيث التحقت بكنيسة مريم العذراء في كركوك لدراسة اللغة السريانية، والتهيئة لاصبح قسيسا.
عندما كنت طالباً في ابتدائية التأخي كنت ادندن في الصف مع نفسي العديد من الاغاني بمختلف اللغات الكوردية والعربية والهندية والتركية، ولكن قسم من اللغات لم اعرفها، وهذا اعطى لصوتي خبرة حيث اختارني استاذ النشيد لتأدية النشيد الوطني بتحية العلم، وفي تلك الفترة التقيت بالفنان يوسف عنكاوي الذي اخبرني بأن هناك برنامج لفريق الكشافة، وابلغونا بأن نقدم برنامج بأسم الكشافة، باربع لغات، العربية، الكوردية، السريانية والتركية، وقدمنا اغنيتين انا و د.سمير كوركيس.
واختارتني لجنة اللغة السريانية، ونجحت في الاختبار، وسجلت اغنية (سوريثا من دمي) من الفلكلور السرياني في الستينيات، واديت الاغنية، وكنت اول مطرب سرياني يظهر على الشاشة الصغيرة انذاك.
التقيت بعدها بالاستاذ جورج عبدالمسيح الذي كان مسؤولا عن النشاط المدرسي في كركوك، اذ لحن لي اغنية باللغة الكلدانية، وكانت من كلماتي وسجلتها في تلفزيون كركوك في فترة الستينيات.
لكني لن انس الرياضة التي كانت جزء مهم من حياتي، اذ مثلت منتخب المدرسة الابتدائية، وكنت امارس لعبتي الجمناستيك، والمنضدة وحصلت على العديد من الالقاب، وقتها كنت اخدم الكنيسة واغني وامارس الرياضة في نفس الوقت.
- ماذا عن الحفلات في الستينيات ؟الحفلات كانت تختصر على الاندية، والاعراس، وبالاضافة الى الحفلات في كركوك كنت اشارك في حفلات عنكاوا المبسطة حفلات الزواج، وكانت بدون مكبرات الصوت، وهذا النوع من الغناء اعطى لحنجرتي القوة.
- عام 1973 انتقلت الى بغداد للدراسة ؟هل مارست اي نشاط هناك؟لكوني لم اكن منتمي لصفوف حزب البعث، لم اقبل في كلية التربية الرياضية علماَ انني كنت امارس الرياضة بشكل مستمر، وخاصة كرة القدم. وقبلت في المعهد، ولم اذهب في البداية، بعدها سافرت الى بغداد للدراسة في معهد قسم المحاسبة، ومارست الرياضة والفن في المعهد حيث كنت المطرب الوحيد بالمعهد، وكنت اغني لـ صباح فخري، ولقبت بـ جورج فخري، وغنيت بالسريانية ايضا، والفت فرقة دبكات للمعهد، وبعدها ذهبت لنادي اور العائلي .
وقدمت في اذاعة بغداد - القسم السرياني، ونجحت بعد اختبار اللجنة، وسجلت اغنية
( ايناتي كخكيلا) باللغة السريانية، الحان وكلمات اوشانا جنو، واول اجر استلمته لقاء اغنية كان 14 دينار، التحقت بعدها بنادي اور العائلي الذي كان يمثل العنكاويين انذاك وبدأت اطلاقتي من نادي اور، اذ شاركنا في المهرجانات الرياضية والفنية وكنت عضو الهيئة الادارية لنادي اور، ومسؤول اللجنة الرياضية والفنية.
- ماذا يعني لك اوشانا جنو ؟يعني لي الاخ، كان ملحناُ ومؤلفاُ جيداً وشجعني كثيرا .
- هل سجلت كاسيت في تلك الفترة ؟سجلت مع شقيقاتي حياة وسعاد ومع ملحن العائلة اوشانا جنو كاسيت بعنوان (العائلة الفنية) تضمن حوالي 10 اغاني .
- هل درست الموسيقى في العراق؟تسرحت من الخدمة العسكرية، دخلت بعدها معهد دراسات الموسيقى، وقبلت من بين 523 حيث اختاروا 23 طالب فقط ، وكانت هناك لجنة مؤلفة من منير بشير، منير الحكيم، غانم حداد، رومي الخماش، شعوبي ابراهيم .
وتم قبولي ضمن التسلسل الاول على قائمة المقبولين، وهكذا كانت بدايتي في المعهد الذي اضاف الي الكثير، كالعزف على الة العود، ومعرفة خبايا الموسيقى مثل الانغام والنوتة الموسيقية، والتجويد (كيفية نطق الحروف ومخارجها باللغة العربية)، الخبرة التي اضافها المعهد لي جعلتني انتج عدد من الكاسيتات.
- كنت طالباَ في معهد الموسيقى هل مارست الغناء العربي انذاك؟كطالب كان من واجبي ان اغني اللغة العربية للتهيئة للامتحانات، وكنت اتدرب مع الفرقتين الشرقية و الغربية، والبي طلبات الجمهور بالغناء للعديد من المطربين.
- هل كانت لك مشاركات في مهرجانات بغداد؟شاركت في مهرجان بابل الدولي الثاني والثالث والرابع على التوالي، ومهرجانات الاندية السريانية، وكنت مشرفاً على الاغاني.
- بعد تخرجك من المعهد 1985 اتجهت للغناء العربي اين كانت بدايتك؟كانت بدايتي في الحفلات التي كانت تقام في المطاعم والفنادق، بعدها بدأت انطلاقتي بالغناء العربي، حيث توالت العقود، وكنت اغني باليوم الواحد في خمس مطاعم، وكنت اخصص لكل مطعم ساعة.
- سمعنا بأنه كان لديك ستوديو خاص في منزلك؟ هل افادك هذا؟بالتأكيد افادني بتوفير كلفة تسجيل الاغاني بالاضافة الى انني كسبت راحتي في التسجيل بالاستديو الخاص بي، اذ منحني ذلك حرية اختيار وقت التسجيل دون الاضطرار الى حجز استوديو في سبيل ذلك.
- هل غنيت للوطن؟صورت اغنية عن الوطن بأربع لغات، العربية، الكردية، السريانية والتركمانية، ونالت الجائزة الاولى على العراق في عام 1991، بعدها انتجت اغنية في نفس العام بأربع لغات ايضا بمناسبة رأس السنة، صُورت في تلفزيوني كركوك وبغداد .
- هل عملت حفلات خارج الوطن؟عملت حفلتين في الاردن عام 1990 وكان الحضور جيد جدا، وجرى التخطيط لاحياء حفلة لي على المدرج الروماني لكن بسبب ظروف خاصة الغيت الحفلة.
- هل سجلت كاسيت بعد هذه الفترة باللغة السريانية ؟في عام 1993 سجلت كاسيت بعنوان (ايشوكا) تضمن حوالي عشر اغاني، وكان من تأليف كوريل شمعون و هرمز اندريوس وغيرهم، والحان اوشانا جنو وقسم من الاغاني كانت من الفلكور.
- اكثر اغانيك صورت في تلفزيون كركوك لماذا ؟بسبب وجود القسم السرياني في تلفزيون كركوك.
- هل عملت لقاءات صحفية؟بالطبع عملت عدة لقاءات اذكر منها اذاعة ديترويت تايمس، ولقاء في الاستوديو الخاص في بغداد عام 1994 واذاعة مونتيكارلو.
- ماذا عن الاغاني التراثية وخاصة انك خريج معهد الموسيقى؟سجلت اغنية (خالة شكو) بتوزيع حديث، وصورتها على حساب اذاعة وتلفزيون بغداد وفي عام 1997 سجلت اول البوم بالعربية كانت الاغاني خاصة بالمؤلفين جودت التميمي و صالح فرحان و محمد جبار وغيرهم والحان سالم عبدالكريم و عباس حسن و عامر توفيق، ولم يوزع العمل بسبب انشغالي بالسفر والهجرة خارج الوطن.
- بعد سفرك الى الخارج اين اتجهت؟كان اتجاهى لكندا ولكني استقريت في سوريا لفترة العام ونصف العام، حيث زوالت الفن، وسجلت حلقة للتلفزيون السوري، وغنيت باللغة السريانية والعربية وكانت مدة البرنامج ساعة واحدة بعدها عملت، وغنيت في العديد من المطاعم في سوريا لحين سفري ومغادرتي سوريا الى كندا في 22/6/1999.
- ماذا قدمت في كندا؟بالطبع سافرت مع عدتي الفنية التي كانت دافع ورصيد جيد في البلد الجديد (كندا)، وحققت لي الحفلات التي اقامتها في البلد استقراراً اقتصادياً معقولاً، توالت بعدها الحفلات، وبعد حصولي على الجنسية الكندية توسع عمل بشكل اكبر.
- بعد غياب اكثر من 20 عام رجعت لعنكاوا بلد الام ماذا قدمت فيها؟بالحقيقة فرحتي لاتوصف لدى دخولي عنكاوا، ولا الكلمات كافية لما شاهدته من تقدير واحترام من الاخوة والاقرباء والاصدقاء كل واحد يحاول ان يدعوني عنده، ومما يدل على ان الدنيا (لسه بخير) وحب الصداقة والعشرة الطيبة موجودة بيننا، اما قضية اقامة الحفلات فلي عتاب على بعض مسؤولي الاندية لاني حاولت مع اكثر من نادي لاقامة حفلة ولكن بدون جدوى.
- لماذا؟هذا الجواب يجب ان يطرح لادارة ومسؤولي تلك الاندية، ولكني اقدم جزيل شكري وتقديري لادارة جمعية الثقافة الكلدانية، لاقامتهم لي امسية فنية (ليلة طربية) مساء يوم الخميس 22/10/2009 في قاعة الجمعية، واوجه شكري الخاص للسيد انو جوهر الذي سيسجل هذا الحفل (صورة و صوت) عبر قناة كوردستان، وعتبي على بعض الذين لم يبادروا حتى بالقاء السلام.
حتى فضائية عشتار لم تقدم شيء لي بالرغم من زياراتي المتعددة لهم، واتصالي المتكرر بهم والعلاقات القوية التي تربطني ببعض الاخوة هناك، ولكن مع شديد الاسف لم يقدموا لي شيئا رغم اني بقيت في عنكاوا حوالي 42 يوم. ويتبادر الى ذهني سؤال " أهكذا ترعى فضائية عشتار الفن والفنانين ام ان ذلك يخضع للمفاضلة بين فنان واخر؟".
- حسب معلوماتنا فان فضائية عشتار كانت قد خططت لاستضافتك في احدى برامجها، ولكن وحسب ما قالته مقدمة برنامج (سهرة عراقية) انك لم تحضر اللقاء بسبب ظروفك الصحيةاولا اتقدم بالاعتذار الشديد لجميع الاصدقاء والاحبة ولكل جمهوري في كل مكان لما حصل، وواجب علي ان اقول الحقيقة، والصراحة لاني تعودت عليهما، وبأن ما قالته مقدمة البرامج ليس صحيحاً مع الاسف، بل انني اعتذرت عن حضوري بسبب اسلوبها، ومحاولتها فرض آرائها على الاخرين، ولو تسمحوا ان اروي قصة ما حدث لي مع فضائية عشتار، ليطلع عليها الجمهور ويكون على بيّنة من امره.
فانا ومع احترامي الشديد لمقدمة البرنامج غير انها لا تملك الخبرة ولا المعلومات الكافية لادارة مثل هذا النوع من البرامج، كما انها تحاول ان تفرض آرائها واسئلتها المتكررة والتقليدية على ضيوف البرنامج مما وضع برنامجها في مستوى دون الطموح، وقد تعود شعبية برنامجها الى الفنانين انفسهم الذين تتم استضافتهم وتاريخهم الفني، لكن هناك خلل حقيقي المفروض ان ينتبه اليه المسؤولين.
فالمعروف في مثل هكذا برامج ان المقدم يقوم بالاعداد المسبق لبرنامجه بالتعاون مع الشخص الذي سيحاوره، وانا بدوري سلمت لها 40 سؤال، وكانت اسئلة شاملة ومختصرة عن سيرة حياتي لمدة 40 عام في المجالات التي نجحت بها لتساعدها على ان تكون ملمة بتاريخي الفني والاجتماعي، ولكنها مسبقاً رفضت استلام الاسئلة قائلة "لا يا استاذ جورج انا عندي اسئلتي الخاصة" ، وهنا اسال القراء كيف بالله عليكم يحصل الحوار وهي لا تعلم عني شيء سوى اني مطرب؟ كما انها لم تخبرني مسبقا باستضافتها لمطرب اخر غيري في البرنامج، الم يكن من الاجدر اعلامي، وهو ما يتم اتباعه في البرامج التي يتم فيها استضافة اكثر من شخصية؟.
وتابع، عندما سالتها فيما اذا سيكون هناك وقت للحديث عن اغاني الوطن والغربة، اجابتني "اذا اكو مجال"، وبنبرة عالية، وكأننا في عراك، لذلك كله اخبرتهم وبكل هدوء وبشهادة الموجودين بانني منسحب من البرنامج.
واثناء خروجي من الاستوديو، تحدث معي الشباب الخيرين بان لا اهتم لان ما حدث لي ليس الاول من نوعه بل حدث سابقاً للعديد من الفنانين الاخرين.
وسؤالي الى المسؤولين في القناة، ما المانع من ان تأتوا باشخاص متمكنين وكفوئين بعملهم، ومؤهلين لان يقودوا مثل هذا النوع من البرامج؟
- هل غنيت لعنكاوا؟قد يسأل الجمهور لماذا كل هذه الفترة لم ابادر بالغناء لمدينتي عنكاوا، والجواب بسيط وعبرت عنه باكثر من لقاء سواء في الانترنيت او التلفزيون اوعبر المكالمات للاخوة الشعراء، والكتاب في عنكاوا، وغيرها، اذ لم يبادر اي من احد غير الاخ العزيز غريب كوندا بكتابة عدد من الاغاني لي باللهجة العنكاوية، وانا مدين له بشكري وتقديري، وكنت عند وعدي وغنيت لعنكاوا الحبيبة في اخر CD 2009 وكتبت كلمات الاغنية اختي سعاد والملحن البارع المرحوم اوشانا جنو.
وهناك انشاء الله في الـ CD القادم اعمال حلوة منها اغنية اخرى لعنكاوا اتمنى ان تنال رضا الجمهور، ولو ان ذلك جاء متأخرا لكني اقول اذا منحنا الله العمر الطويل سوف لن اتوقف عن اداء رسالتي لخدمة ابناء شعبي بدون تمييز.
