*سُقوط الثور المجنح*
يا من كانت أكبر قوة جبارة على وجه الأرض!
يا رمز العلم والقوة في جهات الدنيا الأربع
يا أثراً خالداً عبر التاريخ
كنت رمزاً للجميع.. سومر وآكاد وبابل وآشور
شامخاً صامداً متحدياً.. كل العصور
ونقلتَ الدنيا من الظلماتِ.. إلى النور
إلى أن سقط الثور المجنح بيد الأشرار
وتنجس ولطخوه بالعار
جاؤوك من الشمال والجنوب
والشرق والغرب
غزاك الهمج والمتخلفين والارهابيين
باسم الفتح.. والله.. والجهاد!
واليوم غزاك الطامعين الغربيين
الباحثين عن الذهب.. والنفط
وحولوا البلاد إلى الخراب والقحط
وبحجة جلب الحضارة ومحاربة الارهاب
من كل العالم تكالب عليك الكلاب والذئاب
من الكعبة.. حتى واشنطن
مروراً بأنقرة.. وروما.. ولندن
وساعدهم الخونة الانفصاليين والأصوليين منا
الطامعين بالفتات وببعض المناصب
لاسقاط أحفاد ذلك الثور الجريح الغاضب
والعمل على تقطيع أرجله.. وأوصاله
وتسمية كل قطعة باسم مختلف
كي لا ينهض ثانية.. ويقبر بمكانه
جاءك الهمج الذين لم ولا يعرفون..
حتى اليوم
صنع ملاعقهم
أو ملابسهم الداخلية..
لا بل.. وحتى جواربهم!
علمناهم الزراعة وكل أشكال الحضارة
وهم لا يتقنون إلا فنون الغدر والقتل والتعذيب
والكذب والغش والنفاق والتخريب
وكل وسائل التخلف.. والحقارة
إلى أين وصلت بك الأيام!؟
أن يصبح أبناءك غرباء في وطنهم ومطاردين
وفي أرجاء الدنيا لاجئين ومشردين
وحتى اليوم ما زال التحالف العالمي الوحشي
يهملك.. يتجاهلك
ويطمس اسمك.. آشور
ويغمض عينيه عن ظلمك
حتى الآلهة الجديدة تحالفت مع الشياطين
ونامت وأغمضت عينيها عن الظلم
وألهت أبناءك عما يجري وخدرتهم بالدين
ووعدتهم بالفردوس الموعود
الذي طال انتظاره.. آلاف السنين!!
فإلى متى نبقى صابرين.. نائمين!؟
حتى هذا اليوم..
نلعق جراح أيامنا الكوالح!
نأكل الويلات..
ونجتر ذكريات المذابح!
وما زلنا نردد.... آمين.. آمين..