المحرر موضوع: الماركسية بين النظرية والتطبيق  (زيارة 1570 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يعقوب زكو

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 47
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

 الماركسية بين النظرية والتطبيق مع دعوة الى القوة اليسارية والديمقراطية في العراق الى التضامن وتكوين جبهة عريضة لمجابهة قوة الظلام والتخلف
اذا كنا ناْمن باْن عقلية وتفكير البشر ليست ثابتتين بل قي تغير وتطور مستمر ومنذ ان خلق الانسان على وجه الارض. فنستنتج من التاريخ البشري ان هذه الجركة وهذا التطور قد اخذ اشكال وانماط عدة وهذه بدورها كانت تتطور وبشكل متوازي بين تطور التفكير البشري والفلسفات التي كان يستنبطها و ياْمن بها كناتج لذلك التقدم والتطور ولكي تاْمن له  علاقات اجتماعية وسبل حياة افضل. فكل مرحلة من المراحل التي مر بها المجتمع البشري نلاحظ هناك ظهور قلسفة او نظرية او حركة تعبر عن ذلك العصر وتضع بعض الحلول الوقتية وربما المستقبلية للمشاكل والتجاوزات الاجتماعية التي كانت تمارس بحق الفرد من الطبقات المسحوقة في تلك الحقبة من التاريخ البشري. فالاديان مثلا في راْي هي حركات وافكار انساسية كانت الغاية منها تحرير الانسان من العبودية وتنظيم حياته واسلوب تعامله مع اخيه الانسان, وعندما تطور الفكر البشري وتطورت معه كذلك وسائل الانتاج فاخذت العلاقات الاجتماعية تاْخذ طابعا اكثر تعفيدا واخذت الهوة تكبر بين ابناء الشعب الواحد وظهر استغلال من نوع اخر وتكونت نتيجة لذلك الطبقات الاجتماعية بانشاء المصانع والمعامل والمزارع الكبيرة. ومن الملاحظ ان معظم الحركات الدينية الرئيسية  ظهرت في عهد العبودية ودعت الى تحرير الانسان ليكون حرا ومن الناحية الاقتصادية دعت الحركات الدينية الى مساعدة الشرائح والفئات المعدومة والمحتاجة في المجتمع ولا زالت تدعوا الى ذلك الى يومنا هذا, وهكذا تطورت الافكار وصيغت النظريات والقوانيين وكلها في مجموعها تدعوا الى تحرير الانسان من ظلم اخاه الانسان وتاْميين لقمة العيش له.
   اما في عصرنا الحاضر فقد ظهرت النظرية الماركسية كنتاج لمجموع تلك الافكار والفلسفات التي سبقتها ولعكس الواقع الجديد الذي برز بعد عصر النهضة واكتشاف الماكنة الحرارية في اوربا وبداْت المصانع والمعامل والمزارع الكبيرة تستقطب اعداد كبيرة من الايدي العاملة التي كانت تستغل من قبل المالكين لها وذلك لعدم وجود قوانيين وانظمة تنظم وتوضح العلاقة بيين المالكيين لوسائل الانتاج  والعامليين فكان اصحاب العمل المتنفذيين يستغلون العمال بتشغيلهم ساعات عمل طويلة وبدون مقابل. اذا النظرية الماركسية اليوم هي نظرية العصر ولكن مثل غيرها من النظريات وكما سبق وقلنا يجب ان لا ينظر اليها على انها شيْ جامد وثابت ولا يقبل التغيير ولا يمكن مسها كما هي الحال مع الاديان, بل انها نظرية حية ومن الممكن جعلها تستحدث وتتطور لتناسب المكان والزمان اللذين يراد تطبيقها فيه. فمن المعروف والمثبت علميا انه لا يوجد شيْ ثابت في الكون وانما كل شيْ في تغيير وتبدل مستمر, ومن هنا يجب ان ناْخذ المستجدات والتغيرات بنظر الاعتبار وان نتماشى معها لخدمة الطبقة المنتجة والفاعلة وحماية المجتمع ككل وذلك باْخذ الجديد والمفيد وترك القديم والبالي والذي لا يتماشى مع الوضع الجديد الذي نحن فيه وهذا ما نجده قي الاحزاب اليسارية والاشتراكية في اوربا بشكل خاص,  فهي تعمل بالممكن وتناضل لبلوغ الطموح وبالطرق الديمقراطية ومن خلال توعية افراد المجتمع ذات المصلحة الحقيقية في التغيير وهذا بدوره اثر كثيرا في الانظمة التي تدعي انها انظمة راْسمالية ونراها تطبق الكثير من صيغ الضمان الاجتماعي التي تحمي الفرد وتعطيه حقه في العيش الكريم من خلال توفير مستلزمات الحياة الضرورية كافة وبدون تميز بين فرد واخر في المجتمع الواحد ومن جهة اخرى لا نرى هذا في كثير من الانظمة التي تدعي انها انظمة ماركسية او اشتراكية. فاذا النظرية وتطبيقها بالشكل الملائم هي الشئ الاساس وليس الشعارات والكلام والممارسات والتطبيق الذي لا يرى له اي واقع على الارض, فمعظم الاحزاب الشيوعية والماركسية في الشرق والشرق الاوسط بشكل خاص تدعي انها ملتزمة بالنظرية الماركسية والاشتراكية ولكنها تفهمها او تطبقها كشئ جامد ولا يتطور ولا يقبل النقاش اوللمتاجرة واللعب بعواطف الناس البسطاء وبهذا يكونون القائمون على ذلك قد اساؤا الى النظرية اكثر من ان يطوروها لتكون قادرة على المساهمة في حل مشاكلهم وايجاد من خلالها الحلول المناسبة للمعوقات التي تعتري سبيلهم وكما قلت سابقا انه ومن مبادئ الديالكتيك ان كل شئ في الكون في حركة وتغير مستمر لذا يجب على هذه الحركات والاحزاب ان توازي ما بين المبادئ الاساسية للنظرية الماركسية وبين الواقع الفعلي المحيط بها واستثمارها بالشكل المناسب لتعطي ثمارها بشكل جيد, ومن الاسباب الاخرى لنكسة هذه الاحزاب والحركات ان البعض ولا اقول كل القيادات فيها وعندما تتبواْ اعلى المناصب في الحزب او في الدولة فانها تتبدل نتيجة تحولها من مناضل مطارد ومحارب حتى في رزقه الى شخص ذو سلطة وهيبة قيبداْ باْستغلال ذلك لغرض الثراء او بسط النفوذ والسيطرة فيتحول تدريجيا الى شخص دكتاتور او مستبد براْيه وهذا ما حصل براْي في كثير من الاحزاب الشيوعية والماركسية والاحزاب التي كانت تدعي اليسار والعلمانية وخاصة في منطقة الشرق الاوسط. ولانجاح تلك الاحزاب اْرى ان تكون هناك ديمقراطية حقيقية لكل اللذين تنتمون الى تلك الاحزاب او الحركات للتعبيير عن راْيهم وافكارهم بحرية تامة وطرح المقترحات التي يرونها مناسبة للفترة التي يعيشون فيها لان الغاية من النظرية الماركسية هي ليست تطبيق الصيغ والافكار كما هي فقط وانما يجب ان تعبر عن مصالح وحقوق الشريحة الاكبر في المجتمع وهي الشريحة التي لا تملك وسائل الانتاج بل انها تبيع قوة عملها فقط من اجل كسب لقمة العيش, وهنا لابد ان اشير الى ان الذي يبيع قوة عمله ليس فقط العامل في المعمل او المصنع وانما هو اليوم كل من لا يملك وسائل الانتاج وبغض النظر ان كان عمله يدويا او فكريا وخاصة في عصرنا هذا عصر الكومبيوتر والتكنولوجيا المتطورة.
   ومن كل ما تقدم اقول ان الماركسية هي نظرية العصر ولكن يجب توظيبها وبالشكل الذي يلائم ويخدم الشريحة الواسعة من المجتمع والتي تبيع قوة عملها سواء كانت عضلية او فكرية  لكي توفر لها مستلزمات الحياة الضرورية. وعلى الاحزاب الشيوعية والماركسية والعلمانية ولكي تتقدم وتتطور وهذا ما نتمناه ان تطبق الديمقراطية الحقيقية وحرية التعبير عن الراْي داخل احزابها والاخذ بالافكار والمقترحات لاعضائها ودراستها وتوضيبها لخدمة المجتمع وبكل شرائحه لكي تطمئن وتبين للشعب انها فعلا جاءت لخدمته وتطوره وليست لغرض فرض صيغ واساليب ربما لا تخدم حتى الطبقة التي هي جاءت من اجلها او تمثلها ولكي تقف كسد منيع بوجه القوة الظلامية والرجعية المتخلفة والتي تقاوم حركة التاريخ من ان تتقدم الى الامام وذلك للمحافظة على مصالحها الانانية الخاصة على حساب الفئات والطبقات الكادحة صاحبة المصلحة الحقيقية قي ذلك التقدم والتطور. والقوة التقدمية والعلمانية في العراق اليوم مدعوة اكثر من اي وقت لاخذ زمام المبادرة واثبات مصداقيتها امام الشعب وذلك بتكوين جبهة عريضة تضم كل القوة والاحزاب التي تمثلها تحت برنامج واضح وصريح ويعبر عن كل ما يجوب في خاطر الطبقات والفئات الكادحة ويدافع عن مصالحها وكذلك طرح برامج تعبوية وتثقيفية بين ابناء الشعب وخاصة الشباب منهم لتثقيفهم وتوعيتهم بما يدور حولهم والمخاطر المحدقة التي قد تجابههم اذا ما سيطرت القوة الرجعية والمتخلفة على زمام الامور وفرضت على البلاد دستورا دينيا متشددا ممن يضع البلاد مجددا تحت حكم اكثر رجعية وتخلفا من الدكتاتورية السابقة والتي اغرقت البلاد لسنين طويلة بالماْسي والويلات وكلنا امل وانظارنا متجهة اليكم الى كل القوة المحبة للحرية والسلام والانعتاق والتقدم والديمقراطية والتي تدعوا الى دولة علمانية بعيدة عن روح التعصب الديني والقومي واعتبار المواطنة والانتماء الى الوطن هي المقياس الحقيقي والصحيح لابناء العراق كافة وليصبح هذا نموذجا يقتدى به في المنطقة والعالم.

                                                                                                                           يعقوب زكو